النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مأساة "عوعو" - قصة للفتيان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413

    مأساة "عوعو" - قصة للفتيان

    حديث "خرافة"
    قصص للفتيان
    بقلم حنين حمودة


    (2)

    مأساة "عوعو"

    لمّا بلغ مداه منا الملل، ذهبنا إلى خرافة على عجل.
    قال: صبرًا سأحدثكم في الحال، بحديثٍ عجيبٍ ما له من مثال.
    وتحدث خرافة فقال:

    كانت الخرفان تسرح وتمرح في المرعى حيث الخضار على مد البصر، والماء الصافي يخرج من ينابيع عدة متوزعة هنا وهناك، والحب والأمل والتراحم يعطر الجو مع كل نسمة صباح فوّاحة.
    وكان الكلب “عوعو” يعيش معهم في ذات المرعى، وكان يحرسهم بعينيه في غدوهم وإيابهم.
    لكن “عوعو” كان يكثر من النوم في الأيام الأخيرة، وذلك لأنه أصبح كلبًا عجوزًا ومع ذلك كان نباحه يهرب كل من تسوّل له نفسه التجاوز عن حدّه.
    وكانت كلمة عو واحدةٌ تجعل الخرفان يصطفون على الدور لشرب الماء، وكلمة عو أخرى تدعو الجميع للصمت في وقت النوم.
    في احد الأيام، وحين تنبه “ذؤوب” إلى ضعف “عوعو” بعث بأخيه “ذؤيب” الصغير لاصطياد أحد الخرفان. لكن الخراف اجتمعوا جميعا كتلة واحدة، وهربوا من فورهم لطلب الأمان عند “عوعو”.
    اشتكوا له مما كان، فوعدهم باصطياد هذه الذئاب لتعليمها الأدب والحدود.
    سعدت الخراف جدًا وصفقوا لخطبة “عوعو”، فقد كان صوته عاليا مريحا.
    لكنهم في اليوم التالي تعرضوا لهجمة أخرى، ولم يكن “عوعو” قادرا سوى على النباح.
    غضبت الخراف كثيرا فحاميها لم يعد يستطيع حمايتها فعلا.
    واكتشفت أنها غير مضطرة لسماع أوامره عند الاصطفاف للشرب وأن بإمكانها أن تسهر إلى ما شاء الله.
    عمّت الفوضى المرعى وصارت الخراف الصغيرة تبتعد إلى حدود لم تصلها من قبل.
    وفي الجوار قابلوا “ذؤوب”. جاء "ذئيب" لاصطياد خروف سمين كان يلعب في الوادي، فهجم عليه “ذؤوب” وامره بالانصراف. أكبرت الخراف شهامة “ذؤوب”، والتفت حوله لتسمع كلمته.
    قال لهم: لقد ظلمت كثيرا حتى من أهلي. لقد ظلمني أهلىي حين أسموني ذئبًا، فأنا كلب.
    ارتفع صوت الخراف وهي تعبر عن تعجبها، خصوصًا وهو يحمل هذه الأنياب الطويلة والتي يسيل عليها لعابه وهو يحدثهم.
    لكنها تناستها مقابل نظرته البريئة التي أمطرهم بها، وحركة الشهامة التي فاجأتهم.
    اتجهوا جميعًا نحو مرعاهم يقودهم “ذؤوب” الكلب الجديد.
    فوجئ “عوعو” بإحضارهم لعدوه اللدود إلى عقر الدار.
    نبح ونبح. ذكرهم بما كان. حذرهم مما سيكون. حاول وحاول.. لكنهم كانوا مقتنعين بأنها الغيرة وأنه لا يستطيع أن يعترف بأنه أصبح عجوزًا وأن غيره سيحل محله.
    حين لم يسكت “عوعو” مع الأيام، أمر “ذؤوب” برميه خارج المرعى، وفاجأ الخرفان بحقيقة أن “عوعو” ذئب، وأنه كان يضحك عليهم طوال السنين الماضية.
    اجتمعت الخرفان لمعرفة كيف بوسعها مكافأة “ذؤوب” على مساعداته الجمّة لها، وحمايتها من رائحة الخطر وهو في بطون أمهاته.
    رفض “ذؤوب” أن يدفع له شيء فهو صديق، وهو لا يعمل أي شيء إلا من منطلق الصداقة.
    نعم، سيتعب معهم قليلا، فواجب الصداقة يحتم عليه جزَّ صوفهم كل صيف، وحلبهم كل صباح، حتى لا تكسل صغارهم وتشرب أكثر من حاجتها الصحية.
    كما أن عليه أن يأكل صغارهم الضعاف الذين سيكونون مرضى في المستقبل.
    وعليه أكل كبارهم العجزة الذين يأكلون ولا ينفعون.
    أعانه الله، لكنه واجب الصداقة.

    لكنهم مع هذا بدؤوا يفقدون من خيرة أكباشهم، وتناقلت الشائعات بينهم أنها انتقامات “عوعو”، وكان الحل أن يبنوا حظيرة صغيرة فيها ينبوع ماء واحد، وأن يعيشوا داخلها تحت حراسة “ذؤوب”.
    حين استمر فقدان الأكباش، أمسك “ذؤوب” بـ “عوعو”.. وفي محاكمة له امام الجميع خلع انيابه.

    عاش الخراف بأمان لفترة قصيرة بعد محاكمة “عوعو”، لكن الأمر عاد لما هو عليه ثانية..
    فاجتمع الخراف وقرروا أمر “عوعو” بالسماح لـ”ذؤوب” بتفتيش فمه، فـ “ذؤوب” متأكد تماما أن نابا كبيرًا قد نبت له في الداخل، وانه حتمًا آكل الخراف.

    ---

    (التذكير والتانيث للخراف في النص، لأنهم عاقلون وغير عاقلين في آن).
    التعديل الأخير تم بواسطة حنين حمودة ; 08-29-2013 الساعة 10:34 AM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    استاذتي حنين

    عُوعُو أو عَوعَوْ

    اين مر علي هذا الاسم ؟

    وجدته


    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...9&postcount=16

    دودو: أعطونا حرفَ الألِفِ رجاءْ
    توتو: الأحرفُ لا تُعطى لا الألِفُ ولا الباءُ ولا التاءْ
    يُعْزلُ توتو يأتي دودو بالعوعو الأول ويفاوضُهُ
    عوعو الأول: كلا فالألِفُ هي الحرفُ الأوّلُ في إسْمِ الله خذوا حرفَ الباءْ.
    دودو: ((لله الأسماءُ الحسنى فادعوه بها ))
    عوعو الأول: شكراً شكراً للإفتاءْ
    يعطي عوعو حرفَ الألِفِ وحرفَ الباءِ فما أحدٌ يستاءْ
    يأتي عوعو الثاني يعطي التاءَ ويعطي الثاء
    أما عوعُو الثالثُ فلقد قدّم مسروراً كلا من حرف الجيم وحرف الحاءِ وحرفِ الخاءْ.
    فيضج القوم البؤساء:
    لم يبقَ لنا حتى الأسماء .
    ويجيء العوعاوون الكُثرُ الشرفاءْ
    المزروعون على الرمل وشطآن الماءْ
    وفي كل الأنحاءْ
    يمشي خلفهم البؤساء
    يبدأ قصلُ ضحايا ودماء
    ويؤول الفصلُ إلى ما يُدعى أخذاً وعطاءْ
    وتكون نتيجته ألا يبقى غير الراء وغير الطاء وغير الياءْ
    ويطالبهم دودو أين الوعدُ بمنح الياءْ
    ويقول العوعاوون نخاف اليؤساءْ
    يتظاهر آخر عُوعو بالرفضِ وعدم الإرجاءْ
    الآنَ الآنَ وليسَ غداً سنرجِّعُ كلّ الأحرفِ والأسماءْ
    الدودو: كل الأحرفِ عندي يطلبنَ شقيقتهنّ الياء.
    آخر عوعو أتقن فنّ اللثمِ وفن الإقعاءْ
    فخاطبَ سيّدَهُ: والبؤساءْ ؟
    الدودو : يكفيهم طاءٌ والراءْ.
    هذا زمن الحاسوبِ وأزواج الأشياءْ
    العوعو الآخِرُ: وبماذا أُلْهي البؤساءْ؟
    أعطوني واحدةً من نقط الياءْ
    الدودو : نعطي نقطة إحدى الياءات ولكن بعناء.
    لا بد وأن نلعبها بذكاءْ.
    حتى تنخدع الدهماءْ
    العوعو يخطبُ في البؤساءْ:
    لا يمكن أن نعطي كلّ الياءْ
    النقطة تبقى، وثوابتنا تبقى لم نتنازل أبدا عن أي الاشياءْ.
    الدودو والعوعو يتفقان على نقطة ياءْ.
    العوعو منتشيا: صار لدينا الراءُ وصار لدينا الظاءْ
    الدودو: كلا النقطة توضع فوق الراءْ وتسبق ذاك الطاءْ
    تصفيقٌ مرحٌ ثوريٌّ وغناءْ
    بعض الدهماء:هل نحن غثاءْ ؟؟؟
    الغثاء: أرفض أن يدعى أقوام العوعو بغثاءْ
    ماذا ندعو أنفسنا يا سفراءْ.
    السفراء: أشياءٌ كثرٌ تشبه في اللفظ غُثاءْ .
    بعض الأشياء: هذا إجحافٌ بكتابٍ جاءْ.
    الدودو: لو كنتم تحترمون كتاباً جاءَ لما أعطيتم في الأصل الألف ولا حرف الباءْ.
    _______________________________________________
    ((يا ولدي حاولْ أن تربط بين الأشياءْ ))

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413
    أستاذي خشان،
    رائعة قصة سلاف الشعرية هذه، وصادقة حدّ الألم.
    عُوعُو عندها المفاوض الفلسطيني، وعَوعَو عندي العراق ومحنة التفتيش الدولية،
    والخراف.. هي الخراف، من قبل ومن بعد.

    شكرا لجمال روحك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنين حمودة مشاهدة المشاركة
    أستاذي خشان،
    رائعة قصة سلاف الشعرية هذه، وصادقة حدّ الألم.
    عُوعُو عندها المفاوض الفلسطيني، وعَوعَو عندي العراق ومحنة التفتيش الدولية،
    والخراف.. هي الخراف، من قبل ومن بعد.

    شكرا لجمال روحك

    شكرا لك استاذتي

    تطور الأحداث يجعلنا نتوقع ما هو أسوأ من ذلك ربما تطلع لنا النتيجة بغير العربية حتى .

    لاحظي وحدة الرمز عوعو في القصتين


    لا حول ولا قوة إلا بالله.



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413
    ضاعت النسخة المحركة لدي.. فما حركت لأن الطباعة أرهقتني
    فتحت القصة اليوم، قلت في نفسي: احرك عَوعَو فقط
    ولا اعرف ما حدث
    ما استطعت فعل شيء.. حسب علمي
    !
    شكرا لجمال روحك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط