الأخت الأستاذة أم فراس

يتقدم شعرك، والواجب مساعدتك للمضي في التقدم وهذا لا يكون إلا بالمزيد من التوجيه بل والنقد. فكلما ارتقى الشعر يرتقي مقياس نقده. فيما يلي موضوع أتمنى أن تجديه مفيدا.


http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=46016


القافية المتمكنة والقافية القلقة

من شروط جودة القافية أن تكون متمكنة في مكانها من البيت ومن تمكنها أن يكون ما قبلها من البيت كأنه يتطلبها أو يشير إليها ، ، وذلك بفعل الانسجام المعنوي بين القافية وما قبلها ، حتى أن المستمع أحيانا يستطيع أن يعرف نهاية البيت من الصدر ، وذلك كقول الشاعر :

سريع إلى ابن العم يلطم وجهه .......وليس إلى داعي الندى بسريع


وفي المقابل فإن من عيوب القافية أن تكون قلقة في مكانها ، أي أنها غير منسجمة معنويا مع ما يسبقها من البيت ، أو أن غيرها أفضل منها على محور الحضور والغياب ، ويكون ذلك بسبب أمور منها :-
كونها تفسد المعنى ، كقول الشاعر :

فرميت حبة قلبه عن شاته .......فأصبت حبة قلبه وطحالها


فإن عاطفة الحب لا تصيب الطحال ،ولكن الشاعر استدعى هذه الكلمة على محور الحضور والغياب من أجل القافية أو للسبب اللفظي .
ومن مسببات قلق القافية أن تكون غير دقيقة في إفادة المعنى كقول الشاعر :

استأثر الله بالوفاء وبالحمد .........وولّى الملامة الرجلا

فالشاعر استدعى كلمة الرجل على محور الاختيار من أجل السبب اللفظى وهو القافية ، والمعنى بستدعي أو يتطلب حضور كلمة الإنسان ، وغياب كلمة الرجل من على محور الحضور والغياب .
فالإنسان يفكر وهو يتكلم ويتكلم وهو يفكر .