مقال كتبته عما دار في لقاء جمعنا نحن آل الرقمي وأضاف إليه أستاذي خشان _حفظه الله_ أعاريضه التي تجعله أثمن علما
كان لنا لقاء جمع عددا من أساتذة العروض الرقمي (أ.خشان خشان ،أ.حنين حمودة ،د.أمين مصرني ،أ. سليمان أبو ستة ،الزهراء صعيدي)، وجرى النقاش حول عدة محاور أولها ما أثاره الأستاذ عيسى عدوي حين نشر الأستاذ خشان خشان (المنهج بين الحداثة والتخبيص)
ويقول في أحد ردوده على الزهراء صعيدي :الشعر يا سيدتي ليس له علاقة بالعروض وانما هو تناغم ايقاع النفس مع سيل الصور المتدفق في شكل كلمات تترتب وتتلاحق وتتجاور وتتناغم حسب حالة الشاعر وهذه حالة خاصة بصاحبها قد تتناغم وتتوافق مع حالة غيره في وقت ما ولكن لا تلزم حتى صاحبها في أن يعود اليها في المرة القادمة لتدفق جديد فهي بالحري ان لا تلزم غيره … ومحاولة تأطير الاحساس والشعور والايقاع وتعميمه مصيرها الفشل لأن كل فرد منا يعيش ايقاعه الخاص ..أما الذائقة فهي تختلف ايضا على المستويين الفردي والجماعي وتشكلها البيئة والظروف والزمان والمكان والثقافة العامة… وهي ايضا ليست ملزمة ولا يمكن فرضها من هنا قلنا أن لكل واحد منا الحق في ذائقته ومنهجه وقد نتفق وقد نختلف ولكن يبقى الاحترام المتبادل."
وما دار من حديث مفاده أن كل ما يثار من جدل هو نتيجة الجهل بمنهج الخليل ،وعدم إدراك مبدأ العروض الذي ينبع من الذائقة العربية ،وما كان من الخليل إلا أن ترجم هذه الهندسة الموروثة ونظامها الدقيق رياضيا ،بأسلوب ممنهج لا مجال فيه للشك في تقصيره بمنحى معين .
فلا مجال لابتداع بحر جديد إلا أن يكون وزنا لا أكثر ،فالشعر ما جاء على لسان العرب وقبلته الذائقة واستشعره ذهن الخليل بتجريد الحقائق ،وتدوينها برسم دقيق يفسر سمو فكره ،حين رسم اللوحة التي ترسمها الذائقة العربية حول بحر معين بدائرة عروضية تمثله .
والحديث هنا علمي تماما فكل ما تفضل بتوصيفه الأستاذ عيسى عدوى له تجسيد جمعي لدى العرب دميعا حتى عصر الخليل.. بل واستمر إلى اليوم. العروض العربي والنحو العربي الخروج عليهما تشويه وانحراف وليس تطويرا
فكيف يكون اللامنهج مقبول، والمنهج مقبول في نفس الوقت ، إذ يقول الأستاذ عيسى عدوي ليكتب كلٌّ على هواه ،وكيف يكون التوافق والتناغم وتمازج الصور والشاعرية في النص دون قوام يتفق مع الذائقة العربية ثم انتقل الحوار إلى محور آخر وهو فيما يقول به أصحاب اللسانيات ،
وفي صدد القول إن لأصحاب الحداثة حريتهم فهم لا يريدون إخراج أحد كان الرد
إن هناك فرقا بين الفساد الأدبي والديني والخلقي والإفساد في هذه المجالات وهي مترابطة. فعندما يقول أدونيس ما مفاده أن الهدم يتجاوز التفعيلة إلى هدم ثوابت الدين فهذا (إفساد) لا (فساد) وهم يحاولون إخراج الأمة.

القول بأن كم الزمن الحقيقي وحده أساس الوزن أساس للمغالطات ، فكم من سبب مثل (لا = 2 ) يمكن في الإلقاء جعل مدته الزمنية ضعف مدة وتد مثل (كبدْ = 3*) وربما أكثر.
ولمن أراد الإطلاع على الرابط
https://mercj.journals.ekb.eg/article_68713.html
الزمن هو مادة الإيقاع الصوتي ولكنه في الموسيقى كمي حقيقي فكل سبب موسيقي يساوي اخر
أما في الشعر فالوزن _ (هيكمي) أي أن أهمية الزمن فيه مرتبطة بهيئة الزمن لا كميته ... أو يعبارة أخرى بالرمز الرقمي للمقطع بغض النظر عن كمه الحقيقي.
فبمجرد حديث الخليل عن تفعيلة خماسية مثل فعولن فإن ذلك يعني أن المعول على الوزن المجرد بغض النظر عن المد والسكون. والعروض الرقمي زاد توضيح ذلك
فإن كلمتي ( سقانا = فعولن = 3 2) و ( سمعتك = فعولن = 3 2) لهما ذات الأثر العروضي رغم (أتانا) يمكن أن تمد في الإنشاد ليبلغ أكمها الزمني أضعاف (سمعتكْ)
ويترتب على ذلك انهيار تفسير الزحاف على أساس الكم وحده.

وزن الشعر تمثله الأرقام بدلالتها ( الهيكمية) وليس كم الزمن وحده . ولا يحسب الإيقاع على أساس ذاتية القارئ وسواء مد الحرف حركة أو ستة ،فهذا شأنه وأما في العروض فإن ( قدْ = ما = 2)
سبب خفيف لا يمكن أن يكون أطول من الوتد الذي هو أكبر مقطع في اللغة .
ومثلا كيف يفسر أصحاب الكم الزمني أن كلمة ( ما شربْنا 2 3 2 ) ذات سببين (ما) و (نا) كل منهما أكبر في الكم الزمني من الوتد (شربْ)
وآخر ما تم عرضه هو تعارض رأي الأستاذ سليمان أبو ستة مع الأستاذ خشان خشان حول تخطئة الأستاذ سليمان للخليل في عدم إيراده (بحر الخبب) في دوائره
ورد الأستاذ خشان أن المنهج يعرف البحر بأنه مكون من تفاعيل والتفاعيل من أسباب وأوتاد . الخبب مجرد أسباب فهو إيقاع قائم بذاته إيقاع خببي خارج الإيقاع البحري لبحور الخليل.
واتفق الطرفان أن الخبب مختلف عن بحور الخليل وقال خشان (هذا كلام موضوعي) وسواه ذاتي لا يضير الاختلاف حوله
وكان اختلاف حول ( مصطلح البحور المهملة ) ومنها ( المتدارك النام – في رأي الأستاذ خشان ) حيث لا توجد قصائد على أي منها. وعندما قال الأستاذ سليمان ألم يعرف الخليل المتدارك كان رد خشان أن الخليل هو الأدرى بترتيب مقاطع دوائره ولم يكن له أن يسمى وهما توهمه الآخرون بعده وهذا هوالاسم الجدير ( البحور الوهمية ) وليس ( البحور المهملة ) ومن يفهم منهج الخليل ويعرف العلاقة الهندسية بين دائرتي المشتبه والمجتلب يعرف لما تعددت البحور المهملة/ الوهمية في هذه دائرة المشتبه
http://nprosody.blogspot.com/2017/11...-paradigm.html
وعرض كل منهما دلائله ،وأن المتدارك لم يعرفه الخليل وهذا ما ذكره الأستاذ سليمان في أن الأخفش هو من أضافه ،

ويوحي رأي الأستاذ سليمان كأن الخليل أهمل المتدارك لثغرات استشعرها لا تتناسب ومنهجه حتى لم يعده من البحور .
لكن انتهى الحوار باتفاق على أن الخبب وزن منفصل ولا ينتمي إلى دائرة البحور على اعتبار تركيبة البحور جميعها تستند إلى توالي الأسباب والأوتاد .
وكان تلخيض خشان لتاريخ قضية المتدارك الخبب كالتالي:
1- حصر الخليل ما قالت عليه العرب في بحوره ودوائره وليس من بينها أي بحر مهمل لا المتدارك ولا المنسرد ولا سواهما ( لا توجد لغاية اليوم قصيدة ذات شأن على المتدارك التام بأربع تفاعيل ( فاعلن = 2 3)
2- انتشر أن الأخفش اكتشف ( بحرا ) تعددت أسماؤه ومنها الغريب والمتدارك والخبب وزنه (فعلُنْ = 2 2 ) اربع مرات
3- جاء لاحقا من يقول إن مكان هذا الوزن هو مع المتقارب في دائرة المختلف وتفعيلته مكونة من سبب فوتد فاعلن = 2 3 ولكن تم قطعها فصارت فعلن
4- = 2 2
5- إلى هنا والخليل بعيد عن كل هذا ولكنهم فرضوه على دوائره وقالوا أخطأ الخليل وهرب من هذا الوزن لأنه ينقض حجته بعدم جواز العلة ومنها القطع في الحشو وهذه قضية ملفقة ينقصها المنطق وكان أقل بؤسا منها أن يقولوا عن الخبب إن أصله الرجز أو الكامل المضمر ( الأحذ/ الأحذين) مقطوعي التفاعيل ( مستفعل مستفعل مستف) أو (متْفاعل متْفاعلْ متفا) أو الرمل المحذوف المشعثة تفاعيله وجوبا ( فعْلاتن فعلاتن فعلا)
وهذا من وجهة نظرهم كان يعني تفجير دوائر الخليل ومنهجه من خلال بحور اعتمدها الخليل. وهي اقل بؤسا من إسناد فساد المنهج إلىى وزن لم يذكره الخليل كبحر