النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: التفكير منهج حياة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    أرض الإسلام
    المشاركات
    3,396

    Post التفكير منهج حياة



    بسم الله الرحمن الرحيم

    حين يقرأ المسلم آية {{ وللذّكر مثل حظّ الأنثيين }} و يقف مستغربا : لم ترث البنت نصف ما يرث الابن ، فإنه حتما غافل عن منهج ربّ العباد الذي هو أعلم بشؤون خلقه منهم أنفسهم .

    حيـن يتنازع خصمان ويطول النزاع حول قضية فرعية و ينسيان القضية الأساسية التي كانت سببا في النزاع ، فإنهما لن يصلا إلى الحلّ أبدا.

    حين يحفظ أحدنا صفحات وصفحات قبيل الامتحان ويأخذ علامة امتياز لأنه أجاب وفق ما يريد الأستاذ ، فإنّ كلا من الطالب وأستاذه لم يدرك من العلم سوى النزر اليسير.

    و حين يدرك دارس العروض الفرق بين الخبن و الطيّ ، و الفرق بين العصب والإضمار ؛ فإنّه ، للأسف ، ما يزال بعيدا جدّا عن جوهر العروض.

    و حين يحفظ أحدنا مفاتيح كل البحور ، بزحافاتها و عللها و هذا ضروري طبعا ثم لا يشعر بوجود خيط رفيع يربط كل تلك الأوزان ليكسبها جمالها المميّز ، الخاص ، و الذي لا يتجزأ ؛ فإنّ منهج التدريس يحتاج إلى إعادة نظر .

    إنّ منهجا يكرّسُ الحفظ على حساب الفهم لهو منهج قاصر حقا.


    ما هذه المقدمة الطويلة إلا تمهيد لما سيأتي :
    ساعة قررت استئناف الدراسة في منتدى العروض رقميا ، لم أكن أتطلع لأكثر من فهم جزئيات العروض ، ذلك العلم الذي أحيط دوما بهالة من الغموض و الإبهام و التعتيم .
    وإذا بي ، و بعد مرور ما يقارب الأربعة أعوام ، أجدني أغير قناعاتي بخصوص أمور كثيرة ، أدناها كيفية استذكار الدروس بعد فهم محتواها فهما صحيحا ، وأعلاها اعتبار منهج الرقمي منهج حياة ، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان .

    ليس الغرض من كل ما سردته أعلاه رفع لافتة إشهارية لجذب أكبر عدد من الدارسين ، كلا ، فما هذا بأسلوبي مطلقا .
    وإنّ معلّما كمعلّمنا الأول ، الأستاذ خشان ، حفظه الله ، لهو أكرم من أن تملأ الصفحات الطوال في شكره ، ثم لا تحمل تلك الصفحات أكثر من عبارة شكرا .
    إن معلما يعمل سنوات طوالا بلا كلل ولا تذمر ، ويسعى جاهدا للفت أنظار أبناءه إلى نعمة العقل ، وأنعم بها نعمة ، لهو أغنى الأغنياء عن نصب لافتات إشهار ، في زمن تساوت فيه أثمان السلع ، كل السلع ، جيدها ورديئها .

    إن هدف الرقمي ، يمكن أن يصاغ في عبارة واحدة :
    إن العقل هبة الله ، منحها لعباده لكي يستخلفهم في الأرض ، و إنه من العار على خليفة الله في أرضه أن يسمح بتعطيل هذه المنة أو تهميشها في زمن انفتاح العالم ، حيث لا بقاء إلا للأقوى .

    كلمة شكر لأستاذنا لابد منها :

    شكرا على النظارات

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التعديل الأخير تم بواسطة ((زينب هداية)) ; 01-30-2012 الساعة 10:24 AM
    {{ولئن شكرتم لأزيدَنَّـــكُم}}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954

    أحق مني بالمدح في أمر الرقمي - كمثال على اعتماد الفهم والتفكير - ثلة تتقدمهم أستاذتي زينب هداية. ممن بدؤوا بدراسته وفيه من القصور والأخطاء الكثير، فلم يصرفهم ذلك عنه بل عملوا على التفاعل والتصويب والارتقاء به حتى غدا على درجة نزعم أنها الأقرب عبر العصور – إن لم تكن الفريدة في ذلك – للتواصل مع شمولية وتجريد فكر الخليل بن أحمد لا مجرد فهم جزئيات تجسيد نتاجه.
    وما كان لهؤلاء أن يثابروا لولا إدراكهم لوجود مبدإ الشمولية فيه والتفكير وسيلة لاستكشافها حتى دون معرفة أبعاد ذلك بشكل كاف. ورغم صعوبة الاستكشاف والتعثر بل والخطأ في تلمسه أحيانا.

    إن إدراك وجود كل ينتظم الأجزاء في كل نواحي المعرفة والحياة هو الضامن لتفعيل التفكير وارتقائه من خلال الخطإ والصواب في مسيرة البحث عن ذلك الكل. إن وجود دافع لاكتشاف الحقيقة يمثل إيمانا بوجود تلك الحقيقة حتى قبل معرفتها معرفة كافية.

    فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿76﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿77﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿78﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿79﴾ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗوَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿80

    هذا الصعيد من التفكير الذي لا يرى في أية جزئية إلا سبيلا للوصول إلى الكلي، هو النهج الذي سار عليه الخليلان إبراهيم عليه السلام في إيمانه وابن أحمد يرحمه الله في علمه، وهو سبيل النهضة الصحيحة. وحين يلم بذلك عقل واع يلازمه التفكير كعقل أستاذتنا زينب يصبح مفهوما عنوان مقالها :" الرقمي منهج حياة " .

    وبدون معرفة ما تقدم فلا يمكن فهم قولها على حقيقته.

    لأستاذتي شكري الجزيل وإني بها لفخور.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,112
    بوركتِ أستاذةزينب على هذا الطرح الراقي الماتع
    شكرًا لكِ

    وكما يردد دومًا أستاذي خشان العروض الرقمي يخاطب الفكر فهو منهج الشمولية والتفكير.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    السودان
    المشاركات
    1,795
    أستغرب حينما يتبادل إثنان التواضع على نحو غريب

    فأستاذتي زينب التي لولاها لما أتممت دورات الرقمي فهي من زللت الصعاب لي
    أستاذي خشان هو من أدرك طبيعتي النفسيه وأستطاع أن يفجر في الرغبة على الأكمال

    لكلاكما ورود

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط