مقال جميل للأستاذ فالح الشراخ في جريدة الرياض خزامى الصحاري

بعنوان :
( الظهور الآولى للسيارة أحدث نقلة في استخدام المفردة الشعرية )

http://www.alriyadh.com/1121854


فالح الشراخ

أحدث البدايات الأولى لوصول وسائل التنقل الحديثة في الجزيرة العربية تأثيراً كبيراً في الحالة الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة لتأثر موروثهم الشعبي بهذا الدخول مما أدى إلى استخدام المفردة التي أتت مع هذه التكنولوجيا سواء في وسائل النقل أو الاتصال وقد أدى الاهتمام بهذا القادم الجديد إلى دراسة تفاصيله ودراسة مصطلحاته وحفظها رغم انها مفردة أجنبية إلا ان العديد من الشعراء استطاع تكييف هذه المفردة الأجنبية مع الموروث الشعبي بما في ذلك الشعر وقد لاقت في بداياتها انتقاداً ممن لم يحتكوا بهذه الوسائل إلا انها أصبحت تتخلل أبيات القصائد بشكل جيد ومقبول لدى محبي ومعاصري هذه التكنولوجيا ومن تلك التفاصيل التي اهتم بها الشاعر خصوصاً في السيارات حنينها ودوي محركاتها وما تتعرض إليه من صعوبات أثناء السير في المناطق الصحراوية وخصوصاً الرملية منها وبدلاً من تل الغُرب جاءت تلة المحرك ومن حنين الخلوج إلى حنين السيارة عندما تمر من مسافة بعيدة عن المستمع ولنطرح أحد أبيات ذكر الحنين من مفردات ما قبل ظهور السيارة تقول احدى الشاعرات:

يا قلب يا للي حن وأجمل حنينه

حنين خلج والعباد اهجوع

وتقول الشاعرة بخوت المريه متأثرة بوسائل التكنولوجيا:

مل قلب فر وأفتر مثل المروحه

لا شفطه الكهرباء الماص عجل فرها

ويلاحظ على بيت الشعر لبخوت دخول مفردات تعتبر من عناصر السيارة وتقول أيضاً تتحدث عن الحنين وتأثر القلب به مستخدمة مفردات وسيلة النقل الحديثة.

أنا حن قلبي حنت الماك يا بن عقير

متى ما عطا تغريز وادارو له قصاه

عطاه الثنين ورك في نقلته للقير

ثم صكه بواحد لين زاع الأديترماه

ويلاحظ على شعر بخوت انها خبيرة بحركة السيارة وتفاصيل ناقل الحركة فيها وما يحدث للسيارة أثناء هذا التنقل وعلاوة على ذلك الخبرة في السفر ونوع الأرض التي يمر بها هذا العنصر الجديد رغم جهل معظم الرجال في البدايات بتفاصيل تكنولوجيا السيارة وتقول أيضاً:

حن قلبي حنة الماك مع طلعة نفود

عشقوا له بالدبل والحمولة زايدة

زوع قلبي زوع طير على الجول مهدود

يطرده امقفي أو طرد المقافي كايدة

مهبلك يا للي تبي العصر الأول لك يعود

ما يعيده كود محيي العظام البايدة

وليس غريباً أن تستخدم المفردة الدخيلة طالما انها دارجة ومتداولة ولها تأثير في حياة الناس ونظراً لاتساع الجزيرة العربية وتباعد القبائل عن بعضهم قديماً فقد اختلفت المسميات حول العناصر الدخيلة من وسائل النقل وغيرها يقول الشاعر غالب بن لؤي يذكر السيارة باسم «المور»

حن قلبي حن مور مع السيل الكبير

ضاهدينه مع بهيته وحمله ضاهده

ويقول شاعراً اخر:

قل هيه ياراكبين المور

ودوا سلامي ابرقيه

ودوه للصاحب المذكور

ذا لي عنه نصف حوليه

واللي يجيب الخبر مشكور

ويجيب لي منه ماريه

لا اعطيه اجازه ثلاث شهور

مع موتر يضرب الميه

جديد ماوضب الماطور

ماكد خط النعيريه

والله على من يشوف القور

ويشوف حزم الجباليه

ويشوف حزم عليه اقصور

مسوساة ومبنيه

ومن الشعراء الحدثين يقول عيد بن مربح الرشيدي

يا المور خذ نمرة الخامس من اليمنى

تحتر تبرد ترى الأخلاق خربانه

والله لنبطي وحنا ماتفاهمنا

مدام ‘‘ميقوع ‘‘ ماعديت قلبانه

يالمورهذى ثلاث أيام مانمنا

مكينتك تشتغل والعين سهرانه

ماني بظالمك حنا الوقت ظالمنا

ودليل ظلمه تراك تشوف برهانه

ان ادبرت شدنا يرخي محازمنا

نروي بدلو(ن) يضيع ماه شقانه

ومن السيارت التي تغنى بسمها الشعراء كثيراً وفصلوا بوصف قوتها واجزائها سيارة الفورد(الهاف) ومنها قول احد الشعراء

تل قلبي منك ياصآفي الثنيه

تل هآفآتٍ مع الخب اقرشني

العصيري روحن مع جرهديه

مسرعآت وخايفاتٍ يطردني

ويقول أحد الشعراء مشبهاً تأثر قلبه بحالة الفراق بحركة سير السيارة الأمامي

والقلب يفتر فر السير

في مقدم الموتر الحامي

وفي العصر الحالي تفنن الشعراء في وصف رفاهية السيارة وتفاصيل سرعتها ونوعها ومصدرها كونها تحمل المرسول في بداية القصيدة وقد ابدع العديد في وصف دقيق السيارة وبراعة قائدها وكأن بداية القصيدة تعود بنا الى عهد .. راكب ولد أحمرفج عضوده .. كنه الربداء مع الحزم البياني .. ولكنه بطريقة تتناسب مع تقنيات العصر المتطورة يقول الشاعر غالب بن بن لؤي

اركب اللي لا نهض له مع مخواع ريع

انتهض صدره ولا زيد فالبنزين زاد