النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الهجمة على العربية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    209

    الهجمة على العربية

    الهَجْـمةُ علـى اللُّغـةِ العربيّـةِ
    إبراهيم بن سعد الحقيل
    توطئة:
    تـنـبَّـه المستعمر الصَّليبي بعد طرده من ديار الإسلام ـ بل وبعد نقل المعركة إلى عقر داره في أوروبــا ـ إلى أهـمـيــة الدين الإسلامي وأثرهِ في بقاء المسلمين أقوياء، فبدؤوا في غزوٍ فـكري يحاول هدم أُسسِ الإســـلام في نفوسِ المسلمين، وشنوا حملات مختلفة في جميع الميادين، فشكَّكوا في المسلَّمات الدينيّة، ونبشوا آثار الأمم الكافرة التي أزال الله بـالإســــلام دولـهم وحضاراتهم، وشوهوا تاريخ الإسلام وسِيَر قدواته، وكانت الهجمة مركزةً على لغة الإسلام ولــغــة رســـول الإســـلام صلى الله عليه وسلم؛ لقطع حبال الاتصال بين حاضر المسلمين وماضيهم، ولجعل الــقــرآن الـكريم غريباً على آذانهم، وكذلك سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتراث المسلمين المتنوع .
    فجردوا اللغة العربية من رداءِ القدسية، وحاولوا فصل اللغة العربية عن الإسلام .
    يقول طه حسين: "إن اللغة العربية ليست ملكاً لرجال الدين يُؤْمَنون وحدهم عليها، ويقومون وحدهم دونها، ولكنها ملكٌ للذين يتكلمونها جميعاً، وكلُّ فردٍ من هؤلاء الناس حرٌّ في أن يتصرف في هذه اللغة تصرف المالك ... "(1) .
    وإذا فـقـدت اللغة العربية هذا الرداء المقدس، وفقدت أهميتها الدينيّة سارت إلى ما سارت إليه اللغات البائدة .
    وقـد غفل من حارب اللغة العربية عن حياطة الله ـ عز وجل ـ لها بالقرآن الكريم! واتخذ الهـجـوم على اللغة العربية لتدميرها عدة محاور هي: المحور الأول: الدعوة إلى العامية: نرى أوروبا مقسمة إلى دول كثيرة لا تزيد مساحة أكبرها عن نصف مليون كم2، لكل بلدٍ لـغـته وتـاريـخـه، وكذلك كادوا للمسلمين فطُبق التقسيم السياسي، وحاولوا ـ حتى الآن ـ تطـبـيـق الـتـقـسـيم اللغوي والتاريخي، فروَّجوا هذه الدعوة لينعزل كل جزءٍ من العرب في محيطهم بلغتهم العامية وتاريخهم الوثني القديم، وليصبحوا أُمماً شتى .
    كان المعجَبُ بالـغـرب رفــاعــةُ رافع الطَّهْطَاوي ـ الذي أُرسـل إماماً لأول بعثةٍ علميّةٍ إلى الغرب ـ أولَ من دعا إلى اسـتـعـمـال العامية وتدوين قواعد لها .
    قـال فـي كـتـاب أصدره عام 1868م أسماه(2): (أنوارُ توفيق الجليل من أخبار توثيق بني إسماعيل): إنَّ الـلـغـة المـتـداوَلة المُسمَّاة باللغة الدارجة التي يقع بها التفاهمُ في المعاملات الـسـائــرة لا مــانــع أن يكون لها قواعد قريبة المأخذ وتصنف بها كتب المنافع العمومية، والمصالح البلدية .. ا هـ .
    ثـم خـرج عـلـيـنـا مندسٌّ من المستشرقين عاش في مصر مديراً لدار الكتب المصرية اسمه: (ولهلم سبيتا) بـكـتـاب أسـمـاه: (قواعد اللغة العامية في مصر) عام 1888م، وذكر أنه قد جازف بذلك العمل لحبه لمصر وللمصريين(3) .
    وأسرع صاحب صحيفة المقـتـطـف فارس نمر فقرَّظ لهذه الدعوة، ودعا إلى تدريس العلوم وكتابتها باللغة التي يتكلم بها الناس(4) .
    وبعد دخول المستعمر أصبحت المـقـتـطـف مداحة له، وأسرع الإنجليز ففرضوا الإنجليزية لغة التعليم، وأصبحت لغة رسمية، وأغـلـقـوا مدرسة الألسن، ووجهوا جميع البعثات إلى بلادهم فقط .
    وذرَّ قرنُ (كارل فولرس) فكتب كتاباً اســماهُ: (اللهجــة العامــيــة فـي مـصـر)، وكان لـ (ولكوكس) رأي مشابه بل وصفيق؛ فقد قال في محاضرةٍ له: إن ما يعيق المـصـريـيـن عــن الاختراع هو كتابتهم بالفصحى ... وما أوقفني هذا الموقف إلا حُبي لخدمةِ الإنــسـانــية، ورغبتي في انتشار المعارف . وأعلن في آخر المحاضرة عن مسابقة للخطابة بالعامية، ومــن تكون خطبته جيدة ناجحةً فله أربع جنيهات .
    كان ذلك عام 1893 .
    ومن العجب أن (ولكوكس) هذا كان يصدرُ مجلة اسمها: (الأزهر)، وكان يدعو إلى العامية من خلالها(5) .
    وخرج نفر كثيرٌ من هؤلاء يدعون إلى كل ما فيه هدم لأسس الإسلام في نفوس المـسـلمـين، وكان منهم: (سلدان ولمور) الذي كتب عام 1901م كتاب: (العربية المحلية في مصر)، قال فيه: ومن الحكمة أن ندع جانباً كل حكم خاطئ وُجِّه إلى العامية، وأن نقبلها على أنـهـا اللغة الوحيدة للبلاد(6) .
    وأسرع فارس نمر صاحب المقتطف يقرِّظ لهذا الكتاب .
    ووضع (ولمور) كتاباً آخر عام 1910م، سمَّاه : (لغة القاهرة)، وجاء مضمونه كسابقه .
    لم يكن هذا الوباء في مصر وحدها؛ فهذا (إسكندر معلوف) (7) اللبناني أنفق وقته في ضبط أحوال العامية وتقييد شواردها لاستخدامها في كتابة العلوم؛ لأنَّه وجد أسباب التخلف في التَّـمـســك بـالفـصـحى، ونحا ابنه عيسى نحوهُ فيقول: إنَّ اختلاف لغة الحديث عن لغة الكتابة هو أهمُّ أســبــاب تخلـفنا رغم أنَّهُ من الممكن اتخاذُ أيِّ لهجةٍ عاميةٍ لغةً للكتابة؛ لأنها ستكون أسهل على المتكلمين بالعربية كافة .
    ولي أملٌ بأن أرى الجرائد العربية وقد غيّرت لغتها .
    وهذا أعدُّهُ أعظم خطوةٍ نحو النجاح، وهو غاية أملي(8) .
    ومن العجب أنَّ من يدعو إلى الـعـامـية عضو في مجمع اللغة العربية؛ فأيُّ خير يُرجى من هذا المجمع وهذا من أعضائه؟ ونعود إلى مـصــر فنجد (سلامة موسى)(9) يقول في كتابه: (البلاغة العصرية): "إنها تبعثر وطنيتنا ـ يـقـصـد بـذلك الفـصـحـى ـ وتجعلها شائعةً في القوميَّة العربية" .
    ويقول عن أستاذه أحمد لطفي السيد مفسد الجيل: وقام على أثره مُنشئ الوطنية المصرية الحديثة، فأشار باستعمال اللغة العامية، وبيّن أنَّ ما يشغل بال (ولكوكس) بل ويقلقه هذه اللغة التي نكتبها ولا نتكلمها .
    وأحمد لطفي السيد هذا تولى رئاسة مجمع اللغة العربية؛ فأيُّ مجمع هذا؟ وينعق الشاعر العراقي الهالك جميل صدفي الزهاوي فيقول(10): فتَّشْتُ طويلاً عن انحطاط المسلمين فلم أجد غير سببين أولهما: الحجاب الذي عدَّدتُ في مقالي الأول مضاره، والثاني: هو كون المسلمين ـ ولا سيما العرب منهم ـ يكتبون بلغةٍ غير التي يحكونها .
    ونعود إلى مصر فإذا بـ (لويس عوض)(11) الصليبي الشيوعي يدعو إلى العامية ويصنف كتاباً يهديه إلى (كريستوفر سكيف) الجاسوس الإنجليزي ويكتب ديوانه (بلوتو لاند) عام 1947م الذي دعا فيه إلى كسر رقبة البلاغة العربية وإلى الكتابة بالعامية(12) .
    وكان للمغرب العربي نصيب من هذه الدعوة؛ فقد أصبحت اللغة العربية لغة ثانية بعد الفرنسية لغة المستعمر، وجاء في تقرير أعدته لجنة العمل المغربية الفرنسية: إنَّ أول واجبٍ في هذه السبيل هو التقليل من أهمية اللغة العربية، وصرف الناس عنها، بإحياء اللهجات المحلية واللغات العامية في شمال إفريقيا (13) .
    وقد وضع علماء الاستعمار من المستشرقين كتباً في قواعد اللهجات الأمازيغية لتزاحم العربية، يقول (شحادة الخوري): شعر المستعمر باستحالة اقتلاع اللغة العربية من أرض الجزائر وغرس اللغة الفرنسية مكانها، فلجؤوا إلى وسيلةٍ مُساعدةٍ أخرى وهي الإيحاء لأكبر عددٍ من أبناء الجزائر بأن اللغة العربية ليست لغة أصليَّة في الجزائر، وإنما اللغة الأصلية لسكان الجزائر هي اللغة البَرْبريَّة لغة الأمازيغ، وقد تطوع الفرنسيون لوضع أبجدية لها كيما يمكن كتابتها(14) .
    ونعود إلى الشام ولبنان خاصة؛ فـ (مارون غصن) أصدر كتاباً قال فيه(15): إنَّ كل لغةٍ سائرةٌ إلى الفناء؛ لأن الشعب كله متعلقٌ كل التعلق بلغة آبائه وأجداده، وما هذه اللغة إلا العامية، وأتبع ذلك بإصدار كتاب بالعامية عنوانه: (في متلوها لكتاب) عام 1930م .
    ويتمنى (مارون غصن) أن يرى عاملاً عسكرياً سياسياً يفرض اللغة العامِّية(16) .
    وقد تزامن مع هذه الدعوة إصدار جرائد ومجلات وكتب باللهجات العامية، فقد صدرت سبع عشرة جريدة ومجلة عامية بحلول عام 1900م(17)، كما تحول المسرح من الفصحى إلى العاميـة ممــا دعــا المنفلوطي إلى تسميته بـ (الملاعب الهزلية)(18) كما تسابق المستشرقون على إصدار دراسات عن اللهجات العامية مثل دراسة (نللينو) عن عامية مصر، و (سيانكو فسكي) عن عامية المغرب وتونس، و (إلياس بـــرازيــن) عــن عاميــــة حلـــب، و (ليوريال) عن عامية الجزائر، وغيرها(19) .
    المحور الثاني: الدعوة إلى الكتابة بالحروف اللاتينية: هذه الدعوة مرتبطةٌ بالدعوة السابقة؛ حيث أخذ الهجوم على الفصحى(20) بالتدرج وتوحيد الجهود، وقد بدأ بذلك (سلدان ولمور) في كتابه: (العربية المحلية(21) المصرية)، وهدَّد بأن العرب إن لم يفعلوا ذلك فإن لغة الحديث والكتابة ستنقرض، وستحل محلها لغة أجنبية .
    ويخرج علينا عضو في مجمع اللغة العربية ليكمل جوقة المحاربين للغة القرآن من مجمعها، وكان الأوْلى أن يُسمَّى: (مجمع محاربة اللغة العربية) .
    هــذا العضو هــو (عبد العزيز فهمي)(22)؛ فقد دعا عام 1913م لكتابة العربية بالحروف اللاتينية، وأصدر كتاباً يوضح فيه طريقته، جاء فيه بالعجب العجاب؛ فقد جمعَ نماذجَ للـكـتـابــة، أُرسـلت له ممن هب ودب يكتبها ويكتب تحتها ترجمتها بالحروف العربية، ويقول ناشر الـكـتــاب: "ونجحت التجربة في تركيا وهم يقرؤون اللغة التركية بالحروف وقرأت أنه رجع عن دعوته تلك(24) .
    ويستلم منه الراية (سلامة موسى) القبطي(25) ليتبرأ من آثار العرب تاريخياً ولغوياً، ويدعو إلى ما دعا إليه المارقون قبله بشدةٍ وحماسةٍ .
    وطبق بعض المارقين ذلك النهج، فولدت محاولاتهم ميّتةً .
    مثل: (رفائيل نخلة اليَسُوعيّ) في كتاب أسماه: (قواعد اللهجة اللبنانية والسورية)، مكتوب بالحروف اللاتينية، وطبعته المطبعة اليسوعيّة .
    وأما (أنيس فريحة الخوري) فلا يرضى بأن تكون العامية اللغة المعتمدة بل يدعو إلى كتابتها بالحروف اللاتينية لتكون لغة رسمية للعرب(26)؛ لأن الحرف العربي لا يصلح لتدوين اللهجة العامية ويقبلُ اقتراح عبد العزيز فهمي؛ لأنَّهُ يَضْبطُ لفظة اللغة مرةً واحدة لجميع الناس .
    والمُتسمِّي بـ (أدونيس) طبق ما يريد أستاذه (أنيس فريحة) فأصدر في عام 1961م ديواناً اسماه "ياره" كتب بالحروف اللاتينية(27) .
    أما (انستاس الكرملي) الذي يُسميه الجهال: "الأب" فقد كان ماكراً في دعوته؛ حيث ابتدع طريقة للكتابة تحوي في تضاعيفها حروفاً لاتينية(28)، وذلك في مجلته: "لغة العرب"، وكان يهاجم الداعين إلى استبدال الحرف العربي بحرف لاتيني، فهو يذرُّ رماداً في العيون لكي لا تراه ولا تنتبه لعمله، ولكنها رأته وأبطلت ما يصبو إليه .
    أما مجمع اللغة العربية فقد انشغل ثلاث سنوات يدرس اقتراح كتابة العربية بحروفٍ لاتينيةٍ(29) استجابة لثلةٍ من أعضائه المارقين! ألم أقل: إنه مجمع محاربة اللغة العربية؟! المحور الثالث: الدعوة لإصلاح اللغة العربية: لو كانت تلك الدعوات قُصد منها إصلاحٌ وإيضاح كما فعل المتقدمون منهم وكثيرٌ من المحدثين لكان ذلك صواباً، ولكنَّ النيَّة السيئةَ هي مطيَّةُ القوم .
    ولكي يَصِلُوا إلى مرادهم وصموا العربية بالجمود والتعقيد والصعوبة .
    وكل من ذكرنا سابقاً وكثير من مثلهم قالوا ذلك .
    وكانت تلك الدعوات غطاءاً للهدم؛ فمنهم من دعا إلى إلغاء الإعراب مثل (قاسم أمين) عام 1912(30)؛ حيث دعا إلى تسكين أواخر الكلمات عوضاً عن الإعراب .
    قال (سلامة موسى)(31): والتأفف من اللغة الفصحى التي نكتب بها ليس حديثاً؛ إذ يرجع إلى ما قبل ثلاثين عاماً حين نعى (قاسم أمين) على اللغة العربية صعوبتها، وقال كلمته المشهورة: إن الأوروبي يقرأ لكي يفهم ونحن نفهم لكي نقرأ .
    فانظر إلى ترابط الهدم؛ إذ يتحدث عن إفساد المرأة ثم يدعو إلى إفساد العربية .
    ولمثل دعوته في ترك الإعراب دعا (عبد العزيز فهمي)(32) وتبعهما كثيرون مثل: (يوسف الخال)(33) الذي دعا إلى تحطيم بنيان اللغة والتخلص من العبء الثقيل وهو الإعراب، وكثيرون سواه دعوا إلى ذلك، ومن آخرهم أستاذ بجامعة الملك سعود بكلية الآداب عندما عرفتُ ما يدعو إليه في إلغاء الإعراب(34) تذكرت ما كان يقوله لنا ونحن طلبة عنده من أنَّ عيبه عدم استطاعته إيصال ما يريد لطلابه لضعف لغته .
    وكانت لغته ضعيفـة، ولسانـه مطبوعاً علــى العاميــة لا يستطيع الفكاك منها .
    ومنهم من دعا إلى إصلاح قواعد الكتابة مثل: (أحمد لطفي السيد)(35) الذي يقول: إن سبب تراجع الأمة العربية تمسكها بالتشديد والتنوين، ثم دعا إلى قواعدَ جديدةٍ ابتكرها مزهــواً بذلك كأنـه أبــو الأســـود أو الخليــل ـ رحمهما الله ـ .
    كما كان لـ (أنستاس الكرملي) رأي ماكر في إصلاح الكتابة العربية دسَّ فيه حروفاً لاتينية أوضحناه آنفاً .
    أما (أنـيـس فـريـحــة) فـقـد أصـــدر عــام 1966م كتاباً أسماه : (في اللغة العربية وبعض مشكلاتها)(36) أهداه إلى كل معلِّم يدرّسُ العربية رونقه بحديثٍ في أوله عن مزايا العربية، ثم رنَّقهُ(37) بوصم العربية بالعجز عن الــلـحــاق بـالـعـلــوم والفنون، وجعل هجاءها من مشاكلها، ودعا إلى تيسير ذلك، وأخذ يحيي اقتراحاتٍ بائدةً لإصلاح ذلك .
    كما تأفف من مشكلات القواعد النحوية، واشتكى من الصرف ودعا في ثناياه إلى العامية! فماذا أبقى فريحة الخوري؟ وزعم (مارون غصن) ـ وهو ممن يُدعــون بـ (الأبّ) ـ أنَّ اللغة العربية ضعيفة في كل شيءٍ؛ ولذلك هبَّ مسارعاً لتسهيل هذه الـلـغــة فوضع كتاباً اسماه: (نحو عربية ميسرة)(38) عام 1955م، وكتب مقالاً عنوانه: (هذا الصرف وهذا النحو أمَا لهذا الليل من آخر؟)، سخر فيه من قواعد العربية، ودعا إلى تركها(39) .
    أما صاحب فجر الإسلام (أحمد أمين) فقد دعا إلى إصلاحٍ في متن العربية(40) وانطلقت دعوته تلك من منبر مجمع اللغة العربية؛ فهو أحد أعضائه .
    وكل من تحدث عن الإصلاح يلوك مقولة ملْكية الجميع للغة ويتهمون كل مدافع عنها بأنه ممن يدَّعِي مُلْكَ اللغة؛ كما ذكرنا قول طه حسين آنفاً .

    المحور الرابع: إفساد الذوق السليم: لما عجز المستعمر وعجز ربائبه وأذنابه عن فرض العامية وكَلّت أقلامُهم في الدعوة إلى الحروف اللاتينية، وماتت تجاربهم في مهدِها، ولم يستطيعوا جرَّ العرب لتحطيم العربية بدعوى الإصلاح، عند ذلك لجؤوا إلى إفساد الذوق السليم لكي يعدمَ العربي ذوقه التي اعتاد عليه في الاستمتاع بما كتب به كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتراثه الأصيل، وحاضرهُ الزاخر .
    فانفتح الباب على كل عربي قارئ للآداب بمذاهب لا يعرف منها إلا اسمها سلخت من بلاد الغرب وزُجَّ بها في ساحة العربيةِ وطُوِّعت وسائل الإعلام المختلفة لكي تمتلئ بهذه المذاهب التي تهدمُ الدينَ وتحاربُ العربيةَ وتُفِسدُ الأخلاق .
    وترجمت كتب النقد الغربي لكي يُطبَّق على أدبنا .
    وأصبح لزاماً على الدارس في كثيرٍ من أقسام العربية في الجامعات أن يدرس هذا الأدب وهذا النقد، ولقد درستُ النقد الأدبي الغربي في المرحلةِ الجامعيةِ ولكنهم سمَّوه: (النقد الأدبي الحديث) .
    ودُعم كل ناعق بهذه الخزعبلات، فامتلأت الجرائد والمجلات وأرفف المكتبات بها، وخرج علينا في جميع وسائل الإعلام دعاة الحداثة ـ وهم شرذمة قليلة ـ، ودعوا إلى تحطيم الشعر .
    يقول (لويس عوض)(41): "حطِّمُوا الشعر؛ لقد مات الشعر العربي عام 1933م، مات بموت أحمد شوقي". فصار الشعرُ طلاسم وأحاجي لا يفهمها حتى كاتبها . لكي يعدم الشاب النماذج التي يحاكيها .
    يقول الدكتور (عمر موسى باشا)(42): إنَّ مفهوم الحداثة في الأدب يعني حريَّة الأديب فيما يختص باستخدام اللغة، وأنَّ للأديب الحرية الكاملة في استخدام اللغة العامية المحلية، ونحن نعترض على إطلاق هذه الحرِّية ما دامت تُصدِّع صرح اللغة العربية .
    كما شجعت الآداب الشعبية لإفساد الذوق وحرف الناس عن أدبهم الفصيح، ولكي تسيطر العامية على الناس .
    يقول الدكتور: (محمد محمد حسين) ـ رحمه الله ـ عن هذا الأدب: هو امتداد للدعوة إلى استبدال اللهجات المحلِّية العامِّية مكان اللغة الفصحى"(43) .
    وأجزم أولاً أنَّ تدوينها والاهتمامَ بها ليتعلَّقَ الناس ويفسدَ ذوقهم ويعتادوها، ويعدموا النموذج الأصيل .
    يقول أنور الجندي(44): حاول الداعون بها أن يَوجِّهوا العنايةَ إلى الجمالِ الفنِّي الذي تمثلهُ الأمثالُ والقصصُ والأغاني التي يتداولها العامة، وقد دوَّنوا ما لم يكن مدوناً، فلما برزت الدعوة إلى العناية بالفنون الشعبية تمسَّح الداعون بهذه الدعوة بين العرب زاعمين أنَّ إهمال هذا اللون من الفنون ترفُّعٌ عن العناية بالطبقاتِ الفقيرةِ الكادحةِ، وما يتصل بها من شؤون .
    الخاتمة: بعد أن رصدنا رصداً سريعاً جوانب من هذه الهجمة نستخلص منها:
    1 - كانت بدايةُ الهجمة بالمستشرقين تحت ظلال المستعمر، ثم نقلت إلى بني جلدتنا ليكون لما يقولون قبول أكثر .
    2 - جُلُّ من هاجم العربية بأي شكل هم من المستشرقين وغير المسلمين مثل: موسى سلامة، ولويس عوض، وعيسى معلوف وابنه إسكندر، ورفائيل نخلة، ومارون غصن، وأنيس فريحة، والكرملي وغيرهم، ومن هاجم العربية من غيرهم فهو من المارقين الذين تحلَّلوا من الإسلام مثل: قاسم أمين، وأحمد لطفي السيد، وطه حسين، وأشباههم .
    3 - اتخذ الهجومُ التدرجَ دعوةً إلى العامية ثم الحرف اللاتيني؛ فلما لم ينجحوا في ذلك دَعَوْا إلى إصلاح العربية؛ والقصدُ هو الإفساد؛ فلما سقطت دعوتهم فُتِحَ البابُ لإفساد الذوق السليم، وشُجعت الآداب العامية .
    4 - جوبهت تلك الدعوات الهدامة بردود ومعارك كتابية أرجعتها خائبة، كما أعرض العامة عنها ولم يعيروها أذناً صاغية، وكان تطبيقها حِكراً على الناعقين بها .
    5 - ساعدت تلك الهجمة في بث الروح والحياة في نفوس أهل العربية، فخرج شعراء كبار مثل: البارودي، وشوقي، وحافظ، والرصافي، وكُتَّاب كبار كالرافعي، والمنفلوطي، وباكثير، وغيرهم .
    والله ولي التوفيق
    الهوامش:
    (1) المجموعة الكاملة لمؤلفات طه حسين، علم التربية، 290.
    (2) الصراع بين القديم والجديد في الأدب الغربي، للكتاني، ج 2، 758، والاتجاهات الوطنية في الشعر العربي المعاصر، لمحمد محمد حسين، ج2، 359.
    (3) تيارات مسمومة ومذاهب هدامة، لأنور الجندي، 127، والاتجاهات الوطنية، ج 2، 360، ولماذا يزيفون التاريخ، لإسماعيل الكيلاني 316 ـ 317.
    (4) الاتجاهات الوطنية، ج 2، 360، ولماذا يزيفون التاريخ، 317.
    (5) الصراع بين القديم والجديد، ج2 ، 761، ولماذا يزيفون التاريخ، 317.
    (6) الاتجاهات الوطنية، ج2، 360، ولماذا يزيفون التاريخ، 317.
    (7) الاتجاهات الوطنية، ج2، 363.
    (8) الاتجاهات الوطنية، ج2، 363، ولماذا يزيفون التاريخ، 318.
    (9) الفصحى لغة القرآن، لأنور الجندي، 127، والاتجاهات الوطنية، 1، 372، ولماذا يزيفون التاريخ، 319.
    (10) تيارات مسمومة ونظريات هدامة، 196.
    (11) لماذا يزيفون التاريخ، 324.
    (12) لماذا يزيفون التاريخ، 320، ومجلة الآداب عدد 1 ، 2 / 1999م ، ص 101.
    (13) الاتجاهات الوطنية، ج، 365، ولماذا يزيفون التاريخ، 323.
    (14) القضية اللغوية في الجزائر وانتصار اللغة العربية ، 18/19.
    (15) لماذا يزيفون التاريخ، 324.
    (16) المصدر السابق، 325، واتجاهات البحث اللغوي الحديث في العالم العربي ـ لبنان ـ للدكتور رياض قاسم، 388، وذكر كثيراً من آراء غصن.
    (17) الفصحى لغة القرآن، 127.
    (18) الاتجاهات الوطنية، ج2 ، 361.
    (19) ذكر كثيراً منها أنور الجندي في كتابه: الفصحى لغة القرآن، 127.
    (20) الاتجاهات الوطنية، ج2، 360، ولماذا يزيفون التاريخ، 317.
    (21) الاتجاهات الوطنية، ج2 ، 363، ولماذا يزيفون التاريخ، 318.
    (22) طبعة 1994م، وهي ليست الأولى بالتأكيد.
    (23) مجلة الآداب 1 ، 2 / 1999م ، ص 101.
    (24) الاتجاهات الوطنية، ج2. 365.
    (25) لماذا يزيفون التاريخ، 323.
    (26) اتجاهات البحث اللغوي الحديث 394/ 395.
    (27) لماذا يزيفون التاريخ 324، واتجاهات البحث اللغوي الحديث ودرس مضمون الكتاب هذا 407/ 411.
    (28) الاتجاهات الوطنية، ج2 ، 377، وذكر بعض الردود عليه.
    (29) المصدر السابق، ج2، 363 ولم تكن اللجنة الثقافية بجامعة الدول العربية أحسن حالاً من المجمع؛ فقد احتضنت فريحة وألقى محاضرات في مراكزها عن اللهجات وأساليب دراستها عام 1955م، وسارعت إلى طباعة تلك المحاضرات، الاتجاهات الوطنية، ج2 364.
    (30) الاتجاهات الوطنية، ج2، 372، وتيارات مسمومة، 273.
    (31) الاتجاهات الوطنية، ج2، 372.
    (32) مجلة الآداب عدد 1، 2 / 1999م، ص 101.
    (33) تيارات مسمومة، 272.
    (34) اقرأ ما كتبه د. حسن الهويمل في جريدة الرياض بتاريخ، 3/3/1420هـ.
    (35) الاتجاهات الوطنية، ج2، 369.
    (36) طبع أكثر من مرة.
    (37) رنَّقَه: كدَّره. ورَنَقَ بمعنى صفا، وكدِر؛ فهو من ألفاظ الأضداد.
    (38) لماذا يزيفون التاريخ. 325.
    (39) المصدر السابق، 325.
    (39) المصدر السابق، 325.
    (40) الاتجاهات الوطنية، ج2، 369.
    (41) تيارات مسمومة، 201.
    (42) المصدر السابق، 272.
    (43) المصدر السابق، 250.
    (44) المصدر السابق، 256.


    مجلة البيان – العدد 147 – ذو القعدة 1420هـ - مارس 2000م

    الكاتب : إبراهيم بن سعد الحقيل
    المصدر : http://www.voiceofarabic.com/modules...owpage&pid=132

  2. #2
    أخي النورس

    جزاك الله خيرا.

    وقد ذكرني هذا المقال بمقال قرأته عن الفضائيات، وما أدراك ما الفضائيات!


    ( وفي عالم يتزايد فيه الاعتماد على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة "لأن الوقت لا ينتظر"، فالجميع يتسابق إلى اجتماعات عمل تتجاوز قيمتها المليون دولار في اليوم بين المقاهي الشعبية ومقاهي الإنترنت وغرف الدردشة من جهة والفقر المدقع والبؤس والشقاء في مستنقعات المخيمات وبؤر الاحتلال من جهة أخرى، يطغى التأثر باللغات الأجنبية على طرائق التلفظ عند المذيعين والمذيعات العرب في الفضائيات. ومن يتتبع تلك الوسائل بشيء من الدراسة والتحليل يقف على أمور تتراوح بين المضحك المبكي والسخيف والخطير المحزن. ولا شك أن الصوت والصورة هما ركنان أساسيان من أركان الإعلام المرئي. ولكن الإعجاب يمنع الازدياد. فحذار من خضراء الدمن. )




    [web]http://www.al-manac.com/akhira/Darwish%20Dominican.htm[/web]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    578
    من حوار قديم حول موضوع الدعوة إلى العامية أنقل لكم ما نقله أخي السـلاف من كتاب ( الفصحى ونظرية الفكر العامي )

    لعل أروع ما كتب في هذا الباب هو كتاب (الفصحى ونظرية الفكر العامي) تأليف الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك، بتمويل من مركز البحوث بكلية الآداب، جامعة الملك سعود، ويتطرق فيه إلى جوانب شتى من موضوع العامية ، وعدد صفحاته (268)، وهذه فقرات منه.
    (ص13): "إن الهدف من انتشار العامية في الجزيرة والخليج هو الهدف نفسه من المحاولات التي سبق أن تكرر مثلها في أجزاء من الوطن العربي والإسلامي وهو فصل الأمة في نهاية المطاف عن تأريخها الحضاري القوي وحتى عن دينها، ثم قطع صلة الحاضر الضعيف الذي تعيشه عن الماضي الذي يجب ألا تنساه، وسد المنافذ التي يتسرب منها الفكر الإسلامي والتأريخ الأصيل للدولة الإسلامية، وليس الأمر تخمينا ولا رجما بالغيب ولكن محاولات حدثت في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي منها ما حقق النجاح ومنها ما مني بالفشل الذريع."
    (ص14) :" .........وأصبح التأريخ العثماني الذي دوخ المسيحيين سبعة قرون والفكر الإسلامي الذي قامت عليه دولتها معزولين مفصولين عن حياة الأمة التركية وأجيالها المقبلة، واستطاع الغرب بتربيته لرجل واحد وبدسائسه إستطاع أن يقطع في جيل واحد صلة الأتراك بتأريخهم ومصدر ثقافتهم، وأصبحت اللغة العثمانية التركية التي كتبت في الحرف العربي، لغة أجنبية عن عن اللغة التركية الحديثة، التي دونت بالحرف اللاتيني "
    (ص16) ، يقسم محبي العامية إلى " قلة واعية مدركة لخطر الموروث العامي - بفكره وأدبه - على ثقافتها ولغتها الفصحى ووحدتها الكبرى وعلى دينها، ولكن هذه الفئة تعرف سلفا أنها عاجزة عن المواجهة وعاجزة عن حسم الموقف لصالحها فرأت أن من مصلحتها الوقتية والشخصية عدم المواجهة مع الكثرة الساحقة التي يرقّصها التطبيل الأخرق للعامية ، وكثرة تنطلق من منطلق حب العامية التي تعرفها وتألفها وتجد التأليف فيها سهلا ميسورا، وهو أقرب الطرق إلى الكسب، وليس لهذه الكثرة من الثقافة والعلم بحقائق الأمور ما يمكنها من معرفة ما يراد بها.............وترى هذه الكثرة أن في العامية تحقيقا لذاتها أمام الإنفصام الثقافي الذي تعيشه.
    أما الفئة الثالثة فقلة مدركة تمام الإدراك لما تريد وهي تسير على مخطط مدروس هدفه قطع الصلة بين بين ماضي الأمة وموروثها الحضاري الضخم أولا، وبين آلته وأدواته التي احتوته ونقلته إلى إلى وجدان العرب عبر مراحل التاريخ ثانيا . فاللغة بدأت تفقد الكثير من مكانتها في نفوس محبي العامية وبدأ يلوح في أفق محاولاتهم زحزحتهت عن مكانتها ووظيفتها.
    وما يتردد من شعارات تنادي بحفظ التراث العامي في كل قطر عربي وهي شنشنة سمعناها تتردد في دعاوى بعض المستشرقين الذين يظهرون الإهتمام بالموررث العامي لحاجة في نفوسهم، وهي مشكلة عاشها العرب منذ أصبح أعداؤهم مسيطرين في مطلع هذا القرن الذي نعيش ىخره."
    (ص112) :" وقد أدرك أحد الباحثين الفرق بين العامية والعوام فقال إننا ندعو إلى محاربة العامية على أي لسان وردت ولسنا نحارب ما ينطق به العوام)"
    (ص115) :" والحديث هنا ليس عن العامية، إنما هو حديث عن الفكر العاميالذي يتبناه المثقفون الذين يجعلون من العامية قضية فكرية جدلية يثيرون حولها الآراء ويدافعون عنها ويخططون بقدرة علمية وتنظيم فكري محكم لانتشار العامي في كل شيء لغة وثقافة وسلوكا مستغلين أهواء الكثيرين من الناس الذين لا يدركون الخطر الذي يدفعهم إليه مفكرو العامية ومنظروها."
    (ص194) :" أما في الجزيرة والخليج فقد بدأ التنظيم للفكر العامي والثقافة العامية بعض المؤسسات ذات التنظيم العالي والاستقلال المالي والإداري، وذات الصفة شبه الرسمية . واجتمع في أول ندوة تعقد في الجزيرة مهد العربية الفصحى من المهتمين بالفكر العامي عدد لم يسبق أن اجتمع مثله في أي ندوة أو مؤتمر مماثل ............ومن أهم التوصيات التوصية التي تنص على تشكيل لجنة من المختصين لدراسة صيغة علمية لكتابة اللغة المحلية أي أبجدية عامية غير أبجدية الفصحى.
    ===============
    الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
    ===============


