نوارتي

استجابة لطلب كل من الأستاذة رغداء والأستاذ الصمصام أقدم قصيدتي هذه التي نشر جزء منها في المجلة العربية ، أرجو أن تنال على رضاكم ، كما أرجو أن يسل كل منكم مبضعه لينال من أجزائها نقدا وتقويما لتمام الاستفادة منها وتحقيقا لرسالة المنتدى التعليمية خاصة وأنها بداية كتابتي في شعر التفعيلة:


نَوَّارتي نَوَّارَتي
ذِكراكِ يا نوَّارتي لَحنٌ بأَوتارِ السَحَرْ
يا رَوعَةَ الألحان
سابحةً بأجْواءِ السماءِ...
وفوقَ أغصانِ الشجرْ
وحَنينُ أصواتِ البلابلِ والحمائمِ يَختفي
من روعةِ الألحان
في وقتِ السحرْ


نوَّارتي
مازلتِ يانوَّارتي بحراً به المحار...
يقذفُ بالدررْ
لِيُنِيرَ أعناقَ الزَهرْ
فتَهيم في أنْسامه
وتذيبُ أفئدةَ البشرْ


نوَّارتي
ذِكراكِ يانوَّارتي شَهْدٌ يُقَطَّرُ في فمي
ذِكراكِ يَسْري في دمي
نوَّارتي
مازلتِ يانوَّارتي ريَّا بزَخَّاتِ المطرْ
ومُنيرةً مثلَ القمرْ
تَتَبَخْترينَ بمِشْيَةٍ
فيها الغِنى والكِبرياءْ
فيها حَنينُ الأَصْفياءْ
فيها أعَاجِيبُ الصورْ


نوَّارتي
مازلتِ يانوَّارتي رَمْزَ التقدُّمِ والصمودْ
رَمْزَ التَرَقِّي والصعودْ
تسرين والتأريخُ فيك مُتَيَّمٌ
تسْبين حتى الناسكين السالكين
على الأثرْ


نوَّارَتي
مازالَ حُبكِ في الفؤادِ...
على العِماد
وفي الجوارحِ والنظرْ
إنِّي عَجِبْتُ بأنَّ حبَكِ في شراييني يَسِيرْ
ويُثيرُ كلَ خَواطِري
ويذيب كُلَ مَشَاعِري
حتى نسجتُ بأحْرفِي أفقا
تَضَوَّعَ باللآليء
والعبيرْ


نوَّارتي
مازلتِ يانوَّارتي نارا تأجَجُ في العِدى
نار التحدِّي للورى
نار التَصدِّي للخَطَرْ


نوَّارتي
مازلت ثلجا ضَمَّ وجه الأرض يلثم خدها
ويذوب رقراقا ربيعيا
على أنهارها


أواه يا نوارتي
لو تعلمين
كم كنت أسْهَر بين أحرُفِك الرطيبةِ
باشتياقْ
كم كنت أغرقُ بين أعماقِ المعِين
إلى الجبين
ما أفصحَ العشقََ الذي
يشتاقُ للفصحى ويحتضنُ البديعْ
ربُ السماءِ وَقاكِ يا نوَّارتي
قُبْحَ التلَعْثُمِ والعَثَرْ
بكِتابِهِ القرآن
والتبيان
والنورِ المُبينْ
بكتابِهِ
ذاكَ الصراطِ المستقيمْ
ذاكَ المهيمن و الأثرْ
نوَّارتي
مازلتِ يانوَّارتي أحْلى المناظرِ والصورْ
لُغةٌ بها أحلى خَبَرْ
فلْتَسْلَمِي نوَّارتي
ولْتَهْنَئي نوَّارتي
ولْتَسعَدي بَينَ البَشَرْ


سامي البكر