مهْلاً فقـــــلبي من الأوجاع يرتعدُ
لا ترحلي فالــــهوى بعـــدك يفتقدُ

الموج والبحر في عينيك قد سكبوا
والليل والســحرُ في كفَّــيك يتْـــحدُ

قولــي لحسْــــنك هلْ بالْبدْرِ مقترنٌ
أمْ للــهوى أنْـــت منْهاجاً ومعــــتقدُ

كيف السبيـــل إلى عينيــك يا امرأةً
إنَّ الفـــراق بسيـــفِ الهجْرِ يجــتهدُ

جرحي يفوقُ حدود الصـبر والحـكم
حزنـي دفيــنٌ كمثْــل النَّـــار يتقـــــدُ

ثكْــــلى حروفي فما عادت تشاركني
أضْــحت بلا أمـــلٍ تشـــكو وتبْــتعدُ

قلبي الذي كـــان مـرْسى للهوى زمناً
باللـــه كيــف بعــــــيداً عنـــك ينفردُ

رحمـــاك إن الهوى دونــنا تعــــــبٌ
والـــروح تفْــني فمــــاذا يفعل الجسدُ

مـــدَّ إليَّ جســـــــــور الحبَّ يا امرأةً
يغفـــو الفــراش علـــى كفَّــيك إذ يفـدُ

أنا الــــذي كــان بالأمس القريب هنا
بين الضلوع وبيـــن العيــــن أتســــدُ

فالليل والبــــحر وهـذا الطيــر يعرفني
ســــلي النــجوم إذا العشَّــاق قد جحدوا

حسًّــــادنا في الهوى حــــارت عقولهمُ
فلـــمْ نــــبالِ ولـــم نحْفـــلْ إذا حســـدُ

فــــكم ملأنـــا من الأحـــــلام جعْبتنا
بحثْــــت عنْها وعن عمْـــري فلم أجدُ

إن كنـــت سيَّــــدتي بالهجْـــر قاتـــلتي
بالمــــوت أرضــى وهل بالموت نبتعدُ ؟

كــفَّـــي جراحكِ إنَّ الحـــزن يقتلني
ما لي ســــواكِ فأنْــــت القلب والكبدُ

ضاقتْ عليَّ الدنـــا واسْتسْلمتْ لغـــتي
أرْثيــــك نفْــسي فإنَّ النَّــفس تلْتَــــحــدُ


يا حرقـــة النَّـــفس من فقْـــدٍ يعذَّبني
يدْمـــي فؤادي بــــلا خوفٍ فأفـــتأدُ


يا منْية الروح هل للرُّوح تسْــــتمعي
جودي بوصْـــلٍ لأجل الحبَّ قــد نَرِدُ

إنَّ الطـــيور الـــتي كـــانت تـــداعبنا
أمْســــتْ بلا وطــــنٍ تغْدو ولا تعـــدُ


إنَّـــي سئمْــــت حياتي منــــذ أن رحلت
ما عاد يجْــــدي معي صبرٌ ولا جلــــدُ

سأتْرك الحـــــب قطْعاً غيـــر معْتذرٍ
ماذا عســـايَ إذا الأحـــباب قد فقـــدُ

شيَّعْــت حبَّــي لقبْـــرٍ بات مرْقــــــده
علَّي أراهـــا بدنْيا الخــــلد ترتــــغـــدُ