التنكيل بما جاء في قول الغذّامي من الأباطيل

على لسان الشاعر ناصر الفراعنة:

بسم الله الرحمن الرحيم

طلب مني بعض الأخوان مقالي على الدكتور عبد الله الغذّامي حينما تهجم على الشعر الشعبي(النبطي) بإسلوب ساخر.. ,ولقد نشر مقالي هذا هذا المقال في جريدتي الرياض والجزيرة قبل ما يقارب أربع سنوات ,..ولقد اوردته هنا للإستفادة ..لأن فيه مقارنة بين الشعر النبطي والعربي عبر العصور وفيه معلومات هامة بلهجات القبائل في الجزيرة العربية وتواريخ مهمة .وحقائق تجاهلها الدكتور المذكور .....والمقال اسمه (التنكيل بما جاء في قول الغذامي من الأباطيل)

وإليكم مقتطفات من بعض ما جاء في المقال:

التنكيل بما جاء في قول الغذّامي من الأباطيل
,,
,,
,,
,,
,,
عزيزي أيها الدكتور الفاضل.لا أقول بلغ السّكين العظم ولا علا السيل الزبا,,,,,,ولكن أقول ((جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا))

عزيزي:إني أعرف أني بمقالي هذا أدنيت إليك ما ترنوا إليه عينيك من الشهرة وحب الظهور على حساب اللحم المباع,فنحن لم نعرفك إلا بما نفخه بوق لسانك ودقّه عود بنانك من أنغام الكلام الرخيصة المبتذلة.
لذلك لا أدري ما تبحث عنه ؟ ولكنّي متأكد أنك لم تجده ولن تجده

عزيزي:إن معنى الشعر العامي لهذه الجزيرة التي عرفت أسنانك حلو المضغ فوق ترابها ليس ما يبدو ظاهراً منه فقط. بل هو كيان واحد خرجت بين ترائبه وصلبه العامية (على حد قولك)

ولكن هل تعلم :ما يعني هذا الكيان ؟ إنه تراث أمة قائمة وإن سلبها هذا التراث ليس سوى إزالة هويتها من هذا الوجود.ومثلك يعلم ما حصل في تركيا من تخلّع عن ماضي تراثها.فكانت ولا زالت لا من الشرق ولا من الغرب . أو بمعنى أدقّ لا حيّةٌ فترجى ولا ميتةٌ فتنسى.

عزيزي:إنك بما تدعيه في اجتماعاتك وخلواتك تحت مقطورة التنكّر الإرادي واللا إرادي تهين أكثر من خمسة وعشرين مليون فرد في الجزيرة من رجال ونساء آباء وأمهات ,ألأنّ أبي (أمّيّ) لا يقرأ ولا يكتب أتخلّى عنه.نعم هذه الحقيقة فإن مخاطبته بغير لهجته إجناح به عن صوب تراثه..وهذا تخلّي بحد ذاته ,إنك تريد أن لا أخاطبه بلهجته وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم -وهو قدوتنا- يخاطب كل أناس بلسان قومهم وهو من أوتي مجامع الكلم

عزيزي:لا يخفى عليك أنه للقبائل العربية لهجات خاصة بها تختلف فيما بينها من ناحية الأصوات والمفردات والنحو وغيره ..ففي الأصوات كان هناك الرتّة والشنشنة (لهجة قبيلة يام حاليا في كاف المخاطب للمؤنث) والطمطمانية (في لهجة أهل جيزان هي الميم بدل أل التعريف)والعجعجة والعنعنة والفحفحة والكسكسة(وهي في لهجة أهل نجد في كاف المخاطب للمؤنث.اي (مثل نطقنا لها الآن).وغيرهن كثير..

ومن مظاهر الإختلاف في المفردات ,كانت كلمة ((ذو)) بمعنى الذي في لهجة طيء, و ((وثب)) بمعنى جلس في لهجة حمير
ومن مظاهر الإختلاف في النحو عدم إعمال ((ما)) في لهجة تميم ,وإبدال ياء ((الذين)) واواً في حالة الرفع في لهجة هذيل.

عزيزي:إنك بسفاسف كلامك المتمزقة الأثواب المنتوفة الأهداب ,تريد سلب مبادئنا وانقيادنا لتيار التغريب المتدفق من عرب الشمال(لبنان وما وراءه من الدروز)

عزيزي:ما دمنا على البث المباشر ما رأيك في أن يقتطف كل منا ورد بستانه ليدحض به شوك الآخر.

عزيزي:ألا تنظر لإسمك ((عبدالله)) وأنت تدعونا إلى عربية عرب الشمال والذين أحد أبرز شعرائهم يتسمى بـ((أدونيس)) أم أنك تتجاهل معنى هذه الكلمة_أدونيس_أتتجاهل أنها من أسماء الآلهة في الأساطير الفينيقية,,فأين العربية التي تنادي بها !! أليست هي العربية المظهر الفينيقية الجوهر.

عزيزي:إذا كان ذلك الشعر العاميّ هو شبل الأسد من أم غير عربية يمتصّ من ثديها اللبن الممزوج وقد لثغت سينه ثاءً وأبدلت زئيره ثغاءً _على حسب قولك_فالعربية قبل أن تكون (حروفاً تنظمها الأفهام وتسطرها الأقلام على صحائف بيض كالرخام) كانت مبادىء تمتد جذورها عبرأعماق أصول الإنسانية المثلى.

عزيزي:إن ذلك الشبل كبر وأنجب أبناء حفظوا العربية في قلوبهم ونثروا لها وابل دمائهم فكبر الوفاء وامتد عبر أجواء السماء.
عزيزي:إن كتاب كل عربي يرى فيه دلائل الإعجاز والبلاغة في برهنة الحقيقة هو القرآن الكريم.فهل يستحق هذا القرآن العربي من يقول:

إن دندنت طبلة الحرّاب دندنّا
..............بآيات حق علي وبْلال دندنها

أم من يقول:

سلامي على كفرً يوحّد بيننا
.............وأهلاً وسهلاً بعـــــدهُ بجهنّمِ

عزيزي:إنك بما تثير من قلاقل كظفر حسناء أراد خدش لوح زجاج من البلور. فصدقني إن كنا نقتبس شهاب العربية من ضوح نار,فما غاب سناه بيننا ظرف لحظة وما شعلت نار أربابها - على حسب قولك - ظرف لحظة.

عزيزي:أطلبك لرحلة معي ومن ثم لرحلة معك.فأبوح لك بمعروف تراثي وتسرّ لي بمنكر تراثك

عزيزي:إن أحد أبناء ذلك الشبل _ولتسمع عرب الشمال_وحّد دولة تمتد من البحر إلى البحر ومن اليمن إلى الشام بسيف وحصان وصميل وقلّة من الرجال تحت لواء (لا إله إلا الله,محمد رسول الله) وهو القائل:

واهني الترف منسوع الجديلة
..............ما ضواه الليل دون مغرّزاتِ

أم تنكر ما قام به بدويّ يقول:

يا فاطري ذبي خرايم طمية
............وتنحّري برزان زين المباني

عزيزي:هل في أجدادهم مثل من قال:

واللي ذبحت بشذرة السيف تسعين
...........أيضاً ولاني عن طرَدهم بسايل

هل لهم من الوفاء ما لمفرّج والمهادي؟

ياعنك دارٍ شدّ عنها مفرج
............حقيق يا بوم الخنا في خرابها
يا عنك دارٍ حلّ فيها مفرج
...........حقيق ينبت زعفرانٍ ترابها

هل منهم من قاد جيشاً وهو أعمى ؟!
أم هل لهم ما لنا من امرأة تصدّت للأتراك على سرج حصان تشق الصفوف واشمة حتفها على راح الكفوف ؟!

عزيزي:هؤلاء هم أجدادي وأجداد كل حر رضع الكرامة على ظهر الجزيرة العربية ,هم من في مدقع فقرهم فعلوا ما لم يفعله غيرهم في فاحش غناهم

أولئك آبائي فجأني بمثلهم
............إذا جمعتنا يا جرير المجامعُ

أننكر تراث هؤلاء الآباء لعاميّتهم ؟!! فما أقبح ما صبأت له وما أقبح ما تدعو إليه.

عزيزي:هب أنّا لسنا عرباً ! إذن علّمنا العربية الحقة
(علّمونا القدس ننسى أورشليم)

عزيزي:إن من تدعي إلى اتباع سننَهم القّذة حذو القّذة وقصّ آثارهم السوداء فوق عباب الرمال المتلاطمة ليسوا من العربية في شيء.بل هم من أهلكها وجعلها خاوية على عروشها كأنّ حرفاً ما كان. إنهم من طردوا الجوائز وانساقوا خلف الحوافز ..إن أكبر شعرائهم في أحد اللقاءات يستشهد على شاعريّته بشهادات لدكاترة غربيّين فهل هناك ضحك على الذقون أكبر من هذا؟ !!

عزيزي:هل في شعر أصحابك ما يشبه شعر امرؤ القيس أو النابغة إو لبيد أو عنترة ..بل هي هياكل عظميّة تزيّنها ديباجة من الفبركة المدسوسة.

عزيزي:إني عندما أقرأ أغلب قصائد شعرائكم لأخشى أن تكون طلسم ساحر فأرميه على عجل خشية أن يعقد سحره عند استمرار قرائتي له.

عزيزي:كل ما فات هو تنكيل بأباطيل بهت ظالمها,على اعتبار أنها صحيحة , ولكن الحقيقة أن شعرنا العاميّ أقرب إلى الفصيح من زوابع الطلاسم الكهنوتية التي تريدون إيقاعنا في جبّها ولكن هيهات.

عزيزي:إني أدعوك إلى قراءة قصائد اثنين مضيا للتأكد من مدى التقارب الشديد بين الشعر العاميّ والعربيّ معنىً ولفظاً .هذان الشاعران أو الفارسان بمعنى أصح هما (عنترة العبسيّ وتركي بن حميد) وخصوصاً ما كان في وصف المعارك والخيل ,وخذ مثلاً:كلمة السبيب,,فكثيراص ما تجدها في شعر هذين الفارسين وغيرهما في وصف المهر العربيّ الأصيل وهي تعني(شعْر ذنب الفرس ,عرفه وناصيته)
صدقني إن اعظم شاعر فيكم لا يستطيع أن يصف أدنى دانٍ من فرس أو حصان.
عزيزي:أخلص نيتك وثب إلى رشدك ولا تنسى أن لكل أب في هذه البلاد حق في أن نحفظ له تراثه.

يقول أحد أبناءنا *(فصحويّا) لكي تفهمه ليس إلا:

ترومُ بخيط الصوف صرع مهنّدٍ
............غباءً ومــا شقّ الغباء طريقا
فنمْ إنّ نـوم الظالمين عبادةٌ
............فقد عُذّب السكران حينَ أُُفيقا
فلــن تقطع الغبراء إلاّ تخيّلاً
...........إذا أمطرت سود المهالك ريقا
فحسبك من عزّ تفلّت ذيلهِ
...........وحسبك من ذلٍّ تموتُ رقـيقا


* :شاعرالأبيات :ناصر الفراعنة

انتهى


تحياتي للشاعر الكبير ناصر الفراعنة

منقول