رحـَلَ أبو حسن مقبول بن حسن الفاهمي _رحمه الله تعالى _، والذي افتقدنا بفقده حبَّ الحياة و الشعر و الفكاهة وكلَّ بسيط و عميق و جميل فحقيقٌ على الشعر _بمشيئة الله_ أن يخلده :


يَذكُرُ النَّاسُ كلَّ ميـْتٍ بخير ٍ

نالَ يَـومَ الفراق منْهُمْ وِسَامَا


لَيْتَهمْ جَامَلـُوهُ قـبْلَ وفـَاةٍ

فرأى البِشرَ و اسْتـَبانَ الوئِـامَا


ألِقـُبْح ِ الوَفاةِ كلُّ جميلٍ
و جَـمَالُ الحياةِ يلقى الجِساما ؟


فانتِـظارُ المَنُون ِ في كلِّ درْبٍ

للضَّحايـَا أشابَ منَّا الغـُلامَا




يُنبتُ الحُبَّ في الحَيَاةْ رياضاً
و يدُ الموت تقـْطِفُ الأَكْمَامَا


خبَرٌ قدْ أحلَّ عنديَ نوْحِي
صيَّرَ الصَّبْرَ و العـزاءَ حَرامَا


كفَّـنوهُ بَلْ كفـَّنوا الظُّـرف ، ويلي!
قبروا الحبَّ و الصَّفَا و ابتِسَامَا


ففراقُ الحبيبِ أبكى عيُوْنَاً

و كرامُ الأنَامِ تبكي الكِرَامَا



أفْحشَ النَّاسُ في المَنايا مَقَالاً
وَ رَجَوا الهُجْرَ أن يخيفَ الحِمَامَا



أذنُ الموتِ لا تصيخُ لنَوْحٍ
أو رجاءٍ و لا تهابُ المَلامَا


يُنزلُ المرءُ في اللحود وحيدا
لا شريكٌ و لا يلاقي ازدِحَامَا



فَلِمَاذا يحاربُ النَّاسُ موتاً
نشر الفَضْلَ ثُمَّ أنْسَى الزِّحَامَا ؟

_
أتشرف بكون هذه القصيدة من نتاج تمارين دورات المنتدى الأول .