http://www.moaser.net/vb/showthread....617#post103617


نِلْتُ وُدَّا بِغَيْبَتِي وَادِّرَاعِي
......................بُعْدُ بَعْضِ الأحبَابِ لِلوُدِّ رَاع ِ

ضَاعَ مِنِّي مَنْ ضِعتُ فِيهِ ، وَأشْقَا
......................نِي احتِرَاسِي مِنْ تَحتِ رَاسِ خِدَاعِي

إنْ تَمَنَّعْتُ لَمْ أَزُرْ – خِيفَة ً - لا
......................مَ ، وَإِنْ زُرتُ لامَ هَوْلَ انْدِفَاعِي

كَانَ وَصْلا كَقَفْزَة ٍ، فَدُمُوعِي
......................فِي لِقَائي بِهِ دُمُوعُ الوَدَاع ِ

يَتَبَاكَى فِي البُعدِ فِي صَمْتِ نَاع ٍ
......................فَإذا عُدتُ عَادَ فِي الامْتِنَاع ِ

تَارِكًا أوْسَطَ الحُلولِ ، يُشَاكِي
......................فِي فِراقِي ، وَفِي لِقَائِي يُدَاعِي

وَوَقَعْنَا فِي كـَذبَتَيْنِ ، فَسَاوَتْ
......................كـَذْبَةُ العُذْرِ كـَذْبَة َ الاقـْتِنَاع ِ

يَا غِيَاثَ الجَرِيحِ بِالمِلْحِ لَمَّا
......................جَرَّبَ الجَرحُ طَعمَ شَوْكِ البِقَاعِ

سُرعَةُ الشَّرحِ عَنْ دَوَاعِيكِ بَانتْ
......................بَعضُ سَهْوَاتِ مَوْجِهَا عِندَ وَاعِ

اِشْرَحِي لِي عَنِ الرَّحِيل ِ ، وَقُولِي
......................أيُّ لُؤْمٍ كَشَفْتِ عَنْهُ طِبَاعِي !

أيُّ قَلبٍ أبَحتُه لِرَنِيمِي
......................هَلْ أنَا حُزتُه بِلَيِّ الذِّرَاعِ !

أنتِ شَوقُ الَّذِي سَلَوْت ِ، بِقَلْبٍ
......................كَانَ لَوْلاي طُعمَةً لِلسِّبَاعِ

اُرفُقِي بِي ، لَقَدْ تَصَوَّفْتُ حُزنًا
......................أنَا لَوْلاكِ مَا قَطَعتُ انْقِطَاعِي

لا يَزُورُ المَنَامُ عَينِي وَأدْعُو
......................ه ُ، وَحُزنِي يَزُورُ مِنْ غَيْرِ دَاع ِ

حَلَّ قَهْرًا عَلى مَوَاعِيدِ عِيدِي
......................ثُمَّ صِرنَا كَإخْوَةٍ مِنْ رَضَاع ِ

وَسَنٌ كَالفَرَاشِ يُلهِي جَبِينِي
......................فَـأنَا منه آيِـلٌ لِلتَّـدَاعِـي

كـَلَّمَا شِئتُ أن تُقِيلِي بِرمْشِي
......................اِشْتَهَانِي وَثارَ بِي كَالصُّدَاع ِ

فَأنَا مِنَ بُرُودِنَا فِي احتِرَاق ٍ
......................وَأنَا مِنْ عِنَاقِنَا فِي صِرَاع ِ

بِأزِيزِ الإجْهَاشِ رَوَّعتِ قَلبِي
......................أوقِفي الدَّمْعِ ، وَافهَمِي أوْضَاعِي

لَيسَ ذَنبِي أنْ يُذْهِلَ الشِّعرُ عَيْنَيْـ
......................ـكِ جَوًى ، يَا أسِيرَة الإبْدَاع ِ

أرَّخَتْ عَينَك الحُرُوفُ وَطَافَتْ
......................بِسَوَادِ المِدَادِ بِيضَ الرِّقاع ِ

لَيسَ مِثلِي ضَن ٍ عَلى أرْضِ قـََيْس ٍ
......................أوْ ذَعُورٌ كَأنتِ حَسْبَ اطِّلاعِي

كُلُّ خَمْصَانَةٍ تَوَدُّ لَوَ انَّ الـشـَّ
......................ـعرَ فِيهَا وَلَوْ بِعُشرِ المُذَاع ِ

ليْسَ يَقوَى عَلى انْتِظَامِ القَوَافِي
......................غَيْرُ قَلبٍ مُبَعثَرٍ فِي الضَّيَاع ِ

أنَا فِي الشِّعرِ قِبلَةٌ لِلحَيَارَى
......................وَدُمُوعُ العُشَّاقِ مِنْ أتبَاعِي

سِحْرُ عَيْنَيْكِ يَا أنِيقَةُ أضنَا
......................نِي وَأضْنَاكِ أنْتِ سِحرُ يَرَاعِي

كَمْ وَرَدنَا الحَنَانَ قَلبًا لِقَلبٍ
......................وَأَدَرنَا الحَنِينَ صَاعًا بِِصَاع ِ

فَذَرينِي أوِ اعذرينِي فَإنِّي
......................مُعجَبٌ مُعجَبٌ بِغَيْرِ نِزَاع ِ

وَشُجَاعٌ لا قَلبَ لِي غَيْرَ أنِّي
......................فِي طَريقِي إليك غَيْرُ شُجَاع ِ

أنَا فِي كَفِّكِ الطَّهُورِ سَأحنِي
......................قُبُلاتِي لَكِنْ بِغَيْرِ انْصِيَاعِي

يَا كُفِيتِ المَكْرُوهَ لا تُركِعِينِي
......................مَا الذِي تَغنَمِينَ مِنْ إركَاعِي

كَيْفَ آتِي وَفِي رُبَاكِ حِرَابٌ
......................غَيرُ مُرتَاحَةٍ إلى أضْلاعِي

كَيفَ أرقَى وَفِي يَدَيَّ ارْتِعَاشَا
......................تٌ ، وَرِجْلايَ عُرْضَة للأفَاعِي

أنَا لوْلاكُ مَا احتَمَيْتُ مِنَ الغِيدِ
......................سِوَى أنتِ مَن كَشَفتِ قِنَاعِي

مَا الذي تَصنَعِينَهُ حِينَ تبدُو
......................هَدأةُ اللغمِ تَحتَ عُشبٍ صِنَاعِي

أوكِلِي بِي مَدًّا يُقَاوِمُ جَزرِي
......................أوْ كِليني لِمَوْجَتِي وَشِرَاعِي

أيُّهَا الفَازَةُ التِي وَهَبَتْ لِي
......................مِن دُمُوعِ الغَمَامِ وَمْضَ شُعَاع ِ

اجعَلينِي الذِّكرَى الجَمِيلَةَ وَانسَيْ
......................ضَحَكَاتِي فَالحُزْنُ لَيْسَ اختِرَاعِي

جرير الصغير .
================

تعليقي:
جرير يا جرير يا جرير

إن من البيان لسحرا، وإنك لساحر


وَوَقَعْنَا فِي كـَذبَتَيْنِ ، فَسَاوَتْ
......................كـَذْبَةُ العُذْرِ كـَذْبَة َ الاقـْتِنَاع ِ

لمن يزعمون أن الوزن والقافية قيدان على الشعر
أجل هما قيدان على من يجشم نفسه الشعر في حين لا يملك الموهبة ولا ناصية البيان.
أليس امتحان القبول للجامعات نوعا من القيد يحول دون دخول من ليس أهلا . فمن دخل الجامعة دون اجتياز امتحان قبولها ذمّها وهو بالذم أولى، إذ جشم نفسه ما لا تطيق، وهو لو قصد ما يناسبه لكان خيرا له.

ولكنهما - الوزن والقافية - لمن يملك الموهبة وناصية البيان كيمياء تخالط بيانه وموهبته فينتج هذا الإدهاش.
أقول النثر أصعب من الشعر، فالوزن والقافية في عون الشاعر المطبوع، وليس للناثر مثل هذا العون.
كأنّي بهما برنامج ( في دقة البرنامج الحاسوبي ...1 ) صمم أصلا على مقاس العربية صرفا ونحوا وبلاغة بحيث تحتل كل مفردة مكانها فمن سلمت فطرته وذائقته اللغوية اهتدت كلماته إلى مكانها من البرنامج ومن اضطربا لديه اضطربت مواقع كلماته بقدر اضطرابهما.
وإلا فليتفضل من يستطيع أن يعبر عن معنى هذا البيت شعرا أو نثرا بصياغة أخرى لهذه المفردات خيرا من هذه. كأن هذه الصياغة كانت موجودة بالقوة ولم يكن لجريرنا إلا فضل إخراجها منه إلى وجود الفعل. وهو لعمري فضل جليل ينم عن نفس سلمت لها فطرتها وذائقتها وأوتيت موهبة وكل ذلك تجسيد لإبداع الخالق لهذا القارئ وسهولة تواصله مع جنسه من إبداع الخالق للمقروء.
يرعاك الله أخي جرير.
-----------------------
1- الرقمي كشف لبرنامج الوزن. هل هناك حقا برنامج لبقية الاعتبارات ؟ أميل لهذا مع إدراكي لصعوبة كشفه في حال وجوده، فكل جمال نوع من الهندسة والهندسة رقمية. وأذكر قولا لإستاذي في الرياضيات مفاده أن الأرقام لغة الخلق، حسبك دليلا أن النظرية النسبية تم التوصل إليها بالأرقام دون سواها من مختبرات أو معدات.