أهلا بك أستاذ خشان
الله يرضى عليك
والله شغلت يوم أمس عن الوفاء بوعدي لك
أستاذي
أساس الوزن يطابق بحر الخفيف كما تعلم( فاعلتن مستفعلن فاعلاتن) وعليه نظم الكثير من شعراء النبط
نقرأ هذا الوزن مثلا عند الشاعرة الراسية في قصيدتها دور بدالي:
والله ماانسى كلمةٍ قلتها لي= والله فلا انسى جرحك اللي تعيده
ياللي تقول ان الفراق يهنا لي= الله يهني خافقك في جديده
ألحين بس أقول دور بدالي= دور مع غيري حياةٍ سعيدة
مليت منك وكلما جا مجالي= بقولها لاهل القلوب البليدة
في موضوع لي هنا بعنوان
بانوراما
ستقرأ فيه لي :
دفتر أنا مليان شوق ومشاعر=وانت الغلاف اللي يداري شعوري
مير الزمن يهري غلافي وأكابر=يخسى فلا يوصل مكامن غروري
وتقرأ لي أيضا :
الوعد باكر والأماني شجية = وش عاد لو عيت علينا المراسيل
وكذلك:
عجزت أدور وين أفعـّل ردودي = والقى (ف) بريدي طارش للتواصل
عجزت أشوف الكود ياكود كودي =تعبت أنبش يالنشامة وأحاول
شاطت مواويلي وشبت خدودي =والحيرة في نفسي بالأخماس تاكل
وتقرأ رد أبي الوليد عليّ
بعض الرسايل ماتجينا بفودي = ماغاب عنا اليوم باكر بياصل
الآن:
أعلم أن مااستوقفك هو (علة الزيادة) في آخر العروض والتي حولت فاعلاتن 2 3 2 إلى فاعلاتان 2 3 2 0
ومع علمنا بقاعدة أن العلل لا تحدث إلا في البحور التامة في الشعر الفصيح لكني وجدت ما يخالفهافي الشعر النبطي بل أنني شخصيا نظمت على هذا الوزن (أعني زيادة ساكن في العروض)
لو تابعت القراءة في البانوراما ستقرأ لي هذه الزيادةفي صدر الأبيات التالية:
البانوراما تشتكي جفوة أحبا(ب)=غابوا عن عيون الوفا تحتريهم
الشوق في صدري مواويل بكتا(ب)=ذابت على جمر المودة تبيهم
وستقرأ رد الشاعرالجميل الذي نفتقده هنا حامد العيد:
يالبانوراما جيتك وفكي البا(ب)=كل الكلام بداخلي محتويهم
ماني بشاعر يسرق عقول وألبا(ب)=بس خيزران يقول يالله عليهم
نبي نعاند عدة جروح واحبا(ب)=نصرخ ونضحك مانبي شئ فيهم
نبي نفضفض علة ماله اسبا(ب)=نخنق دموع تنتثر في يديهم
وتقرأ لي أيضا:
ماخاب من أمل فـرج رب جبـا(ر)=صدق السريرة بضامره ودمعة عيون
كف الرجا ممدود يفتح بـه أسـوا(ر)=عيت تدانيهـا تصاريـف مغبـون
يكفيه من درب العنا شوط مضمـا(ر)=تاليه مرحوم القضا غيـث ومـزون
من الأمثلة على ورود هذا الوزن ما جاء من جميل الشاعر الغائب أيضا عبدالله العويمر في قصيدته الجميلة ريش الحمامة:
وبان الغمام ولارواله معاطيـ(ـش)=الروح عطشى ماروتها الغمامه
واللي من اول يرتجي لقمة العيـ(ـش)=عضّ اليدين اللي تمدّه طعامه!!
عذر الخطايا باول العمر لك : طيـ(ـش)=في آخره وش عذرها للملامه؟
للجرح حزن ٍ مايسلّيه معليـ(ـش)=وللصمت بوح ، وللمحبه كرامه
بعد الحدث ماينفعك قولتك : ليـ(ـش)؟=ولاتضحك الجاني دموع الندامه
وتقرأ للشاعر سلامة الحريص:
يا كم من أقداري تجـرعت الأمـرار = ويا كم من الأمرار قد شفــــت مـوتي
ويا كم تحــمل خـافقي لاهــب النـا(ر) = ويا كم وكـــم علــقم تحــــلاه قـــوتي
عايش غـريب وغربتي ناس وديا(ر) = وروحٍ بهـــا عانـقـت جـرات صـوتي
ليــلي ظـلامٍ وأظــلم الوقت لا صـا(ر) = ونـات جـــوفـي تخـتـلط مع سـكـوتي
أهرب وخلفي هم ِعمري والأقـــدا(ر) = وضيقـــات وقـتٍ عشـتهن لي بفوتي
لا يا نديمي .. أعـترف كــلها اقـدا(ر) = وأنـت اول أقــداري ولي روح موتي
وتقرأ للمبدع خالد الغاشم:
الليل يا ليل التمنّي والأحلا(م) =سود الليالي شمر(ن)و أرهقنّي
أرهقت حالي بالتوجد والأسقا(م)=أشقيت نفسي والعواذل شقنّي
اشقي واشاقي شاقي الوقت عزّا(م)=واشكي جروحٍ بالحشا تستكنّي
من صادق إحساس المعاني إلي حا(م)=حرفي يناجي والحروف اجرحنّي
جرح القلوب يطيب والندب وسّا(م)=ما ينمحي ندب(ن)توسّم بفنّي
وهناك الكثير الكثير من الشواهد إن رغبت في المزيد أتيت لك بها أستاذي
وعليه..
فإن ظنك بأن هذا الوزن جديد أتت به الزميلة شمس ظن لا يؤخذ به
أخيرا
ليس بحر النص ما استوقفني أستاذي
ما استوقفني - ولتعذرني العزيزة شمس - هو الثقل الواضح في كثير من أبيات النص أعتبره شخصيا خلل وهذا نجده في قطع شمس لهمزة الوصل والتي هي في الأساس ضرورة شعرية وليست خللا كما في
كلهـا انتهـت بلحظـة رضـاهـا
الأخت تقراها هكذا:
كل2 لها3 إن2 تهت3 بلح3 ظة2 رضا3 ها2 = 2 3 2 3 3 2 3 2
والأفضل أن تعاد صياغة البيت لتصبح
كلها انتهت في لحظة من رضاها
كل2 هن2 تهت3 في3 لح2 ظتن3 من2 رضا3 ها3
وهذا هو أساس بحر الخفيف =2 3 2 2 2 3 2 3 2
نعم ما حصل كان زحافا ولكن أن ياتي زحاف + اضطرار فانا شخصيا لا أستسيغه لأنه يعارض انسيابية القراءة
هنا نجد مثالا آخر في شطري البيت:
صمتها قال لا ولا قصـد تخويـف
......................لاعشـق لاقلـوب حـره بهواهـا
اعلم أنك ستوافقني في قضية ورود علة الزيادة في شعر النبطي ولكن ما قولك بخصوص وجهة نظري في الثقل الكثيف الوارد في الكثير من الأبيات أستاذي ؟
المفضلات