لاحظت في الآونة الأخيرة زيادة في نشر القصائد الخببية.

هاتان قصيدتان خببيتان في جريدة الحياة اليوم 30/9/2014



1- عمدتك في نبع تراتيلي للشاعرة بديعو كشغري
عُذرِي أني
عرشُ نشيدِك
لاحت عيناكَ
بقافيتي
ذاكرتي نبعٌ
قد أضحى معرضَ أحلامِك
ترتيلةُ عطري
بحرُ خيالِك
عُوْدٌ
ليس ككلِ الُعُود
يا من
أسكنني
عرشَ العنبرْ
عتَّقنِي
خلف الأزلِية
لا تعجل بعبيري الآن
فأنا «عِشتارك»
أو وردتُك الأبديَّة
دَعنِي أصعدْ
للأعماق..
دعني أهوِي
لسماءٍ سابعةٍ
لا تُدرِكها الأحداق
كشعاعِ الحرفِ الخارجِ
من عبراتِ الأوراق
كالرعدِ الساكتِ
خبِّئنِي..
لشتاءٍ
عُلْوِيِ الإِشراق
عملاقاً في جوفِ القُمْقُمْ
وشِهَاباٍ
يخترقُ العتمة..
***
عَمَّدتُك
في عطرِ غيوبي
عَمِّدنِي
في حبرِ الكلمة
ما كانت يوماً أحلامي
عورة..
لم تقمع دربي
«نون ٌنسويَّة»
وأتيهٌ بضلع أعوج
يستودعني
لغز البشرية
الغيمُ
عباءةُ ميلادِي
والكونُ
فضائي
تسبيحي ووِسادي
من معجم عهدي
ينبتُ ألفُ ربيع
لا أسكنُ
وحدي
في الأنواءْ
لكني
لا أمشِي بينَ قطِيع
عُذرُكَ أنَّي أحبَبتُك
وفقَ طقوسي
فاسمح لي
أن أنزعَ عنكَ
مخالبَ عشقٍ بريَّة
وأعدِّلَ بعض الأشياء
كي نَخْصُبَ
بين عبابٍ وبهاءْ
نتحدى عقمَ القبليَّة
جدة في أغسطس 2014

****

2- الغرفة - عبد الله عبيد

حين تطفئ نور الغرفة
كي تخلدَ للنوم وتذهب نحو
سريركَ، تترنحُ كالمخمور
تزوركَ أشباحُ العزلة
والجثثُ الحمراء اللون
تقولُ لنفسكَ -همسًا- : «الغرفة ساكنة جداً
فلماذا تهتزُّ اللوحة في عرض الحائط؟»
تومضُ في أطراف المرآة
وجوه مطفأة العينين
ويسقط من رفّ الكتب
كتاب شعريّ لم تنفدْ دهشتهُ
تشعرُ أن غريباً آخرَ يتلصصُ من ثقب الباب
تفكرُ في نصب شراك كي تمسكهُ
فتخونك حيلتك العرجاء، وتسقط فيه
تنهض من نفسك، وتقرر أن تفتح حاسوبكَ
وتخاتل رغبتكَ المشدودة للنوم
تثيرك أخبار الدّم، فتحاول أن تكتب
عن كابوسٍ يركض خلفك منذ سنين
لكن لا شيء يعيد إليكَ صفاء خيالكَ
أو قدرتكَ على خلق العالم في لحظاتٍ
تفركُ نظارتكَ الطبيةَ كي تتأكدَ
من أنك لا تبصر غيرك في الأشياء
وأنك وحدك لكن من يُسْكِتُ هذا
الماكثَ فيكَ طويلاً، الصارخَ:
«غرفتكَ الصمّاءُ المطليةُ بالأبيض
ليستْ ميِّتةً جداً!!
لكن الموتّ يطلُّ عليها كل مساء»