شمولية الإيقاع :



هذا الكون بديع الخلق ، متقنع الصنع ، يعد التأمل فيه من صميم العبادة ،

و هنا يحضرني ما قاله الرسول صلى الله عليه و سلم :

لقد نزلت عليَّ الليلة آيةٌ ، ويلٌ لمنْ قرأها ولم يتفكر فيها :

(( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ..))

فالمتأمل في هذا الكون يصل للكشف عن ذلك التناغم الحاصل بين المخلوقات،

فيبحث عن الرابط بينها جميعا ، و الذي يجعلها متجانسة منسجمة مع بعضها.

إنه الإيقاع .

و الذي يوجد في كل شيء يحيط بنا ، سواء أدركناه أم لم ندركه.

وأعتقد أن الرقمي و الذي قد جاء ليعبّر علم العروض الخليلي ، و يغوص في فكره،

إنتقل من النظر في أوزان الشعر العربي، إلى الكشف عن الميزان الذي

يختفي وراء كل دقائق الأشياء ، ليفتح بذلك آفاق علمية

واسعة ، تسلط الضوء على مجاهل المعرفة ،

وكذا المناطق التي لا تزال مظلمة في الفكر الإنساني .

فحين أخرج الرقمي عملية البحث من ضيق الحروف ،

إلى رحابة الأرقام ، كان قد أهدى إلى العالم مفتاح التغيير للأفضل .و الأشمل ،

و لم يعد الشعر الذي كان مجالا و مادة للبحث ، سوى فرعا من فروعه .


..... يتبع