اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الحضري مشاهدة المشاركة
شكرًا لك أستاذنا القدير خشان، ومرحبًا بمرورك الكريم؛ وأود أن أوضح ما يلي:
قد ذكرت في كتابي -صـ49- ما نصه: (هذا؛ وقد راعيت في هذا الفصل ما يلي:................. التعامل مع الآيات الكريمة حسب صور قراءتها من إطلاق أو وقوف بالتسكين أو ما يجوز فيها من قراءات صحيحة؛ وليس بافتراض شيء غير محتمل، ولا باقتضاب بعض آية دون بعض).
وقول الله تعالى (وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [التوبة: 14] الذي استشهدت به في تعليقك هو جزء من آية وليس آية كاملة، وكذلك قوله تعالى (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران: 92] هو أيضًا جزء من آية وليس آية كاملة –إضافة إلى عدم جواز ضم إحدى الميمين دون الآخرى في الفعلين؛ لأنه جمعٌ بين القراءات- وكذلك قوله تعالى (نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) [الصف: 13] هو جزء من آية وليس آية كاملة؛ كما أن قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) لا يحتمل فيها الشعر؛ لأنها لا تكون قد جاءت بوزن الشعر إلا بإسقاط (إن)، وهذا غير وارد؛ لأن الله لم يسقطها، فلا نفترض شيئًا لم يحدث؛ لأننا لو اعتمدنا على افتراض ما لم يحدث سنشطُّ بعيدًا جدًّا؛ وهذا ينطبق على الآيات الأُخَرِ التي تفضلتم بذكرها في تعليقكم الكريم ما عدا قوله تعالى (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ) [ق: 40] فله توجيه ينفي اعتباره من وزن مجزوء الرمل، وقد ذكرت هذا التوجيه في كتابي -صـ57- 58- لهذه الآية الكريمة ونظيرتها من سورة الطور.
سلمت أستاذي الكريم

ونورت منتداك. فأهلا وسهلا.

وجهات النظر كما ترى تختلف في هذا الموضوع. ولست أميل إلى إحداها أكثر من الأخرى.
ولكني ولجلاء الحقيقة سأكون محامي وجهة النظر الأخرى

والاختلاف مدعاة لتنشيط البحث.

ومن قبيل تحفيز التفكير والبحث العروضي وخاصة في الموضوع المهم ( بين الذاتي والموضوعي )

أعود لما تفضلت به حول الآية الكريمة " ومن الليل فسبحه وأدبار السجود "

حيث رفضت اعتبارها وزنها مطابقا لوزن بيت من مجزوء الرمل للاعتبارات التالية

1- قولك " ربما يتصور البعض أنها قد جاءت بوزن بيت من مجزوء الرمل والأمر ليس كذلك لأن الله سبحانه منع ذلك عن النبي "

نحن كلنا نؤمن بقوله تعالى :" وما علمناه الشعر وما ينبغي له " وليس هذا موضوع اختلاف. الاختلاف هو حول تعريف الشعر بيت أو أكثر .

لغيرك أن يقول :" إنما نفى الله عن القرآن الكريم موافقة نص منه لبيتين شعريين موحدي القافية "
وليس لك ولا له أن يقول إن الآية الكريمة منحازة لرأيه.

فاستعمال ذلك إصدار للحكم قبل المناقشة. فالآية تنفي الشعر ولكنها لا تقدم تعريفا لحده الأدنى. فالمرجعية في الحكم إنما تكون لما يتفق عليه الطرفان .
وهنا أمران:

أ – نفي الشعر عن القرآن الكريم وهذا اعتبار موضوعي وهو محل اتفاق

ب- تعريف الأدنى من الشعر وهذا أمر ذاتي فيه اختلاف. واعتبار (أ) حكما في (ب) استعمال للموضوعي لخدمة الذاتي.
بمعنى آخر إنك توحد رأيك الذاتي بالآية المقدسة لتكسب رأيك قدسيتها. فلو كنت أؤمن بأن الآية الكريمة تفسر حد الشعر بأنه بيت واحد لما كان هناك حوار ولا اختلاف.

2- قولك :" والصحيح أن هذه الآية الكريمة جاءت بوزن شطر العجز من الرمل التام ثماني التفعيلة "

هنا أيضا ينبغي التفريق بين الذاتي والموضوعي.
ليس في عروض الخليل رمل تام ثماني التفعيلة. أخشى أن يكون فهمك الذاتي دافعا لك لتأليف عروض جديد على مقاس هواك في هذا الأمر.

موضوعيا هذه الآية الكريمة يمكن أن يأتي نصها وعلى غرار ما ذكر الشهاب في السياق التالي:

فلتفق من ذا الهجود ... لذْ بمولاك الحميد

ومن الليل فسبحْـ ......ـه وأدبار السجود

والتزم ذِكْرًا كريماً ..... ليس عنه من محيد

أدعوك أن تنحي الذاتية جانبا وتحكم موضوعيا على هذه الأبيات.

3- قولك :" فنحن هنا أمامنا توجيهان أحدهما مردود بنص قوله تعالى " وما علمناه الشعر وما ينبغي له "

ليس الخلاف حول قوله تعالى والإيمان به. الخلاف حول تعريف حد الشعر.
من يخالفك في تعريف حد الشعر لا يقل إيمانه بالآية الكريمة عن إيمانك.
ليس لأحدكما أن يتخذ من إيمانه بالآية ( وهذا أمر موضوعي ) دليلا على صحة رأيه ( وهو ذاتي ).


كثرة المراجع ليست دليل صحة. ولكن إن كان قد جاء في القرآن الكريم أن حد الشعر هو بيت واحد فإن من كتب في المواقع التالية بأن حد الشعر بيتان
يصبح إيمانهم - أو فهمهم للقرآن - مشكوكا فيه ويقع عليك - والحالة هذه واجب تفهيمهم .
*
https://library.islamweb.net/newlibr...k_no=67&ID=295

"وقالوا أيضا : إن ما كان على وزن بيتين إلا أنه يختلف وزنهما وقافيتهما فليس بشعر أصلا . "

*
وانظر إلى رد الباقلاتي في ( إعجاز القرآن ) على من زعم أن في القرآن شعرا بدلالة :

http://library.islamweb.net/newlibra...=240&ID=7#docu


"إذا كان كذلك ، علم أن الذي أجاب به العلماء عن هذا السؤال سديد ، وهو أنهم قالوا : إن البيت الواحد وما كان على وزنه لا يكون شعرا ، وأقل الشعر [ ص: 54 ] بيتان فصاعدا . وإلى ذلك ذهب أكثر أهل صناعة العربية من أهل الإسلام .

وقالوا أيضا : إن ما كان على وزن بيتين ، إلا أنه يختلف وزنهما أو قافيتهما - فليس بشعر . "


*

وانظر إلى ما قاله الزركشي في ( البرهان في علوم القرآن )

http://islamport.com/w/qur/Web/2758/600.htm


فالجواب قال القاضى أبو بكر إن الفصحاء منهم لما أورد عليهم القرآن لو اعتقدوه شعرا ولم يروه خارجا عن أساليبهم لبادروا إلى معارضته لأن الشعر منقاد غليهم فلما لم يعمدا إلى ذلك دل على أنهم لم يعتقدوا فيه ذلك فمن استدرك فيه شعرا زعم أنه خفى على أولئك النفر وهم ملوك الكلام مع شدة حاجتهم إلى الطعن فى القرآن والغض منه والتوصل إلى تكذيبه بكل ما قدروا عليه فلن يجوز أن يخفى على أولئك وأن يجهلوه ويعرفه من جاء الآن فهو بالجهل حقيق.

إذا كان كذلك ، علم أن الذي أجاب به العلماء عن هذا السؤال سديد ، وهو أنهم قالوا : إن البيت الواحد وما كان على وزنه لا يكون شعرا ، وأقل الشعر [ ص: 54 ] بيتان فصاعدا . وإلى ذلك ذهب أكثر أهل صناعة العربية من أهل الإسلام .

الخلاصة أستاذتي أنك بقولك تخرج عن الإجماع أوشبه الإجماع بين أهل العربية ولا بأس بذلك.
لكن ليس لك أن تقول إن تفسيرك لحد الشعر يعتمد على الآية المذكورة .
الآية مرجع يلزم الجميع أما فهمك لها فهو موضوع خلاف ولا يلزم غيرك.
*

عندما أقول إن الرقمي رسالة فكرية مستمدة من عقلية عربية تتربع على قمة الفكر وهي عقلية الخليل قبل أن يكون لوزن الشعر وضبطه

فإن ( الذاتي والموضوعي ) من أهم عناصر هذه الرسالة .

https://sites.google.com/site/alaroo...theyab-shaheen


يرعاك الله.