نقلا عن الرابط :
http://www.alnoor.se/article.asp?id=66791

يرمز المؤلف للرقم 1 بالسهم
يرمز للسبب 2 بالرمز 1
ويصبح رمز الوتد 3 = 1 2 لدية = ←1
يقول الأستاذ ذياب شاهين :

إن المقطع الصوتي (فا/1) أو ما يسمى عروضيا بالسبب الخفيف يمكن اعتباره أساسا متينا لبناء
نظام هندسي وإيقاعي يفي باحتياجات اللغة العربية بصورة شبه مكتملة كما أنه يحتاج لكثير من الجهود
لمعرفة جدواه عندما يطبق على الأنظمة الإيقاعية في اللغات المختلفة رغم أن جهودنا تنصب وتهتم
بالميزان العربي .

في نظامنا هذا نفترض وجود وحدة إيقاعية أولية، أو كم إيقاعي أساسي هو الفونيم//المصوت//
بصيغتيه الصائتة والساكنة وتأسيس علاقة رياضية بينهما، وهذه العلاقة هي علاقة جبرية وليست
علاقة جمع عادي، وهي علاقة جمع بين زمنين أحدهما أفقي يستغرقه الحرف المتحرك(الصائت)
والآخر عمودي يمثله الحرف الساكن،وخير ما يمكن أن يمثل هذه العلاقة هي صيغة العدد المركب
(Complex Number) (21) ويمكن كتابتها بالصيغة التالية: ا+ب ت

حيث : ا تمثل الجزء الحقيقي

ب تمثل الجذر الخيالي

ت تمثل الجزء التخيلي

هذه العلاقة بين المتحرك والساكن ليست بالضرورة هي العلاقة الطبيعية بينهما ولكننا استخدمناها
لأغراض توضيحية بحتة ، ولكن يجب التأشير أن الكم الإيقاعي قد يشابه ذرة الهيدروجين البسيطة
والتي هي عبارة عن ألكترون يدور حول نواة فيها بروتون واحد، وعملية تكوين الإيقاعات ستشاكل
عملية تكون جزيئة الهيدروجين ونظائره كالديتريوم(22)مثلا.


الزحاف الخليلي رؤيا معاصرة

يشتمل الزحاف في نظرية الخليل على حقيقتين مهمتين، الأولى هي حذف السواكن، والثانية هي تسكين
المتحركات(23)، فالحذف يصيب التفعيلة في أماكن معينة لتتحول إلى تفعيلة أخرى، وقد ثبت الخليل
هذه الزحافات ووضع لها أسماء مختلفة باختلاف المكان الذي يحدث فيه الحذف ومنها الطي والخبن
والقبض، وكذلك بالنسبة لتسكين التحرك والذي غالبا ما يحدث في بحري الكامل والوافر، ويسمي
الخليل تسكين المتحرك في الكامل بالإضمار حيث تتحول التفعيلة ( متفاعلن/←←1←1 ) إلى التفعيلة
(مستفعلن/11←1 ) ،ويسميه بالعصب في بحر الوافر حيث تتحول التفعيلة (مفاعيلن/←1←←1 )
إلى التفعيلة (مفاعيلن/←111 ).


إلا أن السؤال المطروح هو كيف يمكن لتفعيلة صغيرة(أربعة أجزاء) أن تحل مكان أخرى أكبر منها
(خمسة أجزاء) بالطاقة والأثر الصوتي ولا تحس به أذن المتلقي ،إذ ان هذا مخالف لقانون الطبيعة
وللقوانين الفيزياوية فالصوت هو طاقة والطاقة كما هو معروف لا تفنى ولا تستحدث من العدم، وإذا
كان لكلتا التفعيلتين ذات الطاقة الصوتية والأثر السمعي فهذا يعني أن الحرف الساكن لم يحذف بل انتقل
إلى مكان آخر في التفعيلة وبالتالي بقي الإيقاع والأثر الصوتي في كلتا التفعيلتين واحد ولم يتغير ولكن
الصورة البصرية (الكتابية) للتفعيلتين لم تستطع توضيح هذا الإختلاف. وهذا يعني أن مستفعلن في بحر
الرجز هي ليست مستفعلن في بحر الكامل كما أن مفاعيلن في بحر الهزج هي ليست مفاعيلن في بحر
الوافر.


السلم الإيقاعي في الموازين العربية

إن مثل هذه الحقائق وغيرها استطاع نظامنا المقترح في هذه الورقة أن يؤولها، وذلك من خلال
تأشير سلم إيقاعي يؤشر درجات الثقل والخفة في التفعيلات وقد حصلنا عليه من خلال تطبيق المعادلة
الرياضية أعلاه وقد جاءت الحسابات مؤشرة الدرجات الإيقاعية وكما يلي:-

1- إيقاع الصفر(0)

ويمثله الحرف المتحرك (فَ /←)، وهو ليس إلإ زمنا أفقيا بقيمة رياضية مقدارها وحدة واحدة
وقيمته(1) وليس له أثر إيقاعي ولا خطوة (زاوية) .

2- إيقاع النصف (1/2)

وهو إيقاع السبب لخفيف(فا/1)، وهو الإيقاع الرئيس في نظامنا و قيمته (1.41) كما أن مساحته
الإيقاعية (1/2) بخطوة إيقاعية مقدارها 45 درجة، وهو الإيقاع الأساس في هذا النظام.

3- إيقاع الواحد(1)

ويمثله السبب (لان/1 0)، وهو أثقل من سابقه بقيمة مقدارها(1.581) وبخطوة إيقاعية مقدارها
( 62 درجة) ومساحته الإيقاعية (1) وهو يصطف مع كل من الوتد المجموع أو المفروق.

4- إيقاع الواحد والنصف (3/2)

وهو إيقاع ثقيل وأثقل من سابقيه ومقداره (2.336) وخطوته الإيقاعية (72.5)ومساحته مقدارها
(3/2 ) وهو موجود في كل من بحور الكامل والوافر والخبب ويصطف مع التفعيلة (فعلن/←←1)

5- إيقاع الإثنين (2)

وهو أثقل الإيقاعات في السلم الإيقاعي ونجده في التفعيلة (فعلتن/←←←1) وهو يمثل إيقاع

البيون في اليونانية وقيمته (2.915) و زاويته (76.1) درجة ومساحة إيقاعية مقدارها (2) ،وهو إيقاع

نادر الحدوث في الشعر العربي.

ونستطيع أن نؤشر ما يلي على السلم أعلاه :-

أ - إن الحرف المتحرك له زمن أفقي وليس له إيقاع ، كما أن حذفه لن يؤثر على إيقاع التفعيلة ،
وتسمى هذه الظاهرة عروضيا عندما تكون في بداية البحر بالخرم والتي تحدث في بحر الطويل.

ب - هنالك أربع درجات للثقل في الميزان العربي العروضي، ولا شك أن هذا التنوع الإيقاعي له دور
كبير في حيوية الإيقاعات العربية وسحره الأخاذ والذي بدا وكأن الصور البصرية الكتابية عاجزة عن
تبيان درجات الثقل هذه.

ج - إن درجات الثقل لها علاقة بعدد المقاطع القصيرة المتمثلة بالحروف الصائتة/المتحركة/ في التفعيلة.

د ــ إن الأجزاء /الدرجات/ الإيقاعية الثقيلة والتي تشتمل على أكثر من حرف ساكن وهو ما تمثله
الإيقاعات من 2 إلى 5 في السلم أعلاه لن يصيبها الزحاف أبدا، وهذا يفسر لنا السبب الرئيسي في عدم
تعرض الوتد للزحاف في التفعيلة.

ه - لما كان الحرف المتحرك بدون إيقاع، وأحيانا يحذف من التفعيلة دون أن يؤثر ذلك على إيقاعها
(الخرم) مثلا ، فإن عدد السواكن في التفعيلة سيكون المعول عليه في تأشير التعادل الإيقاعي في البيت
الشعري بوصفه جملة إيقاعية كبيرة والتفعيلة بوصفها جملة إيقاعية صغيرة .

و ــ إن مراكز الثقل في الأنظمة الإيقاعية (التفعيلات) ذات تواجد نسبي وليس مطلقا، ورغم أن هذه
النسبية تعمل على تزويد الشاعر بحرية كبيرة عند الإنشاد إلا أن هذه النسبية لا تتميز بالفوضى
أوالعشوائية ولكنها محكومة بقوانين محسوبة زمنيا على أساسها يحدث الشعر وينتظم بهندسية بارعة
ينبعث منها الأثر الصوتي مكونا مع بقية التفعيلات التي تجاوره في البحرالواحد ملامحه وشخصيته
الإيقاعية والموسيقية المعروفة.

وأخيرا نود أن نقول إن هذه الرؤيا للإيقاع في الموازين العربية هي من ضمن بحث طويل نعكف
على كتابته حاليا وهي رؤيا قابلة للنقاش والجدال وكذلك قابلة للتطوير لتحتاز قبولا أو رفضا من
جمهور القراء والأساتذة العروضيين.

إنتهى النقل

****
لم أستطع فهم كثير مما حواه الموضوع. ولكن ما يصعب فهمه يقاس على ما يسهل فهمه، وخاصة إذا

كان ما يطرح منهجيا موصولا على التوالي تنتقض سلسلته بانتقاض أي من حلقاتها. وواضح أن
الكاتب ذو طرح شامل ومنهجية . ولنستعرض ما يطرحه الكاتب في هذه الفقرة التي يمكن فهمها

للجميع :



إلا أن السؤال المطروح هو كيف يمكن لتفعيلة صغيرة(أربعة أجزاء) [فَعِـلُنْ = 1 1 2] أن تحل مكان
أخرى أكبر منها (خمسة أجزاء) [فاعلن = 2 1 2 ] بالطاقة والأثر الصوتي ولا تحس به أذن المتلقي
، إذ ان هذا مخالف لقانون الطبيعة وللقوانين الفيزياوية فالصوت هو طاقة والطاقة كما هو معروف لا
تفنى ولا تستحدث من العدم، وإذا كان لكلتا التفعيلتين ذات الطاقة الصوتية والأثر السمعي فهذا يعني
أن الحرف الساكن لم يحذف بل انتقل إلى مكان آخر في التفعيلة وبالتالي بقي الإيقاع والأثر الصوتي في
كلتا التفعيلتين واحد ولم يتغير ولكن الصورة البصرية (الكتابية) للتفعيلتين لم تستطع توضيح هذا
الإختلاف. وهذا يعني أن مستفعلن في بحر الرجز هي ليست مستفعلن في بحر الكامل كما أن مفاعيلن
في بحر الهزج هي ليست مفاعيلن في بحر الوافر.



فهمي لما يقوله هو أن كلمة مثل فاعلن = 2 3 = 2 1 2 من خمسة احرف هي ذاتها فعِلنْ = 1 3
= 1 1 2 من أربعة احرف ، لأن حرف الألف الذي اختفى في فاعلن انتقل إلى مكان آخر في فعِلُنْ .
يعني ضاحكٌ ، ضَحِكٌ يعني حرف الألف انتقل من ضاحك إلى ضَحِكٌ ؟ ،

كيف ؟

واقع الحال أن حرف الألف قد حذف ولم يعد موجودا هذا ما تدركه الحواس السمعية والبصرية
ويصدقه العقل . أستاذنا يقول هو موجود. كيف سيثبت ذلك ؟

الألف تمثل وجودا، عندما تحذف تصبح عدما

يثبت أستاذنا أنها لم تنتقل إلى العدم. وهو في الحقيقية إنما يثبت أن العدم = الوجود.

وهذا أمر يتعدى العروض إلى الفكر بأبعاده الشاسعة في شتى المجالات ولا بد أن القارئ الحاذق يرى
نظير ذلك في مجالات شتى.
يذكر هذا بقول الأستاذ محمد العياشي بالاهتضام واقتراض التفاعيل إحداها من الأخرى لسد قيمة دين
الزحاف في إحداهن. كما هو مبين في أول موضوع ( الكم والهيئة)
https://sites.google.com/site/alarood/kam-wa-hayaah
ثمة حيلة رياضية شبيهة في نتيجتها التي تساوي الوجود بالعدم من خلال إثبات أن 1 = صفر.ولا بأس
هنا من شرحها ومن ثمّ المقارنة بين الرياضي والعروضي في خلط الذاتي بالموضوعي. الأمر
الذي يؤدي إلى الخطأ.

