النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: بدوي الجبل في مواقف حادة

  1. #1
    زائر

    بدوي الجبل في مواقف حادة

    بدوي الجبل في مواقف حادّة
    مقدمة: هذا مقال عن بدوي الجبل وهو أحد جبال شعرنا المعاصر.
    بالمناسبة -كما هو متوقع-هناك خطأ وزني في نقل بعض الأبيات آثرت تركها للتمرين! فهل اكتشفها شباب المنتدى الناهض وفقه الله؟
    وهل يقترح ما كان عليه الأصل؟



    دمشق
    صحيفة تشرين
    ثقافة وفنون
    الثلاثاء 1 شباط 2005
    أحمد درويش


    الشاعر الكبير بدوي الجبل عبقري الصياغة الذهبية هو في الوقت نفسه سياسي محترف، ولهذا يكثر عنده الشعر السياسي في مختلف الأغراض الشعرية: في المدح، في الهجاء، في الموضوع الوطني والاجتماعي، الخ.. بل قلما تجد عنده قصيدة لا تدخلها السياسة. لقد بلغ الأمر عند هذا الشاعر الكبير أن أدخل الغزل رمزاً للسياسي كقصيدته:

    خيالك يا سمراء مرَّ بغرتي فحيا ورحبنا بغال ورحّبا ‏

    شكونا له السمراء حتى رثى لنا وجرّأنا حتى عتبنا فأعتبا ‏

    وناولنا من أرز لبنان أيكة الخ... ‏

    والسمراء هنا هي الوطن كما يتضح من سياق القصيدة الطويلة، وقد جعل السمرة رمزاً للوطن باعتبار السمرة الشرقية هي الغالبة، بينما كان هو في بلاد الغرب حينها، والغلبة هناك للبياض، وكذلك فعل في «اللهب القدسي» قصيدته المشهورة:



    تأنق الدوح يرضي بلبلاً غرداً من جنة الله قلبانا جناحاه ‏

    يطير ما انسجما حتى إذا اختلفا هوى ولم تغن عن يسراه يمناه ‏

    واليمين واليسار هنا بالمعنى السياسي، ويعني بذلك تنبيهاً ومناشدة للرئيس الأسبق المرحوم شكري القوتلي بضرورة عدم التخلي عن يمين الحكم لصالح اليسار الذي كان صاعداً حينذاك. ‏

    القصيدة طويلة ونعتمد على شهرتها وشيوعها في هذا الاختصار والاستنتاج.. فالمرور على السياسة في شعر بدوي الجبل يحتاج إلى مجلدات.. ومنذ البداية لم يكن هذا موضوعنا.. ‏

    ما نقصده هو الموقف «الصرخة» في وجه ما، في حالة ما التي تخلق هزةً في الخصم، وفوراناً في الشعر، وتوتراً كبيراً عند القارئ أو السامع.. فهل عند البدوي مثل تلك الوقفة الصارخة؟ الجواب نعم. ‏

    لقد صرخ شامتاً في وجه باريس (فرنسا) عندما احتلتها القوات الألمانية: ‏

    سمعت باريس تشكو زهو فاتحها هلا تذكرت يا باريس شكوانا؟! ‏

    عشرون عاماً شربنا الكأس مترعة من الأسى فتملّي صرفها الآنا ‏

    ما للطواغيت في باريس قد مسخوا على الأرائك خداماً وعبدانا ‏

    إني لأشمت بالجبار يصرعه باغ ويرهقه ظلما وعدوانا ‏

    آمنت بالحقد يذكي من عزائمنا وأبعد الله إشفاقاً وتحنانا ‏

    لنقل الآن، إذا كانت هذه الأبيات لا تجعل تؤثرنا في المستوى الذي نريد.. لنقل إنها بداية تصعيدية، والأبيات التالية أكثر أهلية لذلك. ‏

    هدد الملك عبد الله في يوم من الأيام بأن سيحتل حوران، فهو يريد أن يكون ملكاً على سورية أيضاً.. وانفعل البدوي بذلك أيما انفعال وألقى قصيدة من الإذاعة السورية، ويقال أن الملك عبد الله قد ضرب الراديو فحطمه عندما سمع البدوي يقرأ هذين البيتين: ‏

    يهدد بالسلاح ويدّعيه وما ملك الجنود ولا السلاحا ‏

    بطاحُ القدس دنسها مغيرٌ فهل حمت كتائبه البطاحا؟! ‏

    هل لأن بدوي الجبل كان سياسياً محترفاً نجده أقل حدّية من (عمر أبو ريشة) في شعره «الهجائي» إذا صح التعبير؟ فهو لا يريد أن يقطع شعرة معاوية مع الآخرين نظراً لمصالح سياسية. ‏

    أنا أميل لذلك أكثر من التفسيرات الأخرى، علماً بأن المحور السياسي الذي يدور حوله هو «الكتلة الوطنية» برئاسة شكري القوتلي، وهي التي تحدد في الدرجة الأولى تلك المصالح، ولذلك رأيناه يهاجم الملك عبد الله بقسوة شديدة، وكان يمكن أن تكون أقل قسوة من ذلك لولا أن تهديد الملك عبد الله جاء في أيام حكم «الكتلة» لسورية ورئاستها للجمهورية متمثلة في شخص شكري بك.. ولكنه ما أن تمس تلك المصالح التي تخص «الكتلة الوطنية» حتى نراه يزمجر ويقذف من يهددها بأبشع النعوت. ‏

