عَلى حافةِ شَفْرَةِ أحْزانِها، لَمْ تَجِدْ غَيْرَ طيْف مَنْ يسْكُنُ الكَوْكَبَ البَعيدِ لِتُرْسِلَ لَهُ أمانيها ،

فاتّخَذَتْ من أشْواقْها مِرْقاةً و أنْشَدَتْ:



** أمْنيات ذبيحَة **


سَأُرْسِلُ منْ عَبْرتي للمَدى
لَعَلَّ الذَبيحَةَ أنْ تُفْتدى

و لَيْتَك يا حَرْفُ تُسْعِفُني
لِيَبْلُغَ ذاكَ البَعيد الصَّدى

أَتَسْمَعُ في الرُّوحِ تَنْهيدَةً ؟
تُمَزّقُ أحْشاءَ أخْتِ الندى

تُقيمُ بِصَدْرِيَ أوْجاعُها
وَسَهْمُ الأنِينِ بِها عَرْبدا

جَعَلْتُكَ في النَّفْس وجْدانَها
لتَحْيا بِصُحْبَتِها سَرمَدا

فَشَتَّتَ عَصْفُ النَّوى شَمْلَنا
و بِتْنا بِحُضْنِ الجوى سُهَّدا

فلا تَشْكُ منِّي أيا لائِمي
فُؤادُكَ للصّفْحِ قدْ مَهّدا

و لَنْ أشْتكي مِنْك يا هاجِري
فَعَفْوي ، إلَيْك هوَ المُبتَدا

خَبَا نورُ عَيْني و إِشْراقُها
ودَفْقُ الدُّموع لَها أرْمدا

وَلمّا قرأْتُ بها لَوْعَتي
عَلَيْها انْهِمارُ هُمومِي بَدا

حياةٌ ويَسْري بِنَا مَوْجُها
وَكَمْ هاجَ فينا وَ كَمْ شَرَّدا

إذا أضْحَكَتْ فَهْي تُخْفي البُكا
ولا يَلْبَثُ القَلْبُ أنْ يُجْلَدا

عَييتُ بأتْراحِها زَمَنا
و عانَيْتُ إذْ غَدْرُها اصَّعَّدا

فلا الطّيبُ يَلْقى بِها مَوْطِنا
و لا الفَضْلُ فيها يَرى سُؤدَدا

و جُهْدُ الكَريمِ بها مُنْكَرٌ
و يُخشى ضَياعُ التَّفاني سُدى

خُطوبٌ و إِظْلامُها حَالِكٌ
و صَبْرُُ المُعَنَّى وَشيكُ الرَّدى

تَرَكْتُ لِدُنْيايَ أوْحالَها
و لا أرْتَجي مِنْ فَناها سَدا

و لَيْسَتْ لَدَيَّ بِها حاجَةُ
سِوى ما سَيُنْجي عِظامي غَدا

فَيا ساكِنا كَوْكَبا منْ رضا
أَجِبْ منْيَةَ الروحِ كَيْ أَسْعَدا

وَخُدْني إليْكَ ، إلى نَجْمَةٍ
فهذي يَدي ، هَلْ تَمُدُُّ اليَدا ؟