نبيلة الشيخ .. وبحرها السابع عشر !

http://www.algomhoriah.net/articles.php?id=45406
بقلم/
بشرى عبدالرحمن الغيلي
نشر منذ: 4 أشهر و 13 يوماً
الأحد 23 فبراير-شباط 2014 12:03 ص

في زحمةِ الحياةِ التي طغت عليها السياسة و(لعبتها القذرة) ،انشغل بها الكثير بما فيهم المحسوبون على الساحةِ الثقافية والأدبية، وانشغلوا عن إيجاد بصمة جديدة لعصرهم لتذكرهم الأجيال من بعدهم بها، ومن وقتٍ لآخر يلمعُ بريق إبداعٍ يشقُ طريقه وسط الصخر، فيلفت إليه الأنظار رغم ركام ما يحيط به من يأس وممن يبخسوا الناس أشياءهم....!!
نبيلة الشيخ، إحدى شاعرات الساحة اللائي يشقين طريقهن بقوة في عالمِ القصيدة، وخلال الأسبوعين الفائتين نشرتْ نصاً جديداً لها على صفحتها(بالفيس بوك) مطلعها:

رب نزفٍ طفى على غيم أعيني
والمساءاتُ والصباحاتُ محزنة
تهتَ يا قلبُ في دروبٍ طويلةٍ
كيف عاركتها وليست معنونة
وإذا لاح من محياك مبسمٌ
كاذبٌ أنت قالت العينُ مثخنة
يعلمُ الليلُ كم تحاسيتُ كأسَهُ
وعلى الدمعِ كيف وسدَّتُ أشجنَه
حلكةٌ لي قد طوعتْها أصابعي
وإلى النورِ جاءت الآنَ أزمنه
ها أنا الليلَ بلبلٌ في هزيجهِ
سيغني للهِ في قلبِ مئذنة
فاعلاتن مستفعلن في ترنمي
غنها هكذا وقلها بدندنة.

ومرَ على قصيدتها أعلاه، معظم شعراء الساحة مرور الكرام ،دون الالتفات لما أبدعته وأضافته من وزنٍ لها بطريقةٍ مختلفة ومغايرة سوى الشاعر جبر البعداني الذي تنبّه لحركتها الذكية في أسلوبِ البحر الذي ابتدعته حيثُ قال: الشاعرة اليمنية المتألقة نبيلة الشيخ تخرج عن دائرةِ العروض وكل احتمالات الأوزان المعروفة ليس فقط (16) ولكن كل الأوزان المبتدعة ضمن دائرة العروض (دائرة التفاعيل) ويضيف الشاعر البعداني: أن نبيلة الشيخ تقترف الخفيف بطريقةٍ لم ترد من قبل بل لم تحط بها دائرة العروض مع الحفاظ على موسيقى تتقبلها الأذن وهذا ما يحفظ للشعر حرمته، فكل شعر موزون وليس كل موزون شعراً، ذلك ما قاله وتنّبه له الشاعر جبر البعداني، الذي يتعمد الآخرون إهماله وهو أكثرهم تميزاً، لأنه يبادر إلى إنصاف المبدعين ويصفق لهم ويشاركهم قصائدهم،،فكم تحتاجُ ساحتنا الأدبية والثقافية لهكذا مبادرات تنصف المبدعين وتعطيهم ما يستحقونه من الاهتمام، والرعاية، ولا تمر على إبداعاتهم مروراً عادياً،،؟
فراق لي متابعة ذلك ولفت انتباهي أن الشاعر البعداني عرض نص الشاعرة الشيخ، على أحد أقطاب علم العروض في الوطنِ العربي، الأستاذ خشان خشان، والدكتور عمر خلوف، فتوصلا إلى أنها فعلاً أبدعت وأجادت.
ما أودُ الإشارة إليه هو أن نبيلة جاءت بشيءٍ يستحق الوقوف أمامه، وكذلك اللفتة الرائعة للشاعر جبر، وهذا يدلُ على أن الدنيا مليئة بالخيرين ومن ينظرون للإبداعِ بعينٍ ثاقبة، ويقفون مع من يبدع ويأتي بأفكارٍ جديدة، رغم أنني شخصياً لستُ متعصبة للبحورِ ولا للشواطئ، وإنما من بابِ الإنصاف لمن يستحق أن نلّوح له من هذه النافذة، فهنيئاً لكِ يا نبيلة هذا الإبداع ومن ألقٍ إلى ألق، وتصفيقة جاااااااامدة.
تلويحــــــــــة:
منكَ استمدُ قوتي...وأرفسُ العالمَ بقدمي...!

رابط الفيس بك : https://www.facebook.com/algomhoriah...type=1&theater

****

وزن النص

رب نزفٍ طفى على غيم أعيني ......والمساءاتُ والصباحاتُ محزنة
2 3 2 3 3 2 3 1 + 2 ..........2 3 2 3 3 2 3 1 + 2

تهتَ يا قلبُ في دروبٍ طويلةٍ ......كيف عاركتها وليست معنونة

2 3 2 3 3 2 3 1 + 2 ..........2 3 2 3 3 2 3 1 + 2

= الخفيف - ه + 2

أو هو إن شئت ناجم عن إدخال متحرك قبل السبب الأخير في الشطر ( تحويل آخر 2 إلى 3 )

2 3 2 2 2 3 2 1 1ه 1 1 ه = فاعلاتن مستفعلن فاعلا لــتن

غاية ما يبلغه هذا الوزن أن ينتسب إلى جميل ( الموزون ) وليس ( الشعر ) وهو ليس ببحر ، فلا بحور غير بحور الخليل :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mendeleev