النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: اللامنطق المضحك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952

    اللامنطق المضحك


    أصل الموضوع :

    http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=73631

    الحواسيب تميزها برامجها وإن توحدت ماركتها.
    البشر كذلك. إنما يميز كلا منه برنامجه وبرنامجه هو فكره.
    كثيرا ما أتهرب من قراءة مقالات أستاذتي ثناء صالح لأني أعرف قدر فكرها وما يستحقه من تقويم جاد يليق به وهو يتطلب التركيز والوقت وهما لا يتوفران دائما.
    وليس هذا المقال استثناء.

    عندما أقرأ لأستاذتي أجدني أتابع العملية الفكرية التي أنتجت مضمون نصها أكثر من متابعتي لذات النص. الأمر الذي يجعل تعليقي مختلفا عن تعليق سواي ممن ينصرف جهده إلى النص.

    وكي لا أغمط أستاذتي حقها أقرر أنها رائدة في هذا المجال على هذا النحو بل وأوسع واعمق. فهي التي - إضافة إلى النظرة الشاملة لمنهجية الخليل في الرقمي – كتبت عن أبعاده الأربعة.

    وهي التي أصلت للتركيز على هذا النحو من الانسجام بين منهجية الخليل في العروض ومنهجية البحث في كل موضوع سواه.

    لا يدرك هذا البعد أحد كما يدركه أهل الرقمي. هذا التناغم في التفكير بينهم يجيء نتيجة تفاعلهم معا ومع نهج الخليل أثناء دراسته بما يثريه. هذا الثراء المدين لأستاذتي بالقسط الوافر منه. وهو ما يجعل الفارق بين دراسة الرقمي من الورق ودراسته من خلال التفاعل في المنتدى كالفارق بين دراسة الجامعة في حالي الانتساب والالتحاق.

    وهي هنا تضيف بعدا جديدا في قولها :" عناصر الإدهاش في الصورة الشعرية تتوقف على علم البلاغة بأقسامه الثلاثة ( علم البيان وعلم المعاني والمحسنات البديعية ((المعنوية )) لكن قسماً من الإدهاش يتوقف على صياغة الكلام بأسلوب يجعل الصورة الشعرية قابلة للقراءة المضحكة بسبب لا منطقيتها."

    قد أفضل – وقد يفضل سواي- تعبيرا آخر على (لا منطقيتها ) نحو ( المفارقة) أو (ظلال المعنى) وذلك لا يغير من المضمون شيئا. ولكن تعبير أستاذتي هنا يتسم بفن الكاريكاتير الذي يضخم بؤرة قصدها أو يضعه تحت ميكروسكوب الفكر أو قل يضع خطين معنويين تحته أو كتابته أو تظليله بلون فاقع لتركيز الاهتمام.
    وهي في ذلك منسجمة مع ذاتها. يذكرني هذا بحواري معها لدى اختلافنا حول ما يطرأ على الوتد من تغييرات إذ استعملت تعبير (زحاف الوتد)

    لكأنها بذلك ترفض المنطقة الرمادية أو (اللعمية) أي بذرة التمييع بتبني ما بين (لا ونعم) وتصر على التمايز بين الاعتبارات في الطرح وهذه ميزة في الرقمي يدركها أهله.

    كنت قرأت النص قراءة مبدئية ونسيت تفاصيل عباراته وكتبت الفقرة السابقة بعد قراءة المقدمة مرة ثانية ثم استفضت في القراءة فاكتشفت أنني أستعمل ذات عباراتها (المفارقة – الكاريكاتير) التي لا شك أنها انطبعت في لا وعيي بعد القراءة الأولى أو أنها وافقت ما لدي وتماهت معه بحيث لم أدرك عندما كتبتها أنها سبقتني إليها.
    في هذا السياق وجدت من جو الرقمي في موضوعها ما جعلني أتقصى خيوطه في تناولها لعبارة " لك الويلاتُ "
    أ - فقالت :لك الويلات"
    لك الويلاتُ = 3* 2* 2 1 .....م/ع = 2 /1 = 2

    ب- قوله تعالى عن امرأة العزيز :" وقالت هيتَ لكْ "
    هيث لكْ = 2* 3* .....م/ع = 2/ .. = 4 (اصطلاحا)

    جـ- وما أنس ملأشياء لا أنس قولها .... وقد قربت نضوي :" أمصر تريد "
    أمصر تريدُ = 3* 1 3 2 ..... م/ع = 1 /2 = 0.5

    الانفعال في مخاطبة شخص يستدعي أن يكون المؤشر عاليا في مخاطبتة إذا كانت المشاعر هائجة كما في (ب) قيمته 4

    ويكون منخفضا إذا كان الشعور مشوبا بالشجن أو الحنان أو الدلال كما في (جـ) قيمته 0.5

    (لك الويلات) في نص ألفاظها من صنف (ب) وهو ما يستدعي مؤشرا عاليا لو كانت مستنكرة فعله أو رافضة له.

    ولكنها بمؤشرها (2) جاءت منخفضة عن ذلك بل هي جاءت بين ( ب =4) و ( جـ =0.5) وهي معدلهما تقريبا ( 4+0.5)/ 2 = 2.25

    ذلك أنها في مضمونها من صنف (جـ). وإن كانت بألفاظها من صنف أ

    عجيب هو العقل البشري. في ساعة البحور الدائرة ب حاصل تداخل دائرتي (أ) و (جـ) وهو ما يغري بإعادة ترقيم قيِم المؤشرات أعلاه.

    ولا بأس هنا من الاستطراد قليلا .

    ماذا لوقالت " لك الويلُ " 3*2* 1 المؤشر = 2/ صفر =4
    وهنا يتساوى الشكل والمضمون والمؤشر مع " هيت لك"

    طبعا لقائل أن يقول إن الوزن سينكسر حينها. وهذا صحيح وهو يذكرنا بعبقرية اللغة العربية في العلاقة بين الفكر والنغم التي أبدع في بموضوع شرحها د. صلاح عيد :
    https://nprosody.blogspot.com/2019/01/blog-post_30.html
    وذلك على وجهين:

    الأول هذا الذي املاه الوزن ليظهر أنها كانت تستمتع بوجوده رغم ظاهر إبداء الشفقة على البعير
    الثاني سؤال افتراضي . ماذا لو كانت ناقمة عليه لأنه فرض نفسه عليها واقتحم هودجها. فبدأ العجز بالقول : " فقالت لك الويلُ" أترك للقارئ أن يتصور صياغة للبيت فربما فرضت اللغة تعبيرا قويا لبقية البيت يناسب الحال.

    وإذا بدانا بهذه البداية فإن القافية تفرض هذا النص أو نحوه :
    " فقالت لك الويل افتعلت مفعّلي " مثلا : فقالت لك الويل استبحت مُقَبّلي "
    لك الويل استبحت مقبلي = 3* 2* 2* 3* 1 3* 3 .... م/ع = 6
    لك الويلات إنك مرجلي = 3* 2* 2 3* 1 3* 3 .....م/ع = 2

    طبعا سيتغير الصدر عندها ليكون نحو " ويوم اقتحمت الخدر خدر عنيزة "
    ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة = 3* 1 3* 2* 2* 3* 1 3* 3* .....م/ع = 7/ صفر = 14 افتراضا
    ويوم اقتحمت الخدر خدر عنيزة = 3* 2* 3* 2* 2* 3* 1 3* 3* .....م/ع = 8/ صفر = 16 افتراضا

    هنا فارق بسيط بين مؤشري الصدر في حالتي الاقتحام والدخول ومؤشر الاقتحام أعلى.
    ولكن تقاربهما يفيد بتوجس الشاعر وقلقه في الدحول فيما لو ضبطه أحد إذ لا فرق حينها في النتيجة بين الدخول بالتراضي والاقتحام.

    ارتفاع مؤشر الاقتحام 16 على مشر الدخول 14 يذكرني بالاختلاف مع أستاذتي حول دلالة الرقم 1 في احتساب مؤشر م/ع.

    ظلال المعنى هنا تذكرني بظلال قول فيروز: " : "وقالوا غمرني مرتين وشدّ، شوفوا الكذب لوين، مرة منيح، تنين؟"

    تحضرني نكتة بهذا الصدد: أشيع عن رجل أنه ضعيف أمام زوجته فطلب منها أن تمر به و وهو جالس مع الرجال ليرفع صوته عليها إذا سكبت الماء عليه بالخطأ ( المخطط له) وفي اليوم التالي مرت وسكبت الماء فصرخ بها ( يلعن...) فرمقته شزرا وقالت ( يلعن ماذا ؟ ) فقال ( يلعن هالكَوَسة ) .... الكوسه مصدر كويس عامية تعني كيس وقد تعني جميل.

    لقائل أن يقول : " إنك قد اخترت من الكلام ما هو على مقاس رأيك " وربما كان كلامه صحيحا على وجه ما. أقول (وجه ما) لأني لم اختر بين اقوال عديدة بل خطرت لي هذه الأقوال فوجدتها منسجمة مع ما أختزنه في ذهني من موضوع م/ع . ولو لم أكتشف انسجامها معه لم يكن لي أن أتطرق لهذه الناحية.

    على أنه سيكون من الممتع والمفيد لو قدم بعض القراء أمثلة من الواقع الشعري تنقض هذه النتيجة . فذلك سيولد حوارا جميلا كذاك الذي كان مع أستاذي د. شاكر الحارثي :

    http://arood.com/vb/showthread.php?t=3611

    ربما يبدو هذا الموضوع لمن لم يتعرف على أجواء الرقمي وبيئته الأدبية والفكرية نوعا من الحديث في عالم آخر. ولا ألومه.

    حفظ الله أستاذتي ورعاها.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    الحواسيب تميزها برامجها وإن توحدت ماركتها.
    البشر كذلك. إنما يميز كلا منه برنامجه وبرنامجه هو فكره.
    كثيرا ما أتهرب من قراءة مقالات أستاذتي ثناء لأني أعرف قدر فكرها وما يستحقه من تقويم جاد يليق به وهو يتطلب التركيز والوقت وهما لا يتوفران دائما.
    وليس هذا المقال استثناء.

    أهلا ومرحباً بأستاذي ومعلمي الكريم مبدع علم العروض الرقمي العالِم العروضي الفذ خشان خشان
    أجد في حضوركم وقراءتكم وتعقيبكم لما قد أكتبه تشجيعاً كبيراً و تحفيزاً قويَّاً لي ، وأنتم من أنتم في الفكر والإبداع العلمي . ولو أنني عددت على أصابعي من أعرف شخصياً من أصحاب الشخصيات التاريخية لعلماء هذه العصر ، الذين أثق بأن تاريخ الإبداع العلمي والتميَز الفكري سيسجل أسماءهم بحروف من الذهب لحزتم الرقم واحد ، بدون منازع .
    أسأل الله أن يحفظكم وأن يطيل في عمركم ويمتعكم بالصحة والقوة لحمل لواء الإبداع العلمي ما حييتم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    عندما أقرأ لأستاذتي أجدني أتابع العملية الفكرية التي أنتجت مضمون نصها أكثر من متابعتي لذات النص. الأمر الذي يجعل تعليقي مختلفا عن تعليق سواي ممن ينصرف جهده إلى النص.

    وكي لا أغمط أستاذتي حقها أقرر أنها رائدة في هذا المجال على هذا النحو بل وأوسع واعمق. فهي التي - إضافة إلى النظرة الشاملة لمنهجية الخليل في الرقمي – كتبت عن أبعاده الأربعة.
    وهي التي أصلت للتركيز على هذا النحو من الانسجام بين منهجية الخليل في العروض ومنهجية البحث في كل موضوع سواه.
    لم أكتب ما كتبته عن أبعاد العروض الأربعة إلا وأنا أجلس على مقاعد الطلبة المتعلمين في مدرسة فكركم الرائدة في ( العروض الرقمي ) . فلكم كل الشكر على ما جعلتموني وغيري نتأمل فيه من تفاصيل العلم، تحت عدسات مجاهر العروض الرقمية الكاشفة الواصفة التي أتحتموها لنا ، من خلال موضوعيتكم في البحث العلمي ، ومن خلال إشرافكم وعنايتكم التي لم تفارق من يحتاجها من كل طلابكم .
    جزيتم عنا كل الخير في الدنيا والآخرة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    لا يدرك هذا البعد أحد كما يدركه أهل الرقمي. هذا التناغم في التفكير بينهم يجيء نتيجة تفاعلهم معا ومع نهج الخليل أثناء دراسته بما يثريه. هذا الثراء المدين لأستاذتي بالقسط الوافر منه. وهو ما يجعل الفارق بين دراسة الرقمي من الورق ودراسته من خلال التفاعل في المنتدى كالفارق بين دراسة الجامعة في حالي الانتساب والالتحاق.
    وأنا أشهد بفضل التعلم عن طريق المحاورة العلمية الرصينة مع أصحاب العلم وأهله على التعلم الذاتي غير الخاضع للتمحيص والتدقيق من قبلهم .
    وأنصح كل من يرغب بتعلم العروض الرقمي على أصوله باتباع الدورات التعليمية التي تشرفون عليها وأساتذة الرقمي .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    وهي هنا تضيف بعدا جديدا في قولها :" عناصر الإدهاش في الصورة الشعرية تتوقف على علم البلاغة بأقسامه الثلاثة ( علم البيان وعلم المعاني والمحسنات البديعية ((المعنوية )) لكن قسماً من الإدهاش يتوقف على صياغة الكلام بأسلوب يجعل الصورة الشعرية قابلة للقراءة المضحكة بسبب لا منطقيتها."

    قد أفضل – وقد يفضل سواي- تعبيرا آخر على (لا منطقيتها ) نحو ( المفارقة) أو (ظلال المعنى) وذلك لا يغير من المضمون شيئا. ولكن تعبير أستاذتي هنا يتسم بفن الكاريكاتير الذي يضخم بؤرة قصدها أو يضعه تحت ميكروسكوب الفكر أو قل يضع خطين معنويين تحته أو كتابته أو تظليله بلون فاقع لتركيز الاهتمام.
    وهي في ذلك منسجمة مع ذاتها. يذكرني هذا بحواري معها لدى اختلافنا حول ما يطرأ على الوتد من تغييرات إذ استعملت تعبير (زحاف الوتد)

    لكأنها بذلك ترفض المنطقة الرمادية أو (اللعمية) أي بذرة التمييع بتبني ما بين (لا ونعم) وتصر على التمايز بين الاعتبارات في الطرح وهذه ميزة في الرقمي يدركها أهله.
    ربما كان عليَّ أن أتوقف قليلاً في مقدمة هذا المقال، لأبيِّن أكثر طريقة فهمي لـ ( اللامنطق المضحك ) .
    فاللامنطق هو عكس المنطق .
    والمنطق يعني في خلاصة تعريفه: إيجاد طريقة صحيحة للحكم على الحجج العقلية ، وتصنيفها إما إلى حجج منطقية مقنعة ومقبولة لأنها صحيحة ، أو إلى حجج لامنطقية ضعيفة واهية غير مقنعة ومردودة لأنها خاطئة.
    لذا فإنني رأيت أن السبب الذي أبدته عنيزة أو الحجة التي أظهرتها كانت لامنطقية من جهة كونها ليست الحجة الأقوى ، ومضحكة لأنها تعبر عن موقف عنيزة المكشوف وهي تحاول محاولة فاشلة تمويه مشاعرها الحقيقية عبر الاحتجاج بحجة واهية لامنطقية . فاللامنطق في هذه الحجة هو ما جعلها مضحكة . وكنت أود لو شهدتُ الحادثة التي صورتها الصورة الشعرية لحظة حدوثها أن أهز رأسي وأقول لعنيزة على سبيل المزاح والتهكم . ، نعم صدقتك !
    وأرى عموما أن الإضحاك متلازم مع اللامنطق تلازما تاما ، ولا أستطيع أن أتصور نكتة أو ملحة تثير الضحك وهي تطرح حجة منطقية ، على الإطلاق .
    مع أنه ليست كل حجة لامنطقية بالضروروة مضحكة .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    كنت قرأت النص قراءة مبدئية ونسيت تفاصيل عباراته وكتبت الفقرة السابقة بعد قراءة المقدمة مرة ثانية ثم استفضت في القراءة فاكتشفت أنني أستعمل ذات عباراتها (المفارقة – الكاريكاتير) التي لا شك أنها انطبعت في لا وعيي بعد القراءة الأولى أو أنها وافقت ما لدي وتماهت معه بحيث لم أدرك عندما كتبتها أنها سبقتني إليها.
    في هذا السياق وجدت من جو الرقمي في موضوعها ما جعلني أتقصى خيوطه في تناولها لعبارة " لك الويلاتُ "
    أ - فقالت :لك الويلات"
    لك الويلاتُ = 3* 2* 2 1 .....م/ع = 2 /1 = 2

    ب- قوله تعالى عن امرأة العزيز :" وقالت هيتَ لكْ "
    هيث لكْ = 2* 3* .....م/ع = 2/ .. = 4 (اصطلاحا)

    جـ- وما أنس ملأشياء لا أنس قولها .... وقد قربت نضوي :" أمصر تريد "
    أمصر تريدُ = 3* 1 3 2 ..... م/ع = 1 /2 = 0.5

    الانفعال في مخاطبة شخص يستدعي أن يكون المؤشر عاليا في مخاطبتة إذا كانت المشاعر هائجة كما في (ب) قيمته 4

    ويكون منخفضا إذا كان الشعور مشوبا بالشجن أو الحنان أو الدلال كما في (جـ) قيمته 0.5

    (لك الويلات) في نص ألفاظها من صنف (ب) وهو ما يستدعي مؤشرا عاليا لو كانت مستنكرة فعله أو رافضة له.

    ولكنها بمؤشرها (2) جاءت منخفضة عن ذلك بل هي جاءت بين ( ب =4) و ( جـ =0.5) وهي معدلهما تقريبا ( 4+0.5)/ 2 = 2.25

    ذلك أنها في مضمونها من صنف (جـ). وإن كانت بألفاظها من صنف أ

    عجيب هو العقل البشري. في ساعة البحور الدائرة ب حاصل تداخل دائرتي (أ) و (جـ) وهو ما يغري بإعادة ترقيم قيِم المؤشرات أعلاه.

    ولا بأس هنا من الاستطراد قليلا .

    ماذا لوقالت " لك الويلُ " 3*2* 1 المؤشر = 2/ صفر =4
    وهنا يتساوى الشكل والمضمون والمؤشر مع " هيت لك"

    طبعا لقائل أن يقول إن الوزن سينكسر حينها. وهذا صحيح وهو يذكرنا بعبقرية اللغة العربية في العلاقة بين الفكر والنغم التي أبدع في بموضوع شرحها د. صلاح عيد :
    https://nprosody.blogspot.com/2019/01/blog-post_30.html
    وذلك على وجهين:

    الأول هذا الذي املاه الوزن ليظهر أنها كانت تستمتع بوجوده رغم ظاهر إبداء الشفقة على البعير
    الثاني سؤال افتراضي . ماذا لو كانت ناقمة عليه لأنه فرض نفسه عليها واقتحم هودجها. فبدأ العجز بالقول : " فقالت لك الويلُ" أترك للقارئ أن يتصور صياغة للبيت فربما فرضت اللغة تعبيرا قويا لبقية البيت يناسب الحال.

    وإذا بدانا بهذه البداية فإن القافية تفرض هذا النص أو نحوه :
    " فقالت لك الويل افتعلت مفعّلي " مثلا : فقالت لك الويل استبحت مُقَبّلي "
    لك الويل استبحت مقبلي = 3* 2* 2* 3* 1 3* 3 .... م/ع = 6
    لك الويلات إنك مرجلي = 3* 2* 2 3* 1 3* 3 .....م/ع = 2

    طبعا سيتغير الصدر عندها ليكون نحو " ويوم اقتحمت الخدر خدر عنيزة "
    ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة = 3* 1 3* 2* 2* 3* 1 3* 3* .....م/ع = 7/ صفر = 14 افتراضا
    ويوم اقتحمت الخدر خدر عنيزة = 3* 2* 3* 2* 2* 3* 1 3* 3* .....م/ع = 8/ صفر = 16 افتراضا

    هنا فارق بسيط بين مؤشري الصدر في حالتي الاقتحام والدخول ومؤشر الاقتحام أعلى.
    ولكن تقاربهما يفيد بتوجس الشاعر وقلقه في الدحول فيما لو ضبطه أحد إذ لا فرق حينها في النتيجة بين الدخول بالتراضي والاقتحام.

    ارتفاع مؤشر الاقتحام 16 على مشر الدخول 14 يذكرني بالاختلاف مع أستاذتي حول دلالة الرقم 1 في احتساب مؤشر م/ع.

    ظلال المعنى هنا تذكرني بظلال قول فيروز: " : "وقالوا غمرني مرتين وشدّ، شوفوا الكذب لوين، مرة منيح، تنين؟"

    تحضرني نكتة بهذا الصدد: أشيع عن رجل أنه ضعيف أمام زوجته فطلب منها أن تمر به و وهو جالس مع الرجال ليرفع صوته عليها إذا سكبت الماء عليه بالخطأ ( المخطط له) وفي اليوم التالي مرت وسكبت الماء فصرخ بها ( يلعن...) فرمقته شزرا وقالت ( يلعن ماذا ؟ ) فقال ( يلعن هالكَوَسة ) .... الكوسه مصدر كويس عامية تعني كيس وقد تعني جميل.

    لقائل أن يقول : " إنك قد اخترت من الكلام ما هو على مقاس رأيك " وربما كان كلامه صحيحا على وجه ما. أقول (وجه ما) لأني لم اختر بين اقوال عديدة بل خطرت لي هذه الأقوال فوجدتها منسجمة مع ما أختزنه في ذهني من موضوع م/ع . ولو لم أكتشف انسجامها معه لم يكن لي أن أتطرق لهذه الناحية.

    على أنه سيكون من الممتع والمفيد لو قدم بعض القراء أمثلة من الواقع الشعري تنقض هذه النتيجة . فذلك سيولد حوارا جميلا كذاك الذي كان مع أستاذي د. شاكر الحارثي :

    http://arood.com/vb/showthread.php?t=3611

    ربما يبدو هذا الموضوع لمن لم يتعرف على أجواء الرقمي وبيئته الأدبية والفكرية نوعا من الحديث في عالم آخر. ولا ألومه.

    حفظ الله أستاذتي ورعاها.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    ملاحظة رائعة منكم أثبتم فيها قول عنيزة الذي أرادت به تمويه مشاعرها ، فأقررتم الفرق بين حقيقة مشاعرها وظاهر قولها عبر المؤشر المنخفض الذي جاء به م/ع وهو (2)كما في أ ، فكان بين ( ب =4) و ( جـ =0.5) فلا هي هادئة نفسياً تماما ، ولا هي غاضبة كل الغضب . ولخصتم ذلك الاستنتاج الرائع بقولكم

    ذلك أنها في مضمونها من صنف (جـ). وإن كانت بألفاظها من صنف أ


    لا تفاجئني تحليلاتكم المدهشة لذبذبات المشاعر عبر الحالات النفسية لقائلي الشعر أو سواه من أقوال النثر ، فقد وصلتُ إلى ما يشبه الثقة بأن نظرية م/ع صحيحة إلى درجة كبيرة ، ونتائجها مقنعة إلى حد كبير ، ولا يلزمها إلا المزيد من الوقت والبحث الأكاديمي في دراسات إحصائية تبرهنها وتسجلها في عداد النظريات العلمية التي تنتظم العلاقة العميقة ما بين الأدب والشعر وعلم النفس.
    بوركتم وهذا التحليل الجميل الذي سررت جداً بقراءته ، وإنني جد ممتنة لاهتمامكم ومداخلتكم الرائعة.

    حفظكم الله ذخرا ونفع بعلمكم الأمة وأثابكم رضاه
    تحياتي واحترامي وكل الود

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ ... وَأَرْدَفَ أَعْجَازاً وَنَاَء بِكَلْكَلِ
    أَلاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلاَ انْجَلِى ... بِصُبْحٍ، وَمَا اْلإصْبَاحُ منكَ بِأَمْثَلِ

    في أول هذين البيتين تشبيه مكني يشبِّه فيه امرؤ القيس الليل بالحيوان ( المشبَّه به محذوف وكنَّى عنه ببعض خصائصه وهي (الكلكل والصلب والعجز ) وهوحيوان ذو صفات خيالية ينطبق عليها (من وجهة نظري) أن تكون حجة لامنطقية ومضحكة في آن واحد، ساقها الشاعر ليبرر شعوره بزيادة طول الليل.
    وتشبيه الليل بالحيوان في البيت هو قراءتي البيانية الشخصية التي لم أجدها في أي شرح سابق لمعلقة امرئ القيس في أيٍّ من شروح الأوائل ( التبريزي والأصمعي والزوزني والشنقيطي ) فليس منهم من ذهب إلى ذلك . بل اكتفوا جميعا في أثناء شرح البيت بالإشارة إلى الاستعارات الثلاثة التي استعارها الشاعر لليل وهي أقسام الجسم : الكلكل ويعني الصدر والصلب ويعني الظهر والعجز ويعني مؤخرة الجسم . فهم يقرؤون الصور البيانية في هذا البيت على أنها من نوع الاستعارة ( المكنية ) فقط . وأعتقد أن هذا غير دقيق؛ لأن استعارة عدة خصائص كلها من لوازم المشبه به المفرد ذاته (الحيوان ) وتصلح ككنايات عنه يحيل الصورة البيانية إلى تشبيه مكني يعقد صلة واضحة بين المشبه والمشبه به المحذوف الذي تمت الكناية عنه ببعض لوازمه.
    بل أرى أن النكتة المدهشة في قراءة الصورة الشعرية بيانياً وجمالياً تلح علينا وتدعونا لربط أوصال الجسم بعضها مع بعض لتشكل جسم المخلوق أو الحيوان كاملا ، فلا نكتفي بالقول إن الشاعر قد استعار لليل صدراً ثم استعار له صلبا ثم عجزاً . بل نقول إنه شبًه مرورالليل بمرور حيوان خرافي لا مثيل لجسمه في الواقع، كونه يمتلك فضلا عن الصدر والظهر العديد من الأعجاز وليس عجزاً واحداً فقط كما هو الحال مع الحيوانات الواقعية ..
    فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ ... وَأَرْدَفَ أَعْجَازاً وَنَاَء بِكَلْكَلِ
    ونستنتج أن المشبه به حيوان وليس إنساناً على الرغم من أن الإنسان يشترك مع الحيوان في حيازة الأقسام الثلاثة من الجسم ( الصدر والظهر والعجز) لأن الشاعر يستخدم الفعل (ناء ) يعني نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ابتعد ) عندما يصف هذا المخلوق الذي يتمطى أو يمط منطقة الظهر إلى درجة يصبح معها صدره بعيداً أو نائياً عمن يراه . فلو كان الشاعر يتصور هذا المخلوق إنساناً لكان استخدم فعلا آخرغيرالفعل (ناء ) ليدل على ارتفاع الصدر/ الكلكل وعلوه في أثناء التمطي ، وذلك بسبب مراعاة انتصاب قامة الإنسان . لكن استخدامه الفعل (ناء) يملي علينا أن نتصور أن النأي يحدث أفقياً لا عمودياً ، والصدر يصبح نائياً في المسافة الأفقية وليس في الإرتفاع . وبالتالي فإن ذلك المخلوق ما هو إلا حيوان فقاري ( له صلب وعجز ) ويتخذ ظهره وضعية أفقية عندما يمر ويتحرك .
    فشرح معنى البيت : أن الشاعر يكابد ليلاً طويلا جداً كناية عن كثرة همومه التي جعلته يشعر بالزمن أطول مما هو عليه في حقيقته ، وقد كان مرور هذا الليل شبيها بمرور حيوان طويل الظهر أخذ يتمطى بصلبه حتى ناء وابتعد بصدره ( وناء بكلكل ) وفي البيت تقديم وتأخير كما يقول من شرحه من الأوائل إذ قدَّم الشاعر إرداف الأعجاز على النأي بالكلكل ، والأصل أن يقول "ناء بكلكله" أولا ، ثم يقول :"وأردف أعجازه" لأن الكلكل يكون في المقدمة من الجسم والعجز في المؤخرة .وتأتي المفاجأة اللامنطقية المضحكة في أنه لما مرَّ أول عجز له أعقبه بعجز آخر وآخر وآخر ( وأردف أعجازا) ومعنى أردف : ( توالى وتتابع )، فكلما تفاءل الشاعر واستبشر بأنه قد آن انتهاء مرور الليل / الحيوان مع مشاهدته أحد أعجازه ، أخذ هذا الليل /الحيوان يتلكأ في مروره أكثر ليُظْهِر للشاعر بعد ذلك العجز عجزاً آخر . فيخيب أمل الشاعر ويزداد إحباطاً من ترقب انقضائه .
    لذلك يعمد الشاعر في ثاني البيتين و بعد أن يشهد ذلك الاستعراض البطيء لطول الليل وقد امتلأ به وعيه وفاض إلى أن يذكر صفته ويؤكدها ، وهو يخاطبه ويأمره بالانجلاء ( ألا أيها الليل الطويل ) مع استخدام حرف التنبيه ( ألا ) مكررا مرتين وكأنه يحثه على الانجلاء حثا ( ألا أيها الليل ، ألا انجلِ) .
    فالمدهش في الصورة الشعرية في البيت هو هذا التبرير اللامنطقي المضحك الذي برر به الشاعر شعوره بطول الليل بسبب كونه يمر كحيوان غريب عجيب اتضح – لسوء حظ امرئ القيس - أنه يمتلك صدرا ينوء به وظهرا يتمطى به وأعجازا متعددة يردفها تباعاً ، حتى تسبب ذلك كله في تباطئه وعدم انقضائه .
    التعديل الأخير تم بواسطة (ثناء صالح) ; 07-06-2019 الساعة 03:28 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط