اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
على ذكر د. أحمد مستجير يرحمه الله وفي غير موضوع في المنتدى تكرر ذكر الجينات. وكل شيء إن وضع تحت مجهر التفكير ووضع في الإطار العام الذي يشمله قاد إلى رؤية كلية مستنيرة. والجينات بمفهومها العلمي هي موضع التأمل في هذا الموضوع




ليست الجينات ناقلة للصفات الوراثية فحسب. إن فيها سرا ينشئ بين الوالدين ونسلهما علاقة في غاية القوة. وليست هذه العلاقة مقصورة على الإنسان ليقال إنها ناشئة عن وعي فكري ولكنها فطرية تشمل الحيوانات في شتى مراتبها من الفقاريات إلى الحشرات – وكلمة فطرية تصف ولا تفسر- . وحزن الناقة على وفاة وليدها مشهور في الشعر العربي
وهو مضرب مثل في شدته ومن ذلك :

قول الخنساء :

وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ .... لَها حَنينـانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ
تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت .... فَإِنَّما هِيَ إِقــبالٌ وَإِدبارُ
لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت .... فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ
يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني .... صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ

وقول أبي دهبل الجمحي :
فَأُقسِمُ ما غُمشُ العُيونِ شَوارِفٌ .... رَوائِمُ بَوٍّ جاثِماتٌ عَلى سَقبِ
يُشَمِّمنَهُ لَو يَستَطِعنَ اِرتَشَفنَهُ .... إِذا سُفنَهُ يَردُدنَ نَكباً عَلى نَكبِ
بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ زالَت حُمولُهُم .... وَقَد طَلَعَت أولى الرِكابِ مِنَ النَقبِ

والبوّ غير مهموز: الحُوار، وقيل: جلده يُحْشَى تِبْناً أَو ثُماماً أَو حشيشاً لتَعْطِف عليه الناقة إذا مات ولدها، ثم يُقَرَّبُ إلى أُم الفصيل لتَرْأَمَهُ فتَدِرَّ عليه

نعود إلى مجرى الموضوع.
وتميز الإنسان بالفكر الذي كرمه الله به وهو أثر نفخة الله في آدم عليه السلام. وتميز الإنسان بالفكر ينتج عنه تميز الوشائج بين بني الإنسان بوشيجة الفكر، وهي نظير وشائج الجينات ولكنها أسمى وأرقى وتخص الإنسان دون سواه من المخلوقات على وجه الأرض.

وأكبر مثال هي حبنا لرسول الله عليه السلام، هذاالحب الذي إن اقتصر على العاطفة كان جيدا، ولكنه إن اقترن بالفكر أنتج الحرص على الأخذ بمنهاجه.

يقول تعالى : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " (آل عمران – 31 )

ألهذا علاقة بالرقمي ؟ أجل

إن الرقمي مظهر من مظاهر إعمال الفكر – فكر الخليل بن أحمد أصلا - في مجال محدود هو العروض، صحيح أنه فتح للعروض آفاقا أخرى تتخطى وزن الشعر، ولكنه ليس أكثر من مثال على جدواه وضرورته في كل مجال من مجالات الحياة والفكر.

وضمن إطاره هذا – على محدوديته - فإنه لا يخلومن طابع الفكر وأثره سواء في الفهم أو في نسج وشائج بين من تدارسوه.

يعرف هذا من حيث اختلافه عن التفاعيل من عرف التفاعيل وعرف الرقمي.

ويعرفه من حيث امتداد أثره إلى ما يتعدى المعلومة المجردة بين متدارسيه من علّمه ووجد جزءا فكريا – ولو محدودا – من ذاته ينتقل إلى سواه فيوجد رابطا فكريا بينهما لا وجود لمثله في حال تدارس التفاعيل القائم على الحفظ بشكل كبير، وهذا طبعا لا يقلل من تقدير دور وفضل من يعلم التفاعيل، هذا الفضل المشترك في تعلم وتعليم العروض بالتفاعيل وبالرقمي، ولكن هنا هذه الناحية المتميزة في أمر الرقمي لما فيه من بعد فكري.


أقول أولاً
يا لجيناتكِ يا أمنا الخنساء ، كم جلبت لنا الشعر والحزن حتى على الناقة؟!!
اكتشفتُ أنّ العروض الرقمي حامل لفيروس فكري شديد الخطورة والروعة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعييؤدي إلى حالة إدمان لايشفى منه من أصابه هذا الفيروس..
ملاحظة: ليست كل الفيروسات ضارة بالصحة. بل مفيدة ومفيدة جداً لكنها تتكاثر بسرعة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
هل من مزيد نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي