ولجوء بعض الشعراء إلى استقراء كتب العروض في وزن قصائدهم خطأ في نظري إذ الصواب استقراء المستعمل والذوق الشعري المستقر،
أخي محمد:
أنا معك في أن لا شيء ينمي مهارة الشاعر كالقراءة لكبار الشعراء.
وذلك يغني عن القواعد، ولكن في سبيل الإسهام قدر الإمكان في التقعيد لمن لا يجشم نفسه ذاك العناء وعلى طريق تنمية الوعي بما تفضلت به، وسد هذه الثغرة في كتب العروض، ما رأيك لو صغنا ما تفضلت به، بالقول رقميا:
إن آخر الصدر (مع الوعي على جواز انتهاء صدر المتقارب والهزج بمتحرك) دائما 2* أو 3* ولا يكون 2 أو 3 ( هنا 2* و 2 كما في م/ع) إلا في الحالات التالية:
1- إذا انتهت آخر كلمة في الصدر بأحد الضمائر المتصلة التالية ( وربما تكون هنا حاجة لللتفصيل ):
مَلِلتُ مُقامَ يَومٍ لَيسَ فيهِ ...... طِعانٌ صادِقٌ وَدَمٌ صَبيبُ
وَما بِكَ غَيرُ حُبِّكَ أَن تَراها ...... وَعِثيَرُها لِأَرجُلِها جَنيبُ
فَيا لَيتَ ما بَيني وَبَينَ أَحِبَّتي ...... مِنَ البُعدِ ما بَيني وَبَينَ المَصائِبِ
إن الفتى مات مسموما فأين هم (و) فليثأروا فيه وليقضوا على الجاني
إِذا طَلَبوا جَدواكَ أَعطوا وَحُكِّموا ...... وَإِن طَلَبوا الفَضلَ الَّذي فيكَ خُيِّبوا
وَهَبتَ عَلى مِقدارِ كَفّى زَمانِنا ...... وَنَفسي عَلى مِقدارِ كَفَّيكَ تَطلُبُ
2- إذا انتهت الكلمة بحرف مد وكان من أصل حروفها:
وَأَنتَ المَلكُ تُمرِضُهُ الحَشايا ...... لِهِمَّتِهِ وَتَشفيهِ الحُروبُ
يَقولونَ تَأثيرُ الكَواكِبِ في الوَرى ...... فَما بالُهُ تَأثيرُهُ في الكَواكِبِ
واللَّيالي الَّتي تَمرُّ وتمضي ...... ألَّفَتْ بين مقلتي والسُّهاد
3- بعض الأبيات المدورة
دَرَّ دَرُّ الصِبا أَأَيّامَ تَجريـ ...... رِ ذُيولي بِدارِ أَثلَةَ عودي
مَعَجَت بِنا فيها الجِيا ...... دُ مَعَ الأَميرِ أَبي مُحَمَّد
وربما تكون هناك حالات أخرى.
المفضلات