ـ متى تبدأ الحربُ يا أبتي ؟
إذا سقطتْ قريةٌ في الجوار .
ـ أرى قريةً في الشمال !!
إذن سوف تكثرُ من حولنا سوسناتُ القرى .
ـ سأدفنُ ألعابي الورقية في الرمل يا أبتي ريثما تنتهي الحربْ .
ستلْمحُها من بعيدٍ طفوليةُ الغرباء .
ـ لماذا تخبّئ خنجركَ الغجرية خلف أزارير ثوبي الممزّق بالذكرياتْ !

لتجعلها هكذا وثبةً في الغموضِ إلى نحْرِ أمك حين تريقُ الورودَ على شفتيك , وفي قاعةِ البئرِ دعْ أخَوَاتِكَ يقرأنَ يوسفَ من حولهم , لئلا تمرّ الجنودُ على عتباتِ البيوتْ , فإن البيوتَ الشريفةَ لا تُسْرجُ الليلَ للغرباء . ستكبرُ في آخر الحربِ يا ولدي حين تسمعُ في البندقيةِ صوتاً كحزنِ المساء . كلانا سيَكْسِرُ أغنيةً في رفوفِ الكلام , وعند بكاءِ القصيدةِ يخْلعُ جبّتَه للجراح . تذكّرْ عُمومتنا قريةً قريةً ريثما تمضغُ الخيلُ أرغفةَ الكلماتْ , سأرحلُ بين ثقوب الجدارْ ...