النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: سيرة شجن - محمد السقاف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954

    سيرة شجن - محمد السقاف

    http://www.alriyadh.com/2010/04/29/article520771.html



    ظل آخر

    سيرة الشجن..!

    إبراهيم الوافي
    منذ سبع سنواتٍ تقريباً التقيتُ به على شبكة المعاصر الالكترونية شاعرًا من فئة الجادين في تجاربهم ..كان هاجسه الإيقاع فظفر به مبكّرا.. ثم تخلّقت تجربته داخل أجمل ما يمكن أن تقدمه دائرة ذلك الإيقاع الشعري ...
    ذاك هو الصديق محمد شيخ السقاف الذي أصدر مع أول هذا العام الميلادي 2010 مجموعته الشعرية الأولى (سيرة الشجن) ضمن منشورات (الغاوون) للطباعة والنشر.. استهلّها بتقديم مؤنّقٍ باللمحات النقدية من قبل الدكتور عبدالعزيز المقالح قبل أن يفاتحنا الشاعر بقصيدته الأولى (فلسفة الأسئلة).. وهي نص أول جاء بعده اثنان وأربعون نصا احتاجت لمائة وعشر صفحات من القطع المتوسط..
    وإذا كان الدكتور عبدالعزيز المقالح قد كثّف في تقديمه للمجموعة على ملمح الإيقاع فيها والتزام الشاعر الجاد به، فإنه في المقابل لم يتعرض كثيرا لأثره في التجربة ك عائق نسبي حد كثيرا من انثيال التجربة الشعرية على مستوى الرؤيا وهي ما تميز بها الصديق السقاف في تجربته حينما كان حرّاً من هاجس الإيقاع الصارم على مستوى التفعيلة أو على مستوى كتابتها بهاجس القصيدة العمودية، وأيا كان ذلك فالشاعر محمد السقاف حمل في مجموعته تجربة شعرية ناضجة جداً على مستوى الرؤيا الشعرية، والمعرفة العروضية بصورة بهية في كثير من النصوص، وهذا الجمع بين الهاجسين لم يدخله كثيرا في نفق الصناعة الشعرية نتيجة تطور لغته ومائيتها وقدرتها على التموسق بذاتها على الرغم من تقييدها بالأوزان العروضية الصارمة:
    ( للون رائحة
    ولي وجع تصلّب
    فوق جدران المواسم والعيون
    الحزن ياليلى قبيلتنا
    فكيف نفر من لغة الجنون
    الحزن تاريخ البلاد
    وغيمها الصيفي
    ذاكرة الربى الصفراء
    والمطر الهتون
    ماذا سيبقى من أناملنا
    وفي أعصابها الخذلان
    يحترف الظنون ... )
    لكنّ هذه الصرامة المقيدة للمعنى والمكبّلة له لا تجيء دائما نتيجة الإحساس الشعري باللغة النافذة التي لاتقيدها موسيقى، ولا تقف أمام تدفّقها علّة واهنة أو زحاف جائر ..! :
    ( إن بين الخطى والطريق
    ضياعًا
    يخط إشاراته
    في انعطاف الدروب
    التي ليس تفضي إلى وجهةٍ
    ليت هذا الضياع
    يعاملني كالمشاة
    فأعرف أن هنا سرعة
    لايجوز تجاوزها
    وأن هنالك منعطفاً
    هو أخطرُ من جملةٍ
    تحتويها الإشارة
    رامزةً للخطر. )
    والسقاف محمد الشاعر (المنظّم) في رؤياه نتيجة انتظامه الموسيقي لايخرج في لغته عن ثقافة ثريّة متمدّنة إلى حد كبير، وهو وجه آخر جميل ومثير للنص المموسق، الذي تعود به غالبا صرامته الموسيقية إلى لغة منغلقة ومحدودة التأويل، يتمرّد عليها السقاف كثيرا حينما تحضر في قصيدته ملامح المدينة المسافرة دائما على جناح خاطرة..:
    (... ليس يدري إلى أين
    إني أراه بكل تفاصيله
    يتمشى كأهل الطريقةِ
    بين السماوات والأرض
    إني أراه بكل عناصره
    يتوحّد مثل الغمام
    ولا يتجزّأ مثل المطر.)
    وإذا كان الدكتور عبدالعزيز المقالح قد أشاد في مطلع تقديمه للمجموعة بعنوانها الموسوم ب (سيرة الشجن) مفكّكا له ومحلّلا للرؤيا فيه، فإنني في المقابل تمنيت لو أن الصديق محمد السقاف خرج به عن هذا التركيب المباشر والتقليدي في العنوان، تبعًا لما اشتملت عليه المجموعة من نصوص متجاوزة لمثل هذه المباشرة..
    ومهما كان الأمر عليّ القول أخيرا ان (سيرة الشجن) للصديق محمد السقاف إضافة نوعية للمكتبة الشعرية المحلية، وحضور مؤثر جدا لقصيدة التفعيلة التي لاتزال تمثل حضورها في نصوص نوعية ومتطورة...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    تربطني بالأخوين الأستاذين إبراهميم الوافي ومحمد السقاف علاقة ود وظلال أدبية ممتدة في غير منتدى، ولكل منهما لدي ما يليق بقدره الأدبي من مكانة واعتبار.

    قرأت التعليق الذي كتبه أستاذي إبراهيم الوافي ووجدتني أسلم بالنظرة العروضة التي تفضل بها في قوله:

    وأيا كان ذلك فالشاعر محمد السقاف حمل في مجموعته تجربة شعرية ناضجة جداً على مستوىالرؤيا الشعرية، والمعرفة العروضية بصورة بهية في كثير من النصوص، وهذا الجمع بينالهاجسين لم يدخله كثيرا في نفق الصناعة الشعرية نتيجة تطور لغته ومائيتها وقدرتهاعلى التموسق بذاتها على الرغم من تقييدها بالأوزان العروضية الصارمة:
    (للونرائحة
    ولي وجع تصلّب
    فوق جدران المواسم والعيون

    الحزن ياليلى قبيلتنا
    فكيف نفر من لغة الجنون

    الحزن تاريخ البلاد
    وغيمها الصيفي
    ذاكرةالربى الصفراء
    والمطر الهتون

    ماذا سيبقى من أناملنا
    وفي أعصابهاالخذلان
    يحترف الظنون)

    فتفعيلة الكامل هنا بارزة لا خدش فيها.

    وخطر لي في رياضة عروضية أن أكتب النص على هذه الصورة مع بعض التعديلات :

    للون رائحةولي وجع تصلْـ....ـلَبَ فوق جدران المواسم والعيون

    الحزن ياليلى قبيلتنا فكيـ......ـفَ نفر من لغة التشظي والجنون

    الحزن تاريخ البلاد وغيمها الصْـ ...ـصَي في ذاكرتين للمطر الهتون

    ماذا سيبقى من أناملنا وفي .......أعصابهاالخذلان يحترف الظنون

    وعندما وصلت للفقرة الثانية من التعليق :

    " لكنّ هذه الصرامة المقيدة للمعنى والمكبّلة له لا تجيء دائما نتيجة الإحساس الشعريباللغة النافذة التي لاتقيدها موسيقى، ولا تقف أمام تدفّقها علّة واهنة أو زحافجائر..! :"

    استوقفتني صياغتها فهي تحتمل الفهم على وجهين
    أولهما أن شعره يخلو من ( العلة الواهنة) و ( الزحاف الجائر)
    وثانيهما أن شعره يعبر عن غايته دون اكتراث بتجنب معطيات العروض وأنه في هذا السبيل لا يبالي ب( ارتكاب) ( العلة والواهنة ) والزحاف الجائر.

    ووجدتني في قراءتي الأولى أنحاز للفهم الثاني، متوقعا أن أجد الوززن مضربا، وهكذا كان ما وجدته في قراءتي الأولى وساعد في ذلك غياب معالم القافية والروي في هذه الفقرة. ثم عدت وقرأتها قراءة ثانية فألفيتها من جزئين أولهما من المتدارك وثانيهما من التقارب، وفي إضافة متحرك أو حذف متحرك بينهما ما يؤمّن استمرارية المتدارك، ووددت لو تم ذلك.

    من المتدارك:
    إن بين الخطى والطريق
    ضياعًا
    يخط إشاراته
    في انعطاف الدروب
    التيليس تفضي إلى وجهةٍ
    ليت هذا الضياع
    يعاملني كالمشاة
    فأعرف أن هنا سرعة
    لايجوز تجا ( وزها )

    ثم ينعطف انعطافة حادة إلى المتقارب :
    (وأنـْ)ـنَ هنالك منعطفاً
    هو أخطرُ من جملةٍ
    تحتويها الإشارة
    رامزةً للخطر.

    هل يجوز للشاعر أن ينتقل هكذا بين بحرين من نفس الدائرة ؟ لا أدري

    والانعطافة الحادة ناتجة عن تتالي الوتدين ( زُها ) و ( وأنـْ) وهو تتال مناقض لطبيعة دائرة المتفق، بل للشعر العربي كله، والمقصود هنا الوتدان الحقيقيان ( 2 3 3 2 في المتفق- أ ) و ( 4 3 3 4 - المختلف - ب) وربما خفف من حدته توقف طويل بين الجزئين، على أن تجنب ذلك كان ممكنا بتعديل بسيط من نحو :


    لايجوز تجاوزها،
    أن ثمّة منعطفاً ...........بحذف الواو قبل ( أنّ)
    للأديبين الصديقين تحيتي.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    MI. U.S.A
    المشاركات
    3,553
    ملاحظاتك قيِّمة وهادفة فعلاً أستاذ خشان
    الأولى لاحظتها أيضاً في أحد المشاركين بمساجلة في شعر التفعيلة يكتب شكل شعر التفعيلة ولكنه في الواقع شعر عمودي عندما نعيد تشكيله. عندما أخبرته فوجئ بأنني أتعامل بهذه الدقة في التمييز بينهما. وغيره كثير...

    في الثانية، أضع الاحتمال الأغلب أن يكون خطأ عروضياً
    يكفي أن تحذف كلمة (أنّ ) وتضع بدلاً عنها ( و ) فقط ليصح الوزن.

    لايجوز تجاوزها
    وأن هنالك منعطفاً تعديلها إلى ( وهنالكَ منعطفٌ ) وهي من المتدارك
    هو أخطرُ من جملةٍ
    تحتويها الإشارة
    رامزةً للخطر. )

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط