تعقيبي على رائعة د. هناء
في قناديل الفكر والأدب


أساتذتي الكبار بعد ما قرأته هنا من جمال نقد لا يقل عن جمال قصيدة شاعرتنا الاستثناء د. هناء المشرقي
أحببت أن أشارككم في هذةِ الأحتفالية الرائعة بهذة الباذخة للشاعرة المتميزة

قبل الولوج إلى الموضوع سأعرّج على شيئين مهمين وهما القصيدة والنقد
القصيدة وكما يحلو لي تعريفها هي عبارة عن كائن حي يعكس حالة الشاعر النفسية في لحظة معينه كما هو حال النقد تماماً
حيث يعكس حالة الناقد النفسية في لحظة معينه والقصيدة عبارة عن محاولات متكررة في دائرة الفشل وهي تعبير عن ما يدور في خلد الشاعر في لحظة ما حول موضوعٍ ما تؤثر فيها الظروف المحيطة بالشاعر
والقصيدة تحمل بصمة خاصة كونها كائن حي تشبه تماماً البصمة الوراثية لكل كائن حي والتي لا تزيد عن 0.1 من تركيبةالمادة الوراثيه ولكنها هي التي تحدد بنية الكائن كذلك الحال بالنسبة للقصيدة فهي تتفق باغلب الأمور عند أغلب الشعراء من وزن وقافية و... الخ لكنها تختلف بالبصمة الشعرية التي تحدد هوية الشاعر.
والقصيدة الجيدة هي التي تحمل بصمة الشاعر من جهة والتي تستطيع أن تراوغ النقد أو القارئ من جهة أخرى وأنا من وجهة*
نظري أرى أن قصيدة الدكتورة هناء قد حققت الشرطين وبكل اقتدار
أتفق مع ما ذكرة الدكتور الرائع توفيق من جهة البناء الشعري وماذهب إليه من عنوان القصيدة لكني أحسبه لصالح النص من جهة أخرى هو *تحديده لهوية الشاعرة
*لقد كشفت لنا هناء المشرقي منذ العنوان هويتها الأنثوية ويستطيع القارئ البسيط أن يكتشف أن صاحبة القصيدة أنثى*
كذلك مروراً بالألفاظ مثلاً رمشك بدلاً عن طرفك لوكان صاحب النص رجل لاختار طرفك ربّما لكن الأنوثة غلبت على شاعرتنا فجاءت برمشك الأقرب لطبيعة الأنثى
كذلك الإلفاظ التي أشار إليها دكتورنا توفيق*
مثل ينتحر القاسية ودماء كتركيب للجملة الشعرية أتفق معه لكن هي طبيعة الأنثى التي تهوّل الأشياء وتضخمها ولقد نجحت د. هناء في أظهار هويتها من خلال قصيدتها التي كانت صورة مصغرة منها !
الأمر نفسه والذي أختلف فيه مع الكبير خشان خشان حول بداية القصيدة الرومنسية فضلاً عن ما يسكله الشعراء في قصائد السياسية ذات الطرح المباشر هو ليس تميزاً بقدر ما هي طبيعة الشاعرة المتمكّنه والتي تودع بصمتها الأنثوية في قصائدها فلا اتوقع من هناء المشرقي أن تقول القدس عروس عروبتكم ولا اتوقع من مظفر النواب أن يقول نامي فطرفك قد أطال سُهادي
فالأمر يرجع إلى مقدرة الشاعر أو الشاعرة على تجسيد هويته وهذا محسوب للشاعر بالطبع ولكن لا يعد تميزاً خارقاً بالضرورة!

بالنسبة لقضية المراجعة والتدقيق واختيار المفردة وأقول واعلم أن الكل لا يوافقني الرأي*
القصيدة تجسيد لحالة نفسية معينة في وقت معين وأختيار المفردة والصورة والقافية والوزن هو انعكاس لتلك الحالة فلو غيرنا المفردات واستبدلنا الجمل الشعرية خلال شهور او فترة تصل الى العام لنقدم ما يعرف بالحوليات فسنقدّم وجبة شعرية فائقة الجمال خالية العاطفة فليس من المعقول ان تظل الحالة النفسية ذاتها والانفعال العاطفي عينه ملازم للشاعر*
لذلك سأظلُ اكرر*
( فأصدق الشّعر ما يأتي على عجلٍ
وأكذب الشّعر ما يأتي على مهلِ)

من هنا أقول حول ما ذهب إليه الدكتور الرائع *
توفيق حول ما لو كان صاحب القصيدة
لأستبدل أطال ب أنام ولقال في العجز ورمى
بسهمٍ في مهاد فؤادي أو في صميم فؤادي
هي حالة الشاعر النفسية*
أنا لو كتبتها لقلت مثلاً
نامي فرمشكِ قد أحلَّ سُهادي
مدَّ السهام لكي يصيد فؤادي

وليس بالضرورة أن أكون مصيباً
مثلا في رمى بسهمٍ هنا السهم واحد ولا ندري هل كانت الرمية موفقة وحقق المراد منها أم لا أمّا في سهام فالتكرار حتى بلوغ الهدف وارد
ومع ذلك مازلت حادثة الخنساء وحسان شهاده *مع أن حسان أشعر عندي والله أعلم.

بالنسبة لمراوغة قصيدة الدكتورة هناء لنا فقد حققت ذلك ودليل اختلاف القرأة هنا يثبت ذلك
والأخفاقات الشعرية التي أحبذها في القصيدة دليل قاطع على كونها قصيدة من الطراز الأول فالشعر كان ولا يزال دربٌ على جهدٍ نحاولهُ وكلّ من سار حتى الآن لم يصلِ
فما نظنّ اكتمالاً حين نكتبهُ إلّا ويرجع فينا غير مكتملِ.

بالنسبة للنقد هو تعبير يعكس حالة الناقد النفسية يتغير حسب ظروف النقد سوى الداخلية أو الخارجية وأنا مع الدكتور القدير توفيق حول إن نقد النحو والصرف والوزن وهدة الاشياء مقدور على أصلاحها أما نقد المفردة والبلاغة والجمل الشعرية فأقول فيه*
ما قلته في القصيدة هو محاولات متكررة في دائرة والفشل والنقد والقصيدة يسيران في خطين متوازيين لا يتقطعان في نقطة مطلقاً
وليس هناك أسس معينه لنقد الجملة الشعرية*
ولا العاطفة نستطيع تطبيقها على القصيدة الكائن الحي ولو لم يكن النقد محاولات فاشلة لم وصل هشام الجخ إلى وصيف أمير الشعراء ولم يصل أحمد بخيت

أخيراً أقول هناك من من يملكون أدواتهم الشعرية ويهتمون بتصنيع الجملة الشعرية على حساب العاطفة لا يقتربون من الشعر باكثر من ما يبتعدون عن النظم

وأحب أن أختم حديثي بيت شعر قلت فيه

مابين نظم الشّعر أو تخليقهِ
بحرٌ وليس الكلُّ يدركُ شاطئيه !

تلميذكم / جبر البعداني


وللحديث بقية ذات بوح*