النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: شعراء أم مجانين ؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,112

    شعراء أم مجانين ؟؟

    شعراء أم مجانين ؟؟ ... مانـي الموسوس مثالاً

    صهيب السيد ذاكر
    الثلاثاء/11/8/2009
    يعتبر الشعراء على مر العصور حالات فريدة و مميزة عن أقرانهم و ذلك أن لديهم ملكة لا توجد عند الكثير من غيرهم بالرغم من تقارب الثقافات أو تفاوتها أناس تميزهم تلك القدرة على التعبير و الصياغة و الإبداع منهم الغني المترف
    و منهم الفقير الذي لا يجد قوت يومه . منهم من يقف على أبواب السلاطين و منهم من يستجدي العامة ليكسب لقيمات تقيم أودّه . منهم من اشتهر بحدة الذكاء و الفطنة و سرعة البديهة و منهم من اشتهر كونه مجنوناً من المجانين و لو بحثنا في أسباب جنونهم كما ادعى الناس لوجدناهم مجانين بحالات مختلفة مجانين الحب و العشق و الهيام كقيس ليلى و أمثاله ومنهم من اعتبر مجنوناً لمخالفة العادات والنظم العامة لمجتمعه الذي فيه متخذاً من المجون ساحة من ساحات الجنون ومنهم من يطلق عليهم البهاليل ومفردهم بهلول وهم من اتخذ الزهد وترك الدنيا وزينتها ساحة يطلقون من خلالها ما يسمى بالحكم البهلولية حتى على الخلفاء والحكام فكان الخليفة أو الحاكم يقبل تلك الحكم بروح طيبة أو على مضض كون هؤلاء عند العامة لهم ميزة الفقر وترك الدنيا و(الجنون)وكما قيل في كتب الأخبار أن هارون الرشيد قد سأل بهلولاً فقال يا بهلول ماذا تقول قال:ماذا أقول هذه قصورهم وتلك قبورهم فبكى الخليفة أما من يحملون صفة الجنون الحقيقي ومنهم محمد بن القاسم المصري فهم من الحالات الفريدة ومحمد بن القاسم هو من يطلق عليه لقب أو يعرف باسم (ماني الموسوس) وهو من الشعراء شبه المجهولين بالرغم من رقة شعره وهو ممن يجعل من الخمر ذات غلبة على كينونته الذاتية والشعرية و قد أبدع في شعره رقة و عذوبة فهو يصف محبوبه بقوله:‏
    لو صافح الماء القراح بكفه لجرت أنامله كجري الماء‏

    وقد أبدع ماني الموسوس صوره الخاصة وتركيباته المختلفة عن أقرانه من الشعراء برقة و عذوبة متناهية فهو القائل :‏
    بكت عيني غداة البين دمعا ً وأخرى بالبكا بخلت علينا‏
    فعاقبت التي بخلت علينا بأن أغمضتها يوم التقينا ‏
    وقد أعرب الكثير ممن عاصره عن دهشته لأسلوب المدح لديه كقوله لأحدهم مادحاً:‏
    كرّات عينك في العدا تغنيك عن سل السيوف‏
    وقد وصفه البعض في كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز بقولهم(كان ماني المجنون من أشعر الناس شعره ينضح بغنائية وبمعانٍ ليحب الكثير ترديدها)‏
    إلا أن تلك الأشعار المغناة ينسى الشاعر الذي أبدعها كقوله :‏
    حجبوها عن الرياح لأني قلت يا ريح بلغيها السلاما‏
    لو رضوا بالحجاب هان ولكن منعوها يوم الرياح الكلاما‏
    وهو القائل واصفا الوجنات المتوردة :‏
    له وجنات من بياض وحمرة فحافاتها بيض وأوساطها حمر‏
    رقاق يجول الماء فيها كأنها زجاج أجيلت في جوانبها الخمر‏
    ويصف رقة الحبيب بقوله :‏
    بالذي أنبت في خد يك وردا ليس يقتطف‏
    لا تميلن فإني خائف أن تتقصف‏
    إنما ميلك في مشيك مرعوب مخوف‏
    وقيل في كتب الأدب أن ماني الموسوس ابتعد عن الناس آخر أيامه و قد أصبح شيخاً كبيراً في السن ناعم الوجه حسن الثياب رقيق القلب و قد دخلت عليه جماعة فسألهم ما يريدون قالوا ننشد الشعر والأدب فأنشدنا فأنشدهم قصيدة مطلعها :‏
    الله يعلم أنني كمد لا أستطيع أبث ما أجد‏
    ثم أغمي عليه فتركوه وانصرفوا فأفاق فناداهم فقال تنشدوني أم أنشدكم فقالوا أنشدنا فقال:‏
    لما أناخوا قبيل الصبح عيسهم وثوروها فثارت بالهوى الإبل ‏
    و أبرزت من خلال السجف ناظرها ترنو إليّ و دمع العين ينهمل‏
    و ودعت ببنان خلته عنماً فقلت لا حملت رجلاك يا جمل‏
    ويلي من البين ماذا حل بي و بها من نازح الوجد حل البين فارتحلوا‏
    يا حادي العيس عرج كي أودعها يا حادي العيس في ترحالك الأجل‏
    حتى إذا ما جاء إلى بيته الذي يقول فيه :‏
    إني على العهد لم أنقض مودتهم يا ليت شعري بطول العهد ما فعلوا‏
    قال له فتى من المجان كان مع القوم : ماذا تراهم فعلوا ؟ ـ لقد ماتوا فقال له ماني :و ماذا أنا فاعل من بعدهم إذاً أفأموت ؟ قال الشاب: مت راشداً فما كان من ماني الموسوس إلا أن تمدد في فراش له و سكن فقلبه القوم فوجدوه قد مات و لم يغادروا مكانهم حتى دفنوه هذا ما ورد في أخبار الأدب و الأدباء عنه‏
    مات ماني الموسوس الذي ذهب به الجنون كل مذهب كما يقال ذاك المجنون الذي شغل أهل الحب و الخمر و الوصف و لكن لم يمت شعره الذي أصبح ضمن التراث الغنائي و الأدبي و إن لم يذكر أن الشاعر الذي أبدعه مجنون اسمه ماني‏ .

  2. #2
    {{د. ضياء الدين الجماس}} غير متواجد حالياً مُجاز في العروض الرقمي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    المشاركات
    2,065
    الشعر موهبة جمالية تعبيرية ، لكنها ليست جميلة كمهنة ، فبذلك تكون نوع من الابتذال لكسب المال غير المشروع ، كأن يمتدح شخصاً لينال منه رزقه ... بئسها من مهنة دنيئة، ولذلك طردهم سيدنا الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
    أنا أرى أنَّ الشعر موهبة جمالية كمالية ، من الجميل أن توظف لإيصال العلوم المفيدة والحكم والقصص بأسلوب محبب للناس، ولا بأس من إبداء المشاعر الإنسانية الراقية ، وعلى الشاعر أن يعمل عملاً كريماً لكسب رزقه كيلا يكون شعره رخيصاً مبتذلا يقتات به على أبواب الملوك والحكام...
    العصر الآن عصر العلم والعمل ، ولا بأس بارتقاء الأدب لأنه وسيلة نشر الفضيلة الجميلة بجمال توصيلها للناس.
    من الطريف أن اسم ماني في الإنكليزية نوع من جنون الهوس اسمه مانيا Mania
    شكراً على الموضوع الطريف.
    واتقوا الله ويعلمكم الله
    والله بكل شيء عليم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط