لي تعليق بسيط على هذه الفقرة من مقالة الشيخ الظاهري

يقول:

(في شعرنا العربي القديم إلى عهد النهضة الحديثة علمانية كثيرة تتجلى في خلاعة ومجون أبي نواس والحمادين والخليع وأضرابهم كما تتجلى في كفريات أبي الطيب وابن هانيء وفي شكوك وجبرية أبي العلاء وابن شبل
ومدرستهما،ولكنها تفسر بحسن نية،لأنهما نتيجة مسلمة لإيمانهما بأن أعذب الشعرأكذبه،وأن الشعراء يقولون مالايفعلون،وبأن اتخاذ الشعر رسالة لم يتبلور في تلك العصور وبأنالنشاط العلماني المعادي لتاريخنا عقيدة وسلوكا لم يتبلور مذهبا في الشعر،لأن الحماس الديني قوي ،والجمهور ينددون بالهفوات العلمانية.)

وأقول :

أنا لا أعلم سببا لإيجاد التبريرات والأعذار لبعض شعراء العصر القديم في مجونهم وخلاعتهم وشكوكهم
وكفرياتهم ،وأين حسن النية من ذلك،وكيف يحكم بأنهم كانوا يقولون مالا يفعلون،فقد يوجد العذرللبعض
بدراسة شاملة تقارن بين حياتهم وأشعارهم .
وأنا هنا لا أريد تحديد اسماء معينة لأن الموضوع شائك ولكن لنأخذ شعراء المجون والخلاعة
كمثال وسنجد فعلا أنهم كانوا يقولون ما يفعلون ومن يدرس سير حياتهم ويقرأأشعارهم يقر
بأنهم كانوا دعاة للتحلل والفجور والتمرد على الدين والأخلاق،وقس على ذلك
والحق يقال أن الهجوم على الدين في عصرنا الحاضر قد أصبح
منظما تحت مظلة مؤسسات كبرى وبتخطيط مدروس
لكن كل ذلك لا يعطي مبرر حسن النية لشعراء العصر القديم