    إنْ عـُــلـّبَ المــجـْــدُ في صفـراءَ قـدْ بليتْ
    غــــدًا ســنـلـبســهُ ثـوبـًا مِـــنَ الذهـــــبِ

    إنـّي لأنـظـرُ للأيـّام أرقــــــــــــــــــبـهـَــا
    فألمــح اليـسـْــــرَ يأتي مـنْ لظـى الكـُـرَبِ


    مــــــــدونـتـي
    http://mooooo555.maktoobblog.com/

  4. #4
    زائر
    أعجبني ما يخص اللغة في هذه الفقرة للأستاذ محي الدين عميمور، من الرابط:

    http://www.syriamirror.net/modules/n...hp?storyid=272


    " وهكذا اخذت جل البرامج التعليمية طابعا اقليميا ساذجا، أبعد الطالب شيئا فشيئا عن الفكر القومي، الذي حفظته للأجيال السابقة حقبات المعاناة الاقتصادية الاجتماعية في ظل الاستعمار، الذي كان اهم ضمانات الوحدة، والاتفاق على مراجع فكرية لكبار المثقفين العرب آنذاك.
    وضاع المشروع القومي، وأصبحنا مجرد أشلاء مبعثرة لحضارة غابرة. وبغض النظر عن استثناءات تؤكد القاعدة، تفتقد الساحة الثقافية الموسوعات العربية الجديرة بهذا الاسم، لأنها ليست عملا يقوم به الهواة وتجار الشنطة بل هو إنجاز تدعمه الدول ورجال المال الواعون لأنه هو الذي يصوغ فكر الأمة.

    ولقد قال لي مسؤول ليبي مؤخراً بأنه تم توحيد لغة الصم والبكم بين الأقطار العربية ومن حقي القول بأن الوحيدين القادرين الآن على التفكير بأسلوب وحدوي بين المحيط والمحيط سيكونون الصم ـ البكم.
    هذه هي القضية الحقيقية التي يبدو أن البعض يحاول إلهاءنا عنها
    ."

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    أرض الإسلام
    المشاركات
    3,396
    واليوم تجتاحنا لغة "الفيس بوك" والتي هي خليط من كلّ شيء ، وشباب الأمّة فيها غــــــــــــــارق
    وإن نصحتهُ قال لك : دعنا من التخلّف !!!
    {{ولئن شكرتم لأزيدَنَّـــكُم}}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413
    المضحك المبكي
    تم توحيد لغة الصم والبكم بين الأقطار العربية ومن حقي القول بأن الوحيدين القادرين الآن على التفكير بأسلوب وحدوي بين المحيط والمحيط سيكونون الصم ـ البكم.
    يبحث العقلاء عن شيء يجمع شملهم
    لأنهم عرفوا أن الاتحاد قوة،
    ونحن الذين نملك بداهة كل أسباب الوحدة نفرقها صدقة لعيون العدو.

    شكرا لمقال نكأ الجراح

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952

    باستثناء أستاذتي حنين حمودة حفظها الله، فإن جميع من شاركوا في هذا الموضوع غادروا المنتدى
    وبقي منهم فيه عطر مدادهم . وفقهم الله حيثما هم.

    أنقل حول الكتاب من جريدة الجزيرة :

    http://www.al-jazirah.com/2007/20070222/cu6.htm

    لفصحى ونظرية الفكر العامي


    هذا عنوان كتاب صدر للدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، وهو كتاب مفعم بالغيرة على لغة القرآن الكريم والدين الإسلامي وتراث الأمة الإسلامية، وقد طبع الكتاب في عام 1407هـ، ويقع الكتاب في 265 صفحة ويتكون من عشرة فصول.

    الفصل الأول يحتوي على مدارس الاستشراق - والتأليف والنشر باللهجات العامية - التأليف في عصر النهضة - مؤلفات المستشرقين بالعامية.

    أما الفصل الثاني فهو يشتمل على ما يلي بداية الاهتمام بالعامية في الجزيرة العربية - الشعر العامي (النبطي) ابن سليمان والعامية. فيما يتحدث في الفصل الثالث عن دور الصحافة.

    أما الفصل الرابع فهو عن النشر والتأليف بالعامية في الجزيرة العربية (الصفحات العامية) والشعر العامي الحاضر في رأي العارفين به وأسباب الاتجاه إلى العامية - ولماذا الاهتمام بالعامية.

    أما الفصل الخامس فهو عن: تأصيل العامية وإثراؤها والعوامل المساعدة على النشر بالعامية. وفي الفصل السادس يناقش العامية والفكر في قراءة في آراء محبي العامية. واستعرض في الفصل السابع تقعيد العامية وتقنينها ومركز التراث الشعبي والأبجدية العامية مع الأبجدية العربية.

    أما الفصل الثامن فهو عن الشعر الفصيح والشعر العامي، والمعاني والقيم الاجتماعية (الضيافة - المروءة - الجوار) واللغة والفكر.

    وفي الفصل التاسع يتحدث الدكتور مرزوق عن العامية والإعلام. أما الفصل العاشر والأخير فهو عن المفكرين والعامية ومصير الشعر العامي وفهرس الأعلام والمصادر والمراجع.

    وبعد، فإن الحفاظ على اللغة العربية واجب عظيم، فلقد خص الله اللغة العربية بالفصاحة والبيان اللذين يعدان من مميزاتها وعوامل نموها، ولقد اتسعت لمختلف العلوم وضروب الآداب والفنون وحملت إلى الإنسانية تراثاً غزيراً وعلماً مكيناً وآداباً ومثالية، وحفلت بالماضي المشرق والمجد المتألق، وامتلأ تاريخها بالمآثر والمفاخر والأمجاد، وهي تتعرض بين حين وآخر إلى هجمات ودعوات تختلف قوة وضعفاً لإبعاد الأمة عن تراثها ودينها وتاريخها.

    لقد استعرض المؤلف في كتابه هذا الاتجاهات نحو العامية في العالم العربي، وحذر من الاهتمام بالعامية والشعر العامي، ودعا إلى عدم تكريس الجهود نحو ذلك، مؤكداً المساوئ لانتشار العامية وخطرها.. ومما لا مراء فيه أن اللغة العربية الفصحى عامل حيوي في مجال التفاهم والتقارب العربي؛ لذا حرص المخلصون قديما وحديثا على حراسة هذه اللغة وصيانتها من العبث والتمزق ودرء كل عامل يهددها ونبذ كل محاولة لتقويضها.

    ولقد نبه المؤلف ودعا البعض من المثقفين إلى عدم تبني الشعر العامي والاهتمام بالتنظير للفكر العامي، ولفت الأنظار إلى خصوصية الاتجاه إلى العامية في الجزيرة العربية ودول الخليج وما تخفي من ورائها من سلبيات تهدد الفصحى والثقافة العربية والتراث الخالد، حيث أخفقت جهود أعداء اللغة الفصحى الذين يحاولون النَّيل منها وطعنها في الصميم مسخرين طاقاتهم وأساليبهم لتفتيت اللغة وهدمها من خلال نظم الأشعار باللغة العامية على أنها البديل عن الفصحى.

    ولقد أخفقت تلك الدعوات في الكثير من البلاد العربية، ورغم ما تلقاه من مروجين فإنها وئدت في مهدها؛ لأن الأمة العربية والإسلامية لن تفرط في تراثها ودينها وتاريخها وآدابها.. ولقد حرص المؤلف على أن يبني دراسته على نصوص قاطعة، فقد حذر من الاتجاهات نحو العامية وما يترتب على ذلك من انصراف عن منهل العربية الفصحى.

    تحية لمؤلف هذا الكتاب على غيرته على الفصحى واهتمامه بالدفاع عنها والعودة بها إلى قمة مكانتها ومجدها، كما أحيي مكتب التربية العربي لدول الخليج الذي منح المؤلف جائزته تقديراً منه لمضمون الكتاب.

    حفظ الله لغة القرآن وصانها من كل الأعداء وأدام لها القوة والانتصار والنقاء والصفاء؛ فهي تستقي قوتها وعظمتها من هذا الرافد القرآني المعجزة الخالدة، وستبقى خالدة على مر العصور وتوالي السنين.

    وبالجملة فالكتاب ينبض بالحب والدفاع عن الفصحى والحفاظ على ثقافة الأمة وتراثها والدعوة إلى عدم فشو اللهجات العامية وإحلالها محل الفصحى لئلا تصبح كل لهجة لغة مستقلة بذاتها وما يترتب على ذلك من انصراف عن الفصحى، مع الدعوة إلى عدم إفساح المجال للعامية والعجمة واللحن، بل يجب أن نعطي الفصحى كل اهتمامنا؛ فهي الوعاء الذي يحوي ثقافة الأمة وفكرها وحضارتها وتراثها ونحرص عليها قاعدة ولفظاً وأسلوباً، وألا نشوه جمالها ونصاعتها وبيانها.. وأختم القول بمقولة للإمام الشافعي رحمه الله: لسان العرب أوسع الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً، والعلم باللغة عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه.

    عبدالله حمد الحقيل






معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط