اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة



أخي وأستاذي الكريم د. أحمد سالم

سأركز هذه المرة على موضوعي الفاصلة وإشكال التدوير وعدمه، وأتمنى أن تساعدني على فهمهما
ما رأيك أن تستعمل الأرقام في الوصف ؟ دون تسمية سبب ووتد فهما في ذهني مرتبطان بمفاهيم
معينة لا تتفق ومنهجك. منها استحالة اجتماع وتدين أصيلين.

إذا استطعت فهمهما فربما ساعدت في توصيل المفهوم لأهل الرقمي. وعندي ملاحظة إن اقتنعت بما
تفضلت به ربما تكون ذات أثر في الصلح بينك وبين الخليل.

وتحمل طالبك في استقصائه واستفساراته.

تقول :" إذا كانت الفاصلة الموسيقية زائدة على التكرار الثنائي أو على الإنعكاس
الموسيقي فإنها تكون آخر الوزن ولا يتم التدوير
"

الانعكاس الموسيقي والفاصلة الموسيقية ، هل ثمة مصطلحات غير موسيقية في منهجك. فإن كان
فما الفرق بين الموسيقي وغير الموسيقي، وإن لم يكن فلماذا استعمال كلمة الموسيقي في الوصف
طالما أن كل شيء موسيقي.

ما هو تعريفك للفاصلة الموسيقية ولماذا اخترت كلمة ( فاصلة) . فهمتها على أنها فائض التناظر أو التكرار.

لأوصلك فهمي لما تسميه الانعكاس الموسيقي إليك تصوري له في الخفيف التام بدلالة 1و 2
وصححني إن كنت مخطئا.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وفيما يلي فهمي للانعكاس بدلالة 2، 3، 4 حيث ما [بين القوسين] هو – محور- التماثل أو الانعكاس، وما
بين ((القوسين)) هو ما يقع خارج التماثل ، فهل هو الفاصلة في هذه الحالة ؟ وأما ما يشمله التكرار
الثنائي فبين {{ القوسين }} وللتكرار كذلك، حيث المكرر بين {القوسين}
الوافر المقطوف حسب الانعكاس = 3 4 [3] 4 3 ((2))
الوافر المقطوف حسب التكرار الثنائي = { 3 4 3 4} - ((3 2))
وفيما يلي فهمي لما أشرت إليه حضرتك:

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

أرجو أن تصحح لي تصوري في الجدولين أعلاه.
فإن كان صحيحا فما علاقة ذلك بالتدوير في الكامل والخفيف التامين والمجزوءين ؟
والله يرعاك.

السلام عليكم أخي الكريم م/خشان خشان

سأحاول قدر المستطاع التواصل معكم بالأرقام كما طلبتم مني , وأرجو من الله أن أوفق في هذا
على أن أشير إلى أن الأفكار في الكتاب أكثر تفصيلا وتدرجا وترتيبا للأفكار

محاولة متواضعة للتواصل مع أهل الرقمي :

في دراستي لأوزان الشعر العربي اكتشفت أن هناك ثلاث صفات أو خصائص موسيقية تجمع بين الأوزان كلها , وأن الأوزان التي لا تحتوي على هذه الصفات لم يكتب لها البقاء ,

وأن الأوزان الأكثر انتشارا هي الأوزان التي تجمع بين اثنين منها , وأن أكثر من نصف الأوزان تجمع بين الصفات (أو الخصائص) الثلاث معا , وهذه الصفات هي :

الخاصية الأولى هي : التكرار الثنائي

ومعناها أن الوزن يتكرر فيه التفعيلة نفسها مرتين متتاليتين فقط في كل شطر ويبدو ذلك واضحا في الأوزان التالية :

مجزوء الوافر : تتكرر فيه التفعيلة مفاعلتن مرتين متتاليتين

مجزوء الهزج : تتكرر فيه التفعيلة مفاعيلن مرتين متتاليتين

مجزوء الرجز : تتكرر فيه التفعيلة مستفعلن مرتين متتاليتين

مجزوء الكامل : تتكرر فيه التفعيلة متفاعلن مرتين متتاليتين

مجزوء الرمل : تتكرر فيه التفعيلة فاعلاتن مرتين متتاليتين

بدون أي تعقيد هذا ما أقصده بالتكرار الثنائي , الأمر واضح تماما

كما يحدث التكرار الثنائي بتفاعيل أكثر طولا من السباعية مثل


هذا بالنسبة لتفاعيل الخليل , لكن التكرار يحدث أيضا بتفعيلة أطول قليلا من مستفعلن وهي تفعيلة القرطاجني :
مستفعلاتن مستفعلاتن


ولو اعتبرنا مستفعلن فاعلن تفعيلة أكثر طولا من مستفعلاتن فيحدث بها التكرار هي الأخرى

مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن

كما يمكن اعتبار فعولن مفاعيلن تفعيلة طويلة ويحدث بها التكرار الثنائي

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

حتى الآن لم نذكر شيئا جديدا (الجديد الوحيد هو اعتبار مستفعلن فاعلن في البسيط تفعيلة طويلة ومثلها فعولن مفاعيلن في الطويل)

لكن الجديد سيكون في علاقة هذا التكرار الثنائي بما سميته بالانعكاس الموسيقي , والفصل الموسيقي , ونبدأ بالانعكاس الموسيقي ماذا نعني به ونمثل له بصورة واضحة بوزن مجزوء الرمل :

فاعلاتن فاعلاتن
2 – 3 - 2 2 – 3 - 2

محور الانعكاس هو الخط الفاصل بين التفعيلتين بين نون فاعلاتن الأولى وبين فاء فاعلاتن الثانية (بين الرقمين 2 و 2 في المنتصف )
ونعني بالانعكاس أن المجموعة الأولى من الأرقام( 2 – 3 – 2) تظهر وكأنها معكوسة في سطح مرآة بين المجموعتين

ولو وضعنا حول محور الانعكاس الرقم 3 من كلا جانبيه

فاعلاتن مفا علن فاعلاتن
2 – 3 – 2 - 3 3 - 2 – 3 - 2
فاعلن فاعلن فعولن فعولن

تبدو أيضا المجموعة الأولى من الأرقام (2 – 3 – 2 - 3 )
وكأنها معكوسة في سطح مرآة يفصل بين المجموعتين

ولو وضعنا الرقم ثلاثة في بداية وزن مجزوء الرمل ونهايته بدلا من المنتصف يصبح الوزن
فعولن مفاعيـ ـلن فعولن مفا
3 - 2 – 3 - 2 2 – 3 – 2 – 3
فعولن فعولن فاعلن فاعلن

تبدو أيضا المجموعة الأولى من الأرقام (3 - 2 – 3 - 2 )
كأنها معكوسة في سطح مرآة يفصل بين المجموعتين

ولا ينقص هذا الوزن عن الطويل إلا الرقم 3 يضاف في آخر المجموعة الثانية

فعولن مفاعيـ ـلن فعولن مفا علن
3 - 2 – 3 - 2 2 – 3 – 2 – 3 _ 3
فعولن فعولن فاعلن فاعلن علن

هل جاء الرقم 3 بعد المجموعة الثانية من مجموعتي الانعكاس في أوزان أخرى ؟؟؟

نعم جاء هذا الرقم 3 بعد الانعكاس في ثلاثة أوزان أخرى غير الطويل وهي

(1) في مجزوء المديد المحذوف

فاعلاتن فاعلاتن _ علن
2 – 3 - 2 2 – 3 – 2 _ 3
فاعلاتن فاعلن فاعلن

(2) الرجز التام

مستفعلن مستفعلن مستفعلن
(2 – 2 – 3 – 2 ) (2 – 2 – 3 – 2 ) _ 3
مستغعلاتن فاعلاتن لن _ علن

(3) الكامل التام : ولا أعرف كيف تكتب أرقامه لتدل على السبب الثقيل لكنه يماثل تماما الرجز التام

إذا لدينا أربعة أوزان يحدث فيها الانعكاس ثم يأتي بعده الرقم 3 علن وهي : الطويل التام _ المديد المحذوف _ الرجز التام _ الكامل التام

ماذا تسمي الوتد الأخير الذي يأتي بعد الانعكاس التام ؟؟
أسميه الفاصلة الموسيقية علن بعد الانعكاس ,

وهل تأتي هذه الفاصلة علن بعد التكرار الثنائي ؟؟
نعم تأتي بعد التكرار الثنائي في وزنين آخرين وهما :

مجزوء المتقارب :

فعولن فعولن فعو
(3 -2) (3 – 2 ) _ 3

مجزوء الخفيف : وقد خبنت فيه مستفعلن

فاعلاتن مفاعلن
(2 – 3 )(2 – 3 ) _ 3
فاعلن فاعلن _ علن

وقد لاحظت استخدام علن 3 كفاصلة موسيقية أول ما لاحظتها في هذين الوزنين , (مجزوء المتقارب , ومجزوء الخفيف)

ثم لاحظتها في الطويل حينما قسمته إلى

فعولن فعولن فاعلن فاعلن

فكما تأتي علن 3 كفاصلة موسيقية بعد تكرار فعولن مرتين في مجزوء المتقارب وأيضا تأتي كفاصلة موسيقية بعد تكرار فاعلن مرتين في مجزوء الخفيف

فمن المنطقي أن تأتي كفاصلة موسيقية بعد الطويل إذا كان مكونا من فعولن مرتين وبعدها فاعلن مرتين
ثم عممتها على الرجز التام والكامل التام ومجزوء المديد المحذوف
هل هناك فواصل موسيقية أخري ؟؟

نعم هناك ثلاث فواصل موسيقية أخري , ولها صفات خاصة تتناسب مع ما قبلها من التفاعيل , وتتداخل الصفات الثلاث (التكرار الثنائي والانعكاس الموسيقي والفواصل الموسيقية) معا في تناغم عجيب يدل على الإعجاز العروضي للشعر العربي

لماذا لم يقتصر البحث على إظهار هذه الخصائص واتجه إلى بناء نموذج جديد ؟؟

لأن هذه الصفات تشترك فيها كل الأوزان بالصور التي استخدمها العرب بعيد عن النظريات التي تفترض أصلا للوزن في صورة معينة ثم يأتي مستخدما في صورة أخرى .

وسوف تفسر هذه النظريات الثلاث (مع غيرها من القواعد الأخرى ) كل ما جاء به في كتب العروض من الظواهر العروضية .

وبها يمكن حسم الخلاف في كل المسائل العروضية ,

دمتم في خفظ الله