لأهمية هذا الموضوع المتعلق بالكم والهيئة رأيت نشره في رابط مستقل. وهو يفهم في سياقه الذي نقل منه :

http://arood.com/vb/showthread.php?t=6199

المد الأخضر

وبالمرّة كما يقولولون

خذ بيت الشعر التالي لإبراهيم ناجي

ألمي محا ذنبي إليك وكفّرا .... هبني أسأت ألمْ يحنْ أن تغفرا

وهو مما حفظته لابنتي في طفولتها وكانت تنشده هكذا

هبْ نـيـــييييييييي أسأ ْ = 2* 2 3*

تنشده بمد الياء في ني = 2 222 ربما لتكون أطول من وتدين أو ثلاثة من أسأ = 3*
المفروض لو أن لطول المدة تأثيرا في الوزن أن ينكسر البيت. من هذه الزيادة الخضراء

في حين أنها لو نسيت فقالت :
هبني أخطأت ألم يحن = 2 2 2 2 1 3 3

قارن بين الوزنين :

هبني [أســأ]ت ألم = 2 2 [3] 1 3 = 2 2 [1 1 ه ] 1 3

هبني [أخطأ]ت ألم = 2 2 [4] 1 3 = 2 2 [1 ه 1 ه ] 1 3
إن زيادة حرف واحد غيرت اللون من أحمر إلى أزرق كسرت الوزن مع أن ما نجم عن ذلك من زيادة في المدة أقل بكثير جدا من الزيادة الخضراء.

هل من جواب ؟ في ظل اعتبار الوقت لوحده عاملا مقررا لصحة الوزن كما تفضلتما أنت وأستاذي د. حركات وقبلكما أخطأ أستاذي الغول في اعتماده زيادة المد الأخضر للسبب السابق للوتد معيارا للنبر. مع خطإ مضاعف سببه أن السبب السابق للوتد لا يمد بالضرورة دائما.

الرقمي يقدم جوابا ولكن لا أحد يصغي إليه. أنا لا أصر أن جواب الرقمي صحيح ولكني أتمنى على أساتذتي في العروض وأنت أولهم تقييم ذلك الجواب، فلو كان صحيحا فإنه يدخل مفهوما ذا أهمية جذرية في العروض العربي وتقييم مكانته وتفرده وبذخ ثرائه بين الأعاريض العالمية جميعا والكمية منها خاصة. وذلك المفهوم مشروح بشكل لا لبس فيه في موضوع ( الكم والهيئة )

مع اعتبار المد الأخضر حياديا حيث أتى فهو يتعلق بالإنشاد لا بالعروض وبالتالي فهو لا يؤثر على أي من الإيقاعين البحري أو الخببي. ونجري تقييمنا للوزن على أساس كل من الكم والهيئة وكأنه لم يكنْ. - هذه الفقرة معدلة عن الأصل إثر تعليق أستاذثتي ثناء مشكورة
.


ونفس الشيء يحصل لو أنها أخطأت فحركت همزة [ أسأْ]

هبني أسأَتُ ألم = 2 2 1 1 1 1 3 وليس من تغيير أبدا في المدة . التغيير في الهيئة فإن
4 1 3 وما زاد عنها من 4 1 1 3 و 4 1 1 1 3 ... إلخ خببية بالضرورة. وفي إحداثها في الوزن البحري هدم للهيئة.

ونفس الشيء يحصل لو أنها قالت ( هبنِيَ) أسأت ، بفتح ياء هبني ، وليس من عبث بالوتد ولا زيادة في المدة.

هبنيَ أسأ = 2 1 1 3 ونعرف في الرقمي أن 1 1 3 لا تساوي (2) 3 بل تؤصل على 2 2 3 وإذ ذاك يكون أصل الوزن = 2 2 2 3 وفيه انتقلت الهضيبة 2 2 إلى الهضبة 2 2 2 في الحشو وهو تغيير تأباه الهيئة. ولو قال قائل بل إن الوزن = 2 (2) 3 نقول إنه خالف بدهية من بدهيات الخليل بجمع تنافر السبب الثقيل مع الوتد بعده مباشرة. وهذا كاسر للشعر .

ولو صح ما تفضلت به من قولك معتمدا طول المدة عاملا مقررا في حال السبب الثقيل في الفاصلة :

ويعبّر المقطعان القصيران المتواليان عن هذا السبب في حال انقسام نقرته من شدة الطول إلى نقرتين منفصلتين
لكان الأولى أن يقبل السبب الثاني في هبنيـــيييييييييييي أن ينتقل إلى سبب ثقيل بسبب طوله. ولا يصح ذلك بسبب خرقه للهيئة رغم عدم تأثر الكم.


وعلى ضوء مفهوم ( الكم والهيئة ) أقرر في هذا المقام ما يلي :

1- الخطأ الكبير لدى المستشرقين في دراستهم للعروض العربي على أساس الرقمين 1 و 2 فقط دون تمييز بين الرقم 2 السببي والرقم 2 الوتدي الداخل في الوتد 3 = 1 2

2- خطأ تعريف قطع الوتد لدى العروضيين العرب باعتباره حذف آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله في سياق بحري. لو كان الأمر كذلك لانهار الوزن.

3- صحة وانسجام واطراد منهج الرقمي في التخاب باعتبار أن الوتد لا يتغير حين يتغير وهو وتد ولكنه يقع في سياق خببي بعد الأوثق يفقده وتديته فيخرج الإيقاع بعد الأوثق من كمي إلى خببي ( لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ) . لله ورسوله المثل الأعلى.

4- خطأ استاذي الغول وقبله محمد العياشي في اعتبتار الكم معيارا وحيدا مؤديا ذلك إلى نظرية النبر لدى الأول ومبدإ الاهتضام مع التطاول الشديد على الخليل.

5- الظلم الذي لحق بالخليل جراء عدم افتراض وجود منهج له ومن ثم أخذ حرية القول في العروض دون وجود معيار عام شامل للتفاعيل والبحور، وهو ما أدى لدى استفحاله إلى أن يأتي العلامة الكرباسي بمائتين وعشرة بحور زاعما أنه يكمل مشوار الخليل.

6- خطأ الدكتور محمد توفيق أبو علي في أخذه على الخليل عدم التفريق في الوزن بين با = 2 وبأْ = 2*
وانظر ثغرة العروض إن شئت:



ولم أكن قد بلورت مبدأ ( الكم والهيئة) واستعملت بدل الهيئة تعبير ( النوعية )

7- ليس القرآن بشعر ، " وما علمناه الشعر وما ينبغي له " أقول هذا حتى لا يتهمني متهم بأني أطبق قوانين الشعر على القرآن. ولكني أقول إن القرآن الكريم هو مرجع العربية الأوثق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في أي مجال بما في ذلك خصائص العربية ومنه سبق في النثر كما الشعر اشتقاق أحكام مد حركة ضمير الهاء للمخاطب المذكر الغائب. ولا شك أن للقرآن إيقاعه القرآني الخاص الذي ينتظر من يكتشفه .وإن مد الألف قبل همزة القطع لا يخل بذلك الإيقاع. وفي استعمال الرقمي في تعليم التجويد كان ذلك المد مرموزا له بأسباب خضراء.

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tarteel

8- استغرابي لإعراض العروضيين العرب عموما إلا من ندر عن مجرد محاولة فهم الرقمي ولو لنقضه. ناهيك عمن رآه عبثا دون تكليف نفسه فهمه. أعاد الله أخانا داوود أبا زيد سالما. وحفظ لنا أستاذنا الغول. بل حفظ جميع أساتذتي الذين لهم علي فضل الاهتداء بإشعاعات فكرهم في هذه الزاوية أو تلك من زوايا الرقمي .

9- دعوة أهل الرقمي وخاصة منهم من لم يعرف العروض التفعيلي إلى التعرف عليه لفهم الفارق بين العروض كتطبيق وعلم العروض كمنهج.

موضوع الكم والهيئة :



https://sites.google.com/site/alarood/kam-wa-hayaah

رحم الله أبا إسحق، لكأني به لو كان حيا لقال لذلك الرجل الذي مد الألف " لو مددتها إلى العصر لما كانت إلا ألفا واحدة – فإنما مدها أخضر"



***
تأخر طبع الطبعة الثانية من كتابي وقد ضايقني ذلك. ولكني الآن أحمد الله على ذلك. فإن ما تجمع لدي في هذه المشاركة يصلح فصلا مهما تحت عنوان (المد الأخضر ) ويكون تابعا لموضوع (الكم والهيئة) ومع أنه معطياته تكررت في ثنايا الكتاب إلا أنها لم تتجمع لدي بهذا الشكل. والفضل في ذلك لك. لأني نمت وصحوت وأنا أفكر فيه لما لك من مقام في نفسي ولما آمله فيك ولمسته لديك غير مرة من استعداد لإحقاق الحق.

ورغم كل ما تقدم أكرر أن ما تقدم يبقى رؤية شخصية لا تصبح موضوعية إلا بتمحيصها فإما دحضت أو عدلت أو أقرت ولا يتأتى ذلك إلا باهتمام أساتذة العروض بها.

حفظك ربي ورعاك.