النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تاريخ ثقافي للغة العربية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952

    تاريخ ثقافي للغة العربية

    https://books.google.com.sa/books?id...page&q&f=false


    تاريخ ثقافي للغة العربية
    A Cultural History of the Arabic Language
    شارون جو ِSHARRON GU
    وجدت فيما قرأته من هذا الكتاب إنصافا للعربية وشاعريتها يغيب في عمقه عن كثير من العرب. قمت بترجمة المقدمة بالدقة الممكنة مع استبعاد فقرة حول خلفية المؤلفة. فيما يلي نص الترجمة:

    هذه دراسة مختصرة لكنها ذات مدى شامل لتاريح اللغة العربية. وهي موجهة للعلماء والقراء المثقفين المختصين في العربية والثقافة الإسلامية الذين ليست العربية لغتهم الأصلية.
    وقد تكون مهمة كذلك للناطقين بالعربية المهتمين بمعرفة تراثهم من منظور عالمي. يركز هذا العمل على ما تتميز به العربية عن سائر لغات العالم الرئيسة - اليونانية واللاتينية والعبرية والانجليزية والإسبانية والصينية – وكيف تشكلت الصفات المميزة للعربية في عدة محطات من تاريخها. ويقصد منها تقديم الخلفيات اللغوية والثقافية والمعتقدات والممارسات الدينية في الشرق الوسط (1)
    وصف البشر بالكائنات الثقافية أولى من تنميطهم بالكائنات اللغوية أو العرقية أو النفسيةـ لأنهم يتشكلون بفعل بيئاتهم الثقافية المباشرة. التاريخ الثقافي عملية معقدة تقوم فيها صيعٌ متعددة من التعبير بالتراكم والتفاعل والتحول. ويقوم كل جيل مولود في ثقافية معينة ( أو بصورة أدق في مرحلة ما من تطور ثقافة معينة) بوراثة ذخيرة من التعبير في موسيقا تلك الثقافة ولغاتها الشفوية والأدبية والفنية التي تحدد موقفها وخيالها وحكمتها. يتطلب فهمُ شعب ما الإحاطةَ بموروثه الثقافي الذي تطورت في رحابه أفكاره وآراؤه حول العالم. وآمل أن يقوم هذا الكتاب بتبصير القراء حول تاريخ الشرق الأوسط والعالم الإسلامي المعاصر على ضوء مختلف.

    الحضارة العربية من أكثر الحضارات تعرضا لسوء تقديمها في الغرب وفهمه لها. فإلى جانب الدعاية السياسية التي يغذيها الصراع الدولي فإن لغة علمَي الاجتماع والسياسية التي وصف العالم شؤونه وبحثها بمصطلحاتها في القرنين الأخيرين تمت النظرة للعالم فيهما من خلال تلك المصطلحات الأجنبية ( الإنجليزية والألمانية والفرنسية) غير آخذة في اعتبارها الوضعية الثقافية واللغوية الفريدة للعربية. ونتيجة لذلك فإن تاريخ العربية والإسلام كما تقدمه اللغة الانجليزية حافل بالتشويه الذي تمليه تقلبات الصورة التي تختارها تلك اللغات الأوروبية والأميريكية الشمالية لذاتها.
    سيتعرف القراء في هذا الكتاب على عديد من خصائص التاريخ العربي المعروفة مقترنة بتاريخهم الثقافي وسواه مما يقع خلف آفاقهم. لا تقتصر هذه الخصائص على حقيقة أن العربية الأدبية تمتلك تاريخا أطول من اللغات الأوروبية ولكنها تتجاوز ذلك أيضا لأنها أنتجت نظاما أدبيا طبيعيا بالغا غطى مجالات الحقوق والعلوم والفلسفة والروايات التاريخية قبل الغرب بقرون.

    أحد الأمثلة التوضيحية للفوارق التاريخية المشتقة من الفجوة بين الثقافتين العربية والانجليزية هو التعبير الشعري المتطور والباذخ للعربية الذي بوأها مكانة تتقدم بها على سواها من لغات العالم. هذا الشعر المتطور والباذخ ذو طاقة استثنائية لاستثمار وتفعيل العواطف السيّالة. وبخلاف الغرب حيث الشعر مهنة وتسلية النخبة المثقفة، فإن الشعر العربي يعيش في الشوارع والمقاهي والمساجد والبيوت.

