فرّق بعضهم بين (ماتع وممتع) فقال: ((الماتِعُ من كل شيء البالغ في الجود أقصى غايته ، أي المتقن الصنعة .
فإذا قيل قصة ماتعة أي محكمة الصياغة وتحتوي على فوائد عظيمة . فإذا أثرت على القارئ وجعلته يستمتع بقراءتها فتكون القصةُ مُمْتِعَةً )). انتهى.
والذي يظهر لي -والله أعلم- أن لا فرق بين ماتع وممتع في المعنى، فقد ذكر الجواليقي في كتابه (( ما جاء على فعلتُ وأَفعلتُ بمعنى واحد)): مَتَع الله بك وأمتع ص 68، وقال ابن القطاعنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أمتع ) فلان بالعافية مثل (تمتع ).تهذيب كتاب الأفعال - (ج 3 / ص 66). وقال أبو إبراهيم الفارابي:ويُقال: مَتَّعَ الله به، وأمْتَعَ بمعنىً. أي: بمعنى واحد. انظر:ديوان الأدب. وقال الكسائي: قلما سمعت في شيء فعلتُ إلا وسمعتُ فيه أفعلتُ. وقال أبو عبيد:في باب فعلت وأَفعلت غَمَدْتُ السيفَ وأَغْمَدتُه بمعنى واحد. انظر لسان العرب: مادة: غ م د.
قال ابن سيده في المخصص في باب فعلت وأفعلتنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي(وكذلك مَتَعَ وأَمْتَع ويقال مَتَعَ اللهُ بك وأَمْتَع)). مادة: م ت ع.
فلفظ (ماتع) جاءت من الثلاثي (متع)، و(ممتع) جاءت من غير الثلاثي (أمتع). ومَتَّعَهُ اللهُ ، وأمْتَعَهُ : أطالَ لَهُ الانْتِفَاعَ بهِ ، وهو مجازٌ ، وقَرَأ ابنُ عامِرٍ فأُمْتِعُهُ قَلِيلاً بالتَّخْفيفِ ، أي : أُوَّخِّرُهُ وقولهُ تعالى : يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً ، أي : يُبْقِكُمْ بَقَاءً في عافِيَةٍ إلى وَقْتِ وَفَاتِكُمْ.وأنْشَدَ الشاعر :
( خَلِيطَينِ في شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجَاوَرَا % قَدِيماً ، وكانَا بالتَّفَرُّقِ أمْتَعَا )
ويُقَالُ : أمْتَعَ بالشَّيءِ ، وتَمَتَعَ بهِ ، واسْتَمْتَعَ. انظر:تاج العروس من جواهر القاموس. مادة: م ت ع .
هذا والله أعلم .