من قول لأخي محمد ب أني في العروض الرقمي أهتم بدقائق الأمور
ومع أني قلت له إن الأمر لا يقتصر على ذلك، فإني أجد شيئا من قوله في تحليل بعض القصائد كما في هذه الأبيات

وَتَنَفَّسَ الألَمُ اضْطِرَابَـاً فِـي مَتَاهَـاتِ الأمَـلْ
1 3* 3* 1 3* 3 2 2 3 2 2 3*...م/ع=4/6=0.7
مُتَفَـرِّدَا عَزْفَـا عَلَـى آهَاتِـهِ حَتَّـى ثَمَـلْ *
1 3* 3* 2* 2* 3 2 2 3 2 2 3* ....5/6=0.8
وَأخَالُ أنَّ اللحْنَ مِنْ قِيثَـارَةِ الأوجَـاع ِ مَـلْ
1 3 3* 2* 2* 3* 2 2 3* 2 2 3* ...6/5=1.2
فَالْجُرْحُ أوْمَى باحْتِضَارٍ أنْ صَهٍ طَلَعَ الصَّبَـاحْ
2* 2* 3* 2 2* 3 2* 2* 3* 1 3* 3 ه ...9/3=3.0

تقارب في قيمة مؤشر الأبيات الثلاثة الأول مع تصاعد ( 0.7-0.8- 1.2) وكأنما ذلك مبشر بصرخة البيت الرابع.

على ضوء هذا رحت أتأمل الأبيات

في البيتين الأولين عرض للحال مع محاولة الشاعرة اتخاذ موقف حيادي. فينخفض المؤشران.

في البيت الثالث تعبير ( أخال ) وله دلالتان الأولى لغة المتكلم الأمر الذي يومي إلى تفاعلها مع الموقف وهو داع إلى رفع المؤشر والثاني عدم الجزم وهو داع لانخفاض المؤشر وبين هذين يخطو المؤشر بارتفاع عن سابقيه.

في البيت الرابع صرخة ترفع المؤشر إلى 3.0
ولكن المتكلم هنا هو الجرح. نعم هذا ظاهرا، ولكن ارتفاع المؤشر يوحي وكأن الشاعرة استحالت جرحا فهو ينطق بفمها.

وعلى ضوء هذا رحت أتذوق نكهة كلمات البيت:

فَالْجُرْحُ أوْمَى باحْتِضَارٍ أنْ صَهٍ طَلَعَ الصَّبَـاحْ


في نصفه الأول حاءان وجيم موسيقى لفظية كالبحة تصاحب مضمونا يشي بألم مستكن ( جرح يومي باحتضار)
في نصفه الثاني صادان وطاء موسيقى لفظية صائتة تصاحب مضمونا يعبر عن إفصاح وصراحة ووضوح
وعندما يأتي مثل هذا عفوا من الشاعرة فهو دليل على أنها شاعرة مطبوعة.
ثمة نقطة أخرى وهي التقابل اللفظي والمعنوي في كل بيت في نسج جميل لولاه لبدا ذلك تناقضا في الأبيات الثلاثة الأولى، وكأنها رغم الهدوء الذي يحمله ظاهر انخفاض المؤشرات دلالة على اعتمال نار الاضطراب والتناقض التي تجد طريقها للتعبير والإفصاح عن ذاتها في البيت الرابع.
1- الألم والأمل
2- عزف وآهات تثمل
3-لحن ووجع وقيثارة آلام
أتمنى أن أقرأ مشاركات في تناول بقية مقطوعات القصيدة.