    يبقى التصوير الشعري والقافية المشتقة منه في آذان العرب وعقولهم وشفاههم. ولا تجد شعبا من شعوب المعمورة كلها يتفاعل وينفعل مع الكلام بجاهزية العرب وهذا سر امتلاك الإسلام – وهو أحدث الديانات – تأثيرا دائما وواسعا في كل العالم. إن قوة الإسلام تكمن في [ لغة ] القرآن وشعر اللغة العربية.

    منذ تعلمْت العربية صار لها أثر إيجابي في حياتي وزودتني بالبصيرة والإحساس والإدراك بما يتعدى ما يمكن أن تقدمه اللغات الأوروبية الحديثة وكذلك ثقافتي الصينية الأم. ففي الصين توقف صوت الموسيقى والشعر كتعبير عن العاطفة الحقيقة قبل مولدي بفترة طويلة. وصارت الكلمات الشعرية مجمدة في الكتب على الرفوف المغبرة. وصارت الثقافة والمعرفة الصينيتان تحليليتين. وأدى اجترار المعاني وتخديرها بالتفكير الكلامي فاختفت شعلة النعبير من العينين. وإيماءات الجسم

    لا ينحصر مردود السفر إلى الشرق الأوسط على استنشاق الهواء النقي بل يتجاوز ذلك كثيرا، فقد زودني ذلك بدرجة عالية من الملاحظة والقدرة على استيعاب الحساسية الشعرية التي تعجز أية لغة أخرى في العالم عن التعبير عنهما. وقد كان ذلك بركة وجدتها في نموي الفكري ولاحقا في مهنتي كباحثة وكاتبة في الثقافات العالمية.

    بعد قضائي بضع سنوات في الشرق الأوسط وجدت الشعر في أذني ووجدتني محاطا بقوم كثيرا ما ترقص عواطفهم مقفاة [ موقّعة ] أمام عيني. وبت مقتنعة أن ثمة رابطا بين الشعر وثقافة الإنسان العاطفية والروحية. وجدت ما يشبه ذلك فيما تثيره الموسيقى الحديثة في أميركا الشمالية وأوروبا. ولكن لا يمكن للموسيقى أن تحمل من تخصيص المعاني وتحديدها وبلاغة أدائها مثلما يحمل الشعر. في مجال الموسيقى المعاصرة فإن القصائد الغنائية التي تمثل غالبا أفضل ما في الشعر الانجليزي الحديث تبقى متخلفة بقرون عن الشعر العربي في بلوغه وحذقه.

    إذا اعتقد شخص (كما أعتقد أنا) أن آداب العالم عامة تشترك في نموها وبلوغها وشيخوختها فإن قراءة الأدب العربي وتأمله وخاصة منه الشعر تفتح العينين على مسار الشعر الانجليزي في تطوره في نهر الأدب حيث سينتهي إلى ما انتهى إليه الأدب الصيني من برودة فتجمّد.
    دعونا نرتحل إلى الشعر العربي لننعم بالدفء والحيوية اللذين تبعثهما الكلمات

    -----------------------

    ( 1) تعبير الشرق الأوسط يدخل في عداد ما تصفه المؤلفة بأنه سوء تقديم للمنطقة العربية اختارته لها الحضارة الغربية. فهو قائم على النظرة الغربية الذاتية للغرب على أنه المركز. وكذلك يقتصر في تحديد شخصية الأمة بعد استبعاد اجزاء جوهرية منها على البعد الجغرافي. ويخلو تراثنا من هذه التسمية المفروضة. وأغلب ظني أن هذا الاعتبار قد غاب عن ذهن المؤلفة.


    .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952
    ثمة إضافات وحوار مفيد ذو تداعيات على الرابط:

    http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...788#post694788

    وسيتم بإذن الله نشر المزيد على الرابط

    https://nprosody.blogspot.com/2019/01/blog-post.html

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط