الحديث ذو شجون. هل يمكن أن يكون الخليل قد قال بالقولين كلاهما ؟

الخليل كما سواه لا يمكن أن يكون له رأيان متناقضان في نفس الوقت حول نفس الموضوع. ويترتب على هذا أحد الاحتمالات :

أ – عدم صحة نسبة القولين للخليل

وهذا أول ما يتبادر للذهن. وإن فهما على سبيل التناقض فإن المنطق يقف مع ترجيح حصر الشعر ببحور الخليل وما توالد منها من مقصورات. فلا يعقل أن يستغرق الرجل عمره في إثبات خصائص الشعر العربي الأصيل لحمايته من الأذواق الدخيلة ثم يقول كل ما فعلته لا يحدد الشعر. مثل ذلك في النحو أن يقول :" النحو الذي وضعته لا يحدد أحكام العربية، ولا أنكر استحداث الجديد عليه " علما بأنه في النحو قد تم استبعاد بعض الوجوه المروية النادرة للتمكن من صياغة أحكام تقوم على الأعم الأغلب. فكيف يقبل الاستحداث في العروض وهو يرفض المروي الشاذ عن الأعم الأغلب في النحو ؟

ب – صحة نسبة القولين له ولكن في وقتين مختلفين، بمعنى أن يكون له موقف ثم عاد عنه. ولكن كل ما ورد عن الخليل جاء حزمة متكاملة بمعنى أن المرحلة التأسيسية التي تكثر فيها محاولات الاستكشاف والخطأ ثم التصويب لا تظهر أبدا في عروض الخليل. فكأنه لم يبدأ بالتدوين إلا بعد إحكامه.

جـ - رأي ذكره د. ضياء الدين الجماس جاء فيه :

http://arood.com/vb/showpost.php?p=85990&postcount=6


" أنا أعتقد إن صح القولان عن الخليل فأحدهما لثقته من ترسيخ قواعد الشعر العربي والثاني للتحدي بإمكانية خرقها والله أعلم.

كمن يقول لقد وضعت لكم أسساً راسخة للشعر العربي ، ثم يتابع متحدياً فمن استطاع أن يأت بمثلها أو يعدلها فليفعل."


د- وجه محتمل.

ولا أنكر أن هذا الرأي يغلب عليه توجهي الذاتي، ودليله الذاتي لدي هو ما آنسه في نفسي من طول صحبتي للخليل من التواصل مع توجهه وفكره وما يقال عن استحداثه بحري المقتضب والمضارع ورفضه إدخال المتقارب. وما أجده في ذلك من تناغم مع استكناه الرقمي لفكر الخليل ومنهجه.

وبناء على ذلك احتمال وجود رأيين للخليل مضموناهما كالتالي :

الأول : لا يمكن وجود بحور شعر عربية جديدة خارج الدوائر.

الثاني : يمكن تطور الشعر العربي في حدود هذه الدوائر وبحورها باستحداث أبعاض تلك البحور أو مُقَصّراتها – تعبير د. خلوف - وعليه يكون تعريف البحر بأنه ما يغطي كل مقاطع دائرته. وسوى ذلك مما يغطي بعض محاور الدائرة و ( يقصر) عن بعضها الآخر فإنما هو من مقصرات البحور أو أبعاض البحور مما انتابه الاجتثاث أو الجزء أو كليهما.

والبدايات المحتملة للبحور حسب مقاطعها : سببان 4 ، سبب 2 ، وتد 3

وكل ما يلي تفكير بصوت عال لا أزعم انسجامه التام، ولكنه لا يخلو مما يبعث على التأمل ، شأن كثير من مواضيع الرقمي.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

إن صغر الجدول فالموضوع على الرابط:
https://sites.google.com/site/alaroo...sees-wastedrak


إن ما تقدم ينسجم مع ما ورد في موضَوعي :

تفكير عروضي : https://sites.google.com/site/alaroo...tafkeer-aroody

تكثيف العروض : https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/taktheef

ولي عودة بإذن الله.