أتيح لي في هذا السفر أن أعود إلى بعض الكتب التي لم أفتحها من زمان في مكتبتي الأخرى
ومنها كتاب ( اعتقال لحظة هاربة ) لغادة السمان.

هذا نص لها بعنوان - اعتقال خاطر :

أفكر بك بكثافة
أتذكرك
أمْثل في حضرتك البهية
وفي الوقت ذاته
أبذل جهدا خارقا
لكتابعة كتابي المشوّق
لكن حادثا أثيريا طرأ
وها هي مفاتيحي الداخلية السرية
أسيرة مغناطيسية مجهولة تجتذبها

وها أنا أفكر فيك بكثافة

أتذكرك
أمْثل في حضرتك البهية
وأسمع صوتك
وأنا واثقة أنك تعاني الشيء ذاته
وأننا في هذه اللحظة نتواصل
عبر هاتف روحي ما
(ويحتضن) كل منا صاحبه
بطريقة ما عبر أثر كوني غامض
أرجوك كف عن الصراخ في أذني هكذا

وأنت بعيد هكذا

فيما يلي أبيات تقع بين استيحاء هذا النص وترجمته الشعرية
ولعل تعبير ( الترجمة الشعرية ) أفضل من تعبير ( التشعير )، لما تتضمنه من درجة أكبر من إمكانية التصرف في النص والسياق.

قد استولى على عمقي وذاتي ....حضورك حائلا دون التفاتي
إلى سِفْرٍ حوى شعرا ونثرا .... وتاريخا ونقلا عن ثقاة ِ
طَبتْني في الأثير خيوط جذبٍ ......إليك تشدّني وتفلّ ذاتي
أمغناطيسَ روحي كيف قل لي ....حللت بخافقي رغم الشتاتِ
تخلّل بعضنا بعضا فصرنا ....كيانا واحدا جمّ الصفاتِ
فليس سواك نسْغٌ في عروقي .....وما شعر سواك على لهاتي
وملءُ مسامعي همساتُ حبٍّ ....لها سحرٌ شجيّ الوقع عاتِ
ثملت به، وأنت ببوح روحي .... ثملتَ كأننا ( خذني وهاتِ )
إذا قال الورى شعرا فإنا .....قصيدتنا غدونا يا حياتي
هواتفنا هوىً والنبض بثٌّ ......سنبقى هكذا حتى الممات
وندعو الله بعد الموت عفوا ..... ورحمتَه جليلَ المكْرُمات