للأستاذة الدكتورة خديجة بابيضان فضل تنبيهي إلى استقصاء هذا الموضوع في القرآن الكريم. حين قالت حول تطبيق م/ع على مقول القول في القرآن الكريم

http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=536

" أليس واردا أن يكون النقل مجرد سرد للحكاية ، أخذا للعبرة ، وتأكيدا للموعظة " وكأنها تعني أن ذلك لا يقتضي حرفية النقل في مقابل ما افترضته من حرفية النقل أساسا لـاختبار م/ع على مقول القول في القرآن الكريم. وكلا الرأيين ممكن. والفيصل في ذلك استعراض آيات الكتاب الحكيم بتجرد وموضوعية. وقد ذكرت في ردي هناك ما ورد من مقول القول منسوبا إلى سيدنا موسى عليه السلام في سبعة عشر موضعا من القرآن الكريم، وهنا أستعرض ما ورد من مقول القول المنسوب إلى فرعون. وردت عبارة " قال فرعون" في القرآن الكريم في المواضع السبعة التالية :

1. {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }الأعراف123

2. {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ }يونس79

3. {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ }الشعراء23

4. {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ }القصص38

5. {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }غافر26

6. {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }غافر29

7. {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ }غافر36


لا نرى في الآيات كلها من تكرار سوى لما وضعته ملونا:

فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى........القصص38
ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ................. غافر36

ثمة اتفاق واختلاف
أما ما اتفقت فيه الآيتان (فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي ) و (ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي ) فالفرق في هاتين العبارتين بين ( اجعل) و (ابن) مما لا ينفي الدقة بل يؤكدها، فطبيعي أن يكون لكلمة ما في لغة غير مقابل ( أكثر من مقابل ) في لغة أخرى، ويلاحظ من تطابق النص على مستوى الألفاظ بل والأحرف ما هو جدير بالتأمل في سياق الحوار.

وأما العبارتان: (أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى) و (أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ) فبينهما من الاختلاف ما لا يمكن افتراضهما كمترادفين. وهما في نفس الموضوع ونفس الموقف. فهل أجد لي لو افترضت نفسي محاميا عن منطق م/ع مخرجا ؟

من أجل الحوار فلأتقمص دور المحامي عن منطق م/ع لأقول أجل على افتراض أن العبارتين وإن كانتا في نفس الموضوع ونفس الموقف إلا أنهما في جزئيتين مختلفتين كأن يكون فرعون قد قال ما معناه ( ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ فأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى).فورد ذكر قوله مجزءً في آيتين مختلفتين.

ليت المشاركين الكرام يسهمون في استعراض مقول القول في القرآن الكريم على أن نفترض أن كل ذلك أمر مساعد في صياغة وشرح ملابسات سؤال يدور في إطار افتراض لا قيمة له إلا إذا وافق التفسير والشرع واللغة، وفي هذا المقام تظهر الحاجة إلى رأي الأستاذة الفاضلة خديجة بابيضان وزميلاتها الكريمات وسواهن من أهل العلم والمعرفة.

فإن رأوا صحة هذا الرأي أو على الأقل عدم مخالفته للشرع واللغة والتفسير فبها ونعمت. وإن رأوا خطأه لزمنا ( أنا والمشاركين) ما قالوه، وشكرنا لهم واستغفرنا الله وشكرنا لهم ذلك. وأجرهم على الله تعالى.
وبالنسبة لي - وأظن ذلك ينطبق على سواي - فحسبي أنني حاولت تدبر آيات الله تعالى واستفسرت عن أمر فيها ووجدت جوابه.
لعل الأساتذة الكرام يرون كيف أن طبيعة الرقمي وطريقة تناوله ما تفتآن تفتحان أبوابا للحوار والتأمل تؤدي بدورها إلى فتح أبواب وهكذا.