النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التحليق في سماء الأوزان

  1. #1

    التحليق في سماء الأوزان

    التحليق في سماء الأوزان

    لا شك أن طريقة الأستاذ خشان في تناوله للعروض من خلال تأملاته الرقمية الشمولية هي طريقة جد مبتكرة وغير مسبوقة ، ويجب أن نعترف للرجل بذلك إحقاقا للحق وحتى لا يظن أحد أن وجود مناطق خلاف أو مناطق غموض يعني رفضنا لشموليته المبتكرة ، بل نحن نشجعه تماما على المضي في طريقته ونحن معه بتأمل ما تصل إليه شموليته من نتائج ومعطيات وأطروحات ؛ سواء بالإشادة إلى ما نراه إيجابيا ويستحق الإشادة أو بطرح نقاط الغموض لاستكشافها واستجلائها أو بطرح نقاط الخلاف لمناقشتها ومعرفة توصيفه لها.

    لقد اتضح لي من خلال قراءتي الأولية لأجزاء من فصول تأملاته أنه كمن يحلق في سماء الأوزان بطائرة أو مركبة فضاء فينظر إليها من أعلى ليراها مترامية الأطراف تحت ناظريه فيتأمل العلاقات بين أجزائها المختلفة دون أن يرسم حدودا بينها ؛ لذلك فإنه استطاع أن يرى صلة القرابة بين بحورها المختلفة بطريقة أكثر وضوحا مما يراها غيره.

    ولكني كنت أتمنى أن يبدأ طريقته الشمولية هذه بمقدمة واضحة محددة يعلن فيها أهدافه بجلاء تام ، ويبين أسس هذه الطريقة ومبادئها بطريقة الحصر ، ويعرف هذه الأسس وتلك المبادئ والأهداف بوضوح تام ؛ ويجعل لكل منها فصلا أو بابا مستقلا بشرح مختصر واف مستقل عن دروس الدورات والتمارين التي تناسب جمهور الطلبة والتلاميذ ولا تناسب المتخصصين والباحثين الذين يريدون الوصول إلى أهدافهم دون المرور على شرح مستفيض وأمثلة وتمارين ؛ وذلك حتى يدخل إليها من يريد التعرف عليها من الباحثين والمتخصصين على ضوء هذه الأهداف والأسس والمبادئ المحددة والتي تم حصرها ؛ فيبحث عنها عارفا أين يجدها وأين يجد الإجابات عن تساؤلاته بشأنها.

    فإن كان مثل هذه الأمنية - الخاصة بحصر الأهداف والمبادئ بتعريفات وافية لها مع فصول شرح مختصر غير مخل مستقل عن دروس الطلبة – إن كانت قد تحققت فيسعدني أن يدلني عليها ، وإن لم تكن متحققة حتى الآن ؛ فإنني ما زلت أتمناها وليته يسارع بتحقيقها ، لأن طريقته الشمولية جديرة بالتأمل الجاد من جانب المتخصصين.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    أخي وأستاذي الكريم

    مشاركتك هذه أسعدتني أسعدك الله

    تمنيت هذه المشاركة وتوقعتها ، ذاك أنك الأجدر بين العروضيين بالتوصل إلى وجود مضمون للرقمي يتعدى الشكل إلى المضمون.

    أنت الأجدر والأجذر بذلك بين العروضيين لوجود بذرة الرقمي لديك التي تشبه إلى حد كبير ما كان لدي لدى بدئي بالرقمي.

    توقعت توصلك إلى هذا إلأ أنه جاء أبكر مما توقعت.

    إن مجرد إدراك وجود جديد في مضمون الرقمي يتخطى مألوف الطرح هو المطلوب فهو كإطلاق التيار نقطة البدء ولا بدء بدونه. لأن استطلاع هذا المضمون كفيل بالباقي من تصويب وتوضيح وإثراء وارتقاء كما تفضلت في موضوعك الجميل.

    الآن يتحقق تفاؤلي بوجودك وأوقن أن دخولك للرقمي بهذا الفهم سيكون بركة على الرقمي فيما نتفق فيه وفيما نختلف فالهدف هو الصواب.

    أما مقولتك :" ولكني كنت أتمنى أن يبدأ طريقته الشمولية هذه بمقدمة واضحة محددة يعلن فيها أهدافه بجلاء تام ، ويبين أسس هذه الطريقة ومبادئها بطريقة الحصر ، ويعرف هذه الأسس وتلك المبادئ والأهداف بوضوح تام ؛ ويجعل لكل منها فصلا أو بابا مستقلا بشرح مختصر واف مستقل عن دروس الدورات والتمارين التي تناسب جمهور الطلبة والتلاميذ ولا تناسب المتخصصين والباحثين الذين يريدون الوصول إلى أهدافهم دون المرور على شرح مستفيض وأمثلة وتمارين ؛ وذلك حتى يدخل إليها من يريد التعرف عليها من الباحثين والمتخصصين على ضوء هذه الأهداف والأسس والمبادئ المحددة والتي تم حصرها ؛ فيبحث عنها عارفا أين يجدها وأين يجد الإجابات عن تساؤلاته بشأنها."

    فلها وعليها
    هي مقولة صحيحة تنطبق على من يوقن أن هناك مضمونا ما في الرقمي جديدا عما سبقه، وأنه ليس مجرد نقل للتفاعيل من شكل إلى آخر. وهذا أمر أراك توصلت له بسرعة بخلاف كثير من العروضيين الذين أعياني توصيل هذه المعلومة إليهم، وأذكر منهم أستاذيّ الأخوين

    1- فريد البيدق وإليه وجهت رسالتي هذه :
    http://arood.com/vb/showthread.php?t=887

    2- محمود مرعي الذي يرى أن الرقمي هو مجرد تعبير عن التفاعيل لا غير كالعروض رياضيا


    حيث يرى أن كل ما في الأمر هو تغير شكل الرموز ليس إلا دون أي مضمون إضافي. فمثلا.
    مستفعلن = 2 2 3 = × × >× حيث 2 = × ، 3 = >×
    ذكر ذلك ولم أهتد إلى رابطه.

    وأنا أجد لهما ولسواهما العذر في ذلك، فإن التفاعيل وحدودها تقوم كالسدود في الذهن دون أن تدع مجالا لأي تصور آخر، وغاية ما تسمح للعقل أن يدركه هو تقديم الشكل بصورة مختلفة

    وأنا عانيت من ذلك ولا أزال وجاهدت كثيرا للتحرر من أسوار حدود التفاعيل القائمة في ذهني لأنطلق إلى الأشمل.

    همسة : كم منا يستطيع أن يتخيل أمتنا في دولة واحدة دون حدود فضلا عن تخيل معايشة ذلك؟

    إن من لم يعرفوا التفاعيل هم المرشحون للإيداع في الرقمي، ومن عرف التفاعيل فإنها تشد تصوره الكلي إلى الخلف الأمر الذي يتطلب بصيرة أوسع لمن ألف التفاعيل تخترق حجب حدودها لتستوعب شمولية الرقمي.

    أنقل لك من الرابط :


    الشمولية في مجال الفكر

    يقال إن فلانا ذو تفكير شمولي إذا كان ينطلق في نظرته للأشياء والأمور كافة من القناعة المسبقة بأن لا فوضى في هذا الكون وأنه بجميع ما فيه من خلائق وما يتم فيه من أمور يسير وفق نظام محكم هو سنة الخالق سبحانه وتعالى.

    وعندما يتعلق الأمر بناحية معرفية معينة فإن قناعة الشخص بوجود سنّة شاملة تحكمها سواء أدرك أبعادها أو لم يدركها تجعله ذا تفكير شمولي. ولا يعدوالأمر أن يكون في أحد اتجاهين أو هما معا : إدراك الشمولية ثم تفسير الجزئيات على أساسها، أو إدراك الجزئيات ودراستها على أساس أنها أجزاء أو مظاهر لشمولية تأطرها، والسعي من خلال تجميعها ودراسة خصائصها ووشائجها إلى الوصول إلى تلك الشمولية.

    والعروض لا يشذ عن هذا السياق، والشمولية فيه ذات بعدين :

    الأولى فيما يخص أوزان الشعر، حيث يكشف الرقمي عن وجود برنامج أشبه ما يكون بالرياضي يكشف قوانين وضوابط ومحددات أشبه ما تكون بالرياضية، هذا البرنامج أودعه الله الوجدان العربي وتجلى في ذائقته التي أنشد عليها شعره قبل أن يعرف العروض، وجاء الخليل بعبقريته الفذة ليكتشف هذا البرنامج بشموليته ثم ليصوغه تسهيلا للفهم على جزئيات اصطلاحية توصيفية كأدوات تحدد مواقع المقاطع من أسباب وأوتاد. شغل الناس بالأدوات عن منهج الخليل، وما لبثت أن أصبحت حدودها الاصطلاحية حدودا إسمنتية تصوغ التفكير على مقاسها التجزيئي فانقلبت من أدوات من شأن ربطها بمنهج الخليل أن يظهر عبقرية الخليل في المنهج والتوصيف إلى وبال طمس فكر الخليل وأضر بعقول العروضيين ومنهم كبارهم فلم يدرك بعضهم وحدة الحكم في الظاهرة ذاتها لاختلاف صيغ التفاعيل، وراح بعضهم يصفّ التفاعيل جنبا إلى جنب ( على عماها - خبط عشواء ) متصورا أنه يبدع بحورا مستعملا تفاعيل الخليل لهدم منهجه.

    ومن رائع ما يتعلق بما تقدم قول الأستاذ يقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:"وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ."

    أما المواضيع التي تتناول التوصيف الشامل للذائقة العربية في مجال وزن الشعر كما أبدع الخليل صياغتها فهي:


    1- ساعة البحور


    2- القواعد العامة للعروض العربي ( محصورة ومرقمة )

    3- التخاب ( بعد فهم أن الخبب إيقاع مستقل )

    4- الاستئثار



    5- هرم الأوزان



    وقد تم تضمين الدورات مفاتيح لهذه المواضيع بحث يتوسع فيها من يمون مهتما.

    والمظهر التطبيقي الآخر للشمولية خارج مجال وزن الشعر من خلال التوصيف الرقمي له أبواب كثيرة بعضها على الرابط الذي ذكرته أستاذتي إباء أعلاه



    حسب ما ورد في التقديم والتفصيل يصح أن نقول إن للعروض الرقمي رسالة قوامها عرض مثال على التفكير الشامل في مجال وزن الشعر شأن من يأخذ بها في العروض أن يكون أهلا للأخذ بها في سواه مما هو أهم وأخطر.التفكير الذي لا يهمل الجزئيات ولكنه لا يتركها تضوغ له تفكيره الذي يتوجه به دوما إلى استجلاء القواعد والغايات الكلية التي من شأن إدراكها فهم التفاصيل كتحصيل حاصل، والنجاة من الغرق في تفاصيلها، الغرق الذي يحيق بالفكر في كل مقاربة جزئية لا تتوخى وجود مفهوم كلي يشمل الجزء، مفهوم تدركه أو تسعى إلى إدراكه.


    عناوين هذه المواضيع معظمها في منتدى الشمولية :



    وفي الدورة العاشرة كثير من العناوين ذات العلاقة :



    نقطة في غاية الأهمية تتعلق بأن مقاربة الرقمي وما تقتضيه من نطرة فكرية شمولية كالتيار ينطلق أو لا ينطلق بغض النظر عن قوة ذلك التيار أو ضعفه، وإنما تصلح المقارنة بين تيارين حقيقيين وليس بين تيار سار وتيار يمكن أن يسري ولكنه واقعا غير سار أصلا.

    لا شك أن دارسي الرقمي يتفاوتون في استيعاب رسالته، ولكن تيار الشمولية لديهم منطلق بتفاوت بين هذا وذاك ولذا يمكن المقارنة بينهم في هذا المجال.

    معظم الخبراء والمختصين يملكون كما هائلا من المعلومات ولكنها تبقى معلومات قائمة على الحفظ والتجمع الكمي، ولو هيئ لأصحابها أن يقتنعوا برسالة الرقمي ونظرته لكونت مددا لتيار دافق. ولكن هذا بعيد كما لاحظت.


    قلت في مقدمة دورات العروض :



    " ربما يتراوح قراء هذه المقدمة بين من يسمع من خلالها بالعروض لأول مرة وبين من يتقن العروض بالتفاعيل سواء كان شاعرا أم لا، وبين عروضي يتقن العروض بالتفاعيل. وكلما كان الراغب في فهم الرقمي ذا معرفة أكثر بعروض التفاعيل ازدادت ضرورة أن يدرس هذه الدورات بالتسلسل بدءا من دروس الدورة الأولى على سذاجتها.فالرقمي ذو منطقي رياضي متكامل تقوم كل مرحلة فيه على ما قبلها وتمهد لما بعدها بهدف رسم تصور شامل.

    ذلك أن التفاعيل توصيف لوحدات مصطلحية يفترض أن توصيف علاقاتها من تناوب وتجاور وتنافر يتم حسب منهج الخليل الكلي، ولكن دراستها تتم بمعزل عن كلّيّته، ومن توصل إلى شيء من شمولية منهج الخليل فذلك بنفاذ بصيرة مكنه من اختراق قتامة حدود التفاعيل، وقليل جدا من العروضيين من تمكن من ذلك في حدود متواضعة على الأغلب."






    أجل إن إطلاق تيار الرقمي لدى من لا معرفة سابقة لديه بالعروض أسهل من إطلاقه لدى من تقوم التفاعيل وحدودها عوائق دونه.


    أكرر ترحيبي بك في الرقمي متوقعا الخير الكثير له ولي ولنا جميعا بتشريفك، ووقوفك على وجود مضمون للرقمي يتخطى شكل الأرقام. وأكرر أن ما عليه الرقمي هو مجهود جماعي سيزداد ثراء بوجودك

    والله يرعاك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط