النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: أنماط جديدة من بحر الدوبيت

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228

    أنماط جديدة من بحر الدوبيت

    بحر الدوبيت ومحاولات العروضيين في تأصيل أنماط وزنية جديدة في الشعر العربي



    لم يكف العروضيون بعد الخليل عن السعي في محاولاتهم المستمرة لاكتشاف أنماط وزنية جديدة في الشعر العربي تكمل رسم الخريطة الإيقاعية للنظم في ذلك العصر وما تلاه . وكان قد بلغ عدد الأوزان التي استنبطها الخليل من دوائره خمسة عشر في ثلاثة وستين ضربا، ولكن ليس من بينها ذلك الوزن الذي عرف بعد ذلك باسم (الخبب) ، نحو قول بعض القدماء :
    أشَجاكَ تَشَتُّتُ شِعبِ الحَيِّ .............. فأنتَ لَهُ أرِقٌ وَصِبُ
    إلى أن جاء أبو الحسن العروضي ( ت 342 هـ ) فربطه بدائرة المتفق في الوزن الذي أهمله الخليل واستشهد له بالبيت المصنوع التالي :
    في هَواهُ فأربى عَذولٌ فما.............زادَ بالعَذلِ إلا غَراما لَحا
    وسماه ( الغريب )، ولم يلبث هذا الوزن حتى استقرت تسميته بعد ذلك على ( المتدارك ) نسبة إلى نوع من السير يشبه إيقاع هذا البحر وليس لأن الأخفش تداركه على الخليل كما زعم البعض .
    والواقع أن الفارق بين الوزنين الخبب والمتدارك كبير جدا ؛ فتفعيلة المتدارك تتألف من سبب خفيف ووتد ، بينما لا يتحقق وجود التفعيلة في الخبب الذي نرى أنه يتألف من توالٍ للأسباب الثقيلة يصيبها ما يصيب مثيلاتها في (الوافر) و(الكامل) من عصب وإضمار لم ينتبه إليه البعض وحسبه تحولا من السبب الثقيل إلى السبب الخفيف ، فكأن أصحاب هذا القول لا يفترضون في نسق الخبب أي حركة إيقاعية ( زحاف ) ؛ فإذا عرض للسبب الثقيل زحاف يسكن فيه متحركه ظنوا أن السبب الخفيف حل محله .
    وبهذا الوزن الذي استقر العروضيون على تسميته بالخبب نشأ نمط جديد من الإيقاع يستمد مادته من السبب الثقيل وحده وبات مقبولا في الذائقة الشعرية وخاصة بعد قصيدة الحصري التي اشتهرت بمعارضاتها العديدة .
    غير أن إبداع الشعراء لم يتوقف عند هذا النوع الجديد من الإيقاع ، واستمر في محاولاته الحثيثة للبحث عن أشكال أخرى لعل أهمها ما يعرف بثورة الموشحات التي قلبت موازين النظام الخليلي رأسا على عقب ، وذلك في سعي أصحابها المحموم لابتكار أنساق وزنية جديدة ربما لا يمكننا أن نستسيغ سماعها بدون أن يجتمع في أدائها الموسيقى والغناء . ولن أتطرق في هذه العجالة إلى الحديث عن الموشحات فهو بحر عميق لا يكفي للإحاطة به مقال ، بله كتاب أو مجلد كبير . ولكنني سأعرض هنا لشكل جديد من الشعر أطلق عليه اسم الدوبيت ( واختار الدكتور عمر خلوف في دراسته الرائدة عنه تسميته بالبحر الدبيتي تبعا لحازم القرطاجني )، وهو يجمع بين النمطين السابقين من الإيقاع ، أعني إيقاع أوزان الخليل المشتمل على السبب الخفيف والوتد ، وإيقاع الخبب المؤلف من الأسباب الثقيلة الصافية . وقد ظهر هذا الإيقاع في مرحلة مقاربة جداً لظهور بحر الخبب حيث تعود أول نماذجه المروية إلى بداية القرن الثالث الهجري كما ذكر خلوف استنادا إلى ابن تغري بردي .
    يتحدد النسق الإيقاعي لهذا الوزن في البدء بأربعة أسباب ثقيلة ( تصل إلى خمسة كما في بحر السلسلة ) ثم يبدأ ظهور سببين خفيفين يعقبهما وتد ( مستفعلن ) ليختم هذا الإيقاع الخليلي بثلاثة أسباب ثقيلة ( وصلت في النماذج التي رصدها خلوف أربعة ) . ويمكن إثبات هذا النسق باستخدام الرموز الرقمية كما يلي :
    (2)(2)(2)(2) 2 2 3 (2)(2)(2)
    ومن أمثلة هذا الدوبيت قول الحلاج :
    كَم ينشُرُني الهَوى وكَم يَطويني
    يا مالكَ دُنيايَ ومالكَ ديني
    ويجوز لأي من الأسباب الثقيلة هنا أن تتبادل استخدام المقاطع القصيرة والطويلة على السواء بحرية لا تتوقف إلا عند نهاية النسق الخببي الأول حيث يلتزم باختيار المقطع الطويل بسبب الانتقال من هذا النسق إلى تفعيلة وتدية
    ( كما يرى الدكتور خلوف ). وأما في نهاية النسق الخببي الثاني فيثبت السبب الثقيل عند المقطع الطويل أو زائد الطول لأنه محل الوقف التام . وكذلك يمكن لتفعيلة الرجز أن تزاحف بأي من الزحافات المعروفة في هذا البحر على نحو ما رأينا في بيتي الحلاج .
    وقد بلغ عدد قوالب البحر الدبيتي التي رصدها الدكتور خلوف ثلاثة وأربعين قالبا ما بين تامة ومجزوءة ومشطورة . وفي هذا القوالب جميعا لا يقل عدد أسباب النسق الخببي الأول عن أربعة أسباب ثقيلة . وأما النسق الأخير فتعرض له ألوان من الجزء والحذف إلى الحد الذي طال وتد تفعيلته الوحيدة كما نرى في هذا القالب الذي استخرجه ابن المرحل :
    أهلا بكَ يا رشا.................يا أحسنَ من مشى
    إملك لكَ ما ترى...............واحكمْ لكَ ما تَشا
    إن نظرة الدكتور خلوف في رصده لقوالب هذا البحر محكومة بالإرث الخليلي الذي ينظر إلى تشكيلات البحور على أنها ضروب تتنوع بتأثير من العلة والزحاف اللازم مع عوامل الحذف الأخرى من جزء وشطر ونهك . ولم ينظر إلى أن الشكل الدبيتي يتألف من مزيج من إيقاعين مختلفين تماما هما إيقاع الخبب وإيقاع التفعيلة ، وأنه طالما كان يوجد نسق إيقاعي له النمط : أ ب أ ، ومنه يمكن الوصول إلى النمط : أ ب فإنه من الممكن منطقيا افتراض وجود النمط : ب أ ، أي الوصول إلى شكل دبيتي يبدأ بالتفعيلة وينتهي بالنسق الخببي ، ولا يشترط أن تكون التفعيلة من الرجز بل من أي تفعيلة وتدية أخرى بحيث يكون النمط الحاصل هو (ج أ) أو ( د أ) مثلا .وقد استمعنا إلى نموذجين اثنين من هذا الشكل الدبيتي أحدهما بالعامية والثاني بالفصحى كما يلي :
    النموذج الأول لبيرم التونسي من ألحان رياض السنباطي وغناء أم كلثوم ، وهو من النمط ب أ :
    القلب يعشق كل جميل
    وياما شفت جمال يا عين
    واللي صدق في الحب قليل
    وان دام يدوم يوم ولا اثنين
    2 2 3 (2)(2)(2)(2)
    والنموذج الثاني لا أعرف قائله أو ملحنه ، وكنت استمعت إليه في إحدى القنوات الفضائية المخصصة للأطفال وهو من النمط ج أ :
    كلّ شيء حيّ كان
    من نبات أو إنسان
    كلّ طير في الأجواء
    كلّ شيء تحت الماء
    ربنا قد جلّ عُلاه
    من مياه قد سوّاه
    أرأيت البحر يثور
    أرأيت النهر يسير
    2 3 2 (3)(3)(3)
    ولعلي في الختام أدعو الأستاذ خشان خشان و جميع المشاركين في هذا المنتدى إلى إبداء رأيهم في هذا النمط الجديد من الدوبيت ، وأن يدلوا على هذا المنبر بأي شواهد عرفوها له آملا أن يحاول الشعراء منهم النظم عليه للتعرف على إمكانياته الإيقاعية ، وحبذا لو اشترك في ذلك الملحنون ليجعلوا النفس تألف هذا الإيقاع بيسر وسهولة .
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

  2. #2
    زائر
    أخي الكريم سليمان

    كم أنا سعيد بعودتك لنا، وأعتذر عن التأخر في التفاعل مع موضوعك القيم تناولا وتعلما لعطل الجهاز، وإن شاء الله أتمكن من ذلك خلال بضعة أيام.

    حضور للتحية الآن.

    يرعاك الله.



    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    49

    في منتدى العروض، على الشبكة الالكترونية، قدم الأستاذ سليمان أبو ستة مشاركة طيبة حركت في النفس عدداً من المشكلات، وقد آثرت أن أقسم مشاركتي إلى مداخلتين، تتعلق الأولى بالمشكلة الرئيسية، وتجمع الثانية عدداً من المشكلات التي نثرها طيّ مشاركته. فإلى المداخلة الأولى.
    فقد أثار الأستاذ سليمان قضيةً مفادها؛ أنّ الدوبيت الذي يتألف من تشكيلين خببيين يحصران بينهما تفعيلةً وتدية على النمط:( أ ب أ )، وأنه طالما أمكن اشتقاق مجزوئه:( أ ب )، وذلك بحذف الجزء الخببي الأخير "فإنه من الممكن منطقياً افتراض وجود النمط:( ب أ )"، وذلك بحذف الجزء الخببي الأول. معتبراً النمط الأخير "شكلاً دوبيتياً، يبدأ بالتفعيلة [الوتدية]، وينتهي بالنسق الخببي".
    وأغرب من ذلك؛ أنه لم يشترط أن تكون التفعيلة الأولى هنا هي (مستفعلن) الواردة في أصل الدوبيت، وإنّما "أي تفعيلة وتدية أخرى، بحيث يكون النمط الحاصل هو ( ج أ ) أو ( د أ ) مثلاً".
    وقد أورد على النمط ( ب أ ) أي على الصورة:(مستفعلن فعْلن فعْلن) نموذجاً عامياً مغنّى، كما أورد على النمط ( ج أ ) نموذجاً آخر مغنّى، على الصورة (فاعلاتن مفعولن).
    ثم دعى المشاركين في المنتدى إلى إبداء الرأي في هذا "النمط الجديد من الدوبيت" كما قال، " وأن يُدْلوا بأية شواهد عرفوها له"، داعياً الشعراء إلى النظم عليه للتعرّف على إمكانياته الإيقاعية.
    واعتراضي على ذلك منصبٌّ على اعتبار هذه النماذج أنماطاً دوبيتية جديدة!. لذلك كان لا بد من إقرار حقيقة ليست غائبة عن علم أخي سليمان، أو المشاركين في المنتدى، وهي أن إيقاع البحر ـ أي بحر ـ إنما يتشكل متنامياً من بدايته حتى الوقوف به على ساكنه الأخير. وقد تشترك بعض البحور بمعظم تسلسلها المقطعي، لكنها تتمايز عن بعضها بعضاً عند نقطة قد تكون المقطع ماقبل الأخير. فإذا ضربنا المثل بالرجز والسريع (وهما إيقاعان متمايزان وإن ادّعى بعضهم غير ذلك)، نجد أن ما يميز السريع عن الرجز هو نقص سبب واحد قبل وتده الأخير:
    فالرجز يساوي : /ه /ه //ه /ه /ه //ه /ه /ه //ه
    والسريع يساوي: /ه /ه //ه /ه /ه //ه /ه x //ه
    فإذا سقط الوتد الأخير من السريع دخل إيقاعه في إيقاع الرجز. ولذلك لم يكن للسريع صوراً مجزوءة. وقل مثل ذلك في الرمل والمديد:
    فالرمل يساوي : /ه //ه /ه /ه //ه /ه /ه //ه /ه
    والسريع يساوي: /ه //ه /ه /ه //ه /ه x //ه /ه
    فإذا سقط الجزء الأخير من المديد ( //ه/ه )، كان المتبقي رملاً بلا شك. ولذلك لم يكن للمديد صوراً مجزوءةً كذلك، ( وقد أخطأ من اعتبر الشكل: فاعلاتن فاعلن) من المديد، وإنما هو الرمل لا غير.
    وبناءً على ما تقدم؛ فإن الاقتطاع من بداية الوزن يرمي بالنسق المتبقي على ساحل بحر آخر يبتعد قطعاً عن أصل الوزن المقتطع منه.
    ولقد كان الخليل ـ رحمه الله ـ موفقاً عندما جعل المقتضب: (مفعولاتُ مستفعلن) بحراً قائماً بذاته، على الرغم من أنه يشكل التفعيلتين الأخيرتين من المنسرح: (مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن).
    فإذا كان النمط الأول الذي أورده أبو ستة مُقتَطعاً من الدوبيت بنفس الطريقة فهو ـ والنمط الذي يليه ـ أبعد ما يكونان عن الدوبيت.
    وأميل شخصياً إلى اعتبار النمط الأول شكلاً رجزياً: (مستفعلن مفعولاتانْ)، وجدتُ عليه عدداً من الشواهد القديمة والحديثة.
    يقول الششتري:
    يا طالباً وهْوَ المطلوبْ
    أنتَ المنى أنتَ المرغوبْ
    إشربْ فما يُلفى مشروبْ
    ويقول أبو خليل القباني:
    قد أشرقتْ شمسُ الإصْلاحْ
    وكوكبُ الأفراحِ لاحْ
    هيا بنا نجْلو الأقداحْ
    فالأنسُ وافى والأفراحْ
    ويقول أبو شادي:
    والطيرُ في صمتٍ كَعَليلْ
    والدّوحُ في لَهَفٍ مكْبوتْ
    والبحرُ مرأى كلِّ جميلْ
    أمسى كتيهٍ فيهِ يموتْ
    هذا الضياءُ لفَقْدِ خليلْ
    وهو ذات النسق: (مستفعلن مفعولاتن)، وعليه أمثلة عديدة، أذكر منها قول الأعمى التطيلي:
    عذْرٌ لِطُلاّبِ العُذْرِ
    عونٌ على طولِ الدهْرِ
    أنْ ينتهي مَنْ يلحاني
    فليسَ لي قلبٌ ثانِ
    وكالغمامِ الهتّانِ
    كما أنه ذات الشكل الخليلي المشهور (مستفعلن مفعولانْ)، والذي يعده الخليليون منهوك المنسرح، وهو عندنا من الرجز. ومنه تلبية قيس:
    لبّيكَ أنت الرحمنْ
    أتتْكَ قيسُ عيلانْ
    رجالُها والرّكْبانْ
    مُذْلِلَةً للدّيّانْ
    وقل مثل ذلك في الشكل (مستفعلن مفعولن)، و(مستفعلن مفعولْ)، و(مستفعلن فعْلن) ...إلخ
    وأما الشكل الآخر، فهو أقرب ما يكون إلى الرمل: (فاعلاتن مفعولن)، وليس له عندي إلاّ شكلاً مقصّراً عنه (فاعلاتن مفعولْ). ومن ذلك قول ابن سناء الملك:
    وخليعٍ هيْمانْ
    بغلامٍ أمْلودْ
    دارَ حولَ الهمْيانْ
    فرآهُ معقودْ
    جاءَ بابَ البستانْ
    فرآهُ مسدودْ
    فأعانَ الشيطانْ
    وأصابَ المقصودْ
    وقول الآخر:
    يا فريدَ الغزلانْ
    وشقيق الولْدانْ
    تِهْ دلالاً يا قانْ
    وامْلَ كأسي ياجانْ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228
    أشكر الدكتور عمر خلوف على مداخلته الرائعة وما حملته لنا من نماذج لأنماط جديدة من الدوبيت ( وأصر على هذه التسمية لشكل من الإيقاع تلتقي فيه التفعيلة الوتدية من طرفيها أو أحدهما بأسباب من الخبب) . لقد كان الدكتور خلوف هو أو من تنبه إلى فصل المكونات الخببية لهذا البحر عن نواته التفعيلية المتميزة باحتوائها للوتد ، وهو بذلك نجح في إيجاد تجزئة له تخالف في صياغتها كل أشكال التجزئة التي اجتهد في صوغها من سبقه من العروضيين .
    لكن رأي الدكتور خلوف حول النمط الذي اقترحناه جاء مغايرا للمنطلقات التي اهتدى من خلالها للتعرف على الجانب الخببي من الدوبيت الذي درسه ، فهو يميل إلى اعتبار النمط الأول شكلا رجزيا ( مستفعلن مفعولاتان ) ، ولا أدري كيف يسوغ لنفسه اعتبار ( مفعولاتان ) تفعيلة رجزية مع أنه ارتضى لهذه ( التفعيلة ) أن ترد في تجزئته لأول قوالب الدوبيت عنده على الشكل ( فعلن فعلان ) ، ذلك الشكل الذي جعلنا نوافق الدكتور خلوف على رأيه باشتراك عنصرين مختلفين في تشكيل الدوبيت هما الخبب والتفعيلة الوتدية .
    ثم كيف نتصور وجود تفعيلية رجزية ثانية في الشطر التالي :
    هذا الضياء لفقد خليل
    والأغرب من ذلك أن يقول الدكتور خلوف أن ذلك النسق هو ذات الشكل الخليلي المشهور( مستفعلن مفعولان ) ، فهل يمكنه حسب منهج الخليل أن يزاحف سببي مفعولان بيفس الحرية التي تزاحف به الأسباب الثقيلة في النمط المقترح ؟ لا أظن ذلك .
    الشكل الآخر بعيد كل البعد عن الرمل ، ذلك أننا ننظر في رصدنا للجانب الخببي إلى حركته الإيقاعية فإذا رأينا مثل هذا الشطر :
    ربنا قد جل علاه
    حكمنا باستحالة أن يكون جزؤه الثاني قريبا من أي من أشكال تفعيلة الرمل ، وعليه لا بد أن تكون تلك من طبيعة خببية صريحة .
    من ناحية ثانية ، يدفع الدكتور خلوف كون الأنماط التي ذكرناها من المجموعة الدوبيتية ، ويتصور أننا نحاول أن ندرج هذه الأنماط في سلك الدوبيت بالاستخدام المقلوب لمفهوم الجَزء ، والواقع أننا لا نعير لمفاهيم الجزء والشطر في التعرف على الأنساق الإيقاعية ( البحور وضروبها المختلفة ) أية أهمية ؛ فكل نسق إيقاعي هو في نظرنا كيان قائم بذاته وليس مجزوءا أو منهوكا من نسق آخر ، بل إن لكل منها دائرته العروضية الخاصة به .
    أما ما جعلنا نصنف الأنماط الجديدة في الفصيلة الدوبيتية فلأنها بدت لنا كأنواع من جنس الدوبيت تشترك جميعها في صفات محددة ، وقد ذكرنا أن هذه الصفات تتحدد في مساهمة الخبب في تشكيل هذا الإيقاع الذي عرف بالدوبيت ، فاسم الدوبيت هنا ليس اسما لبحر معين ( وإلا لكان الكلام الذي قاله الدكتور خلوف كله صحيحا مما يلزمنا بالاعتذار عما جرؤنا عليه ) ولكن الدوبيت الذي نعنيه هو اسم لجنس جديد من الإيقاع الشعري لم يعرفه الخليل رحمه الله .
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

  5. #5
    زائر
    استمتعت بموضوع أخي الأستاذ سليمان أبو ستة وكذلك برد الأخ الدكتور عمر خلوف.

    وأرى جانبا من اختلاف وجهتي نظريهما اختلافا حول المصطلح.

    ولأسلك بينهما مسلكا قد يرضي كليهما سأتحدث عن عائلة الدوبيت، أي كل وزن يشارك الدوبيت خصائصه.
    وهنا جانب مما سبق لي أن سطرته في مادة أراها زادت كثيرا عن حجم كتاب.


    فكرة الدوائر
    وقد تقدم شرحها وفيها البحور المستعملة والمهملة وكلها معروف ،ولكن لدى التأمل فيها يجد المرؤ أن بحور كل دائرة لها صفات مشتركة يختلف وضوحها من دائرة لأخرى فبينما يتميز كل من البسيط والطويل في دائرة المختلف بالطول واليسر نرى أن الوتد المفروق في دائرة المشتبه يضفي طابعا مميزا على بحورها وزحافها وواضح ما بين الكامل والوافر من اشتراك في الفاصلة 2 2 حيث حيث يمكن للسبب الخببي 2 أن يكون خفيفا 2 أو ثقيلا (2) .وهذا ما حدا بي إلى التساؤل عن إمكانية افتراض انتماء الدوبيت إلى دائرة (تشمل ما يمكن أن نسميه عائلة الدوبيت) لمشاركتها له خصائصه التي أشار إليها الأستاذان الكريمان سليمان وعمر

    لاستحضار الصيغة الأشهر لوزن الدبيت أنشد دوما:
    إن كنت أسأت في هواكم أدبي = 2 2 (2) 2 3 3 2 (2) 2
    لنضع هذه المقاطع على محيط دائرة ولنتصور ابتداءنا كل مرة من بداية معينة لنستطلع ما يمكن أن يتولد من تدوير هذا الوزن بصيغته الحالية، حيث كل حرف يرمز للمقطع الذي يقع تحته في هذا الجدول:
    الوزن أ - ب - جـ - د - هـ - و - ز - ح - ط
    دبيت 2 - 2 - (2) - 2 - 3 - 3 - 2 - (2) - 2
    ولنسم أصل هذه الدائرة أو العائلة الدبيت أ حسب مقطع بدايته ووزنه
    الدبيت أ = أ ب جـ د هـ و ز ح ط = 2 2 (2) 2 3 3 2(2) 2
    فلنجرب بدايات مختلفة ودورة كاملة.
    الدبيت هـ= هـ و ز ح ط أ ب جـ د = 3 3 2 (2) 2 2 2 (2) 2
    وعليه النظم:
    أتيت يا فلذة قلبي من هلعـي
    ....................ولـم يـزل يورثـني همًّا ولعـي
    فحاولي أَنْ تثقي إنْ تستمعي
    ......................ولا تكوني كسحاب الصيف معي


    وعلى الدوبيت من كتاب الدوبيت ص.50
    الوزن الأصلي =3122/33/312
    يا محْيِيَ مهـجتي ويـا متلفـها
    ...............شكوى كلفي عساك أن تكنفها
    عـينٌ نظرت إليـك ما أشرفها
    ..............روحٌ عرفت هـواك ما ألـطفها

    تدوير النص السابق بتصرف
    الوزن بعد التدوير =33/312/3122
    لأنْتَ تحـيي أملـي أو تتـلفه
    ................عسى بشكوى كلفي أن تنصفه
    فإن من فـاز بكم مـا أشرفـه
    ..............وقلـب من يعـشقكم ما ألطفه



    والوزن = 33 /312 /3122/ ،ووزن الدبيتي = 3122/33 / 312. وواضح أنه يمكن وضع الوزنين على دائرة واحدة ذات تسعة محاور بعدد المقاطع أو ثلاثة محاور بعدد تجمعات مناسبة للمقاطع هي هاهنا (33) +(312) + (3122)في كلا الوزنين . وهذا مثال آخر على تدوير الدوبيت بناءا على تدوير آخر لتجمعات القاطع المتقدمة

    الدوبيت د= د هـ و ز ح ط أ ب جـ = 2 3 3 2(2) 2 2 2 2
    ويمكننا لأجل إكساب الوزن مزيدا من العذوبة أن نجعله
    2 3 3 2(2) 2 2 2 2 = 2 3 3 (2) 2 2 (2) 2
    = 2 3 3 1 3 2 2 1 3 وعليه النظم

    هل أتاكمو بصباباتٍ خبرُ ....جدُّ رائعٍ وبه أيضاً عِبَرُ

    12- الدوبيت ودائرة المختلف:
    يمكن اعتبار وزن الدوبيت =1122/32/23/31=مستفعلُ فاعلن متفلن فعِلن
    وهنا نستطيع أن نتخيله على دائرة المختلف على محاور البسيط ولنسمه ( دوبيت البسيط) ، فما هي الأوزان التي تناظر الطويل والمديد على النحو الذي يناظر الدوبيت فيه البسيط؟
    فلنتصور أن نسبة دوبيت البسيط للبسيط=
    مستفعلُ فاعلن متفْلن فعلن = 4 1 1 – 2 3 – 3 2 – 1 3
    فإننا لو حاولنا اشتقاق (دوبيت الطويل) و ( دوبيت المديد) من تدوير مقاطع دوبيت البسيط بالطريقة التي نشتق الطويل والمديد من البسيط

    لكان وزن دبيت الطويل = فعُلن مفاعيلُ عولُ مفاعيلن ( وهذا يتضح من الجدول أو الدائرة)
    وعليه النظم:
    أنا إن أسأت اللقا بعباراتي ...........فلقد قسوتم على غدنا الآتي
    ولكان وزن دوبيت المديد = فاعلاتن فعِلن فعِلا ( مجزوء المتدارك )

    إن أثرنا لكمو غضبا .............فاعتزازي بكم غلبا

    ويتبع منطق التدوير أنَّ ثمةَ مخلعاً للطويل قياسا على مخلع البسيط كما في الجدول ( محذوف) ولا علاقة لهذا بالدوبيت
    مخلع البسيط = مستفعلن فاعلن فعولن
    ولكننا نتوصل من تدويره إلى مخلع الطويل:
    فعولن مفاعلن فاعيلن ( عو عيلن) ، وعليه
    إلهيْ بلطفكَ ارحم عبدا
    ................... بذنبٍ أتى تمادى جدّا
    فما إنْ لهُ سوى تأميلٍ
    .................فعنْهُ اعْفُ عفوكَ المُمتَدّا

    وكذلك :
    إلهي بعفوك ارحمَنّه........وألحقهُ مُكْرماً بجنَّه
    لهُ من ذنوبِهِ جبالٌ......... تفضّلْ عليه وامْحُهُنَّهْ
    233323 = فعولن مفاعلن عُعولُنْ (فعولن)
    123/132/22=معولاتُ مفْعُلاتُ مفْعولاتُ
    وكذلك:
    إلهي بلطفكَ الأرحبِ.......ترفّقْ بِنا بـجاهِ النّبي
    لنا من ذنوبنا وجْلَةٌ .......ومن ينْبُذ الهدى يُغْلَبِ
    323323=فعولن مفاعلن عوعِلنْ( فاعلن)
    123/232/3= مفاعيلُ فاعلاتن مفا

    وكذلك [ مخلع المديد ] =2332 =فاعلاتُ فاعي =مفعُلاتُ مستفْ، وعليه:

    عتبهُ رضائي............ليـته يعاتبْ
    وصله رجائي............حاضراً وغائبْ
    وإن مزيدا من الاستقصاء في هذا لمجال ليولد أوزانا على قدر من العذوبة ومن ذلك القياس في دائرة المختلف على مجزوء الدبيتي نظير مخلع البسيط للحصول على نظير مخلع الطويل:

    ويكون وزن مجزوء دبيت أو نظير مخلع الطويل=
    أ-31/33/222وعليه (من يا من لعبت به شمولٌ):
    لعبت به شمولُ الحُبِّ......فـغدا مولَّهاً بالقُرْبِ
    ويهزُّهُ دلالٌ يُغري......كنُسَيمَةٍ أتتْ من غَرْبِ
    ب-31/33/23 =331/331/2
    لعبت به بناتُ فِكْرِهْ.......فضاقَ ويحَهُ بِصَبْرهْ
    أفهكذا يُقالُ جهراً .......سيلوذُ منهمو بقبرِهْ
    ج- 31/33/32 =331/1/322
    لعبت به دواعي الهوى.......فتطاولت ليالي الجوى
    وتلقّـفتهُ نيـرانـها ......وبدونـها فما من دوا ء
    وأوزان هذه الأسطر هي ما ورد في مخلع الطويل بعد استبدال (23) بنظيرتها (31)


    ولو أخذنا ما تفضل به الأستاذ سليمان:
    ربنا قد جلّ عُلاه = 2 3 2 2 (2) 2 ه
    لوجدنا فيه من صفات الدوبيت وهو بهذا يمت لعائلة الدوبيت بصلة.

    ولو قارناه بما ورد في التخاب لكان الرقم 3 هنا هو الأوثق ويجوز بعده التخاب
    وعلى ذكر التخاب خذ أي تفعيلة تنتهي بوتد ثم كررها ثانية وأضف بعدهما (2) 2 أو 2(2) 2 فستخرج بوزن معروف أو سلس.
    ----------------
    ورد في مشاركة الدكتور عمر خلوف:

    فالرمل يساوي : /ه //ه /ه /ه //ه /ه /ه //ه /ه = 2 3 2 2 3 2 2 3
    والسريع يساوي: /ه //ه /ه /ه //ه /ه x //ه /ه = 2 3 2 2 3 2 -3
    وهنا خطأ مطبعي فهو يقصد المديد لا السريع كما يتضح من بقية شرحه.



  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228
    سرني تدخل الأخ خشان فيما حسبه خلافا في وجهات النظر بيني وبين الأخ خلوف ، فأراد ـ كما يقول ـ أن يسلك مسلكا يرضي كلينا . ومع ذلك فإني أخشى أن يكون خشان قد فتح بمداخلته تلك جبهة جديدة في موضوع ربما خالفناه كلانا ، فقد بدا لي أن الأستاذ خشان قد تحول بالنقاش إلى ما يمكن أن نسميه ( العروض التجريبي ) ، وليس هذا هو الموضوع الذي افتتحته في الحديث ، ذلك أني استندت إلى نماذج مسموعة من الشعر عاميه وفصيحه وهي نماذج لم يدر بخلد أصحابها النية في تجريب أنماط رياضية من العروض ، ومما زاد في قيمة عملهم أنهم جاءوا به مُغنّى فاكتسب بذلك بعدا موسيقيا كشف عن الكثير من جمالياته .
    ولقد أبهجني قيام الدكتور خلوف بالعثور على نماذج تراثية للنمطين الذين أشرت إليهما كما أن مما زاد في اطمئناني أنه لم يقلل أبدا من قيمتهما الموسيقية ، غير أنه رأى فيهما بعدا عن النمط الدوبيتي كما يراه هو وليس حسب تصوري الذي عبرت عنه بمحاولتي تقديم أوراق اعتماد هذين النمطين للانتساب إلى عائلة الدوبيت ( وأنا هنا أستعير مصطلح الأستاذ خشان بدلا من مصطلح الفصيلة أو الجنس ) ، وقد كان ذلك هو ما أملت أن يتناوله الأخ خشان وغيره من المشاركين في المنتدى بمداخلاتهم .
    لقد طرح خشان فكرة إمكانية تدوير نسق الدوبيت ، والملاحظ أن هذه الفكرة مأخوذة من العروض الخليلي القائم على تناوب السبب والوتد . غير أننا لا نرى في الدوبيت إلا أثرا ضئيلا من التفعيل الوتدي لا يكفي لإجراء التدوير على كامل النسق المحاط بسياج خببي ، وربما أمكن تدوير تفعيلته الوتدية بحيث تشكل دائرة جزئية فنشتق من مسفتعلن فاعلاتن ومفاعيلن . وسبب استحالة تدوير النسق الخببي أنه جميعه مؤلف من عنصر واحد لا يحتمل التدوير ( فالتدوير يشترط وجود عنصرين متغايرين ) . أما ما رآه الأخ خشان يستوجب التدوير في محاولاته التجريبية فلا يعدو تحققات (realizations ) مقطعية متغايرة لعنصر واحد في النسق الخببي هو السبب الثقيل .
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

  7. #7
    زائر
    أخي الكريم سليمان أبو ستة

    مثل هذا الحوار هو ما حلمت به في هذا المنتدى.

    سرني تدخل الأخ خشان
    بشرك الله بالخير أن بشرتني بسرورك.

    فيما حسبه خلافا في وجهات النظر بيني وبين الأخ خلوف،
    لم أكن لأعلق لولا أني أعتقد أن ثمة خلافا محوره مصطلح التسمية.
    فأراد ـ كما يقول ـ أن يسلك مسلكا يرضي كلينا . ومع ذلك فإني أخشى أن يكون خشان قد فتح بمداخلته تلك جبهة جديدة في موضوع ربما خالفناه كلانا ، فقد بدا لي أن الأستاذ خشان قد تحول بالنقاش إلى ما يمكن أن نسميه ( العروض التجريبي ) ، وليس هذا هو الموضوع الذي افتتحته في الحديث ، ذلك أني استندت إلى نماذج مسموعة من الشعر عاميه وفصيحه وهي نماذج لم يدر بخلد أصحابها النية في تجريب أنماط رياضية من العروض ، ومما زاد في قيمة عملهم أنهم جاءوا به مُغنّى فاكتسب بذلك بعدا موسيقيا كشف عن الكثير من جمالياته .
    هنا أمران
    الأول أن تدخلي بينك وبين الأخ الدكتور خلوف كان حول المصطلح لا غير.
    وأما الثاني فهو قولك : فقد بدا لي أن الأستاذ خشان قد تحول بالنقاش إلى ما يمكن أن نسميه ( العروض التجريبي ) وأنت في ذلك محق وهو موضوع لبعضه علاقة ولو بعيدة بموضوع الحوار ولعل الأجدر به أن يطرح في مشاركة مستقلة. ولكن شجعني على ذكره هنا قولك:" لم يكف العروضيون بعد الخليل عن السعي في محاولاتهم المستمرة لاكتشاف أنماط وزنية جديدة في الشعر العربي تكمل رسم الخريطة الإيقاعية للنظم في ذلك العصر وما تلاه" فقلت أغتنم هذه الفسحة التي أتاحها لي قولك لنشر ما نشرت وهو جزء من مادة طويلة في تجريب استيلاد أوزان بتقليد بعض آليات العروض الخليلي ( كالتدوير) أصر على أنها ليست بشعر بل هي من الموزون شأنها في ذلك شأن الأوزان المهملة في دوائر الخليل وربما كان بعضها مستساغا وذلك بهدف تشجيع الرياضة العروضية.

    أما وقد تم طرح الموضوع هنا فسأقتصر في هذا التعليق على ما له علاقة بطرحك.
    الذي دعاني إلى طرح مصطلح عائلة الدوبيت هو ما لاحظتُه وذكرتَه من تفرده عن إيقاعي الخبب والبحور، وأرجو أن أكون موفقا في تبيان ذلك من خلال أهم صفة في كل من هذه الأنماط الثلاثة:
    1- الإيقاع البحري أوتاد وأسباب ولا يزيد عدد الأسباب المتجاورة عن ثلاثة =222
    2- الإيقاع الخببي كله أسباب خفيفة وثقيلة
    3- الدوبيت ويحوي أكثر من ثلاثة أسباب متتالية 2222 ويحوي وتدا
    وبخصوص هذه النقطة الأخيرة تقول:
    " وسبب استحالة تدوير النسق الخببي أنه جميعه مؤلف من عنصر واحد لا يحتمل التدوير ( فالتدوير يشترط وجود عنصرين متغايرين ) . أما ما رآه الأخ خشان يستوجب التدوير في محاولاته التجريبية فلا يعدو تحققات (realizations ) مقطعية متغايرة لعنصر واحد في النسق الخببي هو السبب الثقيل . "

    هناك وتد واحد أليس كذلك؟ وتغير وضع الوتد في التدوير يعطي أوزانا مختلفة عن الدوبيت المعروف
    أليس كذلك؟
    الوحيد الذي لا مجال فيه لتدوير هو الخبب المحض.
    ***
    هنا أيضا إيضاح لاختلاف مصطلح حول نفس السبب
    تقول :" وإيقاع الخبب المؤلف من الأسباب الثقيلة الصافية "
    ودرجنا في المنتدى على تسمية السبب الذي يقبل أن يكون خفيفا أو ثقيلا بالسبب الخببي فالسبب الثقيل أحد حالتي السبب الخببي فيما نستعمل أقول هذا فقط لتعريف القراء الذين اعتادوا ذلك.
    ****
    تقول :" إن نظرة الدكتور خلوف ................. ولم ينظر إلى أن الشكل الدبيتي يتألف من مزيج من إيقاعين مختلفين تماما هما إيقاع الخبب وإيقاع التفعيلة "

    كبير الفضل في تبلور فهمي لتمايز إيقاع الشعر العربي إلى بحري وخببي يعود للأستاذين الدكتورين أحمد مستجير وعمر خلوف وخاصة في كتابه عن الدوبيت.
    ****
    يقول الدكتور خلوف " وأميل شخصياً إلى اعتبار النمط الأول شكلاً رجزياً: (مستفعلن مفعولاتانْ)، وجدتُ عليه عدداً من الشواهد القديمة والحديثة.
    يقول الششتري:
    يا طالباً وهْوَ المطلوبْ
    =2 2 3 2 2 2 2 ه
    أنتَ المنى أنتَ المرغوبْ = 2 2 3 2 2 2 2 ه"

    هنا أنا أميل إلى استبعاده من الشكل الرجزي لوجود الأسباب الأربعة المتتالية.
    وطالما أن الحديث ذو شجون ما رأيك من قبيل الرياضة العروضية كتابة الوزن على هذا الشكل:
    2 2 3 2 2 2 2 حيث الأخضر سبب خببي يكون خفيفا أو ثقيلا
    فلنجرب ما نحصل عليه من تثقيل كل سبب منها
    أولا -2 2 3 (2) 2 2 2 ه وعليه
    يا طالباً وهُوَ المطلوبْ
    أنت المنى وكذا المرغوبْ
    ثانيا – 2 2 3 2 (2) 2 2 ه
    يا طالباً كنْ لِيَ مطلوبْ
    إن كنتَ لي لستُ بمغلوبْ
    ثالثا – 2 2 3 2 2 (2) 2
    يا طالباً وهو الطلبُ
    إن جئتني ذاك الغلبُ
    إن وجدنا الوزن مستساغا فهذا خروج لها من دائرة الرجز
    بل إن تثقيل أكثر من سبب بعد الوتد وبقاء الوزن مستساغا - إن يقي كذلك كما يتوقعه التخاب بعد الأوثق – إن هذا يخرج به بكل تأكيد من حيز الرجز
    يا طالباً وهُوَ جميلُ = 2 2 3 (2) (2) 2 2
    لا يُرتضى فيه القيلُ= 2 2 3 2 2 2 2
    هي تداعيات يا أخي فلا تتردد في قول ما تراه فيها فإنما بالحوار نتواصل في العروض ومنكم نستفيد. والله يرعاك.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    49

    هذه المداخلة الفرعية كتبتها قبل أن أقرأ مداخلة الأستاذ خشان ورد الأستاذ سليمان عليه. ومع ذلك فسأثبتها أولاً وسأعمل على قراءة المداخلتين لاحقاً لأعلق إن كان لي من تعليق.

    فالشكر موصول لأخي سليمان، وهذه مداخلة على مداخلته.

    فقد ذكرت في مداخلتي الأولى أن اعتراضي الأساس منصبٌّ على اعتبار النماذج التي أوردها أنماطاً جديدة من الدوبيت، وذلك بناء على أن إيقاع البحر ـ أي بحر ـ إنما يتشكل ويتنامى بدءاً من متحركه الأول حتى الوقوف به على ساكنه الأخير. وأن أي اقتطاع من بداية الوزن يرمي بالنسق المتبقي على ساحل بحر آخر، يبتعد قطعاً عن الوزن المقتطع منه. وضربت لذلك مثلاً بالبحر المقتضب (الذي يبدو أنه اقتضب أي اقتطع من المنسرح بإسقاط تفعيلته الأولى)، وهي حالة شبيهة تماماً بحالة الاقتطاع الدوبيتي المذكورة، فهل لنا أن نعد المقتضب نمطاً من المنسرح؟!
    نعم، إن في المقتضب شيئاً من خصائص المنسرح، ولكنه ليس من إيقاعه على الإطلاق، كما أن في الأنماط المذكورة شيئاً من خصائص الدوبيت، ولكنها ليست من إيقاع الدوبيت على الإطلاق. وأنا على يقين بأن الأستاذ سليمان إنما كان يشير إلى تلك الخصائص التي سماها دوبيتية، ولم يكن قصده اعتبارها من بحر الدوبيت، وهذا ما فهمناه من قوله لاحقاً : "إن اسم الدوبيت ليس اسماً لبحر معين، ولكنه اسم لجنس جديد من الإيقاع الشعري لم يعرفه الخليل".
    لقد كانت رغبتي إطلاق اسم آخر على هذه الظاهرة، غير قوله : أنماط جديدة من الدوبيت. ولعل ما استخدمه الأستاذ خشان من مصطلح (التخابّ) أو(التخبيب) في البحور، أكثر ملاءمة لهذه الظاهرة، والتي حاول الأستاذ خشان أن يتتبع أماكن ورودها في البحور الخليليلة. إذ ليس من المنطق إطلاق اسم بحر معروف على عدد من الأنماط المتباينة الإيقاعات، وإن اشتركت جميعها بخصيصة التخاب.
    ولقد كنت حذراً عندما أشرت إلى رجزية النمط الأول، فقلت " وأميل شخصياً إلى اعتبار النمط الأول شكلاً رجزياً". ذلك أنه نمط غير مستقر الاستخدام بعد، وأن الأمثلة التي أوردتُها كانت في معظمها مقتصرةً على شكل واحد من الاستخدام (فعْلن فعْلن) بسكون العين، لأن شعراءها لم يكونوا واعين للحركة الإيقاعية لبحر الخبب، وإنما كانوا ينظرون إلى تطويرالشكل الخليلي المعروف (مستفعلن مفعولانْ) كما نظن.
    وقد أوردتُ شعر أبي شادي عامداً إلى إظهار الحركة الخبيبية فيه، لمقارنتها بالحركة المستقرة في الأمثلة الأخرى والتي ورد فيها قول أبي خليل القباني:

    وكوكبُ الأفراحِ لاحْ

    بسقوط الساكن ما قبل الأخير، لا بتحريكه.
    بل إن في قول الصنعاني التالي خلطاً بين الحركة الخبيبة والحركة الرجزية معاً:

    شبّهْتُ ما دارتْ بهِ * منْ قهوةٍ في الصينيهْ
    والمصطكى من فوقها * مثل السلوس المطليّهْ
    سلاسلاً من ذهبٍ * على جبين تركيهْ


    حيث جاء ضرب البيت الأول والثاني كما هو واضح على ( فعْلن فعْلن)، بينما جاء ضرب البيت الثالث على (فعو فعْلن) بسقوط العين من التفعيلة الأولى!!

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228
    أخي الأستاذ / خشان

    سرني تداخلك ثانية كما سرني قولك إن مثل هذا الحوار هو ما حلمت به في هذا المنتدى ، جعله الله عامرا بالود عبقا بالمحبة والإخاء . ولي تعليق بسيط على هذه المداخلة ، فقد لفت نظري قولك عن الإيقاع الخببي أنه كله أسباب خفيفة وثقيلة وأنا أزعم أنه كله أسباب ثقيلة صافية ، فكيف نصل إلى التحديد الدقيق لنوع هذه الأسباب ؟
    إذا كان النسق الخببي يحتوي على أسباب خفيفة فإن لنا أن نتوقع شكلا معينا من حركتها الإيقاعية ممثلا بزحاف يسقط فيه متحرك السبب ، وهو ما لم نقع عليه أبدا ، فكيف لنا إذن أن نفترض اشتراك السبب الخفيف في صنع إيقاع الخبب . وأما السبب الثقيل فهو الوحيد الذي يتمتع بحرية الحركة على تحو واسع إلى درجة أني أحصيت لهذه الحركة ثماني متحركات متواليات في شطر واحد لمعين بسيسو من قوله :
    فقد الذاكرة وفقد حقيبته الجرح
    ومعروف أن العرب تتجنب توالي خمس متحركات ، إلا أن ذلك موقوف على أوزان الخليل وحدها .
    وربما كان لكثرة وقوع الزحاف الذي يسكن به متحرك هذا السبب ما جعل البعض يخلط بينه وبين السبب الخفيف لاتخاذهما نفس الشكل المقطعي ... وإذن فهل يمكننا القول عن بيت عنترة التالي :
    إني امرؤ من خير عبس منصبا.................. شطري ، وأحمي سائري بالمنصل
    إنه من الرجز ؟!
    وبالنسبة لشاهد الششتري فجزؤه الخببي يتألف عندي من أسباب ثقيلة مضمرة ( أو إن شئت معصوبة ) ، وأما ما محاولتك تثقيل أسبابه فكانت في الواقع المجيء بها على الأصل ، وسأرمز لهذا النسق على النحو التالي :
    2 2 3 (2) (2) (2) (2)
    حيث 2 تشير إلى سبب خفيف يتحقق مقطعيا في صورة مقطع قصير أو طويل .
    وحيث 3 تشير إلى وتد مجموع يتمثل في مقطعين قصير فطويل .
    وأما ( 2 ) فيشير إلى سبب ثقيل يعبر عنه بمقطعين قصيرين أو مقطع طويل واحد بلا قيد إلا في آخر النسق فيلتزم المقطع الطويل وحده تمشيا مع القاعدة اللغوية التي تمنع الوقوف على متحرك .
    لي تعليق أخير على قولك إن هناك وتدا واحدا في الدوبيت ، هذا صحيح ولكن هذا الوتد جزء من تفعيلة يلتحم فيها معه سبب أو سببان ، وهذه التفعيلة هي التي يجب أن يجري عليها التدوير ، فهي مرة مستفعلن ومرة فاعلاتن وأخرى مفاعيلن . ما رأيك ؟
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

  10. #10
    زائر
    أخي الحبيب الأستاذ سليمان

    الخلاف بيننا في المصطلح لا في المحتوى.

    فعندي أن الخبب يحوي أسباب متكافئة خفيفة وثقيلة ولا وتد حقيقيا فيه وسببه الخفيف لا يزاحف.

    وكل سبب يقبل أن يكون خفيفا أو ثقيلا فهو خببي. وحتى عندما يتداخل هذا السبب الخببي في فاصلة الكامل والوافر يكون زحافه في شخصيته الثانية ( كونه خفيفا) ثقيلا. تأثرا بأصله الخببي.

    فالسبب الخفيف = متحرك + ساكن ...( أينما كان)
    والسبب الثقيل = متحرك + متحرك.....( أينما كان )

    وهذا تعريف .

    والقول بأن السبب الخببي لا زحاف فيه حكم لا تعريف.

    والله يسعدك.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228
    الحمد لله أن انحصر الخلاف بيني وبين الأخ خشان على قضية المصطلح وحده ، وكذلك ما أراه من خلاف مع الأخ خلوف ، فهو في مداخلته الرائعة الثانية يجعل الاختلاف في إيثار مصطلح التخاب أو التخبييب ( أفضل تجنب هذه الكلمة الأخيرة لما تحمله من دلالات قاموسية بعيدة عن موضوعنا ) . والتخاب صيغة تفاعل من خبب وهو نوع من العدو ولا أدري ما إذا كان اللغويون يقرونها بمعنى ( إضفاء الصفة الخببية على الشيء ) ، فإن لم يجز ذلك يمكننا أن نجتزئ بمصطلح ( الدوبتة ) منحوتا من كلمة دوبيت لاشتراك هذا النمط معه في خصائص استخدامه للشكل الخببي المتحد مع تفعيلة خليلية .
    أما المثال الذي جاء به الدكتور خلوف من قول الصنعاني فمن الواضح أنه من مجزوء الرجزبتفعيلات بحرية حسب تسمية أخي خشان ، ولا أرى في ضربه أي عنصر خببي فهو على الوزن ( مستفعلن مستفعي ) ، غير أن الشاعر اجتهد في ( ترفيل ) هذا الضرب أسوة بمجزوء الكامل فبدا ثقيلا ، وهذا نمط نادر الحدوث إن لم نشأ وصفه بالشذوذ ، ولولا سعة استقراء أخينا خلوف ما كنا سنعلم بهذه الظاهرة التي لم يشر إليها أحد من العروضيين ، فله الشكر على ما نبه إليه .
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

  12. #12
    زائر
    أخي سليمان

    التخابّ ْ ( التخابب) على وزن تفاعلْ بما يفيد التشارك

    أي تشارك الإيقاعين البحري والخببي في وزن ما أو مقاطع ما آنيا.

    هذا للتوضيح وقد أكون مخطئا.

    وأما علاقته بخبب الخيل فهي أصل تسمية الخبب.

    والله يرعاك.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    49
    أخي سليمان
    شكر الله لك
    فإشارة إلى تعليقك على أبيات الصنعاني والتي جعلتها من الرجز المرفل أقول إن ذلك ما جعلني أميل بداية إلى اعتبار النمط الأول الذي أوردتموه من الرجز، والذي ربما اختلطت في ضربه (مفعولاتن) الحركة الخببية والحركة الرجزية إن صح التعبير.
    وكيف بنا لو قلت أن عجز البيت الثاني جاء على الحركة الخببية هكذا:
    والمصطكى من فوقها * مثل السلوسةِ مَطليّهْ
    أي على (مستفعلن فعِلن فعْلن)!!
    إنه خلط الشعراء في مثل هذه الأوزان القصيرة، التي قد لا يجد الشاعر فيها فسحة كافية لأذنه في تمييز الحركات الإيقاعية، ومثل ذلك عندي كثير.
    وأما التأصيل الصحيح فيعتمد على الاستخدام الحقيقي للوزن، وكثرة الشواهد والأمثلة.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    49
    في مقدمة مداخلتي الأولى وعدْتُ بمداخلة رئيسة ثانية تجمع عدداً من القضايا التي نثرها أخي سليمان طي مشاركته الرائعة. وكان من بينها ما أثاره مرة ثانية حول الإيقاع الخببي، والذي يعتبره مركَّباً كلّه من أسباب ثقيلة صافية، وذلك بناءً على أن السبب الخفيف لا يُزاحَف إلاّ بسقوط ساكنه، وهو ما لا يقع في الخبب، وأما السبب الثقيل فزحافه إسكان ثانيه. إذاً ليس في الخبب ـ عند أبي ستة ـ سبب خفيف، وإنما هو سبب ثقيل مُضْمَر (أي مُسَكَّن الثاني).
    وهو اعتبارٌ نظريّ مُبرَّر، له رصيد وافر من المصداقية والاحترام. إلاّ أنّ الواقع المقطعي للشعر ـ والشعر كلام قبل كل شيء ـ هو اشتمال الخبب على السببين الخفيف والثقيل جنباً إلى جنب. بل إن للسبب الخفيف سيادة واضحة على الثقيل في كل قصائد الخبب.
    ونظراً إلى تكافؤ السببين إيقاعياً، ونظراً إلى أنه لا يُتَصَوَّر مجيء الشطر الخببي على أسباب ثقيلة فقط، بينما لا يمتنع مجيئه على أسباب كلها خفيفة، فإن القول باعتبار الأسباب الخفيفة أصلاً والثقيلة فرعاً أكثر وَجاهة، وأجدى في ضبط الإيقاع وحفظه، وذلك بحَمْلِهِ على التفعيلة (فعْلن) مكررةً أربع مرّات، عدداً يتلاءم إلى حدٍّ كبير مع البحور الخليلية. كما أننا نستطيع بوساطتها ضبط زحافات الخبب، ونتحكّم بأسماء التفاعيل المُزاحَفة عنها:
    فعِلن ///ه : بتحريك الساكن الأول.
    فاعِلُ /ه// : بتحريك الساكن الثاني.
    فَعِلَتُ //// : بتحريك الساكنين معاً.

    وهو ما اخترناه في تأصيلنا لبحر الخبب (انظر موقع العروض العربي)
    * * *
    والحقيقة أن بالإمكان الاستغناء عما في أبجديات العروض التقليدي من وجود للسبب الثقيل أو الوتد المفروق، اكتفاءً بالمقاطع الإيقاعية المنتهية بساكن، والتي لن تتعدى 3 مقاطع أساسية (اعتمدناها في كتابنا: فن التقطيع الشعري):
    1- السبب : ( /ه )
    2- الوتد : ( //ه )
    3- الفاصلة : ( ///ه )
    حيث الوتد هو عماد الإيقاع الخليلي، وهو مقطع ثابت غير قابل للزحاف (التغيير). بينما يُزاحف السبب بإمكانية سقوط ساكنه، والفاصلة بإمكانية سكون متحركها الثاني.
    وأما في الإيقاع الخببي (وهو إيقاع شاذ عن إيقاعات الشعر العربي الخليلي جميعها) فزحافه الوحيد إمكانية تحريك ساكنه.
    ومبررات ذلك حديث يطول، ولكن يكفي الإشارة هنا إلى ما سيؤول إليه العروض من تيسير، وفهم لكثير من خصائص الأوزان العربية.
    د.عمر خلوف

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228
    لفت انتباهي في مداخلة أخي الدكتور عمر خلوف قوله إن بالإمكان الاستغناء عما في أبجديات العروض التقليدي من وجود للسبب الثقيل أو الوتد المفروق اكتفاء بالمقاطع الإيقاعية المنتهية بساكن وهي السبب والوتد والفاصلة ( الصغرى ) . وكان الدكتور خلوف قد اعتمد على هذه المقاطع وحدها في إيجاد طريقة ميسرة وفعالة في تحديد الوزن الشعري شرحها في كتابه " فن التقطيع الشعري " ولقد لاقت طريقته تلك صدى طيبا عند معظم المطلعين عليها .
    ومدار الحديث في مداخلتي هذه سيكون عن السبب الثقيل ، وما إذا صح وضعه عن الخليل أم أنه مما ينسب إلى غيره . والواقع أن المصادر لا تسعفنا بشيء عن حقيقة هذا الأمر إضافة إلى ما هومعلوم حول فقدان كتاب الخليل في العروض ، وعدم الإشارة من أحد إلى أنه نقل عن هذا الكتاب ، سوى ما جاء في كتاب الجوهرة الثانية في أعاريض الشعر وعلل القوافي لابن عبد ربه في عقده الفريد ، وما صرح به من أنه نقل مباشرة عن كتاب الخليل هذا . وقد بينا في مقدمتنا لتحقيق الشواهد التي نقلها ابن عبد ربه من هذا الكتاب أنه كان واهما في نسبته إلى الخليل ، ومع ذلك فإن هذا الكتاب يرجع في تأليفه إلى زمن غير محدد من القرن الثالث الهجري ، ولم يكن وصلنا من أعمال هذه الفترة غير ما بقي من كتاب الأخفش في العروض ، ولا نعلم أي الكتابين أسبق في تأليفه .
    وفي كتاب الأخفش لم نجد أية إشارة الى السبب الثقيل على نحو منفرد وإنما كانت الإشارة إليه بربطه بالسبب الخفيف فيما عرف عند الزجاج بعد ذلك بالفاصلة الصغرى ، وعلى ذلك استمر تلميذه أبو الحسن العروضي ثم كان آخر من جرى على ذلك أبو الحسن الربعي وهو من علماء القرن الخامس .
    وأما الإشارة إلى السبب الثقيل بوصفه وحدة منفصلة فكان أول ظهور لها في كتاب العقد الفريد وعنه ، لا شك ، أخذ معظم العروضيين اللاحقين كالصاحب بن عباد وابن جني ومن تلاهم حتى اليوم .
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط