عنزة الخبب

قديما قالوا لا مِشاحَّة في المصطلح، وهذا صحيح طالما أن الخيار بين عدة مصطلحات كلها ذات مدلول حيادي أو كل مدلولاتها صحيحة.
أما عندما يكون مصطلح منها ذو دلالة مغايرة للواقع أو مبرمجة للتفكير على نحو يولد مفهوما يكرس خطأ ما فإن في الأمر ألف مشاحّة. ينطبق ذلك في كل مجال. فاللغة والفكر يؤثر كل منهما في الآخر، وينتقل تأثير اللغة إلى الفكر ليعمل في الواقع.


ومن أراد أن يعرف دور المصطلح في إحدى كوارث الأمة فليطلع على موضوع دلالات الألفاظ
http://www.azaheer.com/vb/showthread.php?t=12461


كما أن في الرمز P للدلالة على كلمة Profit أو ( الربح ) في دراسة الاقتصاد الرأسمالي ما يخفي الطبيعة الربوية لذلك الاقتصاد. والكلمة الصحيحة هي
Usury = رِبًا وبينهما تقع الكلمتان Benefit و Intrest


كان ذلك توطئة لموضوع حساس في العروض الرقمي هو إطلاق إسم بحر على (الخبب). ولم يكن ليكون فيه مشاحة لولا ما ينتج عنه من آثار سلبية على غير صعيد. وأذكر منها ما يحضرني:
أ – قوام الخبب هو السبب الخببي 2 الذي لا يزاحف من جهة والقابل لأن يأتي خفيففا 2 أو ثقيلا (2) وهذا السبب الخببي 2 هو أول سببي الفاصلة حيث وردت سواء متعارفا عليها كما في حشو الكامل والوافر، أو مقتصرةً النظرةُ إليها على الرقمي في ضروب كل من :




https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/adhrob


تغير الرابط والرابط الجديد هو - This link changed The new link is


https://sites.google.com/site/alarood/Home/adhrob


8- خامس المديد
10- أول البسيط
17- ثاني الوافر الذي أشار إليه الدكتور
22- رابع الكامل
44- رابع السريع
47- المنسرح أ ( الصدر 1 - العجز م ) في الجدول الآخر المشار إليه أعلاه.
56- المقتضب أ الذي ؤأشار إليه الدكتور .... ( الصدر 1 - العجز م ) في الجدول الآخر المشار إليه أعلاه.
وعلى هذا الفهم كان موضوع (التخاب) وهو ركن أساس في الرقمي.


ب – لا بحر بلا تفعيلة ولا تفعيلة بلا وتد، والخبب خال من الأوتاد وبالتالي هو خال من التفاعيل وهو مجرد أسباب متكررة، يعني وحدته الأساسية السبب فقط ونحن نعرف في البحور الصافية اي ذات التفعيلة الواحدة أن وحدة القياس التفعيلة هي أقل وحدة تتكرر فهي 4 3 في الرجز و 2 3 في المتدارك.

ولو أخذنا الوزن 2 2 2 2 2 2 فإن وحداته يمكن أن تكون:

2 = فا ...............ويكون الوزن = فا فا فا فا فا فا
2 2 = فعلن .... ....ويكون الوزن = فعلن فعلن فعلن
2 2 2 = مستفعل ....ويكون الوزن مستفعل مستفعل

ومن المنطقي أن تستعمل لتمثيله الوحدة الصغرى السبب.، علاوة على ما يترتب على القول ب فعْلن فيما وراء التمثيل الصوتي باعتبارها تفعيلة واعتبارها من آثار على كل عروض الخليل وهو الموضوع الأهم الذي أتناوله في النقطة التالية.
ومن أراد أن يطلع على مضاعفات القول بتفعيلة فعْلن فليقرأ موضوع ( مجزوء التفعيلة الخببية) ليرى الوهم المزدوج، وهم اختلاق تفعيلة بلا مقوماتها في المصطلح، إضافة إلى اعتبار الحدود ذوات متجسدة لا مجال لتخطيها. كما يبين القول التالي في رأي اصحاب هذا القول:

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1648

نتخذ الشمس لها تاجا ....... وضحاها عرشا وهاجا
يكون التقطيع – مع استخدام مجزوء التفعيلة الخببية -على النحو التالي
نت / تخذ الـ / شم / س لها / عرشا ...... وضحا / ها عر /شا وهـْ / هاجا
لن / فعِلن / لن / فعِلن / فعْلن ...... فعِلن / فعْلن / فعْلن / فعْلن

جـ – العلاقة مع المتدارك

إلحاق الخبب بالمتدارك كارثي النتائج على العروض العربي، ولو لم يكن في عدم إطلاق تعبير ( بحر) على الخبب إلا الاحتياط من وقوع هذا اللبس لكفى.
وأوضح دليل على ذلك ما يعكسه قول عروضي كبير هو الأستاذ محمد خاقاني:


https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/khaqanee

ونظْمُ الخليل على صورة المتدارك دليل قاطع على أنـ[ـه استبعد] هذا الوزن عن عمد حفاظا على نظريته في الزحاف والعللأن يصيبها خلل أو يعتريها نقص أو عيب. فإبقاؤه على المتدارك ضمن إطار نظريته العروضية من شأنه أن يصيبها في الصميم. وينسف أساسا مهما فيها، ألا وهو موضوع العلل حيث أن العلة تطرأ على عروض البيت وضربه فقط دون أن تتناول الحشو منه.

والبحر المتدارك يشذ عن هذه القاعدة العروضية فتأتي جميع أجزائه مشعّثة، أي يصيب التشعيث وهو علة من علل النقص عروض المتدارك وضربه إضافة إلى حشوه، وذلك بحذف أول الوتد المجموع ( العين) أو ثانيه (اللام) في فاعلن فتصبح (فالن) أو (فاعن) وتنقل إلى (فعْلُنْ)

ولقد رأينا في المتدارك كيف أن الخليل نظم في هذا الوزن ليكون أول خارج على ما سنه من أحكام عروضية ، إلا أنه فطن لذلك أثناء نظريته فغض الطرف عن هذا الوزن مضحيا من أجل الإبقاء على نظريته خالية من الثغرات والعيوب.


1 – دليل قاطع على أنـ[ـه استبعد] هذا الوزن عن عمد
أنّى للخليل أو أرسطو أو حتى كيري استبعاد هذا الوزن 2 3 2 3 2 3 2 3 من دوائر الخليل وهو موجود عليها حقيقة وواقعا.

2- حفاظا على نظريته في الزحاف والعلل أن يصيبها خلل
نظرية الخليل في الزحاف والعلل تنطبق على هذا البحر فيزاحف حشوه بمعنى يحذف ساكن سببة 2 3 تتحول إلى 1 3 ، وقد يلحق ضربه القطع، أي قد يكون آخر مقطعين في ضربه 2 2

3- فإبقاؤه على المتدارك ضمن إطار نظريته العروضية من شأنه أن يصيبها في الصميم.
المتدارك شأنه شأن كل البحور المهملة مركب من أسباب وأوتاد لكل منها في ذاته نفس الخصائص التي لكل الأسباب والأوتاد في الدوائر. ومن يشك في أن المتدارك بحر مهمل فليستعرض الشعر العربي وليقل كم قصيدة جاءت عليه تاما أي على الوزن 2 3 2 3 2 3 2 3 لكل شطر. أما مجزوءاته التي استجد النظم عليها فللرقمي نظرة إليها من ضمن بحور الخليل كما يوضح ذلك. وسواء اعتبرنا المتدارك مهملا أو غير مهمل فإنه لا يصيب نظرية الخليل لا في الصميم ولا في الأطراف.

4- ألا وهو موضوع العلل حيث أن العلة تطرأ على عروض البيت وضربه فقط دون أن تتناول الحشو منه
العلة لا تدخل على حشو المتدارك لا من قريب ولا من بعيد.

5- البحر المتدارك يشذ عن هذه القاعدة العروضية فتأتي جميع أجزائه مشعّث.

كيف استنتج الأستاذ هذا من من المقدمات التي ذكرها ؟ هكذا يطغى الذاتي على الموضوعي.

5 أ - من قالوا بالقطع أكثر انسجاما مع أوهامهم من القول بالتشعيث فالتشعيث غير لازم يعني يمكن أن تأتي 2 2 مرة و 2 3 أخرى

5 ب – الخليل لم يقل إن الخبب هو المتدارك فكيف يفرض ذلك على دائرته ؟ ثم يزعم أن في المتدارك الذي في الدائرة قطع أو تشعيث في الحشو ؟؟

إن صح نظم الخليل على الخبب فإنه من الممكن أن يحمل على أنه تعبير من الخليل على أن الخبب لا علاقة له بدوائره.

6- والبحر المتدارك يشذ عن هذه القاعدة العروضية فتأتي جميع أجزائه مشعّثة، أي يصيب التشعيث وهو علة من علل النقص عروض المتدارك وضربه إضافة إلى حشوه، وذلك بحذف أول الوتد المجموع

حسنا سأعيد صياغة هذه العبارة بالشكل الذي يناسبني وليقارن القارئ بين صياغتي وصياغة كل من يتبنى هذا القول سواء استعمل تعبير التشعيث أو القطع في الحشو

والبحر المتقارب يشذ عن هذه القاعدة العروضية فتأتي جميع أجزائه مخرومة ، أي يصيب الخرم وهو علة من علل النقص عروض المتقارب وضربه إضافة إلى حشوه، وذلك بحذف أول الوتد المجموع فيصبح الوزن عولن عولن عولن عولن

بل ما رأيكم بالعبارة التالية :

والبحر الكامل يشذ عن هذه القاعدة العروضية فتأتي جميع أجزائه حذّاء ، أي يصيب الحذذ وهو علة من علل النقص عروض المتدارك وضربه إضافة إلى حشوه، وذلك بحذف الوتد المجموع فيصبح الوزن متفا متفا متفا متفا ... مضمرة وغير مضمرة

كلها عبارات للتحايل لإدخال الخبب في عداد البحور. البحور تنتمي إلى الإيقاع البحري والخبب إيقاع قائم بذاته وليس بحرا.

7- ولقد رأينا في المتدارك كيف أن الخليل نظم في هذا الوزن ليكون أول خارج على ما سنه من أحكام عروضية ،
رأينا كيف نما الوهم في العبارات السابقة من الأسفل للأعلى بأقدام وهمية ثم جذع وهمي وفي هذه العبارة اكتمل رأسه عجيبا غريبا ليعطينا كائنا عششّ في ذهن الكثيرين وأفصح أستاذنا في التعبير عنه بشكل رائع.

8- إلا أنه فطن لذلك أثناء نظريته فغض الطرف عن هذا الوزن مضحيا من أجل الإبقاء على نظريته خالية من الثغرات والعيوب.

وهنا يبدأ الوهم يستعمل أحمر الشفاه ويرتدي ربطة عنق وينمو له منقار وقرنان

[فطن الخليل فغض الطرف عن المتدارك لتلافي القول بالقطع أو التشعيث في الحشو]

مقتضى هذا القول في سياق الوهم أن يضيف

[غفل الخليل ولو فطن لغض الطرف عن المتقارب لتلافي القول بالخرم في الحشو]

وكذلك

[غفل الخليل ولو فطن لغض الطرف عن الكامل لتلافي القول بالحذذ في الحشو]

سأل رجل عمرو بن قيس عن حصاة المسجد يجدها الإنسان في خفّه أو ثوبه أو جبهته ؟!
فقال له : إرم بها ! فقال الرجل : زعموا أنها تصيح حتى ترد إلى المسجد.
فقال عمرو بن قيس : دعها تصيح حتى ينشق حلقها.
قال الرجل : أولها حلق ؟ قال : فمن أين تصيح إذن!


إذا كانت الحصاة تصيح فلا بد أن لها حلقا
وإذا كان الخليل قد قال إن الخبب من المتدارك فلا بد أنه قال بالتشعيث أو الخرم أو الحذذ في الحشو


ومن شاء أن يتعرف إلى جانب من الاضطراب في العروض العربي فيما يخص هذه القضية عبر التاريخ فليطع على ما كتبه د. بشير بديار :
https://sites.google.com/site/alaroo...utadrak-hkabab


وقد لعب ذلك دورا في حجب مفهوم التخاب عن ذهن العروضيين العرب ولا زال محجوبا .


الرقمي هو أول محاولة في التاريخ لاستقراء تفكير الخليل واستكناه منهجه في ( علم العروض)


وإزالة ما علق به من أوهام التجسيد التي لا تضير (العروض) ولكنها تقتل (علم العروض)


يرحم الله الخليل كم ظلمته أمته، وكم ظلمت نفسها بعدولها عن منهج التفكير إلى منهج الحفظ


حيث صارت تتناول ما يقدم لها دون تمحيص، فتسهل برمجتها في كل مجال.


إن الإصرار بعد كل هذا على القول : "إن الخبب بحر وأن فعْلن تفعيلة"
شبيه بالقول " عنزة ولو طارت "