النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: في هجاء العقاد!- قصة قصيدة

  1. #1
    زائر

    في هجاء العقاد!- قصة قصيدة

    في هجاء العقاد!- قصة قصيدة

    كان العقاد في الخمسينات ومطلع الستينات "مقرر لجنة الشعر" في المجلس الأعلى للفنون والآداب في مصر.
    وحين ظهر شعر التفعيلة الذي سمي وقتها بالشعر الحر ناصبه العقاد العداء ولم يعترف به وكان يحيل القصائد التي هي من هذا النوع و الواردة عليه بصفته مقرراً للجنة المذكورة إلى لجنة النثر!
    وذات مرة اضطر يوسف السباعي الذي كان أميناً عاماً لهذا المجلس إلى إيفاد أحمد عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور، أشهر شعراء التفعيلة في مصر في الستينات إلى دمشق لتمثيل مصر في مهرجان الشعر.
    فما كان من العقاد إلا أن هدد بالاستقالة إن مكن المذكوران من الصعود إلى المنصة وإلقاء شعرهما!
    وانصاع السباعي ومنع حجازي وعبد الصبور بالفعل من لقاء الجمهور الدمشقي رغم أنهما كانا في دمشق.
    عندها طفح الكيل بحجازي ونشر القصيدة التالية في "الأهرام" في هجاء العقاد.
    اختار حجازي نظم قصيدته على الشكل العمودي الذي كان قد ثار عليه لإثبات مقدرته على كتابة هذا الشكل وهذه المقدرة حقيقية متوفرة في كل شعراء التفعيلة الكبار ولكم أن تلاحظوا ذلك عند محمود درويش مثلاًً. وقد اختفت هذه المقدر مع "اشعر النثر" حيث يفتقد معظم من يكتبون هذا النوع من النصوص لأي مقدرة عروضية أو حتى لغوية، مما يتيح لأي دجال مدع أن يعلن عن نفسه بأنه "شاعر" دون أن يستطيع أحد أن يقول له "ثلثا الثلاثة كم" أو "ما أحلى الكحل في عينك" على حد التعبير الساخر لحسيب الكيالي رحمه الله.
    واختار حجازي البحر البسيط وهو من أبعد البحور عن التفعيلة قصداً لإثبات مقدرته على أن يقول الشعر العمودي الرصين لو شاء، ومن المعلوم أن البسيط يستخدم غالباً للأغراض الجادة، وهو من الأبحر الصعبة على من لم يتمرس بكتابة الشعر.
    وهو فيها يوضح أن الهجاء ليس من أغراض شعره غير أنه يقوله الآن للضرورة عادّاًً العقاد "آخر مهجو وأنسبه".
    وفي القصيدة اتهام للعقاد بأنه يخوض في كل شيء دون أن يتقن شيئاًً وفي هذا غبن للعقاد ولا شك إذ كان الأخير موسوعة لم نعد نجدها في أجيالنا الكسولة الحالية، وإن كان العقاد قد تجاوز آراءه الزمن في بعض المجالات فعلينا أن ننسبه لزمنه ونقارنه مع أقرانه ومعاصريه وهذا هو العدل.
    وفي قصيدة حجازي الادعاء المعتاد الذي سنراه لاحقاًً مع الحداثيين بكل صنوفهم وهو أن أهل الشعر العمودي غرباء عن العصر.
    وإنهاء القصيدة بالتفعيلات سبق إليه ابن الرومي في هجائيته الشهيرة لعمرو "وجهك يا عمرو فيه طول" ولكن حجازي بخلاف ابن الرومي لم يحسن إدراج التفعيلات ضمن نظام القافية ولا هو أحسن في إدراجها ضمن البناء المعنوي للقصيدة بخلاف ابن الرومي الذي حول التفعيلات لخدمة قصده الهجائي حين قال:
    مستفعلن فاعلن فعولن..ستفعلن فاعلن فعول
    بيت كمعناك ليس فيه..معنى سوى أنه فضول

    وهذا لعله يوضح للشباب في العروض الرقمي فائدة للتفعيلات لعلها لم تخطر على بالهم وهي استعمالها في الشعر كأبيات قائمة بذاتها!

    القصيدة:

    من أي بحر عصيّ الريح تطلبه..إن كنت تبكي عليه نحن نكتبه
    يا من يحدث في كل الأمور ولا..يكاد يحسن أمراً أو يقاربه
    أقول فيك هجائي وهو أوله..وأنت آخر مهجو وأنسبه
    تعيش في عصرنا ضيفاً وتشتمنا..أنا بإيقاعنا نشدو ونطربه
    وأننا نمنح الأيام ما طلبت..وفيك ضاع من التاريخ مطلبه
    وفيك لا أمسنا زاه ولا غدنا..وفيك أبهت ما فينا وأكذبه
    وتدعي الرأي فيما أنت متهم..فيه وتسألنا عما تخربه
    وإنه الحمق لا رأي ولا خلق..يعطيك رب الورى رأساً فتركبه
    مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن..مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

  2. #2
    زائر
    ...........

  3. #3
    زائر
    .........

  4. #4
    زائر

    الحب يا صاحبي من مقلتيكَ أطلْ
    .............لا تخشَ تحكي لها، لا تظهرنَّ وجلْ
    إنْ لم تجد منفذا، للوصل ويحك قلْ
    ..................مستفعلاتن فعلْ مستفعلاتُ فعلْ

    أستاذي الكريم، تنشر عبقك بين الحين والآخر. لا عدمناك

    قولك:" وهذا لعله يوضح للشباب في العروض الرقمي فائدة للتفعيلات لعلها لم تخطر على بالهم وهي استعمالها في الشعر كأبيات قائمة بذاتها!"

    لا ينكر فائدة التفاعيل كمصطلحات ووسائل إلا مكابر.


    4 3 – 2 3 – 4 3 – واحد ثلاثة - تنسيق المنتدى يقهر

    مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

    4 3 2 – 3 – 4 3 واحد – ثلاثة .... من ينقذنا من تشوه التنسيق؟

    مستفعلاتن فعلْ مستفعلاتُ فعلْ

    الأرقام (المقاطع) ذوات لا تتغبر لذات الوزن.
    التفاعيل مصطلحات ووسائل قد تتعدد لذات الوزن حسب الغاية منها.

    استطراد

    ولو جعلنا البيتين

    الحب يا صاحبي معْ عبرةٍ قد أطلْ
    .............لا تخشَ تحكي لها، لا تظهرنَّ الوجلْ
    إنْ لم تجد منفذا، للوصل يدنيك قلْ
    ..................مستفعلاتن فعلْ مستفعلاتُن فعلْ

    لكانا في الحقيقة:

    الحب يا صاحبي
    ...............معْ عبرةٍ قد أطلْ
    . لا تخشَ تحكي لها
    .............. لا تظهرنَّ الوجلْ
    إنْ لم تجد منفذا
    .............. للوصل يدنيك قلْ
    مستفعلاتن فعلْ
    ..................مستفعلاتُن فعلْ

    ولكان الوزن 4 3 2 3

    ولكان الحوار بيننا هل الوزن

    مستفعلن فاعلن ....متعلقا بالبسيط
    أم
    مستفعلن مفْعُلا .....متعلقا بالمنسرح أو السريع

    غنّوا - بأشعارهم - لحناً - يموج سنا

    .................4 - 3 2 3 - 4 - 3 - واحد - ثلاثة

    .................فعْلُنْ مفاعيلُنا فعْلنْ مفاعِلُنا

    لا شك أن التفاعيل مفيدة كمصطلحات ووسائل.

  5. #5
    زائر
    لا يخفى على أستاذنا خشان أن الملاحظة التي علق عليها لم تكن إلا مداعبة.
    ولا اختلاف بيننا على ما تفضل بذكره!
    وأتمنى من القراء الكرام أن يهتموا بموضوع هذا النص فهو المقصود أما المداعبات فهي أعمال تزيينية لا تزيد في المعنى ولا تنقصه!
    مع خالص التحية.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228
    لي تعليق بسيط أضيفه على نقد الأخ محمد لأبيات حجازي حيث وجدنا الشاعر يجيء بقافية مؤسسة ( يقاربه ) بين قواف غير مبنية على التأسيس . قال إبراهيم أنيس معلقا على التزام العقاد في إحدى قصائده بألف التأسيس : " ولسنا نعرف شاعرا من الشعراء قد شذ عن هذا " .
    ولعل هذا كان وراء تعقب العقاد للشعراء الجدد ممن لم يتمكنوا آنذاك من امتلاك أدواتهم الشعرية بعد . حجازي ، أيضا ، لم يستثمر تفعيلات الخليل في ذيل قصيدته بمثل استثمار ابن الرومي لها كما بين لنا الأخ محمد ، لكني لم أفهم قصده من قوله : " وهذا لعله يوضح للشباب في العروض الرقمي فائدة للتفعيلات لعلها لم تخطر على بالهم وهي استعمالها في الشعر كأبيات قائمة بذاتها!"
    أعرف أن صديقنا عمر خلوف يستعمل هذه التفعيلات كمفاتيح للبحور التي يؤصلها اقتداء بصفي الدين الحلي كما في قوله على البحر اللاحق :
    ولاحق حقه ماثل ............... مستفعلن فاعلن فاعل
    واستعماله لها ، لا شك ، أفضل من استعمال حجازي . فالشطر التفعيلي عنده ملتحم بالبيت التحام بيت ابن الرومي التفعيلي بقصيدته ، وهذا مما لم يتيسر لحجازي حيث لم يلتفت إلى مراعاة القافية .
    وقد أتحفنا الأستاذ خشان في مداخلته السابقة باستخدام لهذه التفعيلات في الإخوانيات من شعره أظنه فاق فيه سابقيه ، فهل هذا ما يريده الأخ محمد ؟
    حجازي كان في ذلك الوقت شابا مندفعا ، ولا أقول طائشا ، ولكن انظر إليه بعد أربعين عاما كيف يرى العقاد . ( اقتباس عن خالد فتح الرحمن )
    أهداني الصديق المبدع ( سامي عبد الرحمن ) مجموعة قيمة من مجلة روز اليوسف تعود بتاريخها إلى أوائل الستينات ، كان أكرم ما فيها ، - أن وضعت يدى علي المقالة الشهيرة التي كتبها ( أحمد عبد المعطي حجازي) في نقد الأستاذ العقاد ، شاكياً - زمانذاك - من طغيانه في رفض الشعر الحر ، ورفض رواده المشاهير صلاح عبد الصبور وحجازي وغيرهما ممن حول العقاد أشعارهم إلى لجنة النثر باعتبارها لا تمت إلى الشعر بما يصلها به .
    والمقالة تنعي إلى الناس رئاسة العقاد لجنة الشعر ، وتنعته بالجمود ومعاداة كل ما هو جديد !!
    قرأت المقالة : طازجة ، ملأى بفتوة الشباب وحماسه ، ثم تذكرت مقالة أخرى كتبها حجازي نفسه قبل وقت قريب بصحيفة ( الأهرام ) ملتفتاً فيها إلى أبيات العقاد الرائقة .
    ملأت داري القمـاريُْ غــناءا
    ويحها !!هل يكشف الطير الغطاءا
    عرفت عندي ربيعــاً بعـد مـا
    ذهبت مـن ظلمـة الدار الشـتاءا
    عرفتني العـام ؟ أم كـانت هـنا
    كل عام تمنح الــدار الــولاءا
    لم أكــن أحْفِلُــها .. حتـى إذا
    صــدح الحـب .. تسمَّعتُ الغناءا
    عرض ( حجازي ) أبيات العقاد ، ثم بأسلوب كله دهشة وانبهار قال " إن أدوات النقد الحد اثوي كلها لترتبك إزاء قصورها عن الإلمام بما في قصيدة الأبيات الأربعة هذه من حداثة وتجديد ".. !!
    إنه الزمان .. معلّم الإنسان .. بين عهدين من قديمه والجديد.
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

  7. #7
    زائر
    الأستاذ سليمان:

    لعل حجازي قال: يقربه، أنا للعلم سمعت الأبيات منه في مقابلة مع قناة الشارقة ولم أنقلها من كتاب.
    وعدت إلى ما كنت كتبت بعد أن سمعت فوجدتها "يقربه" بالفعل ولكني كتبتها" يقاربه" على ما يظهر لإحساس لا شعوري بأنها أنسب! ولا أدري إن كان إحساساً صائباً.
    والملاحظة المذكورة مجرد مداعبة لا أريد العودة إلى مناقشتها بجدية وسامح الله من فعل هذا و سامحني على أنني ذكرتها بلا احتراس مما ساهم في تشتيت الانتباه عن الأهم المقصود من الموضوع:
    أنا ألاحظ أن هذا القطاع الكبير من الإنتاج الشعري الذي هو شعر التفعيلة ليس متجاهلاً بل مجهولاً عند الشباب في بعض الأوساط ولا أدري إن كان يجب أن يظل كذلك.
    أنا أردت المساهمة في التعريف بهذا التاريخ الذي مضى له أربعون عاماً.
    سألت شاعراً مجيداً بالفعل ومنظراً عن محمود درويش ورأيه فيه فقال لي"أليس هو الذي قال:سجل أنا عربي"!
    ومن هنا تعرف مدى الانقسام الهائل في الثقافة العربية الحديثة وتحولها إلى معسكرات لا يعرف الواحد منها عن الآخر شيئاً.
    وهذا هو الموضوع!

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط