النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: بين الأصالة والفوضى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954

    بين الأصالة والفوضى


    بين الأصالة والفوضى
    http://www.aliwaa.com/Article.aspx?ArticleId=269927

    رحم الله الخليل بن أحمد الفراهيدي، فقد قضى حياته في دأب ونصب، حتى تمكن من وضع علم العروض، على قواعد ثابتة، واصول متكاملة، تصونه من العبث، وتبعده عن الاضطراب، وتبقيه لمواكب الأجيال العربية اللاحقة، مقياساً دقيقاً يجنب طلابه الزلل والخطأ، ويساعدهم على صوغ مشاعرهم، وفق وحدة موسيقية متناسقة الجرس والإيقاع.
    وذهب الخليل، وبقي علم العروض أساساً يبني عليه كبار شعراء العرب خرائدهم وأبكارهم، لا يعيبونه، ولا يشذون عنه، ولا يخرجون على أحكامه، ولا يفكرون في إيجاد طريقة جديدة تقوم مقامه، ليقينهم أن طريقة الخليل، هي الطريقة المثلى، وأن قيثارته صالحة لكل زمان، وقادرة على التعبير في صدق ويسر وانسجام، عن كل ما يجول في الذهن من أفكار وخواطر، وعن كل ما يكنه القلب من أحاسيس وخلجات وانفعالات.
    بيد أن فئة من حملة الأقلام عندنا، رأوا وما زالوا، غير هذا الرأي، وما فتئوا يدعون إلى التحرر من ضوابط هذا العلم ومقاييسه، زاعمين أن هذه الضوابط والمقاييس، تقيد الفكر، وتغل العواطف، وتحد من طاقة الخيال على التحليق في آفاق التجديد والابتكار. ولهذا طلعوا علينا ببدعة «الشعر المنثور».
    وهب بعض الغيارى على العلم واللغة، يناهضون هذه البدعة الدخيلة على الشعر، ويحضون على التمسك بعمود الشعر، ويثبتون بألف دليل قاطع، أن الشعر المتنكر للوزن والقافية لا يعد شعراً، وإنما هو خواطر أو نثر قد يحلق فيه كاتبه، أما ذلك الشعر المتفلت المزعوم فيضع بأصحابه، في رصفهم كلماتهم بينها ما يشاءون من نقاط وعلامات تعجب واستفهام، ويطلقون عليها ما يحبون من أسماء. أما الشعر بمفهومه الصحيح، وبديباجته المشرقة، وبنغمته الموسيقية المتلائمة، فهو بعيد عنها، وبراء منها.
    وثمة موجة غريبة ثانية تتلاطم على صخور أدبنا العربي على العموم، ثم تتكسر وترتد إلى شاطئه اللامتناهي، وتتلاشى على رماله الذهبية، هي موجة اللهجات العامية الضيقة الأفق، التي نادى باستعمالها بدلاً من الفصحى، عدد من المبشرين باليسر والسهولة، والنافرين من كل صعب وعسير، باسم «العفوية» والحياة!.
    ثمة كتابات بإحدى اللهجات المحلية لا تكاد تنفع أصحابها، تجنح إلى التوصيل والترقيع، وتنتابها موجات من النغولة والرطانة البغيضتين.
    إنها كتابات لا ترهف حساً، ولا تولد أفكاراً، فالأدب عموماً والشعر خصوصاً يصقلهما العلم وتغذيهما الممارسة، وتزيدهما تجارب الحياة قوة وإبداعاً.
    ونسأل بعض الكتاب، وبعضهم من ذوي الإبداع والعبقرية: لماذا لم يطبقوا نـظرياتهم العروضية أو اللغوية على ما نشروه قبل خروجهم على الأصول وحتى بعده؟ وهل العروض الخليلية - في نظرهم - ضيقة متشائمة لا ترى حولها إلا الضعف والعلل؟.
    لسنا من المتعصبين لكل قديم، ولكننا من دعاة الأصالة والجمال في الشعر والنثر، وفي كل فن من الفنون، وعمل من الأعمال وقد قال المبدع الفرنسي الكبير أندريه جيد: الفن (كل فن) يعيش في القيود ويموت في الحرية (ويعني الفوضى)!.
    د. جهاد نعمان
    أستاذ في جامعة القديس يوسف

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,112
    بوركت أستاذنا على نقل هذه المقالة الرائعة الهادفة
    أمام هذه الادعاءات التحررية والتفلت من ثوابت العلم وقواعده تتولد أبحاث تحاور وتناقش هذه الأفكار الهدامة بالحجة والدليل ، وهذه رسالة من ضمن رسائل الرقمي أن يظل قلعة حصينة لعلم العروض يحميه من أيادي التسلل والعبث في ثوابته الراسخة .
    شكرًا لك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    727
    الفن (كل فن) يعيش في القيود ويموت في الحرية (ويعني الفوضى)!.

    وهذا دليل واضح وصريح أن الشعر أذا خرج من دائرة الخليل أصبح فوضى وليس شعرا ً

    مقال رائع وجميل

    كل الشكر أستاذ خشان

    وسلمت يدا الدكتور جهاد

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط