http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...655#post680655

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء صالح مشاهدة المشاركة
1. أخطأتَ في عَدّ النجوم فعُدَّها = واحسب عيونك إن أشعت وُدَّها
2. واحسب شروقَك من مغارب بسمة = شمس الوداعة لم تغادر خدَّها
3. يا راسما شجرَ البنفسج بيننا = قَصَّرتَ أطوال الغصون فمُدَّها
4. وافرش ظلال الحزن بَعْدُ مسافةً = وامدد ظلالا للحرائق بَعْدَها
5. شاهدتُك التِّمْثَالَ ليس بميت = ويروم من وهم الحجارة خُلْْدَها
6. والصخر أملس حين شَفَّ بريقُه = بلغت عُيُونٌك في البصيص أَشُدَّها
7. أسرجتَ نبضك كي يسابر زفرتي = وأنا جهاتِ النبض أسري ضدها
8. ودخلتَ أرضا لا يجوز دخُولُها = وظننتَ سهلا أن تحاول رصدها
9. وفتحتَ في جدران ليلي كُوَّةً = وأنا ثقوبَ النور أنوي سدها
10. بعثرتَ طيرك في السماء بلا هدى = تهدي إلي هديل عشق شدها
11. لملم طيورك قد تضل عشوشها = عند الرجوع ولا تَرُدُّ مَرَدَّها
12. وأنا حطام سفينة أخشابها = غزت المحيط ولم تحاول بعدها
13. أما انطفائي في السراج فموعد = تخبو الشموع إذا تحاول جهدها
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

من حق نص في جمال وشاعرية نص أستاذتي أن أتناوله بمؤشر م/ع الذي يستنطق المزيد من مظنون نفسية الشاعرة وخطراتها مما قد لا تفصح عنه المفردات.

1- أول ما نلاحظ على هذا النص هو التقارب النسبي بين مؤشرات الأبيات كافة الأمر الذي يشير إلى سيادة الفكر وتحكمه بالمشاعر لدى الشاعرة. ومع ذلك ي
مكن للفوارق أن تلقي المزيد من الضوء.

2- أعلى مؤشر هو مؤشر المطلع 2.2
أخطأتَ في عَدّ النجوم فعُدَّها = واحسب عيونك إن أشعت وُدَّها
وأدنى مؤشر هو مؤشر البيت ما قبل الأخير أي الثاني عشر 0.7
وأنا حطام سفينة أخشابها = غزت المحيط ولم تحاول بعدها
في الأول توجه الخطاب له صدا بقوة فيرتقع المؤشر
في الثاني ينخفض المؤشر كثيرا نسبيا 0.7 حين تتكلم عن ذاتها وكأنه يعبر عن حزن هادئ يحمل في رفضه حنينا رقيقا

3- نلاحظ وقوع مجموعات كل منها على ثلاث نقاط تشكل خطا مستقيما تقريبا الأمر الذي يوحي في كل منها بموجة واحدة من مد أو جزر شعوري . فلنر

3أ – الأبيات 3، 4، 5 بمؤشرات 1.5- 1.7- 2
3. يا راسما شجرَ البنفسج بيننا = قَصَّرتَ أطوال الغصون فمُدَّها
4. وافرش ظلال الحزن بَعْدُ مسافةً = وامدد ظلالا للحرائق بَعْدَها
5. شاهدتُك التِّمْثَالَ ليس بميت = ويروم من وهم الحجارة خُلْدَها

3ب - الأبيات 7، 8، 9 بمؤشرات بمؤشرات 1.5 – 1.3 - 1.1
7. أسرجتَ نبضك كي يسابر زفرتي = وأنا جهاتِ النبض أسري ضدها
8. ودخلتَ أرضا لا يجوز دخُولُها = وظننتَ سهلا أن تحاول رصدها
9. وفتحتَ في جدران ليلي كُوَّةً = وأنا ثقوبَ النور أنوي سدها
لعل عطف البيتين الثاني والثالث على البيت البيت الأول يعبر عن وحدة الاتجاه في السياق.
آخذين بعين الاعتبار أن هذه التدرجات جميعا في سياق الرفض، لكن حدة هذا الرفض تتناقص في سياق الأبيات ولنا أن نخمن كلمات مفتاحية دالى على ذلك
(زفرتي ، النبض ضدها )
( لا يجوز دخولها ) بما في ثنايا مضمون التعبير من تخفيف في المخالفة
( وفتحت في جدران ليلي كوة) لا يمكن إغفال ما في التعبير من نداوة.

3جـ - الأبيات 10، 11، 12 بمؤشرات 2 – 1.3- 0.7
10. بعثرتَ طيرك في السماء بلا هدى = تهدي إلي هديل عشق شدها
11. لملم طيورك قد تضل عشوشها = عند الرجوع ولا تَرُدُّ مَرَدَّها
12. وأنا حطام سفينة أخشابها = غزت المحيط ولم تحاول بعدها

تنويه في البيت 10 بلا جدوى بعثرة الطيور، ثم قلق واهتمام بمصير تلك الطيور في البيت 11 يعقب ذلك الحديث عن حطام بمؤشر منخفض جدا كأنه تعبير
عن قول في اللاشعور " ليت السفينة سلمت "

4- خط اتجاه المؤشرات كما في إكسل ( خطي) يظهر اتجاها عاما للانخفاض. الأمر الذي يمكننا أن نستدل منه أن الاحتدام في نفسية الشاعرة كان يتضاءا بشكل عام .

موضوع م/ع يقع بين ذاتية المتناوِل وموضوعية الحقيقة عند الشاعر. ويمكن للتحليل أن يختلف من شخص لآخر. والعبرة فيه لما يثيره من تأمل تعادل
مدى صحة ذلك التأمل.

وبقدر ما يتوفر للمحلل من وقت وخيال وبصيرة وعمق نظر بقدر ما يكون استكشافه أجمل وأمتع بغض النظر عن مدى مطابقته للواقع.

تحياتي أستاذتي الكريمة وكل عام وأنت بخير.