نبدأ بالافتراض أن س = ص
س × س = س × ص
س 2 = س ص
فلنطرح من كل منهما ص2
س2 – ص 2 = س ص – ص 2
( س – ص ) ( س + ص ) = ص ( س – ص )
وبقسمة الطرفين على ( س – ص ) يبقى لدينا
س + ص = ص
لكننا بدأنا بفرص س = ص فتضع ص محل س
ص + ص = ص
2ص = ص فنقسم الطرفين على ص
2 = 1 فنطرح 1 من كل منهما فيبقى
2 – 1 = 1 – 1
1 = صفر
كيف بدأنا وانتهينا
أولا : افتراض س = ص ما كان له من داع ذاتي في الموضوعي وإنما جيء به تمهيدا للمغالطة .
ثانيا : تمت القسمة على ( س – ص ) مع تناسي أصل الافتراض بأن س = ص ونتيجة لذلك فإن
(س – ص ) = صفر ولا تجوز القسمة على صفر. وهو ما يخفى على القارئ في لعبة الفناجين التي
تشغل عقله في التحليل والأقواس والعلاقات الرياضية فيخفى المحسوس عن العقل في غمرة انشغاله
بذلك .

نعود للمقولة :


إلا أن السؤال المطروح هو كيف يمكن لتفعيلة صغيرة(أربعة أجزاء) [فَعِـلُنْ = 1 1 2] أن تحل مكان
أخرى أكبر منها (خمسة أجزاء) [فاعلن = 2 1 2 ] بالطاقة والأثر الصوتي ولا تحس به أذن
المتلقي ، إذ ان هذا مخالف لقانون الطبيعة وللقوانين الفيزياوية فالصوت هو طاقة والطاقة كما هو
معروف لا تفنى ولا تستحدث من العدم، وإذا كان لكلتا التفعيلتين ذات الطاقة الصوتية والأثر السمعي
فهذا يعني أن الحرف الساكن لم يحذف بل انتقل إلى مكان آخر في التفعيلة وبالتالي بقي الإيقاع والأثر
الصوتي في كلتا التفعيلتين واحد ولم يتغير ولكن الصورة البصرية (الكتابية) للتفعيلتين لم تستطع
توضيح هذا الإختلاف. وهذا يعني أن مستفعلن في بحر الرجز هي ليست مستفعلن في بحر الكامل كما
أن مفاعيلن في بحر الهزج هي ليست مفاعيلن في بحر الوافر.


ثمة مجموعة من المعطيات المغلوطة
1- قوله :" أن فعِلُن = فاعلن من حيث الطاقة والأثر الصوتي.".. يعني أن الطاقة هي ذات الأثر
الصوتي وأن الأثر الصوتي هو ذات الأثر العروضي، وهكذا يساوي بين الطاقة والأثر
الصوتي والأثر العروضي. من قال إن هذه العلاقات صحيحة وما هو الدليل عليها ؟

أقله إن الأثر الصوتي ليس ذات الأثر العروضي :
نأيُه بمعنى بعده أو نعْيهُ = 2* 3
نايُه بمعنى آلة عزفه = 2 3
ولهما تأثيران صوتيان مختلفان رغم أن لهما ذات التأثير العروضي.
وهذا يعيدنا إلى موضوع ( ثغرة العروض ) للدكتور محمد توفيق أبو علي :

2- قوله :" إذ ان هذا مخالف لقانون الطبيعة وللقوانين الفيزياوية"
صحيح أن هناك قانونا يقول المادة والطاقة ذوا مجموع ثابت في إطار محدد أو في الكون
ككل. ولكن كيف نفرض هذا المنطق على التفعيلة ؟ ولو سلمنا جدلا بما يقوله واستعملنا
ذات المقياس في حالتين:
أ – كما يقول هو بأن ضاحكٌ و ضحِكٌ لهما نفس الطاقة والتأثير الصوتي وأن الألف موجودة
بعد حذفها من ضاحكٌ أختفت بقدرة قادر في مكان ما من ( ضحِكٌ ) ..... وهذا قول بوجود
العدم.
ب – كما أقول قياسا على قوله بأن المد في الترتيل والقراءة الشعرية مثل ضاحكٌ
وضاااااااااااحكٌ حيث تم مد الألف بمقدار أربعة مدود لا أثر عروضيا له، وبالتالي لا زيادة في
الطاقة والأثر الصوتي لأننا لو افترضنا ذلك لخرقنا قانون الطبيعة والقوانين الفيزياوية.
وإذن فلا زيادة في الطاقة في حال المد........ وهذا قول بإعدام الموجود.
إن الحالتين أ وب تكونان صحيحتين معا أو مغلوطتين معا.

3- علاوة على التمترس في حدود التفعيلة ككيان حديدي مصون محفوظ ليس فقط بالتفاعيل بل

وبالقوانين الطبيعية والفيزياوية.
4- يقول مستنتجا :" . وهذا يعني أن مستفعلن في بحر الرجز هي ليست مستفعلن في بحر
كما أن مفاعيلن في بحر الهزج هي ليست مفاعيلن في بحر الوافر"

سبحان الله العظيم ، كيف تم الربط بين المقدمة وهذا الاستنتاج ؟ الحديث في المقدمة عن
التساوي بين تفعيلة من خمسة حروف واخرى من أربعة حروف خامسها غائب حاضر في
مكان يعرفه المؤلف. وهنا نتيجة مبنية على ما تقدم تقول إن تفعيليتن من نفس الحروف
والحركات مختلفتان. فأي منطق يربط المقدمة بالنتيجة ؟

لو سلمنا بصحة كل من المقدمة والنتيجة فإنهما متناقضتان
ففي المقدمة يتساوى الأثر العروضي بين تفعيلتين رغم الغياب الظاهري والوجود الحقيقي
للألف في إحداهما حسب رأي الكاتب.
وفي النتيجة تختلف مستفعلن في البسيط عن متْفاعلن في الكامل حتى لو كانتا بنفس الحروف
والحركات وعدم اختفاء شيء منهما... لاحظ أنه لا يتحدث عن خصائصهما ولكن عن ذواتهما.

للشاعر أنمار محاسنة :

وَأَتـَيتُ نحوكِ باسِـمـاً مُسـتـَبشِـراً ..... أستـَفــتِحُ التـَّرحيـبَ والتـَّـأهـيـلا
لكنَّ وَجـهَـكِ كانَ وَجهَ مُعـارِضٍ ..... تلكَ الوُجـوهُ تـُخـالِـفُ التـَّـأويــلا

للشاعر عبد اللطيف غسري:

والحِبْر إذ يعتلي رأسَ اليراع لـــــــه .......لونُ الطحالب يغزو السطحَ والغـَـوْرا
وصفحة اللوح إذ يلهو البياضُ بهـــــا .......مستبشرا، ثغرُه بالبسمةِ افـْتــَـــــــــرّا

أقول وبالفم الملآن إن مستبشرا = متْفاعلن = مستفعلن ....في الكامل هي ذاتها في البسيط
ولو سجلنا الكلمات في قاعدة بيانات صوتية وبرمجنا الحاسوب على نطقها لما اختل الوزن
بذات النطق لـ ( مستبشرا ) في كل من الكامل والبسيط

هذا شيء. وشيء آخر سواه لا صلة له به هو الحديث عن أحكام كل منهما بالقول إن :
(متباشرا = 1 3 3 ) يجوز أن تحل في الكامل مكان مستبشرا ولا يجوز أن تحل محلها في
البسيط وأن ( مبشّرا = 3 3 ) يجوز أن تحل بسلاسة مكان مستبشرا في أول شطر البسيط
وليست بذات السلاسة تحل محل مستبشرا في الكامل.

وهذا يذكر وبقوة برأي أستاذنا د. مصطفى حركات بالاختلاف بين ( يا دار ) في أول البسيط
وأول الكامل.
http://arood.com/vb/showpost.php?p=75745&postcount=10


وفي الحالين ثم تناظر بين استعمال ( س ) و ( ص ) في المعادلة الرياضية استعمالا غير
موضوعي. وبالتالي الربط بشكل غير موضوعي بين الأثر العروضي والطاقة وقوانين
الفيزياء.

اكتشاف المغالطة التي في المعادلة الرياضية اسهل كثيرا من اكتشاف المغالطة في العروض
لثلاثة أسباب رئيسة.:

1- طبيعة المسالة : الذاتي والموضوعي واضحان في المعادلة الرياضية. أما في المسالة
العروضية فهما متداخلان بشكل كبير.
2- المؤلف : في حالة المعادلة الرياضية يتعمد المؤلف المغالطة ولا يخفيها ويشرحها ويشرح
مزالقها والصورة واضحة أمامه بين الموضوعي فيها والذاتي. أما في حال العروض فإن
المؤلف مدفوع بقناعة ذاتية وتصور أنه يأتي بجديد وفي الطريق إلى إثبات ذلك لا يميز
بين الذاتي والموضوعي. كما أن مما يزيد الصعوبة فإن مؤلف المعادلة الرياضية شخص
عادي. أما في المسألة العروضية فالمؤلف من أهل الاختصاص الذين قد يصعب على
كثيرين فهم معطياتهم التي تنطلقون منها ناهيك عن مناقشتها. لمزيج بنسبة أو أخرى بين
صعوبتها والهالة العلمية أو الاختصاص الذي يتمتع به الكاتب.
3- المتلقي : من يتلقى المعادلة الرياضية من أهل الرياضيات في العادة ولديه المنهج الرياضي
الذي يمكنه من تحليل الموضوع رياضيا. أما في العروض فإن جمهوره باستثناء ندرة الندرة
يتعاملون بالحفظ ويفتقدون المنهجية الشاملة التي تمكنهم من الحكم على ما يطرحه من
يختطون جديدا في العروض من منطلق يختلف عن مجرد الحفظ. ناهيك عن أن كلا من
الكاتب الذي يخرج عن منهج الخليل وقارئه يجهلان معا وجود منهج للخليل.

لا يصل بين نقطتين إلا خط مستقيم واحد. وما سواه – إن وصل بينهما – فمعوج .
كل من لا يعي منهج الخليل وحاول تكوين منهج شخصي وقع في الخطأ. ذلك أن منهج الخليل
هو الصحيح الموضوعي المتجانس مع طبيعة العربية مبتدأ ومسارا ومنتهى. وما فإن تجانس
معها ففي جزئية لا يلبث أن يفترق في سواها.

ونظرا لأن تعويج المستقيم لا يتم بحيادية التفكير فإن الهوى بغير وعي غالبا يتدخل ليحجب
عن التفكير موضوعية الرؤية فيمتزج الذاتي بالموضوعي .

لمست هذا وكتبت عنه لدى المنهجيين الجدد ويمكن البحث عن ذلك ومنهم

1- القائلون بالنبر واطراده في الشعر العربي حسب الوزن.
2- الأستاذ محمد العياشي القائل قانون الاهتضام
3- من يخضعون العروض العربي في تقعيده للسانيات المعاصرة
4- من يرون المتدارك شاملا للخبب
5- من ينكرون أن للخليل منهجا يجعل من العروض العربي علما بكل المعنى الاصطلاحي للكلمة.
*****
سبقت الكتابة عن بعض [ بحور ] الأستاذ ذياب شاهين على الرابط:
http://arood.com/vb/showthread.php?p=16578#post16578
*****
قد يسأل سائل : أليس العروض الرقمي عرضة لأن يختلط فيه الذاتي بالموضوعي ؟
الجواب : بلى وقد حصل ذلك. ولكن لأن شرط قبول نتائج ادعاء تمثيل الرقمي لمنهج الخليل هو أن لا
يتجاوز في نتائج أحكامه نتائج العروض التفعيلي. فإن تجاوزها – لم يكن ذلك شعرا – وقد يكون ذلك
سوء استقراء لمنهج الخليل يفرض إعادة النظر في الاستقراء كله. وقد تكرر ذلك.
****
وفي الختام لا أدل على جمال استقراء الرقمي لمنهج الخليل من هذا الشكل الذي يبين تناظر الهيئة بين
بحري الطويل والخفيف. وأعتقد أن كل ذي لب لا يستقصي صحة وجمال هذا التمثيل ظالم للخليل
ولنفسه.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ولفهمه يرجع للرابط: