لاعج الشوق

أَرْخَيتُ ضِلعيَ في الأَنـواءِ فَانقَبَضـا=وعَاثَ بي دَافِقُ التَّحنَانِ مُـذْ نَبَضـا
وَلاعِجُ الشَّوقِ للكَفِّ الرَطيبِ ضُحىً=أَمسى يُكَفكِفُ مِنْ دَمعَيهِ مَا نَفَضـا
وَغَائِرٌ فـي خَبايـا النَّفـسِ أَوقَـدَهُ=جَمرُ الحَنينِ فَشَبَّ الحُبَّ مَا وَمَضـا
تَشتاقُهُمْ قَسَماتُ الذَّاتِ فـي كُنُـهٍ=أَوفى وأَشبَهَ مِن روحَيهِ مَـا عَرَضـا
وَيرْتَمي ضَارِعَ الخَدَّيـنِ فـي وَلَـهٍ=مِنْ رَحمَةٍ وجَناحُ الـذُلِّ مُنخَفِضـا
كَادَتْ تَسيحُ عَلى خَـدي بِقُبلتِهـا=وتَنثَنـي وَنِيـاطُ البُعـدِ مُنتَقِـضـا
تُزجي بِراحَتِهـا فِـردَوسَ أُمنيَتـي=طِفلاً تَدثّـرَ فـي أنحائِهـا غَضَضـا
أُمّي ،، وتُبصِرُ فـي عَينـيَّ آخِرَهـا=مُرني فِداكَ ،، فأومي غِبطةً وَرِضـى
لـولا المَحالـةُ أخفَتنـي بِمُقلَتِهـا=وَحَدّقتْ بِرَقيبٍ خَانَ لـو غَمَضـا
في مُنتَهى خَيبَتي تَسقـي عُسَالتَهـا=لَذاذَةَ العَزمِ إخفَاقي الـذي حَمُضـا
وَواقفٌ مُـذْ كَبُرنـا ظِلّـهُ دَعَـةٌ=كَسِدرَةٍ مُنتَهاها فـي الهَنـا رَبَضـا
يلَّتفُّ حَوليْ بِ (خُذْ ) مُستَنهِضاً ألَقي=فَأَنفُضُ الشَّكَ عَنْ كَتفي الذي نَهَضا
يَستَسهِلُ الصَعبَ لو أضنى بِهِ جَلَدي=صِقَالةً شَكّلتْني الصَبـرَ حيـنَ نَضـا
وَكم رَمَقتُ وثوقـاً هَـزَّ نَاصيَتـي=بَأخمُصٍ عَضْبَةٍ لا تَعـرِفُ الرَمَضـا
إذْ كانَ لي أمَلاً إنْ عَـزَّ بـي أمَلـي=وَهيبَةً بَرهَنتْ خَوفي الذي اندَحَضـا
واليومَ أفدي الذي في العَظمِ مِنْ وَهَنٍ=يَهفو لمِنسَأةٍ قـد عَانَقَـتْ هَيَضـا
قَلبي تَوضَـأ أمـي والـرِداءُ أبـي=يا لهفةً بَزَّها عُمري الـذي مَحُضـا
يَمشونَ في كَبِدي حُباً بِـهِ جُبِلـتْ=روحَ الخَلايا وعُمراً كَانَهـمْ غَرَضـا
لم تَغتَـرِفْ أَلِفـي والفَـاءُ تَعقُبُهـا=وِزرَ الخُروجِ بِثَغرٍ مَجَّهـا مَضَضـا
هُمْ بؤبؤ العَينِ بَل جُلّي وما نَسَلـتْ=مِنّي النَسَائمُ لا أبغي بِهـمْ عِوَضـا
حَسبي ظَفرتُ رِضاهمْ في الدُنا أَمَلاً=أنّي أُثابُ بِإحسانـي الـذي فُرِضـا



معين الكلدي
26 / 3 / 2013