اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة


سامحك الله أستاذتي ‏

من يقرأ تهيبك وتمهيدك واستسماحك قبل طرح هذاالسؤال يتوقع أنك ستنتهكين مقدسا – لا سمح الله - . سؤالك هذا بدهي وجوابه لازم لوضع الأمور في نصابها. واشكرك عليه.‏

كسائر معطيات الرقمي، هرم الأوزان مقاربة تحتمل الصواب والخطأ. ولا خير في الرقمي إن لم يقبل هزها بعنف لاستكشاف مدى ‏صحتها.


-أشكرك أستاذي الكريم على رحابة صدرك ثانية وأشيد بهذا.
ليس هذا الحوار أكثر من تفكير تلميذة بصوت مرتفع أمام أستاذها العالم الباحث المبدع .
أحب أن أناقش أفكاري هذه مع حضرتك لأن النقد الذاتي أساس التطوير والتحسين والصقل وهذا ما أحبه للرقمي كي يثبت حيوته ويستمر كمنهج علمي وفكري في آن واحد.

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة

نحن نقارن إيقاع الشعر العربي كما هو على دوائر الخليل أي بوزن الشعر مؤصلا خاليا من الرقم 1 بما قد يناظره من إيقاع محتمل ‏في النثر. فلزم توحيد المقياس، ولسان حالنا يقول : إذا افترضنا أن لخاصية هرم الأوزان في الشعر نظيرا في النثر، فإن استكشاف ‏ذلك ذلك ينبغي أن يكون بمقياس موحد. أي أننا - على افتراض وجود إيقاع شبيه بإيقاع الشعر في النثر - نؤصل النص النثري تأصيلنا للنص ‏الشعري، فإن تشابها في موضوع هرم الأوزان فتلك إشارة ترجيحية لوجود صلة ما بينهما أو أصل ما لإيقاع الشعر في النثر، ( التأصيل في النثر كالعمل في الهندسة ‏المستوية أي افتراض وجود خط ما بمواصفات ما يساعد في التوصل إلى النتيجة وصوابهما هو والنتيجة مترابطان ، ولعل ‏الأمر ذاته يسود النظريات العلمية أي إذا افترضنا كذا فالنتيجة كذا) ، وكما رأيت فإن التشابه غالب وليس قطعيا. فمعاملة النص النثري في التأصيل معاملتنا للنص الشعر فيه قائم على افتراض تشابههما ولو أن النتائج جاءت بنسبة 90 % فمعنى ذلك صحة عالية لافتراضنا أو 10 % فمعنى ذلك خطأ عال لافتراضنا.
-توحيد المقياس مطلوب ،لكنه يجب أن يعني إيجاد مقياس مشترك للخصائص المشتركة الطبيعية الملحوظة الموجودة أصلا وليس الخصائص الافتراضية التي نضيفها نحن بالافتراض كخاصة مشتركة بين الشعر والنثر . فعندما نقوم بتأصيل النثر وفقا لأحكام الشعر فهذا يعني أننا ألحقنا بالنثر خاصة افتراضية صنعية من عندنا هي ) امتناع وجود المقطع القصير المتحرك فيه منفردا والذي يمثله الرقم 1 ( وكما تعلم حضرتك فإن هذه الخاصة الافتراضية هي في الواقع الملحوظ ظاهرة مميزة في الشعر دون النثر .بينما النثر في الواقع يحفل بالرقم 1 إذن فالتأصيل يمنح للنثر خاصة جديدة هي في الحقيقة معاكسة ومناقضة لخصائصه الواقعية الملحوظة فنحن نمنحه ما يناقضه ويجعله مماثلا للشعر فرضيا ثم نقوم باختباره وفقا لافتراضنا ؟ وكيف سنحكم بعد هذا على مصداقية النتائج ؟
من ناحية ثانية : دائرة الخليل تحوي على الأوتاد كما تحوي على الأسباب ولو تجاوزنا خطوة التأصيل فإن حذف الرقم 1 في خطوة كتابة الوزن الهرمي ليست في حقيقتها إلا حذف المتحرك الأول من الوتد ليتحول إلى سبب خفيف فإلغاء الرقم 1 هنا يمثل خروجا واضحا عن نظام دائرة الخليل ليف يتفق التزام الدائرة كمقياس في التأصيل مع الخروج عنها في كتابة الوزن الهرمي ؟
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة


ولكن إن افترضنا أصلا أن أجزاء النثر ذات إيقاع مختلف عن الشعر لا يخضع لقوانينه في التأصيل فقد حسمت القضية ابتداء ولا داعي لتجريب مدى انطباق هرم الأوزان على النثر.

وكل ما قمنا به من تأصيل للنثر لتوحيد صفات المقياس هو من قبيل العمل في الهندسة كما تقدم. ‏

والأخذ بهذه المقاربة أو رفضها كلاهما وارد من حيث المبدأ، ولا يترتب على رفض هذه المقاربة من الأساس إلا تعطيل موضوع ‏هرم الأوزان في النثر لا غير. الأمر الذي يعني أن هرم الأوزان لا يعتبر قرينة لترجيح احتمال وجود أصل لإيقاع العربي في ‏النثر والأمر عائد في ذلك إلى قناعة الشخص.‏

ويبقى هناك احتمالان أولهما أن ليس لإيقاع الشعر اصل في النثر . أو أنه قد يكون موجودا ولكن هرم الأوزان لا يصلح قرينة ‏لإثباته.‏

وهكذا يتبين لك أن الأمر في أساسه يقبل من حيث المبدأ الأخذ بآلية تطبيق هرم الأوزان في النثر أو رفضها، وربما كانت غلبة موافقة نتائج تأصيل النثر حسب قوانين الشعر لنتائج تأصيل الشعر عاملا ترجيحيا لصحة الافتراض. أقول ربما وربما فقط.

أعتقد أن مسألة اختلاف أجزاء النثر عن إيقاع الشعر قضية محسومة بالضرورة لأنها ظاهرة واضحة محسوسة .لكن افتراض خضوعهما معا لقوانين عامة للاستساغة ومحاولة كشف هذه القوانين أمر مشروع بل هو مطلوب وجميل لكن شريطة عدم تدخلنا في تغيير خصائص مواد البحث قبل إخضاعها للتجربة الأولى . أي يجب أن نكتب وزن العبارة النثرية دون أي تحوير ) لا تأصيل للنثر( ويجب أن نكتب وزن الشطر الشعري دون حذف الرقم 1 عند كتابة الوزن الهرمي لأن هذا الحذف يحول الأوتاد إلى أسباب خفيفة مما يحول الإيقاع البحريإلى إيقاع خببي ) لا لتخبيب الإيقاع البحري ( فكيف نتعامل مع الإيقاع الخببي الناتج على أنه الإيقاع البحري الذي يمثل مادة البحث الأصلية ؟ وكيف نقيم نتائجنا ؟
أعتقد أن قانون الإيقاع العام يحتاج إلى صياغة أولية وفقا لشروط حيادية البحث العلمي بالحفاظ على الخصائص الأساسية لمواد البحث وهي النثر والشعر والخبب ثم بعد الحصول على القانون الأساسي لكل منها على حدة على شكل مخطط بياني ذي معادلة رياضية مميزة يمكن لاحقا دراسة ميلإيقاع العبارة النثرية للامتزاج بإيقاع الشعر أو الخبب مثلا بإجراء التأصيل للنثر ومقارنة مدى انحراف خطها البياني عن الخط البياني الممثل لوزن العبارة دون تأصيل وملاحظة الفارق .
يتبع . . .
تحيتي وتقديري