** إن 2 1 3 في آخر عجز الخفيف كما هي في آخر عجز الكامل تعطي موزونا طريفا سائغا يتفق مع التنظير الرقمي في مجال التخاب بعد الأوثق. ولكنه ليس شعرا لأن الشعر ما قالت عليه العرب وأثبته الخليل. **

http://alarood.googlepages.com/006-rajaz-kamil.htm

هل يجب أن نأخذ هذه الملاحظة المقتطفة من الرابط أعلاه كمسلمة رياضية لا تقبل النقاش و لا التبرير ؟
أم يمكننا أن نطرح التساؤل ، و نعرف : ما الذي يخرج وزنا مستساغا من الشعر ،؟
أو على الأصح ، ما الذي يمنع دخول وزن مستساغ حرم الشعر و ساحته ؟
ثم لماذا يبقى الشعر محصورا فيما قاله الخليل من زمن بعيد ، بينما أغلب العلوم تعرف الإضافة و التطوير و التعديل أحيانا كثيرة ؟
أليس هذا حجر على الإبداع الذي قد يثري الذاكرة الشعرية لأجيال قادمة ؟
*********
إن فكرة استبدال التفاعيل بالأرقام ، تهيء جوا مواتيا للّعب بالمقاطع الرقيمة كما لو كنا على رقعة شطرنج ، لكل رقم خواص و لكل مقطع مميزات و لكل نسق تمظهرات ، كلها تسير في سبيل تحقيق هدف واحد ، التربع على عرش الشعر .
و أعتقد أن من تمكن من فهم قانون اللعبة ،و ضبط الأوزان و الإيقاعات ، أن يكتشف تراتبا جديدا لم يسبق إليه أحد ، لا يخرج عن القواعد العامة للوزن ، و لا يتطابق مع ما أبدعه السابقون .
ربما كان الأمر غير وارد أو غير مقبول ،قبل العروض الرقمي ، لكن هذا الأخير ،
لا يجب أن يرتبط بالتفاعيل ، تحكمه و تكبح جماحه ، لأنه يفكر فيما قبل التفاعيل ،
يسبق ظهورها ، و يتناول بالدرس العملية التحليلية للوزن ، و التي كانت التفاعيل مظهرا فقط من مظاهرها ،لتقريب الفكرة بما كان متاحا حينها لدى الخليل و معاصريه ، و بما كان متوفرا من الأنماط الشعرية في مجتمع شبه مغلق و تواصل محدود ، و استكشاف مرهق .
هذه ليست ثورة على الخليل ، و لكنها ربما تكون أحسن رد لجميله ، حينما نكشف عما قضى الخليل رحمه الله ،دون أن يتمكن من التعبير عنه و إخراجه للوجود لسبب أو لآخر.
و هذه المهمة - مهمة التجديد و التطوير -هي لصفوة الصفوة ، من أدركوا أسرار العروض ، وانصهروا في دوائره فهما و تأملا و اكتشافا و إبداعا ، و جاء الرقمي ليضع لهم اللبنة التي بفضلها اشتد البناء و قام ، اللبنة التي بدونها يسقط كل مشيد ، و يهوي كل مرتفع .

أنتظر رأيكم في هذه الخربشة الفكرية .