سؤال :



كنت أعتقد أن تفعيلة المديد التام كالتالي: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
وأن مجزوءه هو: فاعلاتن فاعلن
لكني فوحئت في منشور في درس عروضي عن المديد أن تفعيلته في صيغته التامة رباعية: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن
وصيغته المجزوءة هي: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
وأنه لا يجوز النظم إلا عليها وهذه هي قاعدة المديد كما جاءت عند الفراهيدي.
والغريب أن الأستاذ أخبرني أن ما تعلمته في بحر المديد خطأ لا صحة له في علم العروض.
أرجو أن تؤكد لي أين الخطأ وأين الصواب، مع العلم أني بحثت أمس وسألت وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن أهل العروض في هذه المسألة على رأيين متعارضين الأول يقول بأن تفعيلة المديد رباعية ومجزوؤه ثلاثي التفعيلة والفريق الثاني يقول إن المديد التام ثلاثي التفعيلة ومجزوؤه ثنائي التفعيلة وهذا الراي الثاني هو الذي اقتنعت به.

-----

جواب

سأسهب قليلا في الإجابة

وضع الخليل أوزان الشعر في دوائر، كل دائرة تضم الأوزان ذات المقاطع المشتركة. وبعض الأوزان أطول من البعض الآخر فكان طبيعيا أن تكون مقاطع الدائرة على مقاس الأوزان ذات المقاطع الأكثر .
فمثلا الكامل والوافر ذوا مقاطع متشابهة ( فيما يلي كل فاصلة عبارة عن سببين)

وزن الكامل = فاصلة وتد فاصلة وتد فاصلة وتد ...... 3 أوتاد + 6 سببا
وزن الوافر = وتد فاصلة وتد فاصلة وتد سبب.....3 أوتاد + 5 أسباب

وكما يلاحظ فإن الوافر ينقص عن الكامل بسب واحد ولهذا قالوا الوافر مقطوف أي ينقص من وزنه التام على الدائرة سبب.

مجزوء الوافر = وتد فاصلة وتد فاصلة

عندما يستعملون تعبير الجزء فإن الجزء يمكن أن يعتبر من ( الوافر المقطوف) باعتباره التام عمليا. أو من الوافر غير المقطوف باعتباره التام نظريا بمعنى إعتبار السبب المقطوف لاستكمال الوزن النظري على محيط الدائرة.
مثل هذا ولكن على مستوى أكثر نجده في دائرة المختلف (ب)
الطويل = وتد سبب وتد سببان وتد سبب وتد سببان = 4 أوتاد + 6 أسباب
وزن بحر المديد في الواقع الشعري = سبب وتد سببان وتد سبب وتد سبب = 3 أوتاد + 4أسباب.
ولكن من ناحية نظرية يتأبط من المقاطع ما يتم به الدائرة . ككل بحور الشعر، وهذا أمر نظري بحت.

السبب = 2 ، الوتد = 3
المديد في الواقع الشعري = 2 3 2 2 3 2 3 2
المديد النظري = 2 3 2 2 3 2 3 2 2 3

وهكذا فالمديد الواقعي أقل من المديد النظري ولذا يسمى نظريا مجزوء المديد. وبهذا يقال مجزوء وجوبا.
بعضهم يعتبر المديد العملي هو البحر التام دون التفات للمديد النظري

طاف يبغي نجوةً .... من هلاكٍ فهلك

هل هذا ينتسب للمديد أم الرمل ؟

فاعلاتن فاعلن ..... مجزوء مديد الواقع أو ( نصف مديد الدائرة )
فاعلاتن فاعلا .....محذوف مجزوء االرمل ( مجزوء الرمل المحذوف أي الناقص سببا )
كلا الأمرين جائز.

الجوهر واحد والاختلاف في المصطلحات لا يغير من الواقع شيئا

أرجو أن تتأملي هذه الساعة على ضوء ما تقدم. وجزى الله من أعدّها أستاذي فيصل الصاعدي خيرا ورده إلينا ردا جميلا.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي