القصيدة في مائتين واثنين وثلاثين بيتًا

هِبةُ الشَّيطانِ


أَشفقَ اللَّيلُ علَى فَجرٍ ، وَ صُبْحٍ = بعدَمَا سَادَ الدُّجَى صَدرَ السَّمَاءِ
وَ هَوَى الغَيمُ عَلَى سَفْحٍ ، وَ أرضٍ = وَ الرَّدَى ، استَضْحَكَ مِنْ هَوْلِ الشَّقَاءِ
.=.
بُلبُلٌ أَشْجَى الرُّبا حِينَ تَهَادَى = هَامَ عِشقًا في ظِلالٍ بَاسِقَاتِ
عَانقَ الأرجَاءَ ، غنَّى للخَوالِي = حَلَّقَ الشَّوقُ أهَاجَ الذِّكرَيَاتِ
قَد أَصَرَّ القُربَ ، لَكَنْ قَد رَمَاهُ = مَوعِدٌ شَابَ بِدَربِ الأُمنِيَاتِ
فَاكتَوَى الصَّبْرُ بِنَارٍ ، وَ مُحَالٍ = وَ سِنينٍ تَحتَدِي ، كَالخُصَمَاءِ
غَابَ مَنْ غابَ ، وَ ثَارَتْ في نُفُوسٍ = لَهفَاتٌ تَرتَجِي دَنْوَ اللِّقَاءِ
.=.
رَفْرَفَ الطَّيرُ عَلَى الأَفنَانِ عِشْقًا = فَأصَابَ الغَدرُ قَلبًا بِسِهَامِ
أشفقَ الخِلُّ عَلَيهِ بِنُواحٍ = وَ زَهَا الشِّرُ بِنَصرٍ ، وَ ابتِسَامِ
ضِحكَةٌ تخْتَالُ كِبْرًا ، وَ ابتِهَاجًا = بَعدمَا اغتَالُوا الوَفَا بِاسمِ السَّلَامِ
هَلْ سَرَى السَّمُ بِنهرٍ ، وَ شِعَابٍ = وَ غَشَى دَربَ البَرايَا كَالوَبَاءِ؟
أغدَقَ الحِقدُ عَليهِ بَالرِّضَا ، فِي = كُلِّ نَهجٍ ، قَد غدَا مِثلَ الفَنَاءِ
.=.
نَاحَ قَلبٌ باِشتِياقٍ لِرفَاقٍ = حِينَ أضحَى وَ اصْطلَى شَكوَى العَبيدِ
بين آهَاتِ الأسَى ، يَحيَا أَسِيرًا = يَستَقِي قهْرًا بِوعدٍ ، وَوَعيِدِ
كُلَّمَا استَدْعَاهُ شَوقٌ للِقَاءٍ = ذَابَ وجدًا ، والتقَى حرَّ القُيودِ
لمْ يَزَلْ يبكي شَبابًا شَابَ قَسْرًا = لَمْ يزَلْ يرنُو المُنَى رَغمَ العَيَاءِ
رَغمَ جُرحٍ ، وَ أَنِينٍ ، وَ فُتُورٍ = سَوفَ يَعلُو ، يَزْدَهِي سَفحَ الفضَاءِ
.=.
يَا هُدَى الحَائرِ ، أَوْهَى الغَدرُ حقًّا ؟ = وَ الدُّنا تجثُو بِدَربٍ مِنْ لَهِيبِ
وَعَلَا جِسرَ الأمَانِي بَاصِرٌ ، يَنـْ = عِي قُلُوبًا بِرَجاءٍ ، وَ نَحيِبِ
لمْ تَعُدْ غيرَ صُدودٍ ، وَ شِقَاقٍ = قَد بَدَا الإِظلامُ يَسرِي بنَعِيبِ
أينَ أنتَ الآنَ يَابَدرَ الخَوَالِي = يَا شَريدًا ، والسَّنَا بَينَ اكتِوَاءِ
كيفَ تَجثُو في الدُّجَى تَشكُو زَمانًا = وَ نُفُوسًا قَد تخلَّتْ عَنْ وَفَاءِ
.=.
تَعصِفُ الأكدَارُ بالأرجَاءِ كَرًّا = وَ سَرَابٌ قَد غشَى نَيلَ الوُعُودِ
يَحجِبُ الآمَالَ ، تَزوِي عنْ عُيُونٍ = وَ اللَّيَالي في حِدَادٍ ، وَ رَقُودِ
تَلهَثُ الظَلمَاءُ خَلفَ البَدرِ تَعدُو = كَي تَنالَ النُّورَ منْ ثَغرِ الوُجُودِ
بعدَمَا أمسَى يَقِينٌ بِظُنونٍ = وَعثَا الشَّرُ بأَرضٍ ، وَ سَمَاءِ
أصبَحَتْ شَكوَى الوَرَى نَجوَى مُحَالٍ = هَلْ يعُودُ الحقُّ صَحوًا منْ غفَاءِ؟
=..
يَسأَلُ العُمرُ اللَّيالِيْ ، وَدُروبًا = كَمْ لبِثنَا في الدُّنا مِثلَ الغَرِيبِ؟ !
ودَّعَ الأَمسُ اشتِيَاقًا ، وَ حَنينًا = بَعدَمَا أَنسَى الأَسَى وِدَّ الحَبِيبِ
غابَ شَوقٌ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ قَسرًا = وَ مَضَى عنْهُ رَبيعٌ كَالمَغِيبِ
أينَ خِلاَّنٌ ، وَ أَحبَابٌ ، وَ أَهلٌ = أَينَ قَلبٌ ، دامَ ظِلًا لِلصَّفَاءِ
كَيفَ تَلقَى مُهجَةُ الرُّوحِ غِلابًا = كيفَ يَلقَى الحُبُّ سُمًا بِدَوَاءِ
=.
فِإلَى أينَ مَسيرٌ ، وَ مَصِيرٌ = قَد هَوَى ، يَرجُو النَّجًا ، مِثلَ الغَرِيقِ
كلَّما هَمَّتْ يَدُ الحُبِّ بِغَوثٍ = مَوجَةٌ عَادَتْ بهاِ دُونَ بَريقِ
فَمَتَى نَنْجُو ، وَ عُمرٌ لَمْ يزَلْ في = رِحلَةِ الأيِّامِ يَمضي لِعَمِيقِ
يَا رَبِيعَ الأمسِ كَيفَ الغُصنُ يَصلَى = جَفوَةً جَفَّ لهَا نَبعُ السَّقَاءِ
لمْ يعُدْ طَلُّ النَّدَى يزهِي بَقَاءً = قَد بَكَى الفَجرُ زُهُورًا بظَمَاءِ
=.
فِي طَريقٍ لَيسَ فيهَا غَيرُ ذِكرى = حِينَ كَانَ القُربُ يَدنُو بِالأَمَانِ
قَد رَنَا سِحرًا ، وَودًا في عُيُونٍ = والشَّذا يَسري ، وَ حُبٌّ بِالأمَانِي
كلُّ قَلبٍ هَامَ عِشقًا ، وَ وفَاقًا = وَسمَا بِالوِدِّ يَشدُو بالأغَانِي
فُجأةٌ أَرخَى عَلَيهِ الغَيبُ وَيلاً = وازْدَهَى الشَّرُ بِغَدرٍ ، وَعُوَاءِ
حِينَ ألقَى بِالتَّمَني خَلْفَ سِترٍ = وَ اكْتَوَى الكَونَ بثَأرٍ ، وَ فَنَاءِ
=..
يَا مُنَى الأَدوَاحِ صَارَ البَطشُ جَهرًا = كُلُّ نَفسٍ تشتَكِي جَمْرَ العَوَادِي
وَغُصُونٌ كَهَشِيمٍ بِرياحٍ = وَ مُرُوجٌ تَشتَكِي ظُلمَ الأعَادِي
تَسأَلُ الأطيَارُ عنْ أَيكٍ ، وَ دَوحٍ = لمْ تَعُدْ غيرَ نُوَاحٍ ، وَ رَمادِ
خلَّفَ الجُحدُ حَريقًا ، وَ طُلُولاً = وَ سبَى المَجدَ إلى سَفحِ العَرَاءِ
دَافَعَ الحُبُّ مِرَارًا عنْ سَلامٍ = إنَّمَا الحِقدُ سَرَى مَثلَ الوَبَاءِ
=..
هَا هِيَ الأرزَاءُ تغشَى كُلَّ وَادٍ = وَ حَيَاةٌ ، وَ نُفُوسٌ ، بِانصِهَارِ
وَ يَدُ البَطشِ تَدَانَتْ بالدَّوَاهي = يَسقُطُ الحُبُّ صَريعًا عِندَ نارِ
صَولةُ الأقدَارِ ، أمْ كَيدُ الأعَادِي ؟ = قَد أَصَابَتْ حُلمَ إِنسٍ، بانْهِيارِ
نِقمَةٌ ثَارتْ ، وَ صَالتْ بِانتِقَامٍ = وَبَكَى الأهوَالَ طَيرٌ بالفضاءِ
وَفُؤادٌ دَامَ يزهِي بالأَمَانِي = وَ خَليلٌ قَد غدَا صَوبَ َعَزَاءِ
=.
رَاحِلٌ يرنُو احتضارًا ، وَ ودَاعًا = وَغَرِيبٌ يلتقِي جِسرَ الفرَاقِ
أغدقَ الوَعدُ علَيهِ بِحَنينٍ = وَ عُهُودٍ ، وانتظِارٍ ، ووفاقِ
وَ غَشَى الفَرْحُ دِيارًا ، وَ زهُورًا= وَالمُنى تَرنُو بِعشقٍ ، واشتيَاقِ
إنَّمَا الوعدُ خيَالٌ ، وَ سَرابٌ = وَ يقينٌ بَينَ شَكٍّ ، وَ رَجَاءِ
كلَّمَا سَاقَ الوَفَا عَهدًا ، تَلاشَى = عَبرَ وَ جدٍ ، وَ عنَاءٍ ، وَ جَفَاءِ
=..
فإلى أينَ فِرَارٌ ، وَ وجودٌ = بِيَدِ الأقدارِ يجثُو بَنُوَاحِ
مُهجةٌ تَرنُو سلامًا تَشتَكِي مِنْ = لَقيَةِ الوَهْمِ ، وَ أنصَالِ الرِّمَاحِ
بينَ قيَدٍ كالرَّدَى أَدمَى شُعُورًا = تَستَغِيثُ الفَجرَ يأتِي بالصَّبَاحِ
هَدْهَدَ الشَّرُ ريَاحًا ، حِينَ هبَّتْ = فَوقَ أزهَارِ التَّمنِّي باحتِدَاءِ
وَ هَمَى دَمعٌ يَوَاسِي كُلَّ عُودٍ = وَ تَهَاوَى الحُلمُ رَميًا منْ عَلاءِ
.=.
أيُّهَا السَّارِي بأشجَانِ اللَّيَالي= تَرتَجي نُورًا ، وَ لَستَ بِضَريرِ
يَتَدَانَى الخَوفُ ، وَ القَلبُ رَجِيفٌ = قَد هَوَى بينَ الغَوانِي كالغَرِيرِ
هَارِبًا مِنْ ذِكرَيَاتٍ قَد تَبارَتْ =وَ المُنَى بينَ دُعَاءٍ ، وَ مَصِيرِ
وَ الأَفَاعي تَتَوَالَى بفَحِيحٍ = تَنشرُ البَأسَ بغَدرٍ ، وَ عَدَاءِ
فَمَتَى تُشْفَى قُلُوبٌ منْ وَ جِيعٍ = وَ الدُّنا باَلقَهرِ تَمضِي وَ الشَّقَاءِ
.=.
عمَّ ظهرَ الأَرضِ جُحدٌ ، وَ بَلاءٌ = وَ الرَّدَى استَضْحَكَ منْ هَوْلِ العَوَادِي
أَينَ مِنْهُ النَّبتُ يزهِي بثِمَارٍ = وَ البَرى ، وَ البِيدُ تَشكُو كَالصَّوَادِي
كُلُّ عُودٍ فِي ذُبُولٍ ، وَ انكِسَارٍ = يَستَجيرُ الأَرضَ منْ دَربِ الأعَادِي
كُلُّ أَمرٍ قَد غَدَا مَألَمَةً والـ ْ= قَيدُ أبكَى كُلَّ نَجوَى ، وَ دُعَاءِ
وَ الغَوَادِي عَانقَتْ سَيلَ دُمُوعٍ = وَ بِحَار ُ الكَونِ فَاضتْ بِالدِّمَاءِ
=..
فُجأةٌ منْ مُهجةٍ تصبُو أمانًا= وَ قُلوبٍ في سَقَامٍ ، وَ جِرَاحِ
فِي سَحِيقِ الإِثمِ تحيَا بِامتِهَانٍ = لَا تُبَالي غَيرَ لَهوٍ ، وَ سِفَاحِ
وَ وُجُودٍ باقتِتَالٍ ، وَ دَمارٍ = كلُّ نَهجٍ بِاعتِلالٍ ، وَ نُوَاحِ
قد تَهَادتْ مُنيةٌ تَرجُو سَلامًا = صَيحةٌ كالغَوثِ منْ قاعِ الفَنَاءِ
جَاوَزتْ أرضًا ، وَ سَهلاً ، وَ جِبالاً = أسمَعَتْ صَمتَ البَرارِي ، وَ الفضَاءِ
=..
هَللَّ البِشْرُ وَ نَادَى كُلَّ غَافٍ = فَرسُولٌ جَاءَ ، وَعدًا مِنْ عُهُودِ
تفتَدِيهِ النَّفسُ حُبًّا ، وَ رِضَاءً = ( مُصْطَفَى ) خُيرُ البَرَايَا ، والوُجُودِ
هَلَّ نُورًا ، فهَدَى ، بَدرًا ، وَ فَجْرًا = فِطرَةَ اللهِ ، وَ دينًا للخُلُودِ
يَشهدُ الكَونُ عَليهِ قَد أقَامَ الـْ = عَدلَ ، مِنْ أر ضٍ ، عَلا حتَّى السَّمَاءِ
وَ غَدا الإنسَانُ يَزهُو باهتِدَاءٍ = أشرَقَ الإِصبَاحُ يَشدُو بالثَّنَاءِ
=..
خُطوةُ الأشرَارِ دَومًا في خَفَاءٍ = تَمحِقُ الحَقِّ وَ تسعَى لِقتَالِ
بَينَ كُفرٍ ، وسِبَابٍ قَد تبَارَوا = كي ينَالوا منْ هُدَاةٍ ، بِاغتيَالِ
يُطفِئُوا نُورَ الهُدَى لَمَّا تَهَادَى = إنَّمَا كَيدُ الأعَادِي فِي زَوَالِ
يُمْهِلُ اللهُ العِدَا رَغمَ احْتِدَادٍ= ثمُ يَلقَونَ الرَّدَى حِينَ غفَاءِ
يَنصرُ اللهُ عبادًا ، ودُعَاةً = إنَّ نُورَ الحَقِّ ، وَعدٌ بالضِّيَاءِ
=..
حَطَّمَ الهَدْيُ جُنُونَ الرِّجزِ قسرًا = وَ فُلُولُ الشَّرِ تجثُو في مَخيفِ
أيقظَ البَدرُ، الدُّنَا صَوبَ يَقيِنٍ = وَ رَمَى شَوكَ العِدا بَينَ الخَرِيفِ
فَاهتَدَى النَّاسُ وَ جَابَ الكَونَ عَدلٌ = وَ صُدُورًا ، وَ قُلُوبًا ، بلَهِيفِ
وَ اجتبَى الفَجرُ النَّدَى ، والزَّهرُ شَوقًا = ثمُّ غنَّى الطَّيرُ آمَالَ الفَضَاءِ
بَعدمَا ذاقَ صُدُودًا ، وَ ظَماءً = أقبَلَ الحُبُّ ، وَ أسرَى بالإخَاءِ
=.
رَحمَةُ اللهِ سَرَتْ تُحيِي قُلُوبًا = سَكَنَتْ رُوحًا ، وَ أَعمَاقَ الحَنَايَا
أَسَّسَتْ نَهجَ الرَّضَا ، وَ العَفوَ حبًّا = وَارتِدَادً عن شِقَاقٍ، وَ رَزَايَا
أغدَقَتْ في القُربِ ودًّا ، وَ وئَامًا = ومَحَا النُّورُ ، الظَّلامَ ، وَالخَطَايَا
قَد هَدَى اللهُ الوُجودَ (بأَميِنٍ ) = (وَ نَذيرٍ) ،( وَ بَشِيرٍ ) ، منْ سمَاءِ
قَدأظلَّ الكَونَ عَدلاً ، وَ أَمَانًا = وَ سمَا دَربُ الأَنَامِ بِالوَفَاءِ
.=.
حرَّرَ الإِنسَانَ منْ قَيدٍ ، وَ أَسْرٍ = (طَهَ) جِئتَ الوعدَ يسعَى بِاشتيَاقِ
كَي يذُودَ الدِّينُ عنْ عِرضٍ ، وَحقٍّ = نَامَ بينَ الكُفرِ رَدحًا في عنَاقِ0
أثمَرَتْ ظَهرُ البَرَاري ، والصَّحَارِي = بَعدمَا أمسَتْ بِظمَاءٍ ، وَ احترِاقِ
وَهَوَتْ أَصنَامُ رِجزٍ لِسَحيقٍ = ثُمَّ صَارتْ مِثلَ وَ هْمٍ ، وَ فَنَاءِ
عمَّ هَدْيٌ ، وَ صَلاحٌ ، وَ وئَامٌ= قَد غَشَى وجهَ الدُّنَا صَوبَ البَقَاءِ
.=.
عَانَقَ الإِسلامُ فَتحًا ، وَ شُمُوخًا = فِي نَوَاحي الكَونِ يَسمُو بِاقتِدَارِ
أصْبَحَ الإنسانُ يحيَا فِي وِفاقٍ = وَ سَلامٍ قَد غَدا مِثلَ النَّهارِ
وَ يقِينٍ يُشهِدُ الرُّوحَ عَلَيهِ = وَ نَجَاةٍ بَعد خَوفِ ، وَ احتِضَارِ
شرعةُ ( اللهِ ) خَلَتْ ما قبلهَا مِنْ = شِرعةٍ جَاءتْ هُدىً بالأنبيَاءِ
سَبَّحَ الطَّيرُ بِحَمدٍ وَ صَلاةٍ = أشرَقَ الكَونُ بِحُبٍّ ، وَ وَلَاءِ
.=.
ثُمَّ صِرنَا بَعدَ حِينٍ فِي مَخِيفٍ = أغدَقَ الشَّرُ عَلينا بِالهَوَانِ
وَ هَوَى ظلٌ ، وَ غُصنٌ باعتِلَالٍ = نِقمَةٌ حلَّتْ علىَ وعدُ الأمَانِي
وَطَوَتْ مَجدَ الجُدودِ كَاللَّيَالي = أَينَ منْهُ الآنَ يغدُو بِالأَمَانِ
فِي طَريقٍ وَ الوَهَى يغشَى قُلُوبًا = تَرتَجي غَوثًا ، وَ أَمنًا منْ شَقَاءِ
لَمْ يعدْ غيرُ غَمامٍ ، وَ سُؤَالٍ = هَلْ رَمَانَا الغَدرُ حقًّا مِنْ عَلاءِ؟
.=.
ذِكرَياتُ الأَمسِ شَابتْ منْ حَنِينٍ = وَ عُيُونٍ ، وَ قُلُوبٍ هَائِمَاتِ
تَبتَكي ( غَرنَاطَةَ العُربِ )جَهَارًا = والخَوَالِي قَد تَهَادَتْ شَاهِدَاتِ
وَنَعَتْ عَزْمًا ، وَ سيفًا صَارَ هَشًّا = فَغَشَى عزًّا ، وفجْرًا بالوَفَاةِ
يَا هُدَى البَدرِ الذِي دَامَ سَناهُ = كَيفَ صَارَ المَجدُ فِي لَيلٍ عُوَاءِ
أَصدَرَ الشُّرُ عَليهِ الحُكمَ مَوتًا = وَالأَمَاني فِي وَدَاعٍ ، وَاكتِوَاءِ
=..
كيف آلتْ كُلُّ أرضٍ لِمَشَاعٍ = وَ انْطَوَى الحَقُّ ، وَأَمسَى فِي سَقَامِ
تَعزفُ الأحلامُ أحزَانَ الثَّكَالى= لَمْ تَنلْ غَيرَ نَشيدٍ منْ عُقَامِ
وَلَهِيفٍ بِالمُنى يَرنُو لِنورٍ = كَي يَعُودَ الأَمسُ صَحوًا مِنْ مَنَامِ
يَا (فِلَسطِينُ) استَبَاحَ الغَدرُ قُدسًا = ثُمَّ أمْسَيتِ بِصَرخٍ ، وَ رَجَاءِ
في شَتَاتٍ ، وَ اللُّقَى صَار َبَعِيدًا = يَكتَوِي رَجْعَ الخَوَالِي أَلفُ دَاءِ
=..
لَو يَصِيرُ العَزمُ فِينَا مِثلَ طَودٍ = لاهْتَدَينَا صَوبَ وَعدٍ ، وجِهَادِ
لرمَينَا الشَّرَ قَسرًا في بِحَارٍ= لمَحَونَا كُلَّ كِبْرٍ للأعَادِي
حِينَ نَصْحُو بَافْتِخَارٍ ، وَ اعتِدَادٍ = سَوفَ يَأتِي النُّورُ ، يَسْعَى بالبِلادِ
يُنْشِدُ القَومُ نشِيدًا ، لانتِصَارٍ = يَزدَهي بدرَ اللَّيالي بالوَفَاءِ
وَ الأَمَانِي فِي نَمَاءٍ حِينَ عَودٍ = ثُمَّ يشدُو كُلُّ صُبحٍ بالضِّيَاءِ
=..
نَكسَةٌ طَافَتْ بِلادَ ( العُربِ) سَحْقًا = وَ الأَعَادِي فِي سُهُولٍ ، وَ دِّيَارِ
لمْ تَعدْ أرضٌ لنَا دُونَ احتِلَالٍ = وَ (فِلَسْطينٌ) هَوَتْ عِندَ احتضَارِ
كيَفَ قالُوا : أَنَّنَا نجنِي انتصَارًا = ثُمَّ صِرنا فُجأةً صَوبَ انتحِارِ
كُلُّ أَطيافِ المُنْيَ صَارتْ سَرَابًا = وَ مَوَاتًا ، قَد رَمَتنَا بالرَّثَاءِ
كَمْ زُهُورٍ ، وَ غُصُونٍ ، وَ طُيُورٍ = وَ أَيَامَى ، وَ رَضِيعٍ بِعَزَاءِ
=..
أَظلمَ الدَّهرُ علينَا ، أم رضينَا = بِهَوَانٍ ، وَ شَتاتٍ ، وَظَلَامِ
قَد كَتَبنَا فَوقَ أَحزَانِ اليَتامَى = هَلْ زَوَى عنَّا ( صَلاحٌ ) لانْقِسامِ ؟
أُمَّتي : نَحنُ طُيُوفٌ ، أمْ رُسُومٌ = كَيفَ طَوعًا قَد خَبَا بَرقُ الحُسُامِ
كَيفَ (بَدرٌ) صارَ يَنأَى عَنْ ضياءٍ= كَيفَ يُمسِى ،كُلَّ لَيلٍ بغَفَاءِ
تَسألُ الأيَّامُ عنَّا هَلْ سَيَأتي= فَجرُنَا يَومًا بِصُبحٍ ، وَ سنَاءِ
=..
مثلَمَا أهدَى (صَلاحُ الدِّينِ) نَصرًا = يَرفعُ الرَّايَاتِ ، يأتِي بِالحُقُوقِ
أغدَقَ الأمسُ علينَا بفُتُوحٍ = وَالأَعَادِي في جُحُورٍ ، وَ شُقُوقِ
رَفرَفَتْ أعلامُنا فَوقَ الرَّوَابي = مَا غَدا دَربٌ ، وَنهجٌ بعقُوقِ
إنَّمَا اليَومَ هَوتْ أمجَادُنَا مِنْ = رِفعةٍ صَوبَ سَحِيقٍ ، وَ ظَمَاءِ
وَنَعِيشُ الآن ذِكرَى تَكتَوينَا = وَ الأمَاني في صُدُودٍ ، وَ جَفاءِ
=..
نَكبَةُ جَاءتْ بأُخرَى مِنْ قَريبٍ =وَ عُدَاةٌ في جُحوُدٍ ، وَ غُرورِ
فَمُنى الأَعداءِ أنْ تخبُو الأمانِي = كِي يسيرَ الحُلْمُ في دَربٍ الأسِيرِ
فَانظُرِي كَيفَ أحاطُوا كُلَّ أرضٍ = كُلَّ وَادٍ ، وَ شِعَابٍ ، وَ غَدِير
أَحرقُوا أَيكًا ، وَ دَوحًا ، وَ دِيَارًا= بِاسْمِ وَهمٍ ، وسَلامٍ ، وَ إخَاءِ
قَد تَوَارَى كُلُّ وِدٍّ ، وَ وِئَامٍ = وَ بَدا كيدُ الأَعادِي كاَلوبَاءِ
=.
( بُوْشُ ) قَد أطْلَقَ حقْدًا، واجْتَبَى الــغَدْ = رَ تِجَاهَ ( العُربِ ) نَهْجًا (كالتَّتَارِ)
هِبةً (للغَربِ) ، وَ الأعدَاءِ تَسري = بينَ قهْرٍ ، وَ سَقَامٍ ، وَ انكِسَارِ
تُشعِلُ الآلامُ صيحَاتِ الثَّكَالَى = وَ الأمَاني كَالعَوَارِي بِفرَارِ
كَي يعيِشَ الوْهمُ دَهرًا فِي عقولٍ= كَي يثُورَ الحُبُّ فِي وَجهِ البَرَاءِ
وَ يصُولَ الذِّئبُ في صَرحِ الخَوَالي = وَ يحِيدَ الحَقُّ عنْ معنَى الوَفَاءِ
=..
فِتْنَةٌ قَامَتْ ، فَطَافتْ كُلَّ أَرضٍ =وَ استَثَارَتْ شَوقَ إنْسٍ بظمَاءِ
لأَمَانٍ ، وَسلامٍ ، وَ نَجَاةٍ= فَسَرَى الحُلمُ بأَرضٍ ، وَ سَمَاءِ
فَشُعُوبٌ وَقَّعتْ مِيثَاقِ هَونٍ = وَ شُعُوبٌ حطَّمَتْ تَاجَ الوَلَاءِ
عُملاءُ الشَّرِ طَافُوا كُلَّ دَارٍ = بكَلامٍ ، وَ وُعُودٍ ، وَ ثَنَاءِ
فَهَوَتْ أرضٌ ، وَ دَارٌ لِعمِيقٍ = والرَّدَى جَابَ بلادًا كالفَنَاءِ
=..
أُمَّتي : كَمْ منْ عَميلٍ جاءَ عَدْوًا= عَاشَ دَهرًا في دِيارٍ للأعَادِي
جَاءَ يسعَى كالأفاعي لخداعٍ= يَرسمُ الحِقدَ غَرَامًا فِي فُؤَادِ
وَ قُلوبٌ بينَ شَكٍ ، وَ يقيِنٍ = قَد غشَاهَا بوُعُودٍ ، وحَصَادِ
كيفَ أضحَى الغَدرُ أَهلاً ، وَحَبِيبًا = كَيفَ يَشدُو الحُبّ في دَربٍ عُوُاءِ
وَأمَانٌ قَد هَوَى يَجْنِي الدَّوَهِي = مِنْ حريقٍ ، مِن َدمَارٍ ، وَ شَّقاءِ
=..
خَائنُو العَهدِ كَثيرٌ ، فِي طَريقٍ = ليسَ فيهَا غيرُ شرٍّ ، وَ اعتِلَالِ
يُظهِرونَ السِّلمَ ، وَ البَغيُ بِقَلبٍ = قَد رَنَا صَوبَ العَدَاءِ بِامتِثَالِ
يَضحَكُ اليَومَ إلينا ، وَ غدًا ، يَضـْ = حَكُ بِالوَهمِ عَلَينا وَ المُحَالِ
يا زَمانَ الحُبِّ هَلْ نَحنُ ارتَضينَا = فِتْنَةً تَغشَى قُلوبًا بالعَماءِ
كَمْ لَدينَا منهمُ الآنَ بأَرضٍ = كَيفَ نَحيَا بَينَ غَدرٍ ، وَ بلاءِ؟!
.=.
يَاإلَهَ العَالمينَ إنْ غَفَونَا = أَو نَسينَا أُسوَةَ العَهدِ الشَّريفِ
وَ ابتُلينَا بالوُعُودِ ، وَ التَّمنِّي = وَلبِثنَا فِي هَوانٍ ، وَ مَخيِفِ
إنَّ يَومًا سوفَ يأتِي بِحُقُوقٍ= ثمَّ ننأَى عنْ بلَاءٍ ، و َخَرِيفِ
أمَّةُ الحَمدِ ، وَ نُورِ ( المُصطَفَى ) فِي = رِحلةِ الأَمسِ بأرجَاءِ العَلاءِ
لنْ تَخُورَ اليومَ ، فَالوَعدُ بعَوْدٍ = سوفَ يغشَى كُلُّ دَارٍ ، بِالوَلَاءِ
.=.
أنتِ فوقَ الحِقدِ ، والشَّرِ ، وَ غَدرٍ = أنتِ نُورُ الكَونِ يَسْعَى مِنْ قُرُونِ
نَهْنهِي النَّفسَ ، وَ سيري صَوبَ عَزمٍ = إنَّ شوقَ النَّصر باقٍ في العُيُونِ
لمْلِمِي جُرْحًا ، وَ حُزنًا ،ثمَّ سِيري = لَا تُباَلي غيرَ حُبٍّ ، وَحَنينِ
فِي عُيونِ الأَمسِ بَدرٌ بسناءٍ = وَ نُجُومٌ في سَّماءٍ بالوَفَاءِ
لا تهَابي أيَّ دَربٍ ، غيرَ ربٍّ = إنَّه النَّجوَى ، وَ وَعدٌ بالنَّجَاءِ
=..
وَطَنُ الأحَرار ِ : كُنْ عُنوانَ مَجدِي = بالوفَا ، فَابْنِ صُروحَ الإعتزَامِ
وَطَني : وامْحِقْ جُحُودًا ، عُدْ إلينَا = بالرَّوَابي ، وَ الأمانِي ، والسَّلامِ
رَغمَ قَهرٍ ، سَوفَ تغدُو بِشُمُوخٍ = سَوفَ تبقَى في طَريقٍ بالوِئَامِ
كبوةٌ ، بالحُبِّ تنأى عنْكَ يومًا = سِرْ إلى دربِ الخَوَالي باهتدَاءِ
شِرعَةُ الحقِّ ، بِنهجِ ( المُصطَفى) يَا = أُمَّةَ الإسلامِ ، تبقَى كالضِّيَاءِ
=..
وَطَنِي : واذْكُرْ زَمانًا ، ودُروبًا = وَ رِجَالًا في الوَغَى مِثلَ النِّسُورِ
عُدْ لَنا ، وَ اهْدِ إلى الحَقِّ انتصَارًا = دَامَ حُلمًا، صَارَ وَعدًا في الضَّميرِ
عُدْ لَنا ، وَ اشْدُ الأمانِي في عُيُونٍ = لمْ ترَ شمسًا ، وَ صُبْحًا منْ دُهُورِ
إنَّ وَعدَ الحقِّ آتٍ بجِهَادٍ = وَ اهتِدَاءٍ ، وَ اقتِدَارٍ ، وَ فِدَاءِ
سوفَ يجثُو الشَّرُ يومًا مِنْ أَنِينٍ = وَ المُنَى بالنَّصرِ تسمُو ، وَ إبَاءِ
=.
عَرَبيٌ ، سَوفَ أمضي بثَباتٍ = لنْ ينَالَ الغدرُ حِينًا منْ وُجُودي
إنَّني رَغمَ اصطِبارٍ سَوفَ أبني = مِنْ عَرينِ المَجدِ عَهْدًا بالصُّمُودِ
سَوفَ أبقَى في ضَميرِ الصَّدقِ أسري = إنَّني وعدُ اللَّيالي ، والجدُودِ
إنَّ مجدًا للخَوَالي في فُؤادي = عَربيٌّ أنا ، وَ النَّصرُ رَجَائِي
لَنْ أحيِدَ اليَومَ عنْ وَادٍ ، وَ دَارٍ = قد رَوَتَها أُمنيَاتٌ بِالدِّمَاءِ
.=.
فَاشْدُ يَا قَلبُ الوفَا ، وَ اجنِ صَفاءً = وَ اشفِ أَدوَاءَ قُلوبٍ مِنْ أنيِنِ
وَ امْحُ جُحدًا مِن صُدورٍ ، وَ نُفوسٍ = كَي تُغنِّي مُنيةٌ فَوقَ الغُصونِ
وَ احْمِ أطيَارَ الرُّبا ، وَ ابنِ سَلامًا = يَهتَدِي حُلمَ السِّنينِ بِاليقِينِ
حينَ تَصحُو منْ وَهَى اِلنَّفسِ، وَ وهمٍ = وَ تَرَى أَشلاءَ غَدرٍ بفنَاءِ
يَستَريحُ الحَقُّ ، يَغدُو بالأمَاني = يَنتَهِي لَيلُ العَوُادي عَنْ عُوَاءِ
=..
لَا تَدَعْ يَا (ربِّ) فينَا غيرَ حُبٍّ = يفتدِي أوطَانَ (عُربٍ) بالصِّدُورِ
لَا تُسلِّطْ شَرَ أقوامٍ علينَا = كي يُصيبوا العَزمَ فينَا بالفُتُورِ
كُنْ لنا ضدَّ العَدا ، وَ امْحُ شُرُورًا = سَوفَ نغدُو في البَرايَا كالنِّسُورِ
وَاعْفُ عَنَّا ، عنْ ذنُوبٍ ، وَخطَايا = مَلْجأٌ أنتَ لَنَا ، وعدُ النَّجَاءِ
فاحْمنَا منْ كُلِّ عَادٍ ، وعَوادٍ = وَ اسْقنَا وِردَ الهُدى خَيرَ سِقَاءِ
.=
خَلَقَ اللهُ البرَايا دَرَجَاتٍ = فَغنيُّ ، وَ فقيرٌ في الحَيَاةِ
إنَّمَا يَومُ النِّدا ، فيْهِ سَواءٌ = مِثلمَا يأتونَ لَحدًا في المَمَاتِ
كلُّ نَفسٍ سوفَ تأتِي لحِسَابٍ = وَيقومُ النَّاسُ صَرعَى منْ وَفاَةِ
كُلُّ خيرٍ في الدُّنا يسري شَفِيعًا = يَومَ (عَرْضٍ ) والوَرى صَوبَ الرَّجَاءِ
فنعيمٌ دَائمُ العَيشِ ،ثَوَابٌ = أو جَحِيمٌ يكتَوي ، دُونَ غَفَاءِ
=.
وَ إِلَهُ الكَونِ ، رَبُّ العَرشِ بَاقٍ = والوَرى صَوبَ رَحيلٍ ، وَ قُبُورِ
عِشْ كمَا لو كُنتَ تحيَا لخُلُودٍ = و غدًا تمضِي إلى دَارِ النُّشُورِ
واتْقِ اللهَ بِصِدقٍ ، وَخُشوعٍ = فَالدُّنا دَارُ تَلاهٍ ، وَ غَرُورِ
خذْ درُوبَ الحَقِّ ، جَارًا ، وَ رَفيقًا = وَ اجتَبِي الأخيارَ ، وَ اسعَدْ بِصَفَاءِ
لا تَذرْ قلبًا هَوَى قسرًا ، وَ غَصبًا= فَاصْطبَارُ النَّفسِ يُشفِي منْ غوَاءِ
.=.
لا تنمْ وَ الرُّوحُ غَافٍ عنْ دُعاءٍ = يَرتجي رَبَّ الوَرَى صَفحَ الذُّنوبِ
إنَّ نَجوى اللهِ تَحمِي كُلُّ ذاتٍ = تَرتقِي ، تسمُو ، وَتنأَى عَنْ عَطُوبِ
تَوبةً تعدُو إلى اللهِ بِصدقٍ = يَغِسلُ الدَّمعُ جِبالاً منْ كُروبِ
فإِذا أضحَى الهُدَى مِلءَ قُلُوبٍ = وَ سَرَتْ في النَّفسِ أصدَاءَ الرِّضَاءِ
فَبَشيرٌ منْ عَلاءٍ ، وَ جَزاءٌ= يُلْبِسُ الرُّوحَ لبَاسَ الشُّهداءِ
..=
وَادْعُ بِالخَيرَاتِ للنَّاسِ جَمِيعًا = كُلُّ فِعلٍ يستزِيدُ الحَسَنَاتِ
إنَّ دَفعًا للأذَى عَنْ أيِّ دَربٍ = مِثلُ نُورِ البَدرِ بينَ الظُّلمَاتِ
وَمِنَ الذِّكرِ ثَوَابٌ يغتَدِي في= كُلِّ صًدرٍ كَالشَّذا ، وَ النَّسَمَاتِ
وَبقَلبٍ عَامرِ الحَمدِ ، عَفِيفٍ = كلُّ نفسٍ تهتدِي صَوبَ النَّجَاءِ
ربَّما يغدُو البَرَى أشبَاهَ تِبرٍ = منْ شَفِيفِ الرُّوحِ ، أَو صِدقِ الدُّعَاء
.=.
إنَّنا قَومٌ بِدين اللهِ نزهُو = كُلَّ آنٍ ، بِرَسُولٍ ، وَ حُدُودِ
نبتَغِي خَيرَ حيَاةٍ ، وَمَماتٍ = شِرعةَ (اللهِ) ، وَ سَعْيًا (للوَدُودِ)
أنعمَ اللهُ علينَا بصَلاةٍ = حَسنَاتٍ ، تغتَدي مِلءَ الوُجُودِ
وَ عَلى الدَّربِ اهتَدينَا ، وَمَشينَا = نرتَجي منْ ربِّنا دارَ البقَاءِ
جنَّةَ الخُلدِ لنَا ، تغدُو مَقامًا = بجُوارِ الحَوضِ نسمُو باللِّقَاءِ

شعر : مراد الساعي