مبدأ الشمولية و الإبداع


إنَّ مبدأ الشمولية الذي تبناه العروض الرقمي هو علمي موضوعي إبداعي و ليس ذاتياً قائماً على الانتقائية في التفكير و التغلغل في دقائق الامور كأن يفرض كلٌ منا معتقداته السياسية و الدينية والتي تمثل أفكاراً ذاتية و خاصّة على أنها الصحيحة سواء من خلال الشّعر أو الحوار. هذه لا علاقة للعروض الرقمي بها. العروض الرقمي هو علمي و موضوعي بشموليته. من منطلق شموليته يتفحّص الأمور الدقيقة بموضوعية و فكر علمي منفتح . و هذا المنهج العلمي و الفكري يعتمد على المنطق . صحيح أنه يخوض في الجزئيات و التفاصيل الصغيرة للعروض و للعلوم الاخرى بغية تحرّي جمالياتها و الربط بينها والاستفادة منها علمياً و أدبياً أيضاً . صحيح أن العلم يحتمل بكل جزئياته و شموليته أيضاً منطق الاختلاف و الحوار و الحرية للوصول الى الحقيقة، ولكن عندما ندخل في المتاهات العقائدية الدينية و السياسية ، نكون قد خرجنا عن المفهوم العلمي و الفكري الموضوعي للعرو ض الرقمي سواءً بشموليته أو جزئياته. أما القصائد الوطنية بشكل عام و خاصة تلك التي تتناول القضية الفلسطينية فهذه تدخل في جوهر الشمولية و جوهر الانسانية. القصائد يجب أن لا تُحرّض على الانقسام و التفرقة و الكره و العنصرية التي تعني نبذ الآخَر المختلِف أو إقصائه. بل قيمتها بما تحمل من روح الإبداع و روح المقاوَمة و الأمل الذي يعيش بداخلنا جميعاً لتحرير فلسطين و أوطاننا كلها ممن أرادوا لها و لشعبها و للشعوب العربية التجزئة عبر التناحر القبَلي و الديني و الطائفي . لقصائدنا أن تتحرر من كل ما يدعو للفرقة و نبذ الآخر. هذا لأن الشعر له قلب و مشاعر إنسانية كونية شاملة و راقية يجب أن تتسع للعالم بما تحمل من قيم جمالية راقية و أفُق واسِع و متسامي.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي