حبيبنا وأستاذنا الفاضل خشان حفظه الله تعالى ورعاه.
أنا لم أدَّعِ بأنني شاعر أو عروضي مجتهد بل متعلم لشرع الله ونهجه حتى الممات إن وفقني لذلك .
وكل مافي الأمر أن الله وهبني القدرة على وزن الكلام لأزينه للقارئ موزوناً يقبل مضمونه بطيب نفس ، ولا يهمني من الشعر إلا مضمونه الذي نحاسب عليه ، أما أن يعتبره النقاد شعراً أو موزوناً فلهم ذلك ولا يهمني سوى رضاء الله تعالى ، لا الخليل ولا من سواه.
ولي موضوع نشرته هنا عن حقيقة الشعر في الشرع بعنوان (الشعر والقرين).
http://www.arood.com/vb/showthread.p...ed=1#post81894
وأما البحور التي سألتني عنها ( المقتضب والمضارع والمجتث التامة ) فلم أستعملها إلا كما ورد استعمالها حتى الأن وجميع بحور الخليل المستعملة لي فيها قصائد كثيرة ومفيدة المواضيع ، ولم أستعمل من هذه المذكورة تاماً لعدم حاجتي لذلك فقد وضعت مجزوءة أو مجتثة لأعراض إنشادية وغير ذلك وما خلقتُ لذلك.
لقد نظمت قصيدة توحيدية الهدف على المديد التام فوجدتها تحتاج لزحاف الكف كثيراً من أجل متانة الحبكة دون تتبع تمام التفعيلات . ووجدت المديد التام كالطويل التام في القوة والفرق بينهما في البداية فالطويل يبدأ بوتد والمديد يبدأ بسبب أو فاصلة ، وإليك القصيدة على المديد التام بعروض وضرب مخبونين، وأنا واثق من نصحك في البيان إن وجد فيها من خلل عروضي لتصويبه ، فقد هطلت ليلاً وراجعتها مرة واحدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
شَهيدُ الشُّهَدا
د. ضياء الدين الجماس
إنَّ رَبِّي يبسطُ الرزقَ نهراً مدداً = بيَدٍ مبسوطَةٍ لا تُغَلُّ أبدا
يغمرُ الكونَ ضياءً ولا ندَّ له= شاهدٌ يرصُدُ كلَّ خفيٍّ رصدا
لم يلدْ وما يكون له من وَلَدٍ = هو أوَّلُ الوجودِ شهيدُ الشهدا
كفَرَ الناسُ بكفِّ القضاءِ بطراً = ما لهم من دونه حافظٌ منه غدا
عجباً لفاسق لا يخاف شططاً = ويحهُ الأجدى له أن يفيق رشداً
والورى منهم عصاة ولا نورَ لهم = تمّحي أعمالهم بالصواعق غداً
والتقاةُ أخلصوا محسنين عملاً = وسيرْقَوْن بيوم الحساب صعداً
من دعا خالقه جاءه هرولةً = ذاك من أخلاقه نعْمَ مَنْ مّدَّ يدا
خَلْقُ ربي فائقُ الحسْنِ في طلعته = فتجلى بجلالٍ عليهم وبدا
طفِقَ الكونُ سعيداً بربي مرحاً = فارتدى فوق إزارٍ رداءً وشَدا
فارتعوا بنوره جاءكم منه هدى = مُنْزِلاً رحمتَهُ لن تغورَ بَدداً
المفضلات