العروض الرقمي، ثورة في عالم العروض.
السلام عليكم.
العروض الرقمي شكل ومضمون. وهو في الحالين عروض الخليل بن أحمد
أما الشكل فهو الرمز للسبب بعدد حروفه 2 وللوتد بعدد حروفه 3
ففيه :
مستفعلن = مس 2 - تف2 - علن3 = 2 2 3 = 4 3
فاعلن = فا 2 – علن 3 = 2 3
فعولن = فعو 3 – لن 2 =3 2
مفاعيلن =مفا 3-عي 2 –لن2 = 3 2 2=3 4
وعليه فوزن البسيط = 2 2 3 2 3 2 2 3 1 3=4 3 2 3 4 3 1 3
ووزن الطويل = 3 2 3 4 3 2 3 3
وخصائص الرقم 4 ( السببان المحفوفان بـــ وتدين 3 4 3 ) من حيث ثقل زحافه واحدة سواء ذلك في كل من:
مستف=22=4 من مستفعلن في البسيط فيما يسمى الخبن أو الطي
عيلن=22=4 من مفاعيلن في الطويل فيما يسمى القبض أو الكف
دون أن يكون هناك داع لهذه المصطلحات.
وأما المضمون فهو قائم على الإفادة من تجريد الأرقام في استخلاص خصائص عامة لأوزان البحور، وذلك دون أخذ تجزيء حدود التفاعيل بعين الاعتبار محاولا بذلك التواصل مع تفكير الخليل بن أحمد وصولا لما استقر فيه من تصور شمولي للذائقة العربية، هذا التصور الشمولي الذي وردت تفاصيله في أسلوب الإيضاح الذي اتخذ شكل تجزيء التفاعيل.
يقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "
ومن مذكرات كفيف عربي للأستاذ علي العمري ما يلي :
آفاق العروض الرقمي
http://blind.madarat.info/archives/7
بينما يظن كثيرون بأن علم العروض –وعلى لسان أول فرسانه- قد قال كل ما لديه ومضى مغلقا الباب خلفه؛ تأكد الدراسات والبحوث العروضية اللاحقة على اختلاف مصادرها ومواردها العكس..
فمنذ زمن ما بعد الخليل وعلى يد تلميذه المشاكس الأخفش وحتى زمننا الراهن والعقل العروضي يقدم جديدا إثر جديد, ويدّشن في مسيرة الوعي بالمنهج الخليلي تقدما بعد تقدم.
وخلافا لكثير من المطروح على طاولة النقاش العروضي ؛ يأتي العروض (الرقمي) لا لليتطاول على الخليل ويحط من شأن عمله الرفيع -كما حاول بعض الدارسين بنظرياته التي ذهبت من حيث أتت- ولكنه جاء ليقول للخيل: أنت عبقري فذ, وما قمتَ به معجزة تاريخية تستحق الكثير من الإعجاب والتأمل, وعملي ليس أكثر من محاولة اكتناه وإعادة صياغة, فاسمح لي أن أغوص في نتاجك الفكري المتميز وأخرج بدرر أبعاد جديدة سيظل الفضلُ فيها كل الفضل لما أبدعته أنت, إذ ما أنا إلا متأمل حاول استبعاد السطحي الذي استعنتَ به أنت ربما للشرح والتقريب والتفهيم.
من هنا يقدم العروض (الرقمي) رسالته كأداة بحث شمولية تنظلق من العمق نحو العمق, مؤكدة التماهي التام بين البُنى الخليلية المجردة عن القوالب اللفظية (التفاعليل) وبين البُنى الإيقاعية الشعرية كما أقّرتها الذائقة العربية المنبثقة من الفطرة الناهضة كأساس لبنية العقل العربي الخالص, ومهّيئة الجو لانبعاث دراسات أخرى في مختلف جوانب التراث وأنساق المعرفة الإنسانية كما هو الحال في م/ع.
هذا يعني أن (الرقمي) يقودمنا إلى استنطاق الجوهر بعيدا عن الأعراض الملاصقة والمخالطة له, وفي حين يقدم لنا ظاهريا تفاصيل عروضية غائبة , يقدم لنا فكريا حقائق وتصورات يمكننا استلهامها لمزيد من الإلمام بطبيعة بنية هذا العقل , والتيقنُ من أن فاعليته كَمُنَت في تجاوزه للجزئي بحدوده المصطنعة واعتماده في البناء والتناول على أساس الكل والشمولية, حيث لا تعدو الجزئيات (التفاصيل) والتجزئة كونها مرحلة من مراحل التدوين والوعي, وأن في اتخاذها أساس انطلاق ما يجعل الباحث لا يظفر بتصور كامل وشامل للأشياء يمكنه بواسطته فهم الفلسفة الخاصة التي تنتظمها جميعا, كما لا يقدم له قانوا مضطردا يتيح له وبواسطته اللجوء إليه كل حين مؤسسا أو دارسا.
إن (الرقمي) يتجاوز بما يخلق من آفاق ويتيح من إمكانات وطرق معالجة واستنباط وجوده الظاهري كنظرية عروضية رئادة إلى وجود يتسامى ليشّكلَ منهج تفكير شامل معنّيٍ بفلسفة الأشياء وبلورتها والربط بينها ربطا منطقيا نافيا للإبهام وفاتحا أمام مرتاده بابَ إقامة الفرضيات ومعالجتها بعيدا عن التناول التقليدي المحدود بسياقات مخصوصة دون أن يعني هذا أن (الرقمي) ينفي تأثير مثل هذه السياقات أو يمنع من الالتفات إليها, فهو لا ينفي ولا يمنع غير أنه يأّطرها ومن ثم يتعامل معها كعنصر مساعد لا كنقطة انطلاق, وهذا هو -على التحقيق- الحد الفاصل بين (الرقمي) وسواه.
وإني إذ أدون ما أدون هنا فليس لأقرر حقيقة غائبة أو أنبه إلى مغفول عنه وإنما لأسجل توقيعي كمعجب مندهش أمام هذا الفتح المبين الذي وّلده البحث العروضي الجاد على يد أستاذنا خشان خشان -أمتع الله به ونفع- والذي أرى فيه خط امتداد ونقطة تحول للخليل وللمسيرة العروضية عبر العصور.
كانت هذه إطللالة عجلى ولعلي أعود بين فينة وأخرى بحفنة من بهاء العروض متى خطرت بذهني خاطرة أو لاح من جانب العروض تساؤل متّمما أو مقّوما ما لدي بما لديكم إذ الحال كما قال الأول:
عقلُ الفتى ليس يغني عن مشاورةٍ ..... كعفة الخود لا يتغني عن الرجلِ..
فعسى الأيام تجود بسانحة أخرى فيها استكمال لما بُدِأَ واستحضار لما غاب وإحياء لما اندثر في جانب مشرق من ألمع جوانب العبقرية العربية وما أنتجته من مادة ثقافية شاملة عبر أبعادها المعرفية الممتدة.
----------
وفيما يلي جزء من حوار حول الرقمي في أحد المنتديات :
لا زلتُ أستاذ خشان أطمح إلى فضل وقت لأتعرف على هذا الرقمي.
الرقمي شكل ومضمون
أما الشكل فهو ما تعوده العرب في التنعيم الذي يقال إنه ألهم الخليل فكرة العروض عندما سمع شيخا يعلم غلاما ويقول له معبرا عن وزن ما عرف فيما بعد بالطويل
نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم لا لا
حيث نعم = وتد = 3
لا = سبب = 2
أي التعامل مع المقاطع ( أسبابا وأوتادا ) دون النظر لحدود التفاعيل وما يترتب عليها من عبء المصطلحات من جهة ومن جهة أخرى باعتبار:
أن المتحركات والسواكن هي ذات الوزن
وأن المقاطع لا تتعدد لذات الوزن فهي من الوزن كالإسم لإنسان لا يتعدد
وأن التفاعيل للوزن كالكنى- الجميلة وسواها - للإنسان قد تتعدد.
فمثلا إحدى صور الرمل يمكننا أن نعبر عنها كالتالي
فاعلاتن فاعلاتن فاعلا
أو
فاعلن مستفعلن مستفعلن
وهي حسب الرقمي في الحالين
سبب وتد سبب سبب وتد سبب سبب وتد = 2 3 2 2 3 2 2 3
وأما مضمونا فإن التعبير بهذه الأرقام عن الوزن كشف لي خصائص عامة لتجاور المقاطع وتأثير الواحد منها على الآخر عبر حدود التفاعيل، ومن شأن دراسة هذه الخصائص العامة أن يلم القارئ بخصائص الأوزان العربية مرة واحدة أو في مجموعات رئيسة.
على أنني أصدقكم القول: لقد سمعنا في ذمّه أكثر مما سمعنا في الثناء عليه.
يذكرني هذا بحوار فقهي حول حكم الأشياء في الإسلام، ذكر فيه أن الأشياء لا حكم لها، وإنما الحكم متعلق بالأفعال.
فعندما نقول الخمر حرام فالمقصود شربها، وبهذا المعنى يكون إهراق الخمر حلال وليست الخمر هي الحلال. فالحكم فيما يخص الخمر منصرف لشرب الخمر أو إهراقها
وهكذا فالذي ينبغي أن يمدح أو يذم هو استعمال الرقمي، لا الرقمي ذاته،
ولاسيما فيما يتصل بتقطيعه لآيات الذكر الحكيم.
وفي هذا السياق ربما استعمل الرقمي في الكشف عن بعض أسرار الجمال أو الإعجاز القرآني، وهذا موضع الثناء وربما استعمل بوجه لا يليق بقداسة القرآن الكريم وهذا موضع الذم.
نتمنى أن يدور هنا نقاش جاد حول الرقمي، لغاية علمية، الغرض منه كشف المحاسن والمساوئ، فنطمئن إليه أو نعرض عنه.
أتمنى أن أوفق إلى توضيح ماهية الرقمي وفكرة عن بعض ما يفتحه من آفاق جديدة بفروع كثيرة من العلوم واللغوي منها خاصة بما يتخطى مجرد حدود الشعر وضبطه ، ثم أتمنى أن تقبلي تعديل صياغة عبارتك لتصبح " فما اطمأننا إليه من تطبيقاته أفدنا منه وما رأينا في تطبيقاته من سوء أعرضنا عنه ونصحنا أخانا خشانا بأن يستغفر الله منه ويكف عنه "
وسائر الحوار معروض على الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=18308
وأقتبس منه :
وإليك من الأمثلة هذه الاقتباسات من نظم الشهاب كما وردت في ميزان الذهب للسيد أحمد الهاشمي :
وزن البسيط:
إذا بسطت يدي أدعو على فئةٍ -- لاموا عليّ عسى تخلو أماكنهم
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن -- فأصبحو لا ترى إلا مساكنهم
وأضيف هنا
هل قولنا : فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم
يعادل = متفعلن فاعلن مستفعلن فعلن................جائز
ويعادل = 3 3 2 3 4 1 3 ......................غير جائز؟
على أن هناك موضوعا تناولت فيه مقاطع ما ذكره الله تعالى من كلام على لسان البشر- بعيدا عن الوزن - في اختبار مصداقية ما دعوته م/ع باعتبار القرآن الكريم هو المرجع الأكمل لخصائص العربية والبت في علومها بين الصواب والخطأ، ويجده القارئ الكريم على الرابط:
http://www.geocities.com/alarud/88-mosa-wassaleh.html
وفي الرابط التالي استعراض لجواب سؤال :" لماذا الرقمي "
http://www.geocities.com/alarud/74-l...arraqamey.html
المفضلات