    من المعروف أن بدوي الجبل كان معجباً جداً بسعد الله الجابري، وقد رثاه عندمامات بقصائد عديدة، تعد من أفضل قصائد الرثاء في الشعر العربي، وكان أن فاز حزب الشعب في الانتخابات النيابية والحكم، بالتالي، على حساب الكتلة.. إذاً خرجت الكتلة. من السلطة، وتبوأها حزب الشعب برئاسة رشدي الكيخيا. وفي ذكرى وفاة سعد الله الجابري ألقى بدوي الجبل قصيدة مختلفة حدةً ولغة ومعاني، فهو ما أن يبدأها قائلاً: ‏

    أدموعاً تريدها أم رحيقاً؟ لا ونعماك ما عرفت العقوقا ‏

    حتى ينتقل إلى التعريض الشديد بحزب الشعب وقائده رشدي الكيخيا، فيصف الكيخيا بأنه جاهل ويسخر من الحزب لتزعمه له وجعله: «مفوَّهاً منطقياً» فيخاطبه قائلاً: ‏

    يا شقيا بالرفع والنصب والجر تقحّمْ أسبابها والفروقا ‏

    خلِّ عنك الإعراب فالجهل والعجمة أورى زنداً وأروج سوقا ‏

    ليت من زوِّروك فيهم خطيباً يتقنون التزوير والتلفيقا ‏

    صنم جنّ ناحتوه فضلّوا... فيه كفراً بربهم ومروقا ‏

    عبدوه فيالسخر الليالي خالق راح يعبد المخلوقا ‏

    هكذا ينقضّ البدوي فيعري الخصم هنا ويُشّوهه دون حساب؛ إذ إن المعركة السياسية تقتضي ذلك أوتسمح بذلك على الأقل.. ويحسّ البدوي برها فته الشعرية وعقله السياسي بأنه لابد إذاً، من تبرير لخسارتهم (الكتلة الوطنية) أمام حزب الشعب ورئيسه الكيخيا فتطغى ملكاته الشعرية على تبريره السياسي فيمتعنا كشاعر كبير بتبرير شاعري فروسي من حيث الأداء، ومن حيث الأخلاق الفروسية، فما الذي جرى؟ الذي جرى هو التالي: ‏

    ما نزلنا عن السروج عياء لو ركبنا لما أطاقوا اللحوقا ‏

    ضل شوط يكون بين البراذين فلا سابقاً ولو مسبوقا ‏

    والبراذين هنا معناها (الحمير) فتأمل بعد ذلك، وتأمل أيضاً بأن هذه البراذين لم تحمحم من أجل التحية في السباق ولا من أجل السباق نفسه: «بل حمحمت تريد العليقا» تريد العليق إذاً. ‏

    بعيداً عن السياسة كما يبدو هذا الشوط؛ ولكنه في صلبها، وفي حركتها _ وأخشى أن أقول في مآلها أيضاً _رحم الله شاعرنا الكبير بدوي الجبل.. وبعيداً عن السياسة أيضاً. ‏

  2. #2
    زائر
    السلام عليكم

    بدوي الجبل واسمه الحقيقي محمد سليمان الأحمد، من كبار شعراء سورية المعاصرين وقد سرني ما نقلته عنه , وقد مرّ معي أن الأبيات التي قالها عندما احتلت القوات الألمانية باريس كانت هكذا:
    سمعت باريس تشـكو زهو فاتحها.............. هلا تذكَّرت يا باريس شكوانا
    عشرون عاما شربنا الكأس مترعة ................. من الهـوان فذوقي طعمها الآنا

    ولبدوي الجبل قصيدة رائعة نظمها في عام النكسة 1967م وتعرض بسببها للإغتيال ولكنه نجا, وكانت قصيدته تبدأ بالأبيات التالية :
    رمل سينـاء قبرنـا المحفور ............ وعلـى القبر منكر ونكـير
    كبرياء الصحراء مرغها الذ.............. ل فغاب الضحى وغار الزئـير
    لاشهيد يرضي الصحارى وجلى.............. هارب في رمالها وأسير
    أيهـا المستعـيـر ألف عتاد .............. لأَعاديـك كل ما تستعير
    هدك الذعر لا الحديد ولا النا................ ر وعبء على الوغى المذعور

    أمّا بالنسبة للأبيات التي أوردتها أستاذ محمد فهناك البيتين :

    يهدد بالسلاح ويدّعيه ............وما ملك الجنود ولا السلاحا ‏
    بطاحُ القدس دنسها مغيرٌ ............فهل حمت كتائبه البطاحا؟! ‏
    فأعتقد أن الشطر الثاني من البيت الثاني ( فهل حمت ) نقصت حركة ويمكن أن تكون ( فهل حفظت) أو ( فهل حملت )

  3. #3
    زائر
    صحيح أختي رغداء.
    وليس عندي في هذه الغربة ديوان البدوي لأقف على أصل البيتين.
    وصار الخطأ في الشعر هو القاعدة بحيث صرت أدعو بطول البقاء لكل من أسمعه ينشد الشعر بشكل صحيح..أخشى إن مات أن لا يخلفه أحد!
    وطال عمرك.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط