السّلام على أساتذتي الأفاضل ورحمة الله وبركاته
قرأت الحوار الطيّب أعلاه ، وحاولتُ قدر الإمكان الوقوف على الحياد .
وإليكم نتائج أوّليّة :
1- ينطلق أستاذي الكريم "غالب الغول" من مبدإ : أنّ التفاعيل أمر مسلّم به وأنّ كل محاولة لفكّ الحدود التي صنعتها فهو هدم للعروض الخليلي
2- وينطلق كذلك من مبدإ : أنّ النّبر مسلّم به ، وأنّه يقع في السبب السابق للوتد
3- ينطلق أستاذي الكريم " خشان خشان" من مبدإ : أنّ النّظرة الشّمولية لأيّ علم (والعروض علم) سابقة لأيّ تفسير تجزيئي ، فالأولى (الشمولية) أصل ، والثانية (التّجزيء) ظلّ ، والظّلّ متأثّر دوما لا مؤثّر
4 - وينطلق كذلك من مبدإ : أنّ من لم يدرس منهاج الرقمي عبر دوراته لا يمكنه أن يحكم عليه

أذكّر نفسي بأنّي تلميذة ولست عروضيّة ، وأحاول قدر المستطاع أن أقف على الحياد


أقول :

1-لا يمكن أن تكون التفاعيل أمرا مسلّما به وبالحدود التي صنعتها ، لأنّها تسميات توصيفيّة يمكن بها إدراك المتحركات والسواكن وتتابعها ، كما يمكن بها حفظ مفاتيح البحور
ومّا يصيبني بالإحباط والإشفاق على دارسي العروض ، أن أجد في بعض كتب العروض جداول خاصّة بالزحافات والعلل التي تصيب كل تفعيلة على حدة
ولولا دراستي للرقمي ما كنت لأفرّق بين "مستفعلن الرّجز" و"مستفعلن الكامل" ، وأجد أساتذة لا يرون فرقا بينهما
رأي الرقمي باختصــار :
الرّجز = 4 3 4 3 4 3
الكامل =
4 3 4 3 4 3
4 = 2 2 ، 2 = سبب بحري
4 = 2 2 ، 2 = سبب خببي ، 2 = سبب بحريّ
والفرق بين البحري والخببي من ألفباء الرقمي

2- إنّي لم أدرس فكرة النّبر بعمق لأحكم لأستاذي الغول ، وأنا بصدد قراءة كتاب "في البنية الإيقاعية للشعر العربي ، نحو بديل جذري لعروض الخليل ومقدمة في علم الإيقاع لمقارن" للدكتور كمال أبو ديب . يتناول فيه كلا من الكم والنبر في الإيقاع الشعري . وهو كتاب من 550 صفحة ، أحاول فهم معطياته لكنّي لا أستطيع الحكم مالم أدرسه بعمق ، ولا أعرف إن كان رأي كاتبه يوافق رأي أستاذي الغول حول النبر.
مع أنّي سطّرت بضع ملاحظات قد أفتح لأجلها صفحة خاصة بإذن الله.

3- إنّ النظرة الشمولية للأمور كلّها ( وليس في العروض فقط) من أهمّ الأسس التي نفتقدها ، بل ونتحاشاها أحيانا في هذا العصر البراغماتي
فحين يقول أستاذي خشان إنّ السريع والرجز أخوان ، وإنّ منطقة ما بعد الأوثق (الضرب والعروض) تخضع لقاعدة التخاب ، وأنّه استنتجها من فكر الخليل ، فإنّ هذه الرؤية التي لا يوافقه عليها من درس العروض بالطريقة التقليدية لا يمكن إلاّ أن تصنع جدالا طويلا لا أنكر ما له من فوائد على الدّارس الحصيف ، غير أنّها قد تجلب أضرارا نحن في غنى عنها ، منها :
- إعراض بعض الدّارسين الذين لم يصلوا إلى مستوى يمكنهم من الخوض في هذه النقاشات
- هدر الوقت في نقاشات أدت إلى ظهور أخ جديد اسمه "خشان الغول" ولد ثم مات سريعا :d

4- هل لديك حلّ سريع ، أستاذي ، يجعل العروضيين يدرسون الرقمي بتعمّق؟